أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - التواصل ووضع المرأة














المزيد.....

التواصل ووضع المرأة


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 13:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بحثت النسويات بجد في عوامل القوة والسلطة التي تنضوي في المجتمع البطريركي بيد الذكور. وكان من ضمن مباحثهن مبحث هام عن المرأة واللغة، بدأته روبن لاكوف بكتابها عن "اللغة ووضع المرأة" عام 1975، وذلك قبل أن يتخذ مبحث اللغة بعدًا محوريًا في دراسات ما بعد الحداثة، ثم تبعتها أخريات.
وقد لاحظت لاكوف أن استخدام المرأة للغة يختلف عن استخدام الرجل لها، كما كشفت باحثات أخريات عن الفروق في استخدام الرجال والنساء للغة وفي التواصل الاجتماعي، وخلصن إلى الآتي من ضمن ما خلصن:
أولا- استخدام اللغة: حديث النساء عادة ما يكون أكثر تهذيبًا ولطفًا، فهن قلما يستخدمن العبارات أو الألفاظ البذيئة أو الخادشة للحياء العام، بينما لا يكون الحال كذلك بالنسبة للرجال الذين قد تتناثر بعض الكلمات الجارحة في أحاديثهم. كما تكثر النساء من استخدام أسئلة استدراكية من قبيل "أليس كذلك؟" وكأنهن غير واثقات مما يطرحنه من أفكار، بينما لا يستخدم الرجال مثل تلك الأسئلة، بل إن النساء يستخدمن صيغة السؤال حين يرغبن في طلب شيء ما، مثل قولهن: "هل من الممكن أن تفتح النافذة؟" في مقابل ما قد يأمر به الرجال: "افتح النافذة." تستخدم النساء أيضًا تعبيرات تحذيرية كي لا يتورطن في الحديث: "إلى حد ما"، "على سبيل المثال"، "شيء من هذا القبيل" بينما يكون حديث الرجال أكثر قطعًا. وكذلك استعمال النساء لتعبيرات توحي بعدم التأكد، وتسمح بالتراجع عن الفكرة المطروحة: "أعتقد"، "أظن"، "من الممكن"، "ربما"، وتلك تعبيرات لا يستخدمها الرجال الذين يسمحون لأنفسهم بمقدار أكبر من التعميم في الحديث.
ثانيا - طريقة التواصل: يعتمد حديث النساء على تأكيد وتدعيم موقف المتحدث فتستخدم النساء الكثير من التعبيرات التي تسمح للمتكلم بالاسترسال في الحديث بقول كلمات مثل: "إني أفهمك"، "أكمل"، "نعم" وغيرها. كما تستعملن لغة الجسد للتعبير عن تعاطفهن مع المتحدث مثل هز الرأس إيجابًا، أو تلاقي النظر، وتميل النساء برؤوسهن قليلا، بينما يبقى الرجال رؤوسهم في وضع قائم دائمًا، وتظل وجوههم بدون تعبيرات، ويومئون بأيديهم إيماءات تدل على الإمرة. وللنساء نبرة صوت عالية بينما نبرة صوت الرجال عميقة تنم عن السلطة. ويقاطع الرجال حديث الآخرين أكثر مما تفعل النساء، كما توصلت الباحثات إلى أن الرجال يقاطعن الحديث لتغيير الموضوع المطروح، بينما تقاطع النساء الحديث لإضفاء فكرة أو لرواية تجربة شخصية.
ثالثا - نوعية النقاش ومداه: يخوض الرجال في نقاشات حادة، ويكون حديثهم مباشر ويركزون على أداء المهمة، فهم يقومون بتوجيه النصح والإرشاد وإصدار الأوامر؛ بينما تفضل النساء تجنب النقاشات الحادة والأحاديث المباشرة التي قد تجرح مشاعر المستمعين ويعملن على إيجاد رأي مشترك بين الأطراف، ويظهرن التعاطف ويسعين إلى التواصل العاطفي مع المتكلم. فالنساء يعملن على تدعيم العلاقات، ونشر الوئام، وتجنب الخلافات، واستمرار التعاون. بينما حديث الرجال يجنح إلى جذب انتباه المستمعين، وتأكيد القوة والهيمنة وإعطاء المعلومة.
ودراسات النسويات لأساليب التواصل الخاصة بكل من النساء والرجال اتخذ مناحي شتى، فمنها من اهتم بتأثير أساليب التواصل المختلفة على العلاقات الزوجية، وكيفية بناء جسر ممتد للتواصل على ضوء الخلافات في طريقة تعاطي الطرفين مع أسلوب التواصل وطريقته. ومنها من اهتم بتبعات اختلاف الخطاب على مراكز صنع القرار في المؤسسات الخاصة والعامة، ومما ترتب على ذلك تدريب النساء اللواتي يتبوأن مواقع السلطة في مثل تلك المؤسسات (حيث يكون أسلوب الخطاب الحازم أكثر فاعلية وتأثير) على استخدام النموذج الذكوري للخطاب. بينما بحثت نسويات أخريات عن طرق فاعلة للسلطة في المؤسسات النسوية تعتمد الأسلوب النسائي (التعاطف) كوسيلة فعالة في التواصل عوضًا عن استخدام النموذج الذكوري (السلطوي).



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهميش الْمُركَّب للنساء في فيلم -صمت القصور-
- التغني بالخضوع يتخطى حاجز المليون!!!
- السم في -عسل أسود-
- النكات والتحرش
- العنف على أجساد متباينة
- درية شفيق والحقوق السياسية للمرأة
- الموضة والقيم الذكورية
- النساء والطعام
- العُصبة الوردية
- الفطنة العاطفية
- كاتب نسوي من الصين: لي شو-شين
- فرنشسكا دينيز نسوية من البرازيل
- نسوية من الهند: شريفة حامد على
- النسوية اليابانية كشيدا توشيكو
- الأدوار المرسومة اجتماعيًا
- أوباما والناخبات
- المرأة في السينما المصرية: حريم سلطان بورنجا العظمى
- الجسد في الثقافة البطريركية
- عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!
- تعليم المقهورين من فريري إلى بوال


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - التواصل ووضع المرأة