رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 22:19
المحور:
الادب والفن
نزف القلوب لجهاد دويكات
هذا الديون يمثل صورة التناقض ما بين الهم الشخصي والتعاطي مع الواقع في الشعر العربي الفلسطيني، ففي زمن ذهبت فيه المبادئ وأمسى النهار ليلا دامسا لا أمل فيه، تكون مبررا لوجود شيء من التماشي والمسايرة ـ من قبل النخب الأدبية ـ مع ما هو مطروح من أفكار، والتي لا تشكل أكثر من صورة واقعية تماما لما هو سائد ومطروح من أفكار، وهنا يكون الكاتب قد فقد شخصيته تماما وانصهر في الطرح الاجتماعي العادي دون أن يكون له شخصية مميزة يستطيع من خلالها أن يطر فكرته بعيدا عن التشويه والانحراف الفكري والاجتماعي.
لا احد ينكر قدرة الشاعر جهاد دويكات على التعامل اللغوي في ديوانه "نزف القلوب" فهو يمتلك قدرة لغوية جيدة يستطلع من خلالها أن يجاري العديد من الشعراء، لكن ضحالة الثقافة التي يتمسك بها جعلته يتماهى مع الطرح العادي، فالعديد من القصائد كانت تتماشى مع فكرة ـ الجمهور عايز كده ـ على رأي الإخوة في مصر، وفي قصيدة "الذكريات" و"أوجاع" استطاع الشاعر أن يتجاوز الفكرة العادية إلى الهم الشخصي، فكان من خلال تناوله هذا الأمر يقنع القارئ بصدق مشاعره، كما كان متألقا فيهما،على النقيض من بقية القصائد التي تناول بها الهم العام، وبصورة الأفكار العادية، وكأنه ينافق المزاج العام السائد.
وقد يتبادر إلى الذهن بأننا نطرح بان يكون الشعر والأدب منحصرا على الهم الشخصي فقط، وهذا ليس ما نصبوا إليه ولا هو من تفكيرنا، فلكل كاتب أن يبدي ما يجول في خلده، لكن عليه أن يقنع القارئ بما كتب ـ إن كان على صعيد الشكل أم المضمون ـ واعتقد بصورة شخصية ـ الكاتب كان في الطرح الشخصي اصدق وابلغ كثيرا منه في طرح الهم العام أو الوطني، وإذا عدنا إلى قصيدة "الحب الصامت" كان حقيقة يقنعنا بألمه وهمه على النقيض من القصائد الأولى إلى كانت تشكل نوعا من الانزلاق الرتيب لذهنية الشارع.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟