أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مبادرة هيكل














المزيد.....

مبادرة هيكل


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 09:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يحسب للكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل انه كان من أوائل من نبهوا قبل عامين من انتهاء الفترة الرئاسية الرابعة للرئيس حسنى مبارك إلى ضرورة إجراء حوار وطنى حول مستقبل النظام السياسى المصرى والاتفاق على آليات ديموقراطية , ودستورية , لتحقيق الانتقال السلمى للسلطة .
وبدلاً من الاهتمام بهذه الدعوة .. تم فرض ستار من التعتيم عليها , مصحوب فى أحيان ليست قليلة بالغمز واللمز والتهجم على هيكل .
وبعد ضياع الوقت , وإصرار المسئولين على رفض أي أشكال التعديل لأي مادة من مواد الدستور ..
وقبل أسابيع معدودة من موعد انتهاء المدة الرئاسية الرابعة, وافق الرئيس مبارك على تعديل المادة 76 من الدستور كما هو معلوم , ثم جرى ما جرى من إصرار قادة الحزب الوطنى الحاكم على ان يكون تعديل هذه المادة مصحوباً بـ " ضوابط " و " ضمانات " اعتبرها الكثيرون تفريغاً للتعديل من مضمونه الديمقراطي . وكانت النتيجة هى تحول الجدل السياسى الى احتقان نلسمه على اكثر من صعيد بطول البلاد وعرضها .
فى ظل هذه الأزمة .. عاد " هيكل " لفتح نفس الملف القديم / الجديد , من خلال لقاءاته المثيرة مع قناة " الجزيرة " , وبعد ان اجهد نفسه – وأجهدنا معه – فى التدليل على اهتزاز " الشرعية " التى ارتكز عليها الحكم فى مصر منذ اكثر من نصف قرن , حيث أطاحت هزيمة 5 يونية 1967 بشرعية ثورة 23 يوليو , كما أنهى الصلح مع إسرائيل الشرعية المستمدة من حرب السادس من أكتوبر ..
وبعد ان اجهد نفسه – وأجهدنا معه – فى استعراض ملامح الأزمة الهيكلية التى تمسك بتلابيب البلاد ,والتى تستدعى علاجاً جذرياً ..
وبعد أن اجهد نفسه – وأجهدنا معه – فى البرهنة على أن تعديل المادة 76 لا يحل المسألة ولا يغير – بصورة جوهرية – من قواعد اللعبة السياسية ..
بعد ذلك كله .. انتهى إلى استخلاص نتيجة محددة , هى أن هذا التعديل الجزئى لمادة واحدة من مواد الدستور لم يعد يكفى لمواجهة الأزمة , وبخاصة أزمة الشرعية . وان الأمر اصبح يتطلب الاتفاق على عقد اجتماعي جديد ودستور جديد يؤسس لجمهورية برلمانية حقيقية . وان هذا العقد الاجتماعي الجديد لا يمكن " سلقه " بين عشية وضحاها , كما لا يمكن وضعه على أيدي ترزية القوانين إياهم . ولذلك دعا إلى تشكيل هيئة يمكن تسميتها "أمناء الدستور" أو غير ذلك , تعكف على إنجاز هذه المهمة فى وقت يتراوح بين عامين وثلاثة .
وبيت القصيد انه اقترح خلال هذه الفترة المقترحة " التحديد " للرئيس حسنى مبارك ربما حتى بلوغه سن الثمانين كفترة انتقالية ومشروطة .. لتمهيد المسرح السياسى للتغيير الشامل المطلوب
والواضح أن هذه " المبادرة " التى يدعو لها الأستاذ هيكل هى بمثابة "مساومة تاريخية" أو "حل وسط" يعطى للنظام مخرجاً من الأزمة المستحكمة التى أدى إليها عناد الحزب الوطنى وإصراره على الاستمرار فى احتكار السلطة على كل المستويات , ويعطى للمعارضة فرصة لاعداد نفسها لدخول معركة انتخابية متكافئة بعد حين ووفقا لقواعد عادلة وشفافة ونزيهة بناء على عقد اجتماعي جديد وليس على أساس القواعد الاستبدادية الحالية .
والواضح أيضا أن هذا الحل الوسط التاريخى الذى يدعو إليه " هيكل " ينطلق – فضلا عن ذلك – من باب الحرص على تفادى فوضى " غير بناءة " وصدام غير مستبعد تلوح بوادره فى الأفق ويمكن ان يدفع بالبلاد والعباد الى المجهول .
والواضح أن " مبادرة هيكل " تحتاج الى تفكير عميق ومناقشة عاقلة بعيدا عن الغوغائية والعصبية .. وأياً كان الرأي فى مضمونها فان مناقشتها بجدية من شانه أن يثرى الجدل السياسى الراهن .. حول مستقبل هذا الوطن , وضرورة التغيير اليوم قبل الغد .. بعد ان أصاب تصلب الشرايين معظم مناحى الشئون المجتمعية ووصلنا إلى هذا الاستقطاب الحاد بين "موالاة " تتمسك بالاستمرار إلى الأبد فى سدة الحكم وبشروطها , وبين معارضة ترفع شعار "لا للتمديد .. ولا للتوريث" وتطالب بقواعد جديدة تماماً للممارسة السياسية .
ومع أن أغلب الظن أن هذه المبادرة ستقابل بالرفض من الجانبين : جانب أنصار التمديد وجانب خصوم التمديد .. فإن مناقشتها سيكون من شانه إثراء الجدل حول طبيعة وشروط التحول المنشود .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماء للوطن.. أهم من النوم في سرير الحكومة
- العالم يضبط البيت الأبيض متلبساً بالنصب علي القارة السوداء
- ! الأجانب يمتنعون
- مبادرة من أجل بناء الثقة.. المفقودة
- اعتذار.. لفنان محترم
- السياسة المصرية خرجت من غرفة الإنعاش.. وهذا هو المهم
- مبادرات علي الهواء
- !الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟
- لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!
- مفاجآت من الوزن الثقيل فى استطلاع رأى رجال الأعمال
- !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا
- أخيراً .. شئ يستحق القراءة !
- إرهابيون عشوائيون .. وإعلاميون على باب الله
- البريطانيون يقاطعون.. والعرب يطبّعون !
- القرن الآسيوي .. يدق الأبواب
- عناد الوزير الذى تجاهل وعد الرئيس
- علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ...
- ! ومازالت صاحبة الجلالة فى بيت الطاعة
- هل يحمل أخطبوط الإرهاب شهادة منشأ مصرية؟
- حوار عراقي.. بدون سلاح.. في القاهرة


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مبادرة هيكل