|
دولة الاحزاب ام دولة المؤسسات
محمد مزيد
الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 02:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل هي دولة احزاب ، ام دولة مؤسسات ، تلك التي تمسك بزمام الادارة الحكومية في بلادنا ؟ يقول النائب بهاء الاعرجي في لقاء متلفز على قناة البغدادية انها دولة الاحزاب ، هذا يعني بكل بساطة اننا واقعون تحت رحمة اناس ( كل واحد يجيب النار لكرصته ) ، وبالتالي فأن كل السلوكيات الادارية ،منها الصحيحة وهي نادرة جدا في عراق اليوم ، وغير الصحيحة المتمثلة بالفساد والكومشينات والتعاملات المريبة ستقوم حتما على نظرية ( شيلني وشيلك ) . والمشكلة كما نعتقد ، ليست في السلوكيات الادارية المشينة التي نشهدها اليوم ، وانما تذهب الى العمق من التكوين البروكاندي للدولة العراقية الحديثة ، من تلك اللحظة التي جاء بها بريمر ليكون حاكما على البلاد ، والكيفية التي تمت فيها تأسيس دولة الاحزاب ، حيث نعرف ان الكثير من هذه الاحزاب التي مسكت السلطة وزميلاتها ممن يعاونها جاءوا بخبرات معدومة في ادارة الدولة وبالتالي كان لابد ان يحدث الارباك والفوضى في تشكيل ما تبقى مما هدمه السيد بريمر، فضلا عن روح الثأرية والانتقام التي سادت سلوك " المناضلين " الذين تولوا الادارة الحكومية ، طبعا نستثني البعض القليل الذي نعرفه ممن كانت قضيته العراق كبلد يعيش في اقسى ظروف الطغيان والدكتاتورية والعزلة والحصار المقيت وحاول جاهدا ، حين جاء مع الاخرين الثأريين ، ان يرتفع بمستوى الاداء الحكومي الى الطريق الصحيح ، غير ان عصابات النهب المشروع وغير المشروع اوصدت الابواب بوجهه وجعلته يغني لوحده خارج السرب . دولة الاحزاب ايها الاخوة جعلت روح المواطنة التي ننشدها في سلوك الموظف العراقي شبه معدومة ، اذ لاتجد من يتحدث عن قيمة وفخر وكبرياء المواطنة في زمن اصبح فيه الكثيرون يبحثون عن الغنيمة ، عن الكعكة ، عن الدسومة ، اينما وجدت اليها السبل . قصص محزنة نسمعها يوميا عن خريجي الجامعات كيف يعانون بحثا عن التعيين من خلال طرق الابواب التي يتوهمون ان تفتح لهم لايجاد مكان وظيفيا في دولتنا العتيدة ، اغلبهم يعودون الى بيوتهم خائبين وهم يرددون اقوال غيرهم ممن سبقهم الى الوظيفة اذا لم تكن في الحزب الفلاني فانك لن تستطيع ان تقبل في هذه المؤسسة او الوزارة او المنشأة ..! دولة الاحزاب ، يعني ان الفساد الذي يتم اكتشافه من قبل هيئات النزاهة يغطي عليه ويخرج الفاسدون كالشعرة من العجين لا من شاف ولا من درى ، وبالتالي سيستمر النهب الى ما شاء الله من دون ان يفكر هؤلاء القيمون على الامر بالسمعة والشرف والاخلاق والكبرياء .. ان خلفيات الانتقام والفقر التي شكلت جزء من تاريخهم في الخارج والتي جاء بها بعض " المناضلين " وقد تبوءوا المراكز المهمة وبعضهم العليا في الدولة لن تشبع نهمهم في الفساد ، يظنون ان من يجلس على كرسي المسؤولية يعتبره ملكا عضوضا للخلفوه ، ولايدري ان الله يرى ويسمع ، وعقابه ينزله في الدنيا قبل الاخرة . وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .
#محمد_مزيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة قصيرة
-
الثقافة العراقية والتسييس المهمش
-
رد على نقد
-
الناشر والبوكر وحارس التبغ لعلي بدر
-
صحراء نيسابور
-
نجيب محفوظ .. الصانع الامهر
-
كيف ينبغي قراءة نجيب محفوظ
المزيد.....
-
على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا
...
-
في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ
...
-
بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل
...
-
هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
-
مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ
...
-
مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
-
حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
-
دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با
...
-
كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو
...
-
طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|