أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - عن الجنس و الشغف نتحدث














المزيد.....


عن الجنس و الشغف نتحدث


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 06:16
المحور: كتابات ساخرة
    


و ماذا عن الجنس؟؟..عنه تتساءلين؟؟..لأكون صادقةً معك الكل عنه يتساءل!!..حتى من هم في قمة ورعهم و تقواهم يكون هو هاجسهم الأكبر رغم الصلوات و التسابيح و حلقات ذكر الرب..فالجنس لدينا كعرب هو التراث و العقيدة..البعض يراه خطيئة و رجس يجتنبه و البعض الآخر يعتبره دين بحد ذاته يؤمن به و يتعصب له و البعض يعتنقه كوسيلة للتعبير عن إنسانيته المهدورة طوال اليوم فيحاول عن طريقه عبثاً استعادتها في آخره.

الجنس أصبح بالنسبة إلى معظمنا جزء مهم من حياتنا و حتى عقيدتنا الدينية..فأنتِ لا تجدين من يتساءل عن كينونته أو عن أسرار الله المتوارية عنه بقدر ما تهمه تفاصيل علاقته الجنسية مع الآخر!!..أنتِ لا تجدين في برامج الفتاوي الدينية و حتى في البرامج الطبية أسئلة تتحرر من ذلك الهاجس..بل أصبح معظم تلك الأسئلة تدور حول حدود ذلك الهاجس فتتسلل عبر أسواره و من تحت عتبة بابه بخجل و باسم مستعار.

أشعر أننا شعب أعلن استسلامه في كل شيء..فلا تجدين معركة واحدة حققنا فيها أي نصر و لو "وهمي"..فأصبح السرير هو الميدان الأخير للمعركة الأخيرة و حتى في هذه المعركة يعلن اليمنيون فشلهم "شبه" الذريع فيها..فآخر دراسة طبية "مُعلنة" تشير إلى أن 40% من سكان اليمن يعانون من الضعف الجنسي..و بحسبة بسيطة فهذا يعني أن ما يقارب العشرة مليون يمني يعانون من العجز الجنسي.

و من المثير للسخرية أن في أحد الدراسات النفسية ذُكر أن نسبة التحرش في أي مجتمع تتزايد طردياً مع نسبة العجز الجنسي فيه..فإذا كان حقاً كما يُقال أن 90% من نساء اليمن يتعرضن للتحرش بشكل شبه يومي فهذا يعني أننا نحيا في مجتمع يكاد يكون أغلب "ذكوره" عاجزون حرفياً و ليس مجازياً..فأي مجتمع تنتظرين منه أن ينجز أي أمر و هو عاجز في كل أمر!!.

أتتذكرين فتوى تحريم العُري عند المعاشرة؟؟..حينها أصابك الذهول منها و حينها أخبرتك أني مذهولة من ذهولك..فلماذا تستغربين أن نبدأ في تقييد أنفسنا حتى في أكثر لحظاتنا حميمية؟؟..ألسنا نحيا حياتنا مقيدين بشكل أو بآخر؟؟..فلماذا سيختلف الأمر أن تم تقييدنا أيضاً حتى في تلك اللحظة المُقدسة بالنسبة إلى البعض؟؟..و لكن يبدو أنك أصبحت كالآخرين تجدين أن للجنس قُدسية أكثر من الكرامة الإنسانية..فلا بأس ان نُسلب كرامتنا و لكن ليس "جنسنا".

و في وطن الإنسان تتحدد قيمته فيه بقيمة مساحة نعيه في الصحف الرسمية أصبح هذا مضمار انتصارنا لانكسارنا الدائم..هل علمتي الآن لم نحن مثيرون للشفقة في كل أمر؟؟..فشعب يعاني نصفه من فقدان الإحساس بالكرامة الإنسانية و يعاني نصفه الآخر من فقدان الإحساس بذكورته فماذا تتوقعين أن يكون الأمر الذي سيبدعونه لك؟؟..فنصف الشعب يتعاطى الفياجرا الدوائية و نصفه الآخر يتعاطى الفياجرا الدينية فكيف تتوقعين أن ينتصرون في أي معركة و هم تحت تأثير أحد المُخدرين أو كلاهما!!.

و يكفي أن تتصفحي أي موقع للتواصل الاجتماعي و تكتبي كلمة "جنس" في محرك بحثه لتغرقي بملايين الصور و المواقع و الصفحات و المواخير التي يكون أغلب روادها من العرب و المسلمين..المسلمين الذين لا يكفون لحظة عن شتم الغرب "المسعور" جنسياً بالرغم من أنه إحصائياً -أيضاً- يتفوق المسلمون في تصفح تلك المواقع على مواطني أصغر دولة غربية..و لكنهم بالرغم من ذلك حريصون جداً في ختام أي حديث على قول:"و الحمد لله على نعمة الإسلام"!!.

و لكن أتعلمين ما المحزن في الأمر؟؟..أنه بالرغم من حالة الشغف به -أي الجنس- نتناسى شغفنا بالشغف بحد ذاته..فأغلب طرقنا أصبحت تؤدي إلى سرير و لكنها ليست بالضرورة تؤدي إلى حالة من العشق في من نحاول أن نستدرجه إلى أسَّرتنا..لقد فصلنا الشغف عن الجنس فأصبح معظمنا كالبهائم أو أضل سبيلا..أصبح معظمنا يحمل عقولاً أُتخمت بالخيالات الجنسية و ليس بالعبارات العشقية.

فأصبح الجنس في عقول معظمنا أكبر من مجرد "فكرة" تجسيدية للتواصل الجسدي بين حالتيَّ عشق و نتيجة طبيعية لأقصى درجات الشغف..أصبح مجموعة خيالات أتت من ماخور مليء بفتيات الليل اللواتي نعشقهن في السر و ندينهن في العلن..لم يعد يهمنا الشغف كثيراً بل كل ما يهمنا أكثر هو أن نفعلها بطريقة "شرعية"..فأصبح الدين بالنسبة إلى معظمنا دين "جنسي" بإمتياز و كأنه أتى لينير أسَّرتنا لا قلوبنا!!.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبليس يسكن الجنة
- دين وقح
- الإسلام جزء من المشكلة
- أنا و عُمر و -ما أنا بقاريء-
- ديانا و أسامة
- فيروز تُخرج من الملة


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - عن الجنس و الشغف نتحدث