عمر حمَّش
الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 14:22
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدا
( 2 )
عمر حمَّش
قطاف!
طابت ثمارها؛ فأتى عليها ... مال على الأغصان .. التهمها .. بعد حينٍ .. تركها جذعا يئنُّ معطوبا!
جُبن!
على الرَملِ .. تخثر الدَّمُ.. صار وردا .. صرخت الرَّصَاصَةُ .. وهي تطلُّ عليه!
ترفُع!
هناك .. من علوٍّ شاهق .. بصقة النَّسرِ استدارت, وهَوّت .. ثمَّ استقرّت على الجرذِ المبتهج بقمامة الشارع!
توافق!
الفرسُ التي طرحتْ كلّ شبانِ القبيلة؛ شهقتْ, وبين ذراعيه ارتعشتْ دامعةً .. مطيعة!
أفاعٍ!
في الليل .. يعذبُهُ الفحيح .. وفي النهار .. يدركُ أنه صدى .. لما تطلقه حنجرتُهُ من صفير!
رؤى!
يوم انطلقَ .. لمْ يفهمًوا نظرةَ عينيه، وهو يجري محموما مثلً سهمٍ .. بعدَ وقتٍ .. كانوا خلفه يلهثون ..هو يشيرً ... وهم .. يًحدّقون!
أدوار!
سقفٌ أصمُّ مع جسدٍ مًعلّق .. أريكةُ مع تبغٍ ونبيذٍ معتّق .. سجينٌ يعومُ في غيمِ السراب .. وسجانٌ أدمن الصراخ .. قلّبْهُما الزمان .. تبادلا المكان .. فقدا الحواسَّ مع الذاكرة .. نسيّا المحيطَ مع اللغة .. صارا شيئا ... هناك ... في متحف الحيّاة!
ملل!
أبكمٌ .. أصمُّ من غير علّة ... كلامُه همهمة .. ثيابه مهلهلة ... أطرافُه أوتادٌ .. ظهره عربة .. مخلوقٌ من جليدٍ رديءُ التوصيل ... إن قعد؛ لا يقوم، وإن قام؛ عربد ... حتى ازرقت .. فإذا ما انطفأت؛ تركَ غصنها .. وقلبها ينوح..!
استغاثة!
سمعته يصيح، ويداه تحومان:
- أنزلوا كلّ هذه الأحمال عن ظهري!
وقفتُ - مشدوها - أرقب جذعه المنحني الفارغ!
حالة!
كلما افتقدوه؛ وجدوه ظلا قرب بابها، يمارس الذهول!
#عمر_حمَّش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟