محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)
الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 17:20
المحور:
الادب والفن
سنينَ العمرِ ، مالَكِ تعجلينا؟!
فما زالت مُكَدَّسةً أمانينا
على مَهَلٍ نعالجُها ، وتأبى
وإنْ نَعْجَلْ ، فما كانت توافينا
ونأكلُ جوعَنا صبرا لِنحظى
بمَرءاها ، ونشربُ ما يُضمِّينا
ونملأُ دربَ لُقْياها قلوباً
تَرفُّ ، ولحنُها الباكي يُغَنِّينا
وكم دارت بناعور الليالي
وعادت دونما ماءٍ دوالينا
وكم فجرٍ رجونا أنه الآتي
بما نهوى ، فخيَّبنا ترجِّينا
وصُغْنا العمرَ قيثاراً ولَحْناً
فضَيَّعَنا ، وضيَّعْنا التلاحينا
وما ندري : نعاني العمرَ كُنّا؟
امِ الاعمارُ كم كانت تعانينا
كحُلْمٍ ضاعتِ العشرون منا
وفي الحسراتِ ضيَّعْنا الثلاثينا
وهذي الاربعون أتت سراعاً
كأنَّ الشوقَ يحدوها لخمسينا
**********************
أمانينا ، وما أحلى امانينا
عشقناها ، ملأناها رياحينا
كطفلٍ نال نجمَ اليلِ سِرّاً
حرِزناها ، منحناها مخابينا
بنيناها باحلامٍ عِذابٍ
واهدينا لها عُمراً لِتأتينا
بريئاتٍ كضِحْكات الصبايا
رقيقاتٍ كنغْمٍ في اغانينا
وقلنا إننا ، لا بُدَّ ، يوماً
لكلِّ الناسٍ نحكيها ، وتحكينا
إذا ما حُلْوةُ الجيران بانَتْ
بنينا حولها سوراً ليأوينا
وتأسرنا ونأسرها هياما
ونملأُ بيتنا عِطْراً ونسرينا
نجوب الكونَ نملؤهُ ضجيجاً
نهاراتٍ نُصَيِّرُها ليالينا
ونحن اليوم لا وطنٌ حنونٌ
ولا أمنٌ ، ولا بيتٌ فيأوينا
ولا عطرٌ سوى عطر المنايا
وغيرَ الخُسْرِ ما قبضت أيادينا
مساجدنا تضاحكُ من دعانا
وتهزأُ من ترانيمِ المصلّينا
وما ذنبُ الزمانِ ولا بلادٍ
ولا مرسى رست فيه مراسينا
فكلُّ الذنبِ إنَّ الجهلَ فينا
يُسّيِّرنا ويرفعنا ويُلْقينا
ومن حزبٍ الى حزبٍ رقيعٍ
ومن بعثٍ لبعثٍ راح يهدينا
#محسن_حبيب_فجر (هاشتاغ)
Mohsen_H._Fagr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟