|
الحيرة كانت من أعظم الاسباب ( 12)
خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 12:57
المحور:
الادب والفن
الحيرة كانت من أعظم الاسباب ( 12)
قبل أن أتطرق الى المرتكزات التي إستندتْ عليها ثمينة ناجي لتصوير زوجها كأنه اسطورة، ولا يمكن نكران إعجاب الكثيرين بهذه الاسطورة، والتغني بأمجاده، بعد أن تحول الى رمز لا منافس له، بعد فهد، في أدبيات الحزب الشيوعي العراقي، أرى من الضروري تتبع المسار الزمني للمحطات التي مر بها حسين الرضي للوصول الى القمة، ونشاطاته خلال مرحلة الصعود وبعده، إعتماداً على المعلومات الواردة في الجزء الأول من كتاب ثمينة ناجي ( سلام عادل سيرة مناضل 1) دون غيره؛ أي كرونولوجيا صعود حسين الرضي في الحزب الشيوعي العراقي إبتداءً من انتهاء مدة محكوميته والى أن أصبح سكرتيرا للحزب، و(وحد) صفوفه بعد معالجته للإنشقاقات التي كانت موجودة في صفوفه في ذلك الوقت، نكرر بأن جميع التواريخ والمعلومات مستقات من كتاب ثمينة ناجي، ولمساعدت القارئ على التأكد من صحة أية معلومة وتأكيد نقلها بدون تشويه أو تغيير، أثرنا الإشارة الى ذكر الصفحة التي نقلنا منها المعلومة، للرجوع اليها لغرض الإطلاع على تفاصيل أكثر، ووضعناها داخل أقواس مزدوجة: أولاً-إبتداءً من وصول حسين الرضي الى الرمادي في حزيران :1953 :- توجد في الكتاب روايتين مختلفتين لكيفية معاودة إتصال حسين الرضي بتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، خارج السجن، بعد انتهاء محكوميته وتعينه مسؤولا لتنظيم الجنوب (البصرة، العمارة والناصرية) للحزب :- 1- رواية ثمينة ناجي: ((انتهت محكومية سلام عادل في مطلع عام 1953. ونقل من نقرة السلمان الى الموقف في بغداد، ثم الى الرمادي و وضع تحت الاقامة الجبرية فيها لمدة عامين. ولقد هرب سلام من المراقبة في اليوم الثاني لوصوله الى مدينة الرمادي في شهر حزيران 1953. وعند وصوله الى بغداد اتصل بي وبالحزب، ثم انتقل الى بيت الشهيد طالب عبدالجبار مسؤول بغداد انذاك. ثم طلب سلام عادل من طالب عبدالجبار اعطاءه مجموعة كاملة من وثائق الحزب، بالرغم من اطلاعه عليها في السجن اذ رغب باعادة قراءتها بالتسلسل ليكون صورة اوضح عن وضع الحزب، فيما يقضيان الليل هو وطالب بالحوار، سلام يسأل وطالب يجيب، ثم يقدم سلام عادل الملاحظات والمقترحات التي يراها ضرورية، والتي لاقت الاستحسان من الرفيق طالب، الذي قدم تقريرا جيدا عنه لقيادة الحزب. كان كريم احمد مسؤول قيادة الحزب وهو يعرف سلاماً منذ سنوات الدراسة، وطلب اللقاء به، فانتقل سلام الى بيت ناصر عبود المسؤول الثاني في الحزب انذاك. ترك سلام عادل انطباعا جيدا لدى كريم احمد وناصر عبود لارائه المقنعة، لذلك قررا ارساله مسؤولا للمنطقة الجنوبية.)) ص 40 من كتاب ثمينة ناجي . 2-رواية كريم أحمد: (( سجن سلام عادل في بداية عام 1949 وارسل الى سجن نقرة السلمان ليواجه فيه مع رفاقه ظروفا صعبة. وبعد خروجه من السجن في عام 1953 أرسل للإبعاد، فكتبت له رسالة باسم اللجنة المركزية اطلب منه الالتحاق بالحزب، وبعد يومين هرب من الابعاد والتحق بنا. كلفت اللجنة المركزية سلام بالسفر الى البصرة لقيادة منظمة الحزب في المنطقة الجنوبية عام 1954...)). ص 40 من الكتاب أيضاً. بدلاً من ان توضح ثمينة ناجي، لمن يقرأ كتابها، أسباب وجود هذه التباينات بين الروايتين وخصوصا في ألية معاودة حسين الرضي إتصاله بالحزب مجددا ليمارس نشاطه من خلاله، وفيما اذاكانت مغادرته لمكان إقامته الاجبارية، الرمادي، كانت بمبادرة ذاتية منه كما وردت في روايتها أو بتكليف من رئيس الحزب كما جاء في رواية كريم أحمد و فيما اذا كان تعينه ليقود تنظيمات الحزب في المنطقة الجنوبية ( تشمل ثلاثة ألوية من ألويات العراق الأربعة عشر)، جاء نتيجة انطباعات شخصية أو نتيجة تقييم حزبي دقيق ودور منظمة الحزب في السجن في ذلك، نكتشف بأنها تُدخل القارئ الباحث عن الحقيقة في حيرة أكثر عمقا عندما يطلع على تأريخين أخرين، أحدهماجاء في ص42 من كتابها وكما يلي : (( وفعلا دعونا في اليوم الثاني من شهر حزيران عددا من الصديقات والاصدقاء الذين لهم صلات اجتماعية واسعة ليعلنوا خبر زواجنا على نطاق اوسع بعد عقد القران...)) والأخر جاء في ص 47 عندما تكتب : (( اريد هنا ان اذكر هنا مثالا على حرص سلام عادل الشديد على قضية الحزب ، وهو حادث طبع بيان الحزب الشيوعي في البصرة حول مجزرة سجن بغداد المركزي، هذه المجزرة التي حدثت في 18حزيران 1953، وروعت الرأي العام، وحزت في نفسينا سلام وانا. كان سلام عادل يعرف الشهداء من ضحايا المجزرة معرفة جيدة، فهم رفاق اعزاء قاسمهم صعوبات السجن سنوات طويلة......عندما سمع سلام عادل بالمجزرة، اجتمع بلجنة المنطقة الجنوبية، وتقرر اصدار بيان احتجاجي على هذه الجريمة وتنظيم مظاهرة احتجاجية خاطفة، وبذلك عرف الناس عودة نشاط المنظمة فى البصرة...فلم يمضى على وجودنا فى البصرة اكثر من اسبوعين.)) يتوضح، بعد عملية حسابية بسيطة،بالاستناد الى هاتين المعلومتين، بأن هروب حسين الرضي من الرمادي واتصاله بالحزب وتعينه مسؤولا على رأس تنظيمات الجنوب وعقد قرانه وزواجه وسفره بصحبة العروسة الى البصرة واستلامه لمهماته الحزبية كان في الأسبوع الأول من شهر حزيران، كل ذلك خلال اسبوع واحد فقط ! ولا تنسى تأريخ وصول حسين الرضي الى الرمادي كما ذُكر سابقاً في: 1-رواية ثمينة. ( يتبع)
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحيرة كانت من أقوى الاسباب (11)
-
الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 10)
-
الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 9)
-
كانت الحيرة من اقوى الاسباب (8)
-
الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 7 )
-
الحيرة كانت من أقوى الاسباب (6)
-
الحيرة كانت من أقوى الاسباب (5)
-
الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 4 )
-
الحيرة كانت من أقوى الأسباب (3)
-
الحيرة كانت من أقوى الاسباب (2)
-
الحيرة كانت أقوى الاسباب (1)
-
هل يقع مسعود البارزانى فى الفخ؟
-
بعد قراءة متأنية لأخر أقوال مسعود البارزانى
-
حكاية تصفية أول برميل نفط فى كوردستان (1)
-
أنا و زوجتى وأمى فى المشمش (3)
-
هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (2)
-
هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (1)
-
أنا وزوجتي وأمي في المشمش(2)
-
أنا و زوجتي وأمي في المشمش (1)
-
الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (5)
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|