|
اختلاف الرايات .. حقيقة ام هرطقة
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 12:42
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
لا نأتي بجديد اذا قلنا ان داعش تسلقت بسرعة عجيبة على اكتاف التيارات التخريبية المختلفة الموجودة في كل من سوريا والعراق على حد سواء ،فمن نيسان 2012ولحد الأن هو عمر قصير امام ما حققته من قتل ودمار وتوسع في القطرين ، ولكن تزداد الدهشة اذا ماعلمنا ان هذه التنظيمات هي قد أعلنت بصورة واضحة لالبس فيها ،انهاولادة القاعدة الأرهابية ومع ذلك نجد انها تحمل السلاح الأمريكي والغربي ،وتنال دعما ً سعوديا ً واضحا ً ،ومعلوم ان السعودية صنيعة امريكية ولايمكن ان تتقدم بفعل مثل هذا دون موافقة أو غض النظر من الجانب الأمريكي . واذا كانت سوريا قد اخذت على غفلة ودون ان تنتبه لنمو هذه الوحوش الزاحفة بأتجاه المدن السورية ،كون الجيش السوري كان بالأصل يواجه تيارات مختلفة قبلها، كان يبرز منها ويتصدرها ما أطلق عليه الغرب بالجيش الحر ، وامده بالدعم المالي والعسكري والأعلامي ، فأن العراق كان يمكن ان يعتبر بما حدث في سوريا من قبله وكان عليه ان يرد بردود حازمة تتناسب مع مستوى الخطر والتحدي ،وكان عليه عدم السماح بانتشار هذه العناصر بالعمق العراقي لأي سبب كان وتحت أي مسمى ،وكان يتوجب تحصين الحدود العراقية وعدم تركها سائبة وقد قلنا هذا من قبل وبفترات مبكرة ،ولم تكن مثل هذه النظرة تحتاج عميق تفكر أبدا ًفقد كانت الصورة واضحة جلية والتهديدات مكشوفة ،ونعتقد ان الجهات العسكرية والأمنية في العراق قد رصدت ذلك غير ان القرار المبكر الحازم كان مفقودا ً ،وقد استغلت هذه الجماعات تفرق الأتجاهات في سوريا لتنمو بحرية واضحة وتثبت نفسها وترفع رايتها مزيحة الكثير من الرايات التي سبقتها على الساحة السورية ، واستغلت حالات الحرمان التي تطال فئات واسعة من الشعب العراقي لتتغلغل في العمق العراقي وتصبح وحش اسطوري ينمو بسرعة رهيبة ،اطرافه المحركة تنطلق من الرياض وبمباركة تل ابيب وراسه الذي ينفث النار في سوريا ولبنان والعراق وقد يمتد أكثر . ان هذه التنظيمات هي خطر ليس فقط على الدول التي نشرت فيها لأغراض مدروسة بل انها ستكون خطر على العالم بأسره وبضمنه الدول التي استولدتها ودعمت ولادتها وساندت تكاثرها ،وليس أصدق على ما نقول اكثر مما نشاهد من ردود أفعال من الدول التي كانت تساندها بالمساعدات والأعلام ، والتي أعلنت أكتوائها بنيرانها ووصول شرورها فقد شرعت الحكومة التركية في بناء جداريين امنيين فاصلين للحدود التركية السورية ،أولهما في منطقة نصيبين بالقرب من القامشلي ،والثاني في محافظة هاتاي القريبة من باب الهوى السوري ،واعتبر مراقبون الخطوة التركية بداية النهاية لسياسة الباب المفتوح التركية مع السوريين، وقبلها اشتكى الرئيس التركي عبد الله غل اثناء اشتراكه في اعمال الدورة ال 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة من تؤثر بلاده بالمجموعات الأرهابية التي تقاتل في سوريا ،وبان فقدان الأندفاع التركي الزائد عن الحد بأتجاه دعم الجماعات المسلحة التي تقاتل الحكومة السورية . وبدى الغرب وحليفتهم الصهيونية متوجسين أكثر من أي وقت مضى وهم يشاهدون سرعة انتشار هذه التنظيمات وعدم القدرة على السيطرة عليها أو توجيهها ،حيث انها بدأت تقاتل الجماعات المنفلتة الشبيهة بها على الأرض السورية كالجيش الحر وجبهة النصرة ، فماذا لو آلت لها الأمور على الأرض السورية وفي الغرب والشمال الغربي من العراق ؟ اختلاف الرايات حقيقة ام مصادفة : يشاع في الموروث الثقافي لشعوب المنطقة ،وخاصة تلك المعنية اليوم بداعش ، أن هناك وقفة تاريخية مهمة ذات دلالات لديهم على انها بداية لحقبة تغيير تاريخي كبير في المنطقة ، تلك هي ما أطلقوا عليها ( أختلاف الرايات ) ، واليوم نرى بأم أعيننا حصول هذه الظاهرة بصورة جلية لالبس فيها ، كما أنهم يوردون قصصا ً أخرى تمتد في المستقبل توضح كيف ستنكس رايات داعش وغيرها وتختفي ولكن بعد الكثير من الدماء والخراب ، ان المتتبع للشأن العراقي والسوري اليوم يجد ان الأرهاب يصول ويجول في أرجاءها باطشا ً بأهلها في توالي يكاد يكون يوميا ً وحتى اصبح القتل والموت روتينا ً لايهتم به احد ! وإذا كانت سوريا قد اصبحت ملعبا ً لداعش وغير داعش فأن على العراقيين ان يدقوا ناقوس الخطروخاصة ساسة البلاد الذين ينون خوض الأنتخابات القادمة من ان المواطن وتحت مثل هذه الظروف لن يعيد انتخابهم ثانية ، كيف سيقنعون شخص مهدد في أي لحظة بالتفجير والمفخخات والموت بأن يصوت ليعيدهم ثانية ؟ عليهم ان يعملوا جميعا ًمتعاضدين من اجل مواجهة الخطر الذي اصبح على ابوابهم ، وان يتركوا كل المسائل الخلافية الثانوية وان يبدءوا بتحصين العراق ابتداءا ً من حدوده الخارجية وانتهاءا ً بكل نقطة داخلية فيه ، وان يجندوا طاقات العراق لمواجهة هذا الخطر الذي يتهدد الجميع بدون استثناء .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مواجهة داعش ..انتباهة ام دعاية
-
التهميش والحرمان من اسباب ما يحدث اليوم
-
عصر ..انقراض العرب
-
امريكا تغض الطرف عن الأرهاب السعودي الصهيوني
-
تؤخر الموازنة .. من الدولة ام البرلمان
-
التطاول .. دعوة الى الفوضى والأباحية
-
محمد نور وثورة
-
هل كان لخيم الأعتصام ضرورة
-
لكي لا يتحول العراق الى سوريا جديدة
-
انسان اليوم متمدن ام متوحش
-
لماذا يقتل الأنسان أخيه الأنسان
-
استولاد مخلوق غير مسيطر عليه
-
مقارنة.. زمن الديكتاتورواليوم
-
صبي الأزبال والحاكم
-
الميزانية .. موت البلاد لا نهوضها
-
داعش تجاوزت المنطقة الخضراء
-
الأنتخابات القادمة دوران في حلقة مفرغة
-
عالمية الولاء الحسيني
-
الأنتخابات .. انتباهة غير مجدية
-
اليابان تصدر الملوثات ايضا ً
المزيد.....
-
وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما
...
-
-معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
-
الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
-
بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن
...
-
مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف
...
-
مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا
...
-
هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
-
-الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال
...
-
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس
...
-
بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|