صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 20:39
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
هذه مجرد عودة الى نفس التساؤل لا جديد فيها الا النص المُرفق بالفكرة. التأسيس لا يعني مجرد دستور ولا السلطة المؤسِسة تعني مجرد جماهير ولا سلطة الارهاب تعني سلطة رابعة الى جانب سلطات المال والسلاح والاعلام بل هي سلطة ناتجة أو سلطة أولى-ثالثة أو سلطة تأليف مبثوثة في كل جهاز الحكم وهي حاكميته القصوى اذ هي ترّوقراطية أو سلطة رعب وارهاب أكثر منها ارهاب فلان أو علان. هي سلطة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وهي في الظاهر خارج الفرضية الانتخابية ولكن الناس يختارونها وينخرطون فيها ويمارسونها أيضا حتى بالانتخاب اذا شئتم اذ أجهزة الحكم المحلية والمعولمة هي التي انتخبتها واخترعتها أصلا.
فما يسمى بدستورنا الجديد مثلا لن يكون في أفضل الحالات لا عودة إلى السلف ولا عودة الى الخلف المحدث بل عودة الى الكولونيالية أو اعادة للتغريب في الأقل بينما ستظل التروقراطية سلطة قائمة اذ لا يوجد أصلا بلد يدخل اليه الارهاب ثم يخرج لأنه ببساطة نظام حكم معولم.
ان صناعة الخزف هي بصفة مفارقة صناعة لسلطة جديدة: ارهاب ومقاومة/ حياة وموت…إلخ.
"الواقع أن الحديث عن الزمنية يعني اليوم الحديث عن الزمن بمعنيين مختلفين جديدين تماما بالنظر إلى ما كانت عليه التحديدات الأنطولوجية إلى حد الآن. إن أول الأبعاد الزمنية هذه هو بعد التاريخ، أين يظهر الزمن كقطيعة داخلية جاذبة نحو المركز أو كانتقال أو خروج من نظام ديمقراطي قديم. ولكن الزمن يظهر أيضا كنزوع نحو ديمقراطية مطلقة يتوجب بناءها في الحياة أي في التجربة البيوسْسياسية لوجودنا الحاضر. وبما أن هذا الانتقال هو في الواقع تصادم بين القوى الحية لما بعد المحدث وجمود المحدث فهو انتقال دراماتيكي على أنحاء عدة. لا وجود هنا لأية امكانية تعديل على إيطيقا المسؤولية أي على احترام قيم جماعة ما نفترض وجودها المسبق. إنه على المسؤولية ومسلكيتها أن تواجه الازمة والتجديد في عملية الانتقال صوب ما بعد المحدث. ولا بد من أن يتم ذلك بوضوح الوعي بضرورة كل منهما. لا مجال هنا لأي مخرج. ولكن عندما يكون ادراك الأزمة وما تعنيه من انتقال أمرا واضحا، يمكن أن يظهر تصور ثان للزمن يراهن على الأنطولوجيا بدل التاريخ. يدلنا هذا التصور على الطابع المحدد للموعد الأنطولوجي المقرٍّر الذي علينا ان نتخذ فيه قرارنا في مواجهة غياب اليقين وصعوبة تجاوز العائق الذي ذكّرنا به. فبينما كان وعي الانتقال يجبرنا في الواقع على النظر إلى الوراء يُلزمنا كايروس (مواتاة) القرار على النظر إلى الامام.
طوني ناغري
صناعة الخزف
2009
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟