هادي بن رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 21:30
المحور:
كتابات ساخرة
... بينما كان زرادشت يسيرا وحيدا في الصحراء .. اعترض طريقه احد الشيوخ يرتدي عمامة سوداء .. سأله زرادشت ساخرا :
أيها الصديق .. مالي أسمع أصوات النحيب والبكاء بين هؤلاء البدو ! انهم يلطمون أجسادهم التي تنزف دما كما يفعل المجانين . هل مات كبيرهم !!
نظر الشيخ الى زرادشت متعجبا: لعلك غريب عن أرضنا !!
تمتم زرادشت: نعم ...
رد الشيخ في نبرة حزينة : منذ فترة طويلة, قام حفيد نبينا بثورة على احد الطغاة وانتهى به الامر مقتولا هو اهله ثم فصلت رأسه عن جسده ... ونحن اليوم نحيي ذكراه .. رحمه الله !
... ثم افترق الرجل والشيخ, ومضيا كل في طريقه.
لكن حالما وجد زرادشت نفسه وحيدا حدث قلبه بهذا الكلام:
أيعقل هذا !!! هذا العجوز لم يسمع بعد أن الله قد مات !
عندما دخل زرادشت أول مدينة واقعة على طرف الصحراء وجد شعبا كثيرا متجمعا هناك في ساحة السوق-;- وكان قد اعلن بينهم عن قدوم بهلواني الى هناك.
وهكذا تكلم زرادشت مخاطبا ذلك الشعب: جئت انبئكم خبر موت الإله العربي ...
تجمع الناس بسرعة حوله ليروا أمر هذا المخبول الذي يجرأ على قول مثل هذا الكلام ... فصاح زرادشت مرة أخرى: أيها الأصدقاء.. إنكم تزعمون أن إلهكم قد أرسل لكم نبي العدل والرحمة ثم بعد ذلك بفترة إحتال رجل يدعى عمرو بن العاص على إمامكم فهجرتم وقتلتم وضاعت تعاليم نبيكم وتحولت رسالته إلى اداة في يد السلطان يسوق بها رعيته وينهب بها اراضي واموال الشعوب الاخرى ... ألستم تزعمون ذلك ! إذن لا بد لإلهكم هذا الذي ضاعت رسالته بسبب سلاطينكم دون ان يقدر على حفظها, لا أبد ان يكون إلهكم هذا قد قتله عمرو !! لقد مات إلهكم أيها الاصدقاء في صفين !!! ...
عن نيتشه بتصرف
#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟