أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى -4-















المزيد.....

مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى -4-


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(ثالثا) بخصوص الإسم :
المقصود هو إسم "الحزب الشيوعى"، والسؤال : هل إستمرار إستخدام إسم الحزب الشيوعى كواجهة يعتبر مفيدا فى إنتشار الفكرة وإتساع جماهيرية الحزب، أم أن ذلك يعد معرقلا ؟.
لا بد من الإعتراف أن اليساريين الذين دفعوا أحلى سنوات عمرهم فى النضال تحت راية الشيوعية وقضوا سنوات عديدة فى سجون الأنظمة الرجعية ونير السياط مازالت علامتها فوق ظهورهم، من الصعب عليهم مجرد التفكير فى تغيير اليافطة التى قضوا عمرهم يناضلون دفاعا عنها، ويملكون الكثير من الحجج القوية التى تدعو لعدم تغيير الإسم والإبقاء عليه، نذكر منها :
1- فقدان الإستمرار التاريخى لحركة النضال الشيوعى للحزب والحركة الشيوعية فى الوطن الواحد، فليس من المنطقى أن حزب عريق (جميع الأحزاب الشيوعية قديمة النشأة) كالحزب الشيوعى أن يبدأ نشاطه مرّة أخرى بإسم جديد مما قد يؤدى الى إنقطاع معنوى عن مراحل تاريخه ونضالاته وشهدائه، فقد إرتبط إسم الحزب تاريخيا بالنضال ضد الإحتلال والصهيونية والإستغلال الطبقى وكفاح الطبقة العاملة مسجلا صفحات ناصعة وتضحيات جليلة.
2- إن تغيير إسم الحزب وحذف كلمة الشيوعى لن يوقف الهجوم على الشيوعية ومحاولات تشويهها، وسيرتبط هذا التعريف بالحزب مهما إختلفت تسميته لمحاولة إسترضاء خصومه فلن يوقف ذلك إستهداف القوى الرجعية واليمين الدينى له بصفته الحزب الشيوعى سابقا، وكما قال لينين (إن طلائك لبيتك لا يعنى إمتلاك بيتا جديدا).
3- يعد التخلى عن إسم الحزب نهج برجماتى مدمر قد يكون مقدمة للتراجع عن مبادئه ومرجعيته، بدئا من الإرتداد عن الماركسية اللينينية كنظرية ملهمة للعمل وانتهاءا بالتخلى عن الطبقة العاملة كطليعة ثورية.
4- يقول شكسبير فى مسرحية "روميو وجولييت" ( إن تغيير إسم الوردة لا يمنع أن تفوح برائحتها)، لذا فإن إطلاق أسماء مثل الديموقراطى أو الثورى أو التقدمى لن تغيّر قبول الجماهير للحزب حيث تبقى قياداته ومناضليه ومنتسبيه كما هى، ويبقى الحزب لدى الأصدقاء والأعداء هو "الحزب الشيوعى" مهما تبدلت أو تغيرت الأسماء.
5- المشكلة الاساسية ليست فى الإسم ولكنها توجد فى البناء التنظيمى والبرنامج المرحلى والإستراتيجيات والتحالفات الغير مبدئية ودغدغة مشاعر الجماهير على حساب النضال الثورى الحقيقى، وكما يقول لينين " لا يجب أن يسبق الحزب الجماهير الاّ بخطوة واحدة، ولايجب أن تسبق حركة الجماهير الحزب ولا أن يتخلف الحزب عن حركة الجماهير".
6- شهدت كثير من الأحزاب الشيوعية الأوربية تغيير الإسم بعد سقوط الإتحاد السوفييتى ( تشبها باسماء الأحزاب الإشتراكية الديموقراطية فى أوروبا)، ولم يحدث ذلك أى تحسن ملموس فى أشكالها التنظيمية بل بقيت تعانى من نفس المشاكل ولم يتم تجاوزها.
كل تلك الحجج تقدم لفرضية الإبقاء على إسم الحزب الشيوعى وتدعو الى تطوير أساليبه وإعادة البناء التنظيمى وتجديد خطاب الحزب الجماهيرى، ولكن المطالبين بتغيير إسم الحزب لديهم البراهين الدالة على وجهة نظرهم أيضا ومنها:
1- التردى الشديد فى الحركة اليسارية عموما وفى جماهيرية الأحزاب الشيوعية خصوصا، فلم يدر فى عقل المؤسسين الأوائل أن يتحول حزب الطبقة العاملة التاريخى الى مجرد حلقة صغيرة منطوية على ذاتها أو تيارا ثانويا على هامش الحياة السياسية، لذا فقد آن الأوانى لبناء الحزب من جديد بإسم جديد وآليات وبرنامج وإستراتيجية جديدة.
2- كثير من الأحزاب الشيوعية تحاول الهروب من كلمة الشيوعى تحت عباءة أسماء متعددة كإسم جبهة أو منتدى أو منظمة ينشأها الحزب، وذلك لإحساس قادة ذلك الحزب بعدم الإستجابة الجماهيرية لكلمة الشيوعية وذلك لكثرة ما تم تشويهها، خصوصا أن طبيعة المرحلة لا تدعو الى بناء الإشتراكية فى الظرف الراهن ولكن إستكمال مرحلة التحول الديموقراطى وهى المهمة الأساسية التى لم تنجزها البرجوازية.
3- بسبب التغيرات التى حدثت على الطبقة العاملة لكثير من التغيرات البنيوية التى طرأت عليها وتحولها الى جزء من الكادحين وليس الجزء الأساسى المستهدف، ولم تعد تلك الطبقة نقية فى تكوينها، لذا فإن إتساع الطبقات المستهدفة يوجب تغيير الإسم لسهولة الوصول الى تلك الطبقات، ورغم بقاء الطبقة العاملة كطليعة للحركة الاّ أنها لا تشكل جموع المستهدفين بل هى جزء فقط من الطبقات المستهدفة.
4- ضرورة أن تكون مهمة الوصول للحكم هى القضية الأولى للحزب، فمهما كان برنامج الحزب ملبيا لتطلعات الجماهير فلا قيمة لهذا البرنامج إذا لم يكن هناك سبيل لتطبيقة، ولن يتم ذلك الاّ بالوصول للسلطة منفردين او فى إطار تحالف جبهوى، فالحزب الذى لا يخطط للوصول للسلطة ولا يرغب الاّ أن يظل صغيرا فسيظل دائما حلقة للجدل السياسى أو معارضا على طول الخط لتحقيق مكاسب جزئية صغيرة من البرجوازية، وأحد أدوات النضال من أجل تحقيق مهمة الوصول للسلطة تدعو الى تجنب خوض معارك صغيرة مرهقة ومعوقة مع الخصوم والجماهير حول إسم الحزب.
5- علينا كشيوعيين أن نعترف صراحة بهزيمتنا فى العمل الثورى وسط الجماهير وإنحسار نفوذ الحزب التاريخى والتراجع فى مختلف المجالات رغم ما أتاحته فرصة ثورتين (أو موجتين ثوريتين) متلاحقتين رفعت فيها الجماهير شعاراتنا فى الخبز والحرية والعدالة، إن الإعتراف بهذا التراجع هو الخطوة الأولى لتشخيص المرض ليتيسر علاجه، وعلينا أن نسأل أنفسنا عن سبب ذلك ولا نفرح كثيرا بكون الحزب يمارس نشاطا علنيا لأول مرّة فى تاريخه، ففى تقديرى أن السلطة لا تعيره إهتماما كثيرا فى ظل أولويات أخرى تشغلها، وظنى أنه لو تحول الحزب الى قوّة جماهيرية مؤثرة، عندها فقط يمكن أن توجّه له السلطة ضربات قاسية.
أعتقد أنه بات من الضرورى الإعتراف بالوافع الحالى للحركة الشيوعية فقد تأثرت بشدة بزلزال إنهيار الإتحاد السوفييتى السابق والاثر الضخم الذى خلفته تلك الكارثة على الأوضاع الداخلية للأحزاب الشيوعية فى العالم ولم تزل تلك الاحزاب فى حالة عدم إتزان حتى الآن، ودراسة علاقة الحركة اليسارية فى المشرق بظاهرة صعود موجة الإسلام السياسى المتطرف وفى الصدارة منه تنظيم القاعدة وتحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين.
(يتبع)



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماجد الماجد ..زعيم كتائب عبدالله عزام
- العثمانيون الجدد ..والخليفة رجب طيب إردوغان الأول
- الصراع بين كولن وأردوغان ..وعندما يختلف اللصوص
- هنرى كورييل ..مناضل من زمان آخر
- اليسار المصرى ..ومزيد من الإنقسام
- شيوعيون فى الواحات
- إقتراح للخروج من الأزمة السورية
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 3
- حقيقة تنظيم أنصار بيت المقدس
- الإخوان وأردوغان والأزهر
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 2
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى
- علاقة الإنقلاب الثورى بالجيوش الوطنية
- الإرهاب فى سوريا يعيد تلميع وجه الأسد
- محمد عبد السلام فرج..مهندس تنظيم الجهاد
- أيمن الظواهرى ومصر التى فى خاطره
- على نويجى .. الحكيم الذى لم أعرفه كثيرا
- مصر والسيناريو الجزائرى ..هل تتكرر العشرية السوداء فى مصر؟
- اليسار المصرى ..الوحدة ولا سبيل آخر
- الإختلاط..أقصر طريق للفضيلة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى -4-