أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد طالب - انفصام الشخصية: عندما ينام الجميع في لباس واحد














المزيد.....

انفصام الشخصية: عندما ينام الجميع في لباس واحد


جواد طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:16
المحور: كتابات ساخرة
    


محال وجودي في هذه الغرفة من دون أزمة قلبية حادة، اخرجوا جميعاً من هنا, هيا، لا لا ليس أنت سيد عزمي، أنت ابقَ هنا.

أريد مناقشتك في بعض الأمور، أتريد شرب أي شيء. كوب من القهوة، بسرعة. سيد عزمي، آه أأنت مرتاح، حسناً. هاك قهوتك. أتعرف في بعض الأحيان أضيف إلى القهوة مواد سرية، تعرف ما أعني، ثم أرسلها كضيافة لأحد الموظفين، ولكن يجب أن أكون مسروراً جداً منه، نعم، لا تضحك لم تنتهي القصة بعد، في إحدى المرات أدخلت معي إناء الشاي إلى الحمام، وفي نفس اليوم أرسل لي أحد الموظفين، بطاقة يهنئني فيها على جودة الشاي الذي تعده أمينة السر. آه، اسمع أمراً آخر.

أترى هذه السماعة، سأطلب الآن من سارة أن تدخل قليلاً. ((سارة، ادخلي عندي بسرعة))، انتظر لترى. سارة، نحن هنا في هذه الشركة غير متشددين جداً من ناحية القوانين، وأقول لك ذلك لأنك جديدة هنا ولم تعرفي حقائق الجو في هذه الشركة، ولا مشكلة لأحد أن يقبل النصيحة من أحدهم، ولاسيما من أشخاص ذوي خبرة طويلة في الحياة، اقترح عليك اقتراح، لم لا تحضري معك إلى العمل أداة تسجيل وتدوني أقوالي من حين للآخر، أظن أنها ذات فائدة فلسفية كبيرة قد تفيدك حيناً.

آه، تذكرت، استدعيتك لأقول فقط أني لا أخمن وجود قانون يمنع استعمال الفرشاة في هذا البناء، أنت فتاة صغيرة جميلة في مقتبل العمر، لا مانع أن تهتمي في هذه الأمور، أليس ذلك أجمل من شعرك الواقف على رأسك وكأنه يمارس علاقة جنسية فاشلة، لا تحزني أقول ذلك لمصلحتك فقط. هذا هو الأمر، في إمكانكِ الخروج الآن.

يصدر من الناقل الشفهي صوت يقول، سيدي يريد الأستاذ منير مقابلتك الآن. إيه حسناً أدخليه. (يتحدث إلى السيد عزمي) هذا رئيس الديوان، موظف صعلوك، انتظر حتى ترى شكله.

مرحباً سيد عزمي، أريد مناقشتك في أمر بات يقلقني في الآونة الأخيرة، ولكن ما هذا الرائحة، ألا تنظفون هذا المكان، وكأن جثة قد تحللت من زمن طويل في هذا المكان، ما هذا يا سيد عزمي، أتريد إخراجنا بالقوة من مكتبك. لا على العكس ... حسناً لا مشكلة، سأنسى هذا الأمر الآن، ولكن خذ حذرك في المرات القادمة. ما جئتك من أجله هو عامل البوفيه هذا، نعم هذا الصبي الوقح أريده خارج الشركة في الحال، لا تطلب مني تفسيرات يسيء إلينا ويتأخر في إيصال الطلبات، وكلماته بذيئة طوال الوقت. في المختصر، أنا والأساتذة في الديوان منزعجون منه كلياً.

ولكن ....، لا تقل لي شيئاً، أريده خارجاً. حسناً كما تريد والحساب.... سيد عزمي لا تقلق، تعرف أني منزعج جداً ولكن سنبحث في الموضوع في وقت آخر. إلى اللقاء.

لا تنظر إلي هكذا، هذا الموظف بالذات، اقتربْ مني قليلاً لو سمحت، أستدين منه المال بشك دوري. أفهمت الآن. (في تلك اللحظة يرن جرس الهاتف) نعم، أهلاً سعاد، لا شيء، نعم اذهبوا، أعرف سأتدبر أمري، نعم إلى اللقاء. كانت تلك زوجتي. قلي بصراحة إذا نظرت إلى وجهي كم أبدو لك من ناحية العمر. انتظر، انتظر، الآن. ماذا، لا تعلم، هيا كف عن هذا، قلي بصراحة كم أبدو لك. سأتقبل كل الإجابات، نعم، تفضل.

يا لك من ساذج، أخدعت بهذه السهولة، (لنفسه : ما زلت أملكها) أتعرف يا أستاذ عزمي أنك من الكثيرين الذين أخفقوا في تحديد عمري، ما عدا شخص واحد، لا زلت أذكره إلى الآن، كنا على الشاطئ، هو وصديقته، جوهرة يا أستاذ عزمي، ألماسة نادرة تعرفت عليها زوجتي، وبعدها لعبنا لعبة الأعمار وحين نظرت إلى للمرة الأولى باهتمام قفز ذلك الشاب الغبي وقال بكل فظاظة : أعقد أنه في الخامسة والخمسين من عمره، وكنت حينها في الواحدة والخمسين، ومنذها بدأتْ بالضحك كلما نظرت إلي. ولكن من ناحية الجمال، كان عليك أن تكون معنا، فخذان نحيلان وجسم متناسق منساب حريري، بملابس السباحة القصيرة، وشعرها الأشقر الطويل، وكأنني كنت معها لوحدي في ذلك الشاطئ، كما قلت لك كان يجب أن تكون معنا.

الآن علي أن أتنزه قليلاً، أتعرف يا أستاذ عزمي لديك موهبة حقيقية للاستماع علي أن أعينك كمستشاري الخاص، لا تقلق الراتب محفوظ، عليك فقط أن تساعدني على مر اليوم الطويل الذي أقضيه دون أن أفعل شيئاً. يصدر صوت من الناقل الشفهي (سيدي، ألست عائداً إلى المنزل؟) بلى سأخرج الآن.

يخرج المدير من الغرفة وتبقى خالية دون أي شبح فيها.




#جواد_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هتلر وصدام حسين، حياة الدكتاتوريين واحدة
- إحباطات المواطن السوري، ارفعوا القبعات عن أعينكم وانظروا
- أبناء العم
- أتأسف، لدي رسالة بريد
- العجوز بعد العمل
- ابنة رئيسي في العمل
- الجلوس على الإبرة الحادّة
- المحجوب بسبب الرّقابة
- الغش
- المرأة الواثقة
- ما زال العجوز يحمل طاقة كبيرة في أنبوبه
- هدف سهل ومكشوف للضّرب
- الغذاء يحدد نوعية العقل
- عاشق في الخمسين
- مهزول يصاب بالسيدا
- متعة الفقراء
- الإنسان متعلق بالغيبيات إلى حد بعيد
- يحرم على الوزيرة أن تخرج إلا مع محرّم
- الدكتور عزيز والشعر المستعار
- الموسيقا والدماغ وتخفيض الوزن


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد طالب - انفصام الشخصية: عندما ينام الجميع في لباس واحد