سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 06:31
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
دعوه لعقلنه الاحتفالات التاريخيه!
سليم نزال
يعرف الجميع ان تاريخ البشر فيه الكثير من الحماقات و المجازر و الهمجيه.لكن مع ذلك لا تتوقف قوى الخير عن السعى لايجاد عالم افضل للبشر؟
من الامور التى تساعد على عدم التئام الجروح بل و تجددها مع كل جيل هى احياء بعض الاحتفالات التاريخيه .دعنى اكون واضحا انا .لست ضد احياء الاحتفالات التاريخيه بالمطلق لكنى اعتقد بضروره عقلنتها لجعلها درسا نتعلم منه اكثر من كونه جرحا نفتحه فى كل عام.
هذا العام مرت ذكرى 522 عاما على اعاده سيطره الاسبان على مدينتهم غرناطه التى كانت محتله من قبل العرب المسلمين.و غالبا ما تكون هذه الاحتفالات ذات طابع فولكلورى لاهل المدينه.لكن هذا العام استغل الامر اليمين الاوروبى الاحتفال لاجل الدعوه لطرد المسلمين من اوروبا .و هذا الاستغلال له نتائج مدمره على البشر الذى يعيشوا الان لانه يساهم فى نظره الكراهيه تجاه الاخر.
و ذات الامر ينطبق على( طائفه الاورانج) البروتستانتيه التى كانت معروفه باحياءها كل عام بمسيره حاشده فى ذكرى انتصار معركه معركة لوجال قرب مدينة بورتداون حيث هزمت القوات الانكليزيه البروتستانتيه جيشا كاثوليكيا ايرلنديا فى العام 1795 و حيث ظل الاحتفال بهذه المناسبه يثير تجديد الكراهيه بين الطاثفتين .و ظل الصراع قائما حتى اتفاقيه الجمعه الحزينه العام 1998 التى وضعت حدا لاربعه قرون من الصراع.
و فى العالم الاسلامى هناك ذكرى عاشوراء التى يحييها المسلمون الشيعه احياء لذكرى مصرع الامام الحسين اثناء ثورته و تصديه لقوات سوريه باوامر من الخليفه يزيد.
ما اقوله يجب ان يكون مسوؤليه تاريخيه للجميع لكى نتعلم و نتجنب الحروب العبثيه التى لا ياتى منها سوى الخراب .
و من المنطقى و من الضرورى ان نفكر باحياء هذه المناسبات بعقلانيه لكى لا يظل التاريخ ماده للكراهيه و اثاره الاحقاد بين البشر الذين يعيشون فى زمن تاريخى يختلف تماما عن تلك الحقب.و لا اعتقد انه يوجد عاقل واحد يقبل ان يفقد عائلته من اجل تاريخ مضى و لا يمكن استعادته.لذا لا بد من التوقف عن العبث بالتاريخ بل و اعاده كتابته بطريقه نستفيد فيها من احداث الماضى لكى يعيش الجميع حياه سلام و طمانينه .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟