أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - دوامة الفوضى : سبر واقعي لأسرار الأنتخابات















المزيد.....

دوامة الفوضى : سبر واقعي لأسرار الأنتخابات


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 23:44
المحور: كتابات ساخرة
    


طالما حاول البعض مستميتين أن يظهرا صورة المواطن العراقي بأنه أبو زيد الهلالي في الحنكة والحكمة و شدة الذكاء , العراقي يقرأ الممحي واسع الفطنة سريع البديهة متوثب الحدس و لاتعبر عليه (كلاوات) , حتى أنتشينا حد النخاع لنتدافع في قراءة أمجاد العراقيين المعاصرين بعد أن شبعنا من التباهي بأنجازات القدماء , أحد العراقيين قبل سنة أكتشف حلاً لمعادلة عجز عن حلها نيوتن و شرودنكَر و كل العلماء , وآخر قبل شهر تفّوق على أطباء الكون ليكتشف علاجاً للسرطان من عصير الكرّاث والحبة السوداء , وغيره شارك في (عرب آيدول) ليغني الأطلال ليفوز بأثر رجعي على أم كلثوم و داخل حسن في ميدان الغناء , العراقي المعاصر مقاتل بارع حتى أن هتلر بجلالة قدره تمنى أن يكون لديه جيش مثل فوج موسى الكاظم و عمليات بغداد (رغم يقيننا بعدم وجود مصدر لتلك المعلومات) فمن مثل العراقي يجمع كل الأختصاصات تجده حاشراً أنفه في كل الأمور , ليبرع كمحلل سياسي وعسكري ورياضي وفتاح فال و (كولشي وكلاشي) أغلبنا صدق الأمور الأيجابية عن سمعة العراقيين و رمى جانباً كل ما يقال من سلبيات من باب التحرر من عقدة نظرية المؤامرة الملازمة بعد أن مللنا من التبريرات كونها لاتواكب عصر الديمقراطية و الأنفتاح فالغالبية يستهويهم التركيز على النصف الملئان من (المحكَان) ولدواعي الأنصاف علينا أن نعود الى تاريخ العراقيين من سومريين و أكديين وآشوريين لنجد الأمر متأصلاً فيما يتعلق بالذكاء , وهكذا أيها الأخوة تصورنا مع ذكائنا ورصدنا المتوثب مع العقل المتوقد أن جميع مشاكلنا تسير متهادية نحو الأضمحلال ليبدأ مستقبل رغيد مليء بالأنفراج , فالوضع العام أشّد ما يتأثر بالقيادة التي تقود البلد , وهي قابلة للتصحيح والأستبدال مادام هناك ديمقراطية تنعشها دورية الأنتخابات يصبح الأمر الجلل كبوة مؤقتة رهينة بالزمن تستحق الصبر والعناء , تجعل المرء المتهوّر صابراً مثل أيوب , فالفشل و التراجع ضيف طاريء , علينا أن نتحمله على مضض لفترة لاتزيد عن أربع سنوات ليأتي بعده النجاح و الخير غزيراً مدرار , نضيف أليه ما ذكرناه أعلاه حول ماعند العراقيين من ثلاثية النجاح (دهاء و حلم و ذكاء) وهكذا مشينا طريق الأخطار , ومرّت الأيام , لنرى الحال كما هي منذ ثمان , دورات وجولات , ومثلها للمحافظات , مرّت لنبقى على نفس الحال , تناحر أقرب الى حرب مع هدر ممنهج لكل المقدرات , ولازلنا تائهين وسط نفق الأخطار نطالع الغرائب دون أكتراث حتى هبطنا الى دون أخبار الحمقى والمغفلين لنكون موضوع تندر لكل البلدان , أي خيبة نعيش ونحن نرى الفساد يمشي على الأرض ويظهر على شاشات التلفاز مع مشهد الدم الذي بات عنواناً يومياً في الأخبار , خسرنا أعمارنا عقوداً فيما مضى على يد أنظمة دكتاتورية كلاسيكية مقيتة لنكمل الباقي مع فوضى دون أمل بالأنجلاء
أصعب جريمة مريرة أكتشفناها في عقدنا الأخير هي سرقة أداة الأصلاح , (نقصد بها ماكنة الأنتخابات) فقد أستولى المتنفذّين عليها وحولوها الى وسيلة تشرعن لهم البقاء , فالمشرفون على أدارة الأنتخابات أغلبهم مسيّسون جلهم من أتباع نفس الأحزاب , والأحزاب نفسها لايوجد لها قانون ينظمها ويراقبها فقد أتفق الحكام على أبقاء آلياتهم وما ينفقون و يدخرون طي الكتمان , ربما لأن أغلبهم يتلقون التمويل بحسب مايقدمون لدول أخرى تمنحهم المال مقابل الأبقاء على الفوضى في العراق , أنتخاباتنا شحيحة بسبب شطارة المتسلطين , فلايوجد فيها بصيص عن بروز بديل عما نراه , أفتراء على الديمقراطية تحت ذريعة ( الشعب هو الذي يختار) رغم أن الخيارات مقتصرة على(خلالات العبد) فالمشهد أقرب الى مزايدة , لانبالغ أن تهكمنا بأستعارة مضحكة , مادمت ناخب تمارس حقك تكون أمام أربع لاخامس لهم : أما أن تختار قفّاصة الباب الشرقي أو ترضى ببقاء محتالي سوق مريدي وفرخجية سينما الرصافي و حرامية الرمّان في شهربان , وإن لم يستهويك الحاكم الفاسد فعليك أن تسلم عنقك للأرهابي الظلامي الذباح , أنها سياسة (اليشوف الموت يرضى بالصخونه) أستخدموها ونجحت بأبقائهم مستحوذين على كعكة أسمها العراق , يلتهموها لتتجدد كل يوم دون نقصان لأنها أزلية بسبب الخير الفاحش المترامي في أرض السواد ولكم أن تتصوروا كيف كانت ستكون حالنا لو كنا في بلد فقير مثل الصومال , ربما سيأكل الناس التراب
نحاول هنا أن نشهد بما نرى لنبريء ذمتنا و لانكون شهود زور على عهد تحول فيه الناس الى (أميبيا هلامية) لا يتشابهون بالرؤى , كل فرد (دولة وعلم) أبعد مايكونوا عن الخروج برأي عام , فقد نجحت سياسة الأستقطاب و الجذب في وضع البسطاء بخنادق , والجهلاء منهم تحولوا الى وسائل قمع ضد كل من يجرؤ على الترشح دون أن يكون من الأتباع , لرجل دين أو زعيم أو سواه , فمراكز القوى معروفة والويل لمن دخل معها في مباراة الصعود للبرلمان , تسقيط , أغتيال , أجتثاث , أبتزاز , أما الباقون المعتدلون تجدهم خائفين متوارين خلف صمتهم يتظاهرون بعدم الأكتراث , قسم منهم يقسمون بمقاطعتهم للأنتخاب وقسم تأثر بالدعايات ينتظرها ليمارس من أجل مصلحته عملية التصويت من أجل البقاء , وهنا يظهر التناقض واضحاً بين جمهور الماكنة الأنتخابية يؤشر بخط أحمر ما يحيطنا من أزمات , هي بالتأكيد أكبر من الهرطقة والتنظيرات , خلل كبير في أصل العملية الأنتخابية نراها أو نتحسسها رغم حرص المؤتمنين عليها في التواري خلف سواتر من التطمينات , ففوق سياسة أبقاء النخبة العتيقة من خلال الأيحاء و السطوة والتوجه القسري العام هناك طرق فنية أبتكرها اللاعبين المخضرمين , فالخائضين لها صاروا أمبراطوريات في أبراج عاجية يملكون المال و السلاح والأتباع , يجعلون النتائج كما يريدون بشتى الطرق لانعرف عنها الا بعض التسريبات .. منها :
طريقة تصويت العسكريين :
مع هكذا نوع من المنتخبين يستحال التدقيق لضمان عدم التلاعب فهم خارج سجلات الناخبين بسبب طبيعة عملهم بعيداً عن مناطق الأنتخاب تجعل المراقب المحايد في شك من أن تباع صناديقهم أو تجيّر لشخص أو كتلة كما ورد في بعض التسريبات التي لانعلم مدى صحتها فالأمر يتم خلف ستار لاسيما أن الحبر الذي يلطخ (أصبع السبّابة) لضمان عدم التكرار يمكن أن يزال بالـ ( القاصر) الذي يباع بألف دينار
البطاقة الدوّارة :
يدخل أحد الأتباع المتواطئين بقصد الأنتخاب , يجد أسمه ويؤشره بحسب القوانين , لكنه يترك الورقة فارغة ويخفيها في جيبه ويخرج ليسلمها الى الـ (دلّال) ليملئها الأخير كما يشاء ويعطيها لناخب آخر مقابل (مكسب من وعد أو مال) ليأخذها خفية (وهي المؤشرة سلفاً) على أن يأتي له بواحدة فارغة وبذلك يضمن (الدلّال) بأن خطته سائرة مادام الناخب الداخل يضع البطاقة المؤشرة في الصندوق ويجلب غيرها فارغة في الخروج في أدق عملية أحتيال , ويستمر البيع والشراء والبضاعة هنا حق المواطن في الأنتخاب
جهاز الهاتف النقّال :
تحول الى وسيلة أثبات أثناء بيع الأصوات , يقبض الناخب الثمن بمجرد أن يصوّر بطاقته بعد تأشيرها قبل وضعها في الصندوق ليرى صورتها الدلّال بعد الخروج والسعر لايتجاوز رصيداً زهيداً للموبايل
الوعود بالتعيين:
بضاعة وهمية (الا ماندر) تداعب أحلام العاطلين خصوصاً الشباب تجلب الكثير من الأصوات.
الوعود بالمناصب :
لها تأثير كبير على نتائج التصويت فغالباً مايكون جمهورها من المدراء والمسؤولين الصغار في المؤسسات يجبرون صغار موظفيهم على أنتخاب الواعد بمنصب يستحق العناء .
الصكوك والكمبيالات :
أذا شاء أحدهم الترشح عن طريق كتلة كبيرة يمكنه ذلك بعد أن يقدم المواثيق والعهود الموضوعية بالطاعة والولاء والأئتمار بما يملى عليه من رئيس الكتلة أو الحزب , وغالباً ما يتم توقيعه على صك بمبلغ خيالي يعجز عن تسديده لألف عام أو كمبيالة واجبة الدفع عن الأبراز لأقرب محكمة أو كاتب عدل , وتلك الطريقة أستخدمت من البعض فيما مضى من الدورات .

ولكي لانغرق في السوداوية دعونا نعود لما نملك من ذكاء , كيف يمكننا التغيير وضمان نزاهة الأنتخابات , سؤال يحتاج أجابة لن نحصل عليها بسهولة كون الأمر مرتبط بثقافة مجتمع وأمكانيات فنية لاتستهوي أصحاب القرار , كنا قد أستبشرنا بأجهزة البصمة , لكن المختصين أصابونا بخيبة أخرى , يقولون أن نسبة الخطأ فيها 15% وأن كثير من المواطنين , خصوصاً النساء و الشيوخ لا تظهر لهم بصمات , وعليه فأن الطريق لازال طويل لضمان رصانة الأنتخابات تجعلنا نطرح دورة أخرى من أعمارنا مقدارها أربع سنوات ستهدر حتماً مادمنا لا نملك لمصيرنا حق الأختيار .. أنتهى لنراكم أحياء في رخاء .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطبة للعراقيين فقط
- يوميات الأصباغ وثبات النور
- ليلة القبض على قاضي القضاة
- صوت السكارى في نهاية السنة
- أگعد أعوج وأحچي عدل
- رباعيات بطران
- لاتسولف وأبن عمّك بالديوان
- ضاع أبتر بين البتران مرة أخرى
- ناقة أبن يقطين وذئاب الرياء
- سوالف أهل السلف
- بنادم على بنادم تسودن
- أبوغريب طويريج نريد الأمان
- سمفونية الشخير العاشرة
- ملاك بلحية يظهر لأول مرّة
- نظرية أبو حيدر في علم الحيوان
- كيف تصبح مدير عام
- صعاليك في زمن النبلاء
- وباء بطيحان الخسيس الجبان
- ليالي الأنس في حي النصر
- العشاء الأخير ودهين لقمان الحكيم


المزيد.....




- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
- وفاة صاحبة إحدى أشهر الصور في تاريخ الحرب العالمية الثانية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - دوامة الفوضى : سبر واقعي لأسرار الأنتخابات