عمر حمَّش
الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 12:56
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدا ( 3 )
عمر حمَّش
اعتراض!
هوى من رحمها مثلُ صيدٍ وقع، لفوه بقماشةٍ؛ فشاخ، وثغرُهُ الدقيق نطق: أعيدوني!
تديّن!
توضأ، صلي، ركع، سجد، أقام الليل...إلتحي، سبّح، وضع المسك، بلباسه
( الشرعي ) مثل رسول خطا .. لكنّ الناس قالوا: جارنا لا يعرفُ الله!!..
احتراف!
من نافذته الصغيرة طاف، كما شاء في نجوم المظلة الزرقاء، شرع محبورا يمارسُ فنَّ القطاف، لكنَّ واحدةً ظلت بعيدةً معلّقةً مثل فانوس؛ استعصت، وما لانت، فداعب قلبها، حتى مالت، ثمَّ استحلب حرارة الشفتين المشتعلتين....... هوَت عندها، وتعلّقت جوهرةً على راحتيه!
بداية!
لحظة ميلاده؛ سمع الزغرودة، ومتّعه مرأى الرقص، لكنَّ صوتا آخر جاء... وشرع يدقُّ، ويمارس فنَّ اللطم!
أمل!
الليلُ .. يلهثُ في الليل..يحكون له عن ضَوءِ الشمس... وهو منذ ولِد؛ يجري في قعر الليل؛ فلا يجدُ موطئا لقدميه!
طلب أخير!
قالت وهي تئنُّ على جنبها:
وددتُ ببحيرةٍ، فيها بطٌّ يسبح، وعلى ضفافها غزلان تشرب، وبضعُ نوارس على دوائرَها تطوفُ!
قال: فقط!
قالت: وفي خطوي إليها حديقة ورد يموج!
ثمَّ برفقٍ شهقت، كي تموت!
اغتيال!
رقب الصبيُّ الشمس، حتى لامست البحر؛ صاح، وهو يهرولُ: ..صارت.. قِربة!
ولمّا البحرُ ابتلع الشمسَ؛ استدار؛ تدهمه رغبةُ العويل!
غصن!
الغمدُ قام؛ يبكى سيفَه..!
ترنّحَ في زقاق التاريخ.. انغرس شاهدًا لقبرٍ قديم؛.. صار يذوي، انقلب غصنًا، ينثرُ دمعا على العابرين!
حب!
الابتسامةُ التي أسقطتها نافذة الصفيح؛ راوغت ذراعي كائن الظلام.. وهو يشهقُ خلفها؛ ويراها تفاحة جنّة تدحرجها الريح!
#عمر_حمَّش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟