أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خليل البدوي - يوم الموتى تراث ثقافي ببعد إنساني















المزيد.....

يوم الموتى تراث ثقافي ببعد إنساني


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 16:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يوم الموتى تراث ثقافي ببعد إنساني

الاحتفال بيوم الموتى يعود إلى ثقافات وتقاليد قديمة، بهدف تكريم الموتى، وقد أعلنته منظمة اليونسكو كتراث ثقافي ذي بعد إنساني، ووفقاً للتقاليد ، فإن أرواح الموتى تعود مرة أخرى لزيارة الأهل والأصدقاء.
فالاحتفال بعيد الموتى أو يوم الموتى في الثقافة النوبية التقليدية في شمال السودان مثلاً، هو عيد كان يتم الاحتفال به حتى وقت قريب، وربما لا يزال ممارساً حتى اليوم في بعض القرى النوبية.
ويقع هذا العيد في يوم معين من أيام السنة، حيث تقوم النساء والأطفال فيه بزيارة المقابر، وتقوم النساء بتسوية القبور وتحويطها، ثم يقمن برسم علامة كالصليب، واحدة كبيرة أو عدة علامات صغيرة على تراب القبر، ثم بعد ذلك يتم نثر الماء على القبر، وتترك بجانب القبر وعلى كل جوانب "التحويطة" هدايا من البلح والقمح وكذلك سعف النخيل.
ويبدو أن الأمر مرتبط بالتقاليد الدينية القديمة في منطقة النوبة، قبل الإسلامية أو ربما قبل المسيحية، فالنوبيون يؤمنون إن الروح "شورتي" لا تذهب للعالم الآخر مباشرة بعد الموت، وإنما تظل بجنب القبر لمدة أربعين يوما، ثم تذهب بعدها للعالم الأخر، "وبعد الوفاة يستلم ملاك الموت الروح(شورتى) إما إلى شجرة كبيرة تنظر إلى الجنة وإما إلى بئر ينظر إلى الجحيم ". وتعود الروح من عالم الأموات إلى عالم الأحياء في الأعياد، وخصوصا في يوم "عيد الموتى".
ولا يتم الاهتمام بالمقابر في هذا العيد وحده، وإنما في الأعياد الإسلامية أيضاً، حيث تقوم صلاة العيد في المقابر أو قربها، ثم يقوم الرجال بقراءة الفاتحة على المتوفين، وبتسوية القبور وغرس بعض من الجريد الأخضر حولها، بينما النساء " يقفن بجوار قبة فقير المقبرة وتأخذ المرأة البركة (تراب من فوق القبر ومن جهة رأس الفقير بالذات) و(لا يجوز إعطاء الظهر للفقير) ثم تخرج وهي تسير نحو الخلف ثم تعطي هذه البركة لكل النساء ليتبارك الجميع بمسحها في الوجه والرأس مع الدعوات الصالحة . "
ويعتقد النوبيون أن الروح مادة متحركة ومتحولة، غير ساكنة، وان روح الميت لها دور كبير في المشاهرة، وهي حلول أرواح شريرة أو مصائب بالشخص. "فالطفل المولود الذي لم يتجاوز الأربعين يوماً يتعرض لخطر عارم عند حدوث الوفاة في القرية، وكذلك تمنع النساء في فترة الحيض والنفاس من حضور العزاء"، خوفا من المشاهرة.
أما يوم الموتى (بالاسبانية: Dí-;-a de Muertos) فهو مناسبة مكسيكية ذات شهرة واسعة. يوافق الاحتفال به يومي الأول والثاني من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، حيث يتذكر المكسيكيون أسلافهم وأقاربهم الذين فارقوا الحياة. وهناك بعضا من الدول اللاتينية وأمريكا والفلبين يحتفلون بهذه المناسبة ولكن بنسبة أقل.
تقول الأسطورة التي بنيت عليها هذه الاحتفالية إن أرواح الموتى تعود إلى الأرض في هذين اليومين لزيارة الأهل والأحباب، إذ يعد اليوم الأول مخصصاً لأرواح الراحلين الصغار، فيما يأتي البالغون في اليوم الثاني.
ومع ما تظهر عليه الاحتفالية من طابع جنائزي قاتم إلا أن فعالياتها تشكل مفارقة لطيفة، إذ يسرد الناس النكات ويغنون، ويلقون القصائد الشعرية، ويؤدون استعراضات هزلية، لتتحول رهبة الموت إلى سخرية، كما يقوم زوار المقابر بصنع تلك الأكلات التي كان يحبها الميت وأخذها إلى ضريحه، وبحسب معتقداتهم، تقوم الروح بتناول القيمة المعنوية للطعام فيما يتناول الأحياء المحسوس منه.
ويوم الموتى يرجع جذوره إلى حضارات أمريكا الوسطى والجنوبية وبخاصة حضارات الأزتيك، الناهوا، والمايا، وبيروبتشاس، حيث الطقوس بالاحتفال بحياة الأسلاف بالاحتفاظ بجماجم الموتى وإبرازها في يوم الأموات لتمثل الموت نفسه وكذلك الولادة، وذلك قبل قرابة 3 آلاف عام. وفي الحقبة قبل الإسبانية، ارتبطت تلك الطقوس بالموت والبعث، ولذا فإن تلك الاحتفاليات تم توجيها إلى الأطفال وإلى حياة الأقارب المتوفيين.
ومع وصول الغزاة الأسبان في القرن الخامس عشر، تم إدراج عناصر من التقاليد المسيحية المتعلقة بالاحتفاليات الكاثوليكية لعيد القديسسين وكافة النفوس، مؤديا إلى توافقها مع الثقافة المكسيكية الشعبية.
ويعتقد المحتفلون إن أرواح الأطفال الموتى ترجع إلى الأرض في اليوم الأول من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)و في اليوم الثاني يكون الدور على أرواح البالغين حيث تهبط الأرواح إلى الأرض. خلال السنة يستعد الناس بالاحتفال بهذا اليوم من خلال جمع القرابين التي سوف تقدم خلال المهرجان.
وعند اقتراب يوم الاحتفال يبدأ الناس بتنظيف قبور العائلة والأحبة وتزينيها بمختلف أنواع الزينة الملونة، فيما تقوم بعض العائلات الغنية بوضع الشمعدان المزين بالمنزل. في يوم الاحتفال تذهب جموع المحتفلين إلى المقابر للاحتفال والغناء وتقديم القرابين والتي هي عبارة عن الأطعمة المفضلة للمتوفيين وكذلك الشراب المفضل. بعد الانتهاء من الزيارة يأكل المحتفلون الأطعمة التي قدموها كقرابين لاعتقادهم أن أرواح الموتى قد التهمت القيمة الروحية للطعام وما تبقى هو عبارة عن طعام قد فقد قيمته الغذائية. وبهذا يتم تذكر الموتى في جو من المرح، بدلا من الشعور بالخوف من احتمالية وصول الأرواح الشريرة، حيث تكرم أسرة المتوفي ذكراه في جو من الاسترخاء حيث الاستماع إلى الموسيقى وتناول الطعام كعناصر للتمتع والاحترام.
البعض يقوم بكتابه الـ(calaveras) وهي عبارة عن قصائد قصيرة مهداه للمتوفيين. وتقوم العديد من الصحف اليومية بنشر هذه القصائد التي عادة ما تكون قد كُتبت من قبل مشاهير مصاحبة مع رسوم كاريكاتيرية عن الهياكل العظمية والأرواح، وتعتبر الجماجم من أهم شعارات المهرجان.
وأيام الموتى تحفل بمجموعة مشغولات تميزها، كالورود الصفراء المسماة "ورود السمباسوتشيل" وخبز الموتى والجماجم والهياكل العظمية، فكل ما يحيط بذلك يحمل طابع الموت بشكل أو بآخر، والمحتفلون يصبغون وجوههم وأجسادهم على هيئة هياكل عظمية، والتي أكثرها شهرة هي التي تقدم في تلك الأيام، ويكتب على جباهها اسم المتوفى (وأحيانا أسماء لبعض الأشخاص الأحياء) بطريقة لا تخلو من المزاح المقبول والذي لا يهدف إلى الإساءة إلى الشخص المذكور، ولكن دون تملقه أيضا. هكذا فإن خبز المتوفى هو خبز محلي أعتاد خبزه على شكل جمجمة، مزينة بأشكال مصنوعة من الخبز على هيئة عظام مع رشه بالسكر.هي تلك المصنوعة من السكر، وتحمل زخارف وألوانا زاهية، وقد تحمل أسماء بعض الأموات، وتكون على هيئة جمجمة طبيعية أو بشكل الجمجمة الشهيرة التي ترتدي قبعة والمسماة (جمجمة كاترينا) المستوحاة من أعمال الفنان خوسيه واذالوبيه بوساذا.
ومع ارتباط يوم الموت بالمكسيك، إلا أن الاحتفالية تشمل أيضا دولا أخرى قدم لها المهاجرون المكسيكيون، واحضروا معهم هذا التقليد القديم، إذ تحتفل أجزاء من ولاية كاليفورنيا الأمريكية التي يقطنها المهاجرون اللاتينيون بكثرة وأجزاء أخرى من الولايات المتحدة وغيرها من دول أمريكا اللاتينية.
فيما يعد الترحيب بأرواح الموتى وتخصيص أيام لتذكرهم والاحتفاء بهم طقسا أصيلاً في مجتمعات أخرى فالثقافة الكورية ترى أن أرواح الموتى تعود في شكل ورود وأزهار، فيما تحتفل البرازيل واسبانيا وأجزاء من آسيا وأفريقيا بالموتى ولكن في أيام مختلفة وبطرائق متنوعة.



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغلاديو (GLADIO) والإرهاب الإسلامي
- كيف يتم تصنيف الجامعات العالمية؟
- المحكمة تؤجل محاكمة مرسي والإخوان يهددون
- الجنسية الإسبانية لكل مرتد عن الإسلام ومعتنق للمسيحية
- هل سيواجه مرسي عقوبة الإعدام؟
- احذر هؤلاء ...وإلا الله يرحمك!!
- عيد -أب هيلي- (نهاية الأيام المقدسة)!!
- أبو زيد الهلالي
- كأنك يا أبو زيد ما غزيت!!
- فيروس كورونا نوفل المستجد قاتل بدون رادع
- كلمات هندية من أصل عربي(5)
- كلمات فرنسية ذات أصل عربي (2)
- كلمات ايطالية من أصل عربي(4)
- كلمات اسبانية من أصل عربي(3)
- كلمات انكليزية ذات أصل عربي (1)
- كلمات هندية دخيلة على اللغة العربية(4)
- كلمات تركية دخيلة على اللغة العربية(3)
- كلمات أجنبية دخيلة على اللغة العربية(2)
- كلمات فارسية دخيلة على اللغة العربية(1)
- الغجر، مضطهدون ومهاجرون نحو المجهول


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خليل البدوي - يوم الموتى تراث ثقافي ببعد إنساني