أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الداودي - -ابداع الحقيقة- زاباتيا ضد اعلام الغدر والعار/اعلام الرماد والغبار














المزيد.....


-ابداع الحقيقة- زاباتيا ضد اعلام الغدر والعار/اعلام الرماد والغبار


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 01:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




"ابداع الحقيقة"
عندما نرفض أن نكون مُسْتَعْلَمين فإنه لا يتوجب علينا فقط رفض الخديعة لوقت طويل ورفض تصديق ما تقوله لنا الصحف وهضم ما يقدم لنا، إنه علينا كذلك أن نُعرض عن وسائل الإعلام. لا يتعلق الامر فقط وأساسا بالنفاذ إلى المعلومة وإلى التكنولوجيات المختلفة بل بإكتشاف الحقيقة وخاصة انتاج حقائق جديدة لا يُمكن أن تُبدع إلا عن طريق تفردات منصهرة في شبكة تواصل.
وحتى إذا كانت المشاريع السياسية الهادفة إلى توفير المعلومة مهمة فإنها تصبح بسهولة مخيبة للآمال. إنه بإمكاننا أن نتخيل انتفاض مواطني الولايات المتحدة وقلبهم لحكومتهم في صورة عرفوا حقيقة أفعال هذه الحكومة والجرائم التي ارتكبتها. ولكن، في الواقع، حتى اذا ما اطّلعوا على كل كتابات تشومسكي وقرؤوا كل الوثائق التي سربها ويكيليكس فإنهم سوف يصوتون بالتأكيد لنفس السياسيين وسوف يعيدون إنتاج نفس المجتمع وبنفس الطريقة. إن المعلومة لا تكفي. وكذا الأمر نفسه فيما يتعلق بنقد الإيديولوجيا بصفة عامة. فكشف حقيقة السلطة لا يمنع الناس من النضال من أجل عبوديتهم وكأنما يدافعون عن تحررهم. ولا يكفي كذلك فتح مجال فعل تواصلي عمومي. فالمُُسْتَعْلَمُ (في سوق الاعلام) ليس وعيا مستلبا بل هو مدجّن الشبكة، نبهان المنبهر (المزبهل).
لا بد من ان نصير تفردات حتى نتمكن من التواصل الفعال صلب الشبكات. فالمشاريع الثقافية المعروفة كانت علمتنا كيف نستعيد ذواتنا حتى نتجاوز الإستلاب. فهي مشاريع مضادة للطريقة التي كان المجتمع والايديولوجيا قد وظفها من أجل فصلنا عن أنفسنا وهي بالتالي محاولات لإيجاد شكل من الإمتلاء والصدق التي عادة ما تعبّر عن نفسها بأشكال فردية. فأن نصير متفردين يعني أن لا نكتفي أبدا بأن نكون مماثلين تماما لأنفسنا. فالتفردات تُعرف بكونها متعددة في داخلها ومن حولها علاقات غيرية أخرى. وعلى ذلك فإن طريقة تواصل وتعبير هذه التفردات بشكل شبكي ليست إذن فردية وإنما جماعية وهي لا تنفك تعمل وتساهم في ابداعنا جميعا مع بعضنا البعض.
فأن نكف عن كوننا مستعلمين لا يعني رغم ذلك أن نكفّ عن التفاعل مع وسائل الإعلام. فحركات 2011 عُرفت في الواقع بنشاطها الشبكي الإجتماعي. مطلوب إذن أن نغيّر علاقتنا بهذه الوسائل الإعلامية. فنحن نستطيع أولا كتفردات أن ننفذ بكل سلاسة وحرية إلى صلب تلك الشبكات. ثم اننا نستطيع أن نجبّح كالنحل في مسارات جديدة ونستطيع أن نبني أنسجة وأسرابا مستحدثة. يلعب شكل التنظم السياسي هنا دورا حاسما. يتواصل جمهور التفردات الاّمركزي بصورة عرْضية وهو ما يناسبهم ويتناسب مع وسائل الإعلام الإجتماعية. فالمظاهرات والحراك السياسي لا يحدث اليوم جراء تعليمات نظامية تصدرها لجنة مركزية بل عن طريق إلتقاء ونقاشات عديد المجموعات الصغيرة. ونفس الشيئ يحدث كذلك بطريقة انتشار ارسالي فيروسي في الأحياء الشعبية والمناطق الحضرية.
ثانيا، تصبح وسائل الإعلام في خدمة الإنتاج الذاتي الجماعي. فنحن لا نستطيع ابداع حقائق جديدة إلا بوضع حد لنمط وجودنا الفردي من أجل تكوين أنفسنا عن طريق علاقات المغايَرة ومن خلال انفتاحنا على لغة مشتركة. إن إنتاج الحقيقة هو فعل ابداعية لغوية جماعي. فقد يحدث أن يتحول خلق ونشر شعارات سياسية في المظاهرات إلى إنتاج للحقيقة. فخطاب تسعة وتسعون بالمائة ضد واحد الذي تشكل أثناء حركة أوكيباي مثلا، يسلّط الضوء على واقع التفاوت الإجتماعي ويشارك بشكل كبير في تغيير مفردات النقاش العمومي. وأما الشعار الأرجنتيني لسنة 2001:" فليرحلوا جميعا" فذلك مثال أكثر تعقيدا. فهو لم يكن يعبّر فقط وبطريقة مكثفة على فساد السياسي والأحزاب السياسية والنظام الدستوري في حد ذاته وأنما أيضا على إمكانية قيام ديمقراطية اشتراك جديدة. إن مثل هذه الإنتاجات للحقيقة تعني أيضا ابداع عواطف سياسية بالتفاوض على ما يلزم وجودنا الجماعي وان التعبيرة الجماعية عن هذه العواطف هي التي تشكل حقيقة جديدة.
يستوجب التواصل الصادق بين التفردات المتشابكة نتيجة لذلك نوعا من التخييم أي تعلّما ذاتيا وانتاجا ذاتيا لمعرفة تتحقق ميدانيا مثل تلك التي نتجت عن تملك الطلبة لفضاءاتهم. فالحظة تبدوا سحرية من قبيل احتفالي لأن الوجود الجماعي يُنتج ذكاء جماعيا ونوعا جديدا من التواصل. فلقد أخذت حقائق عديدة في الظهور عبر مجالس النقاشات بما فيها من اختلافات واتفاقات في مختلف ميادين 2011 أي التحرير وباب الشمس وزيكوتي. وتشكلت عدة فرق عمل ولجان مكلفة بمواضيع متنوعة كالحق في السكن والمصادرة وعلاقات الأجناس والفئات بما فيها من عنف. لقد تطورت متجارب تدبير ذاتي ووسائل إنتاج وتداول للمعرفة. اذ يشهد كل من خبر تجربة التخييم أو الإعتصام على ولادة معارف وعواطف جديدة صلب الكثافة الجسدية والفكرية لتلك التفاعلات.
إن أهم مثال على الإقتدار التواصلي لهذا الإفتكاك هو تجربة الحكومة الزاباتية الأوتونومية (المستقلة ذاتيا) في التشاباس والتي امتدت على عشرات السنين. فلقد عرف الجيش الزاباتستي للتحرر الوطني دائما بإستعماله الخلاق للإعلام وخاصة من خلال بياناته الالكترونية واعلاناته وتصريحاته المرسلة عن وطريق النات انطلاقا من غابة لاكوندون الإستوائية. ولكن الخلق الحقيقي يتعلق بشبكات التواصل وبالحقائق السياسية التي أنتجتها ممارسات الحكم الذاتي للزاباتستيين. وتتواصل إلى اليوم محاولات قلب هرمية النوع والهرمية الاجتماعية داخل هذه الجماعة. وكذلك الانفتاح على ممارسة كل المسؤوليات الحكومية واتخاذ القرارات السياسية التي تعطي للزاباتية معنى وواقع المشروع الزاباتستي الملموس كما تذكر بذلك شعارات "لنحكم من تحت" و" لنتقدّم ونسأل" وكفاية".
طوني ناغري ومايكل هارت 2013



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ثورة- المرتزقة!!!/حكم المرتزقة /-المرتزق والوطني- -المرتزق ...
- من أجل تنظيم المشترك على أنقاض يمين/ يسار رأس المال
- لا باللّيبرالية الملونة ولا بيمين الدولة ولا بيسار الدولة وا ...
- المجالس الثورية المواطنية/الآن أو أبدا
- لماذا تركع أحزاب النظام بما فيها استبداد أحزاب اليسار الايدي ...
- رأس المال الخاص هو رأس النظام الرأسمالي/ عقد الحياة والعدالة ...
- حُمر النظام البنكي. هل تكون ثورة المستدينين/المدينين/المتداي ...
- صناعة الخزف/الانتقال أم التأسيس/السلطة المؤسِسة أم سلطة الار ...
- دستور غوغل ويكيبيديا أنكارتا أم دستور الشهداء/ الحركة الثوري ...
- وما رأيت إذ رأيت
- الإرهاب فضيحة/النضال حب
- اذا التقى فاسدان يحذف الفرق/الفساد الثوري/الفساد اللغوي/ عند ...
- كَيْفْمَتَيْنْ يتمكّن وأين يكمن اسقاط الكُليان الكياني للنظا ...
- نزيف اضطراري
- أنا سمكة سوف ترمي نفسها في البحر في السنة المقبلة
- البيوثورة/ ما معنى الاسقاط البنيوي للنظام القائم دولة ومجتمع ...
- كوني جميلة لتحلمي
- 2014. إلهي إلهي هبنا عاما جديدا ولو بعد ألف عام
- 2014: الحركة الثورية البقاء لله وبعد، تكتيك المعركة: عدم فعل ...
- نيسان/أبريل


المزيد.....




- مشهد ناري مضاء بالمشاعل على مد النظر.. شاهد كيف يحيي المئات ...
- من الجو.. نقطة اصطدام طائرة الركاب الأمريكية والمروحية العسك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تسلّم الرهينة الإسرائيلية في قطاع غزة ...
- ضغوط وحرب نفسية وسياسية.. ما المراحل المقبلة من تنفيذ اتفاق ...
- سقوط قتلى إثر تحطم طائرة على متنها 64 شخصا بعد اصطدامها بمرو ...
- تواصل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة دعوة حكوم ...
- تحطم طائرة ركاب تقل 64 شخصًا بعد اصطدامها بمروحية عسكرية في ...
- مبعوث ترامب يوجه رسالة لمصر والأردن
- أنباء عن وجود بطلي العالم الروسيين شيشكوفا وناوموف على متن ط ...
- شبكة عصبية صينية أخرى ستضرب إمبراطورية ترامب للذكاء الاصطناع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الداودي - -ابداع الحقيقة- زاباتيا ضد اعلام الغدر والعار/اعلام الرماد والغبار