|
العرب أصلهم أعراب ، والأمازيغ أمة بجميع مقوماتها .
الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 16:28
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ردا على مقال [ لا أعراب ولا أمازيغ ] لصاحبه الطيب بن رجب .
°°°أبدأ حيث أنتهى السيد : ( الطيب بن رجب )من حقيقة أن ضعف الأمة يؤدي إلى التنكر لها ولو من أبنائها فما بالك عن المنتسبين لها من باب الظفر بمغنم دنيوي ، وتلك حقيقة متداولة عبر حقب التاريخ من باب ( يوم لك ويوم عليك) أو قول ابن خلدون في أن الأمم المغلوبة مولعة بتقليد الغالب في جنسها ولسانها ومعتقدها وتقاليدها ، والنهوض [ بالأمة المغاربية ] لن يأتي بتلوينها بلون [العروبة الزائفة] ولا بالتنكر لحق من يحسون بأنهم عرب بيننا ، وإنما بالبحث عن القواسم المشتركة وتدعيمها بدأ من (وحدة الأرض والمعتقد و الثقافة والعادات والمصير المشترك ) . °°° الأمازيغية ليست هوية سلالة بقدر ما هي [ هوية جغرافية ] هوية أرض ينتسب إليها كل مقيم بها ، فابن خلدون أمازيغي بحكم انتسابه للأرض والثقافة المغاربية بالرغم من أنه عربي قحطاني ، [ومحمد عابد الجابري المغربي] ، و [عثمان سعدي الشاوي] ، و[أحمد بن نعمان القبائلي] ، هم عرب أكثرعروبة من العرب المضرية ، ولو هم من أرومة بربرية ؟
°°° نحن ياسيدي الكريم لسنا ضد العرب كأرومة وسلالة ، ولا ضد لغة القرآن التي تبنيناها حبا في الإسلام ورغبة في فهمه من أصليه (القرآن والسنة الصحيحة) دون الحاجة إلى وسيط عربي بفهم أعرج يجعل من الإسلام ذيلا [ للعروبة ] وخدما لها ، وإنما نحن ضد السياسات التي تلغي وجودنا[ كأمة ] وتختصرنا تقزيما في أسماء قبائل هي في حقيقتها عبارة عن مكونات أمة ، أو يريد تدجينها بمصوغات واهية بجعلها هامشا للعروبة ( عرب عند الحاجة إلى سواعدنا وإمكاناتنا ..... وبربر همج عند انتفاء ذلك الحوج ) وضد سياسة تعريب الإنسان والشجر والحجر و القضاء على المعالم السوسيو - ثقافية بمجتمعنا وطمس تسمياته الطوبونامية (La Toponymie) . .°°°ورد في مقال الأخ ( الطيب بن رجب ) المنشور في الحوار المتمدن بعنوان [ لا أعراب ولا أمازيغ ]الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=392803 كرد قيمي على ما دوناه من حقائق عن سياسة دولة بني أمية في إخضاع الأمازيغ لدولتهم الكبرى في مقالنا المُعنون ب( ثورة الأمازيغ ضد أعراب بني أمية ) الرابط :http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=174103 ، ويبدوا أن تلك الحقائق التعسفية الواردة في مقالنا والمرتبطة [بالزمكان ] أرعبت الأخ : [بن رجب] فأخرجته عن صوابه إفصاحا بما يكنه للأمازيغ من عظيم الود والإحترام ! ، بأن جعل من أمتهم [ شذر مذر ] من القبائل غير المتجانسة لم تصل بعد في تشكلها مرتبة (الأمة )، وأن لسانها عبارة عن لهجات متباعدة ، وأمور أخرى الرد عنها يتطلب حيزا أوسع من المقال .
°°° القاريء المتعمن فيما دونه الناقد لمحتوى مقالنا قد يصل إلى حقيقة مفادها أن [ الطيب بن رجب ] قد حاول الكشف عن ثغرات وأخطاء فيما أوردناه في مقالنا المتواضع ، فكان نهجه تهجمي قادح في الغير دون شواهد تذكر ، وأنتقيت من جملة اعتراضاته بعضا منها يحتاج الى وقفة منا .
أولا : كملاحظة مبدأية ، أستاذنا الكريم - حسب ما يبدوا - بعيد كل البعد عن الحقائق والأحداث التي عايشها أجدادنا المغاربة خلال القرن الأول من ولوج العرب ومعهم دين بفهم بشري في منحاه التوسعي [ 1] زمن الخلافة الأموية . ثانيا : مقالُنا في أصله يعالج ثورة[ ميسرة المدغري] ضد التعسف الأموي الذي [ أبان تباعدا بين نُبل النص الديني ، ودناءة الممارسة الفعلية في التطبيق] [2]، كان الأجدر بمن نقد أن يتقيد بالمضمون الأصل دون تميعه بحثا عن أصول الأمازيغ ، وأصل لغاتهم ، وهل هم أمة واحدة؟ أم أنهم ليسوا أمة ، ولهجاتهم ليست باللغة ؟؟؟ ومما كتبه وسوده أتضح أن مقال [ بن رجب] ما هو سوى هذيان ومحاولة يائسة لإرضاء قناعات عروبية منغرسة في وجدانه ، حاول دحضها بنوع من المعرفة السطحية بواقع الأمازيغ وتاريخ شمال افريقيا في عمومه ، والغريب في الأمر أنه يلومني على توظيف مصطلحات لم تكن معروفة في القرنين الأول والثاني الهجريين ، وجاء هو نفسه بمصطلحات حديثة من قبيل ( الحكم الكنفدرالي، النظام الهندي الأوروبي ، الخ ) . °°° منهجيا المقال ليس هو البحث الأكاديمي تماما، فمقالنا يوضح فكرة ويعالج قضية دون الحاجة إلى توثيق أكاديمي ملزم ، وقد ذيلناه بقائمة المراجع المعتمدة دون الحاجة إلى إشارة مدققة للصفحة والسطر . °°° (العر ب والأعراب) إصطلاحان قد نتوافق أو نختلف في مفهومهما ، فإن كنت ترى أن العرب ليسوا أعرابا ، فأنا أرى بأن [الأعراب هم أصل العرب ] حسب وصية الخليفة الراشدي الثاني ، والعرب والأعراب هم شيء واحد ، اللهم سوى في محل الإقامة ( الحضر/البادية ) ، والله ذكرهم في القرآن بالأعراب في عشر آيات محكمات ، ووصف لغتهم [ بالعربية] ، وابن خلدون بتبحره الإجتماعي لم يميز بين الأعراب والعرب فجعلهما شيئا واحدا ، وقد أجاد المفكر والأديب أحمد حسن الزيات في الإفصاح عن علاقة العرب بالأعراب حين قال : (...أما تفسيرك العرب بالبدو في قول صديقك ابن خلدون فلا يؤخر في التهمة ولا يقدم في الدفاع ، لأنك تعلم أن الموج من العباب ، وان العرب من الأعراب ، وأن العصا من العصية ، والطباع قلما تتغير بانتقال صاحبها من سكنى الوبر إلى سكنى الحجر ، ومن رعاية الإبل إلى رعاية الناس ). °°° وردت مغالطات مقصودة في صلب مقالكم، هدفها النيل من الأمازيغ وهويتهم منها حصر الأمازيغية في قبيلة واحدة دون غيرها، وتقزيم لغتهم بجعلها لهجات متنافرة متباعدة ، خوفا من تعافيها واستئثارها على الأفئدة ، مع ظهور شح معرفي في أعتبار الدولة الفاطمية العبيدية قد قامت على كاهل [ قبائل السوس] والصحيح أنها قامت على عصبية [ قبيلة كتامة] الصنهاجية الجزائرية ، و خطأ التقدير في فهم ( دستور الخوارج ) خاصة في جانب ( الحاكمية ) الذي هو مختلف عن دستور السنة والشيعة بالكلية في ذات الشأن .
مفصل القول أننا في شمال إفريقيا أمازيغ مسلمون ناطقون باللغة العربية ، والعرب بيننا هم إخوة لنا في الدين والوطن ، واجبهم هو الإعتزاز بالأمة التي أوتهم بجميع مقوماتها ، واعتبار لغتهم كإرث مشترك في ظل حكم راشد يحترم كل الأطياف المكونة للأمة المغاربية ، أما التهجم على الأمازيغ وعناصر هويتهم بمحاولة طمس حقائفها والدوس على مقوماتها فهو نذير شؤم لا يبشر بالخير ، وما وقع ويقع في بني مزاب (هذه الأيام) من تعد عنصري على الأهالي الميزاب مدعاة الى إعادة النظر في سياسة الدولة التي يجب أن تأخذ مسافة واحدة من جميع مكونات شعبها وإن اختلفوا وتباينوا في لونهم ومعتقدهم ومذهبهم ولسانهم وحالهم . ------------------------------------------------------ [1] الله لم يأمر العرب بقنال وقتل الأمم الأخرى من أجل نشر الإسلام ، فالفقيه العربي قرأ القرآن قراءة ذاتية وأنتج فكرا توسعيا بخدم النظام الأمبراطوري التوسعي باسم الإسلام . [2] يرجى الإطلاع على حقائق موثقة من كتاب [ الغزو العربي لشمال إفريقيا ، بين نبالة النص ودناءة الممارسة ] لأحمد الزاهد على الرابط http://www.fichier-pdf.fr/2012/01/05/fichier-sans-nom-4/preview/page/1/
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخطوطات مكتبة الشيخ [ الموهوب أولحبيب ] بتلا وزرار ، بني ورث
...
-
الإخوان في طريقهم إلى إجهاض ثورة 25 يناير .
-
الحضارة الإسلامية ... سكونٌ أم إقلاع ٌ ؟
-
الفيلم المسيء للرسول ، أهو صراع بين (الطورو ، والطوريرو) ؟ .
-
علمية الباحث الإسلامي في الميزان .
-
عدالةُ الصحابة بين التعميم والتخصيص . [ الجزء الثاني ]
-
عدالةُ الصحابة بين التعميم والتخصيص . [ ج1]
-
عندما يكون البلهً هم أكثر أهل الجنة ؟
-
[بابا مرزوق ] المدفع الذي أكل كبد فرنسا .
-
لبلويت ( الزرق )BLOITE
-
لماذا أنا مؤيد عرض مسلسل عمر الفاروق ؟
-
عملية الطائر الأزرق .( Opération oiseau bleu )
-
أهو مغرب عربي ...؟ أم مغرب كبير .
-
البردُ قاتلُنا ، وحولَنا حقول الغاز تفورُ .
-
حديث(الأئمة من قريش) الذي مزق أمة الإسلام .
-
تمجيد الإرهاب العُقبي (عقبة بن نافع الفهري)
-
انتشار الإسلام بين الجبر والإختيار .
-
هل سيحكم الإسلاميون الجزائر ...؟ .
-
عثمان سعدي ورأس السنة الأمازيغية .
-
تركيا وفرنسا وجهان لعملة واحدة.
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|