أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرعي أبازيد - الفوضى و مستقبل ثورات -الربيع العربي-














المزيد.....


الفوضى و مستقبل ثورات -الربيع العربي-


مرعي أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن لأحد أن يتوقع شيئاً عن آفاق المستقبل السياسي لمنطقتنا أو حتى التفكير بذلك و خصوصاً في ما يتعلق بالأزمة السورية، لما تحمله الأمور الجارية من تناقضات و أحداث لا يمكن القول عنها سوى حالة من فوضى عارمة تجتاح كل مناحي الحياة. فهل سيشهد العام الجديد سقوط أعتى دكتاتورية مرت على المنطقة؟ و هل سيشهد انتصارات للثورات العربية التي مازالت تتخبط ما بين الإصلاح و انتقاء القيادات الحكيمة و بين الاستمرار في حمل السلاح في وجه الطاغية و أعوانه في سوريا؟ و ماذا عن أم الثورات في مصر؟
على مايبدو من خلال القراءة المستفيضة للسياسة العالمية، أن المجتمع الدولي حاول و مازال يحاول بالابقاء على هذا الحراك مستمراً مراوحاً في مكانة للخروج في النهاية بعد صراعات مسلحة طويلة الأمد، لا غالب و لا مغلوب، و بلدان مدمرة تماماً اقتصادياً و اجتماعياً ليعاد صياغتها من جديد تحت شعار "إعادة البناء" للإبقاء على هذه الدول تحت رحمة و وصاية الدول المانحة لعشرات السنين. هذه السياسة الدولية سوف تبقي الدول العربية مربوطة بخيوط عديدة يمسكها آخرون في مكان آخر،، يشدونها متى أرادوا و يرخونها متى أرادوا أيضاً. أليس ذلك مدعاة للشك و الريبة في نوايا هذه الدول؟ ألا يدعونا ذلك لاتخاذ قرار سياسي على مستوى الأفراد ومنظمات المجتمع المدني و السياسيين و المثقفين و حتى على مستوى المجموعات المسلحة أن نقول كلمتنا وأن نلغي أي ارتباط مع هذه الدول، و بناء علاقات معها على أسس وطنية غير مرتبطة بأجندات خارجية مهما كلف الأمر؟
إن ما تعنيه ثورات "الربيع العربي" بالنسبة للشعوب العربية هو أن الشعوب قد حسمت أمرها و خرجت مطالبة بحقها الشرعي في بناء مجتمع مدني على أساس العدالة و دولة المواطنة الحقة و إسقاط الديكتاتوريات التي مازالت جاثمة على رقاب الشعب منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، و ليس استبدال الديكتاتوريات بارتباطات مشبوهة مع دول خارجية لا يهمها إلا مصالحها في المنطقة. نعم الشعوب قالت كلمتها: "الشعب يريد اسقاط الأنظمة الفاشية المستبدة"، فمن لديه اعتراض على ذلك؟ نعم هناك وكلاء وأسياد لهذه الأنظمة من وراء البحار لا يريدون ذلك! لكن الشعوب حزمت أمرها بلا رجعة و تريد التخلص من المرحلة الماضية، مرحلة الشعارات الفارغة و الوطنيات الكاذبة و الأسالب المستعارة، المرحلة التي استنزفت ذخيرة و مواهب الشعوب و أفشلتها على جميع المستويات.
فالتاريخ الإنساني الكوني، سجل عبر العصور العديد من الحالات التي تشبه الحالة التي نمر بها و شهد العديد من سقوط الديكتاتوريات في النهاية مهما كانت قوية و عاتية،،، المنتصر في النهاية كانت الشعوب التي نهضب بالوعي المجتمعي و عقلنة الواقع، وجعلته يتجاوز كل العوائق و الاارتقاء إلى درجات عليا من الحرية و الكرامة الاجتماعية. "الربيع العربي" يجدد تدفق الدم في جسد الشعوب التواقة للحرية و يجسد بعض أمالها و طموحاتها الاستراتيجية في سياق الانجازات التي تم تسجيلها عبر سنوات من النضال المضني و سنوات من السجن و التعذيب و انتهاك جميع المقومات الانسانية. لعل ذلك يأتي بعواصف ارتدادية تضرب الأصنام المنصوبة منذ أكثر من نصف قرن على قارعة الطرقات من المحيط إلى الخليج و تسقط رابات التعسف و التسلط.
لكن الغرب على ما يبدو، لا يريد أن يرى مئات الملايين من العبيد قد تحرروا!!! و أصبحوا سادة على ذواتهم وثرواتهم ومصائر شعوبهم ودولهم لما تحمله مثل هذه التطورات من خطورة ممكنة على مصالح الغرب و حلفائه في المنطقة. وهذا مايجعلهم يترصدون كل ثورة منذ البداية للتحكم بمجرياتها و رصد منحاها و عدم تركها تتحرك ذاتياً. إن ما تعانيه ثورات "الربيع" منذ شهورها الأولى، ليس فقط وليد الظروف الموضوعية المعقدة، بل و في دخول الدول الغربية كلاعب رئيسي فيها. و الأخطر من ذلك، هو قيامهم بخلق الفوضى داخل صفوف المعارضات و التشويش على المجموعات التي تمارس مبدأ "العقلانية الثورية" واغتصاب أهدافها المرحلية وتحويلها إلى عكس الاتجاه. مما أدى إلى تراكم أخطاء الثورة لتصبح مشروعيتها محل شك لدى حاضنتها الشعبية، التي بدأت تعترض و تحتج تدريجياً حيث وصل صوتها إلى عمق الهياكل التنظيمية كالمجلس الوطني و الائتلاف و غيرهما، فأصبحت الثورة متأرجحة بين النجاح النسبي و تكرار الفشل. الثورة المقاتلة عبر ميادينها هي صاحبة الأمر الحاسم بالنسبة لما تبقى من رصيد الثقة ليس لدى محاربيها فحسب، بل و في نفوس كوادرها الفاعلة كذلك. وفي هذه المنعطفات الرمادية تتوفر فرص كثيرة كي لا تتدخل الأصابع الأجنبية الموبوءة بنوايا الشر المبيّت، و كي لا يجري إغراق الثورة بدوامة متنوعة من البدائل عن هويتها ومشروعها وأهدافها. إنها تلك البدائل الموصوفة غالباً بالداخلية والطفيلية والمشبوهة.



#مرعي_أبازيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا – قبر جماعي
- منظمات المجتمع المدني – دورها و ماهيتها
- اليسار العربي يعود من جديد
- عيد و دموع!
- -الربيع العربي- وسياسة روسيا في منطقة الشرق الأوسط
- الترجمة أمانة لا خيانة،
- حركة الترجمة في العصر الذهبي للحضارة العربية
- الأدباء الروس واللغة العربية
- لماذا توسيع حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) يشكل خطرا على روسيا ...
- قصة نساء حفرن أسماءهن على جبين الإنسانية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرعي أبازيد - الفوضى و مستقبل ثورات -الربيع العربي-