أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي حرك - الإقتصاد المصري القديم, والمستقبل














المزيد.....

الإقتصاد المصري القديم, والمستقبل


سامي حرك

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 16:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


دَرَجَ كُتاب التاريخ على ان يتحدثوا عن مراحل تطور الإنسان القديم وكأنه كيان واحد, إنتقل من العصر الجليدي ثم إلى العصر الحجري فالبرونزي فالحديدي ... إلخ, وفي رأيي أن في ذلك مجافاة للواقع الحضاري والمنطق الطبيعي!
كانت "الكنانة" – كما وصفتها في مقال سابق, وعنوان كتابي القابع بالمطابع – ولأسباب علمية موضوعية تمامًا, هي المعمل الحضاري الإنساني, تفرخت فيه وتفرعت منه أسس ومبادئ المظاهر الحضارية الأولى للوجود, وبالتالي لا يجوز ولا يُعقل رصد التطور الإقتصادي والسياسي لتلك الجماعة الرائدة وكأنه موازٍ ومساوٍ لتطور الحياة في كهوف أوربا أو صحاري وجبال آسيا أو غابات أفريقيا!
نجح إنسان الكنانة في تسخير النهر العظيم, بترشيد إندفاعة مياهه في فروع ومخارج عديدة, وتنظيم إستخدامها بالسدود والقنوات, وبالتالي تأسيس أول منظومة زراعية, ومن ثم سلوك خطوات تطور سياسي وإقتصادي خاصة بتلك المنظومة النهرية الزراعية!
غني عن البيان والتفصيل أن ذلك النجاح لم يكن وليد عمل فردي, بل هو بالأساس عمل يستحيل إنجازه إلا بقوة منظومة جماعية, عبَّر عنها ملوك محاولات التوحيد المبكرة برفع علامة الـ "مر" المميزة, والمفروض أنها ليست إلا أداة زراعية تستخدم في تطهير مجاري المياه, بينما يشير إستخدامها الملكي رمزًا للإنتصار في إزالة عوائق سيولة النهر, إذ أن ذلك كان عملاً قوميًا مصريًا, تحركت من أجله الجيوش!
صار الإقتصاد المصري القديم في ذلك الزمان الكناني وما تلاه لعدة آلاف من السنين, هو القوة الإقتصادية الكبرى في الوجود!
إحترام الخصوصية وتشجيع المبادرة الفردية, مفهوم وموجود, مصان ومرعي, وبه إزدهر الفن والإبداع, إلا أن تلك الفردية كانت محددة ومسورة بسياج عالية, هي المصلحة العامة, والملكية الجماعية للمصدر الأول للإنتاج, وهو النيل, وبالتالي حتمت الضرورة وجود ممثل قوي لتلك المصلحة العامة وذلك العقار الشائع, يوظف لحسابها طاقة الفرد, ويحميها من نوازع الغرائز وزلات الطموح الشخصي!
لا يستطيع أي عالم مصريات أن يُكابر في حقيقة ملكية الدولة المصرية القديمة, ممثلة في مؤسستها الملكية, لأهم وسائل الإنتاج! كذلك في إلتزام تلك المؤسسة بأوجه الإنفاق العام!
وعلى هذا نستطيع بناء معادلة رياضية تقول أن:
قوة وإزدهار الإقتصاد المصري القديم = قوة ووحدة المؤسسة السياسية!
وبنفس المنطق تنشأ معادلة عكسية, هي:
ضعف الإقتصاد المصري القديم = قوة النزعات الفردية والتطلعات الشخصية!
هكذا كان الحال في الزمن المصري القديم بعد أكثر من ثمانية وعشرين ألف سنة كنانية:
• قوة وفورة حضارية بين زمن التوحيد الثاني (4500 ق.م), أو ما يُعرف بحضارات نقادة الأولى والثانية وجرزة والمعادي لحوالي ألف ومائتي سنة, تلتها عشرات من سنين الضعف السياسي والإقتصادي.
• قوة وإزدهار إستمر ألف سنة كاملة, من زمن مينا موحد القطرين (3200 ق.م), حتى نهاية الأسرة السادسة (2200 ق.م), تلتها مائة وأربعون سنة مقسمة على أربع أسرات مفككة, أرهقت الدولة ونظاميها السياسي والإقتصادي.
• عودة القوة والإزدهار للسياسة والإقتصاد بداية من الأسرة الحداية عشر (2060 ق.م), ما يقرب من خمسمائة سنة, ثم بدأ السوس ينخر بتضخم النزعات الفردية, بسبب الإيواء الفردي للهمج الهكسوس ورعونة الإستجابة الخنوعة لتوسلاتهم الخبيثة, حيث أعطى من لا يملك لمن لا يستحق, مما ألحق أضرارًا جسيمة بالبلاد!
• بطرد الملك "أحمس" للهكسوس (1580 ق.م) تعود القوة إعتبارًا من الدولة الحديثة لألف سنة جديدة, ولا تنقطع إلا بمعاودة تضخم الذوات الفردية, مما سهل مهمة الغزاة, فرس وآشور وإغريق ورومان وعرب وترك!
هكذا يمكننا رصد حال الدولة المصرية القديمة, وتطبيق معادلتنا الرياضية على مراحلها المختلفة, بما يستدعي كل الإنتباه في المستقبل, هاهي دروس إقتصادية مجانية, مصرية خالصة, قدمتها لنا خبرة آلاف السنين, فإن نسيناها أو تناسيناها تحت أوهام الحداثة, إشتراكية أو رأسمالية, من الشرق أو الغرب, فسيكرر التاريخ دروسه وعقوباته المؤلمة.
• الحد من تضخم ثروات الأفراد, بتطبيق من أين لك هذا؟ وبالضرائب التصاعدية!
• تجريم إقامة كيانات موازية للدولة, وإعتبار من يفعل ذلك مرتكبًا للخيانة العظمى!
لا بديل عن قوة الدولة, وإمتلاكها للمصادر الأساسية لأدوات الإنتاج, ولابد من وضع حدود حازمة وكوابح مانعة للجنوح الفردي, الإقتصادي والسياسي!
نُدرة الكفاءات والفساد البيروقراطي في مؤسسات الدولة الحالية حقيقة مفزعة, يجب مواجهتها, ويبدأ الحل من تحجيم عدد العاملين فيها وعدم تجاوز المعدل العالمي للإقتصاد الجيد (1% من عدد السكان), إنما لن يكون ذلك بالتفريط وهدم المؤسسات أو خصخصتهم جميعًا, على طريقة قتل الأم والأب والجنين من أجل مصلحة الطبيب!



#سامي_حرك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلات سلامات .. للستات!
- قيامة أوزير وميلاد المسيح
- رفع العَلَم - رفع عمود جد
- فعاليات موسم الحج إلى أبيدوس
- قصة شجرة الكريسماس
- لصوص ومسوخ الحضارة
- أفريقيا: بيت العيلة!
- عيد الأضواء .. شعب الله المجنون
- عيد الميلاد
- ذاكرة النجاح
- نعم لدستور الخماسين
- لعبة السنة
- آمون المستقبل .. الإيمان بالغيب
- عواصف دستور الخماسين
- التمييز الإيجابي .. بوليصة تأمين
- اللغة العربية في حالة الموت السريري
- بنتكلم مصري ؟
- مصر جزء؟؟؟ صياغة كارثية للمادة الأولى
- مصطلحات وأنواع الرياضة المصرية القديمة
- كتابة التاريخ بالإنجازات


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي حرك - الإقتصاد المصري القديم, والمستقبل