حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 21:27
المحور:
الادب والفن
الإهداء
لكل متألم على صليب العجز مسمراً ..
وقلبه ينبض بالصراخ أو بالرجاء
لماذا يجعلك الألم متواضعاً
ضعيفاً .. رقيقاً .. رحيماً .. تائباً
لأنه يسقط من على رأسك تاج قدرتك
سـُلطتك .. قوتك
يفرغ جبروتك من مضمونه
يوقف لحظات التلاهي .. فجأة
يغلق عليك باب مخدعك عنوة
يسمرك أمام مرآتك لتواجه حقيقتك الهاربة
يعلن لك صراحة أنك لن تعيش للأبد
وأن استهتارك لم ينقذك
وأموالك ليست طوق نجاتك
وصحتك ليست ملكك كما كنت تظن
وأنك أكثر ضعفاً مما كنت تظن أو تفتكر
الآن صمتك أكثر بوحاً
آهاتك أكثر بوحاً
دموعك أكثر بوحاً
أنت الآن بلا رغبة وبلا قدرة
على صليب العجز ضارعاً
وديعاً ومتواضعاً
طوبى للمتألمين لأنهم لا يسقطون
ولا يملكون رفاهية السقوط
المتألم يفقد الكثير من حرية اختياره
يحتجب قراره
المتألم يمد يديه ليأخذه آخر
حيث لا يشاء هو
ويشاء الآخر
آه يا تيه العجز
قلبك في هذه اللحظة الفارقة يـُمتحن
يجدف أم يتوب
يلعن أم يخشع
يذبل أم يتوهج
يتحجر أم ينبض
الآن إجاباتك تستحي وإستفهاماتك تتأدب
وكل ما فيك يصبح طفولي أو شيخ مُسن
وروحك تلهث على الوجد
وبصيرتك تتحسس جدران النفق المظلم
لعلها تجد بقعة ضوء هناك هناك هناك
فالرجاء يحاول أن يصعد فوق ظهر مُهرة الأحباط السوداء
كفارس يحاول أن يمسك اللجام
لعله يصل يوما ماً .. فجراً ما
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟