|
تزوير مسيحية يسوع - 15
حسن محسن رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 16:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ملاحظة: هذه المقالة تُعتبر كتكملة لسلسلة المقالات السابقة تحت عنوان (تزوير مسيحية يسوع – 1 إلى 14)، ويجب أن تُقرأ المقالات السابقة كمقدمة أساسية وضرورية لهذه المقالة.
(اصعدوا أنتم إلى هذا العيد، أنا لستُ أصعد بعد إلى هذا العيد لأن وقتي لم يكمل بعد. قال لهم هذا ومكث في الجليل. ولما كان إخوته قد صعدوا حينئذ صَعَد هو أيضاً إلى العيد، لا ظاهراً بل كأنه في الخفاء). يسوع الناصري (يكذب) على أخوته بشأن ذهابه للعيد، إنجيل يوحنا 7: 8-10
لا يبدو أن أحد (بريء) إطلاقاً في النصوص المسيحية المقدسة. فليس المُتهم هم فقط الكَتَبَة وأصحاب اللاهوت والآباء الأوائل فقط، ولكن حتى المترجمون والقديسون و "الآلهة" أيضاً، كل هؤلاء، في النص المقدس المسيحي، يبدون بصورة أو بأخرى وكأنهم فاقدوا "البراءة" المفترضة في محيط مقدس. فكل هؤلاء، حتى "الآلهة" بأنواعها الثلاثة، لا يتورعون إطلاقاً في النص المقدس المسيحي من تزوير العبارات وتحويرها والتلاعب في ألفاظها والتمويه في الاستدلال و "تعديل واختراع" الأحداث بتعمد حتى تتواءم مع العقيدة المسيحية الناشئة آنذاك. لا شيء برئ إطلاقاً في تلك النصوص، تلك (حقيقة) عليها المئات من الأدلة المباشرة الواضحة. ولكن إذا حصرنا النظر في الكَتَبة والمترجمون، وكما أشرت في مقالة سابقة ضمن هذه السلسلة، فإن أسوأ أنواع هؤلاء المترجمون من حيث (تعمد التزوير والكذب) هم المترجمون المسيحيون العرب. إذ يبدو أن ممارسة (الكذب) أصبحت من (التلقائية) عندهم بحيث أنه حتى اللاهوتيين المسيحيين العرب الذين يعرفون حتماً أن ما يقرؤه ملايين المسيحيين باللغة العربية في (العهد الجديد) هو حتماً مزور وغير صحيح، ولكنهم (يسكتون ويتغاضون)، بل الأسوأ أنهم (يبنون لاهوتاً استدلالياً) من خلال تلك الترجمة العربية المزورة. وإنْ كنت قد ضربت أمثلة متعددة ضمن سلسلة المقالات هذه وغيرها، فلا بأس هنا من إيراد مثال آخر. نقرأ في الترجمة العربية لإنجيل متّى على لسان يسوع في موعظة الجبل ما يلي: (من قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم) [متى 5: 22]. ونفس هذا النص في الترجمات الغربية تُترجم هكذا (whoever says, ‘You fool’ will be liable to the hell of fire). فكلمة (fool) يترجمها هنا المترجم العربي بـ (أحمق)، وهي الترجمة الصحيحة للنص اليوناني. فيسوع هنا يقول بأن مَن قال لآخر (يا أحمق) فإنه يستحق عليها العذاب في نار جهنم. إلا أننا عندما نقرأ نفس الإنجيل في خطاب يسوع لليهود الذين كانوا يعارضونه في (الترجمة العربية بالتحديد)، نجد أن يسوع يقول لهم مرتين: (أيها الجهال والعميان) [متى 23: 17 و19]. ولا يبدو لنا هنا أن يسوع قد ناقض نفسه لأنه قال لهم (أيها الجهال) ولم يقل لهم (أيها الحمقى) كما نهى عن ذلك في موعظة الجبل وتوعد فاعله بنار جهنم يحترق بها. إلا أن الحقيقة هي أن ذلك هو (تزوير من نوع رديئ جداً وساذج إلى حدود البلاهة) من جانب (المترجمين المسيحيين العرب). لأن (لفظ النص اليوناني) هنا (هو نفسه) في موعظة الجبل وهو (أيها الحمقى) وليس كما ترجمها المترجمون المسيحيون العرب بـ (الجهال) حتى يتفادوا (التناقض الذي وقع فيه يسوع) ووعيده باستحقاق نار جهنم لكل من يستخدم هذه اللفظة [انظر أي ترجمة غربية أنت تختارها لتجد الدليل، أو ارجع للنص اليوناني مباشرة]. فالنص في ترجمته الصحيحة هو أن يسوع قد قال لهم (أيها الحمقى والعميان) وذلك في (موضعين اثنين) عند خطابه لليهود، في [متى 23: 17] وفي [متى 23: 19]، وفي كلاهما (تعمّد المترجمون العرب) استبدال الترجمة الصحيحة، والتي ترجموها في الأصحاح الخامس بصورة صحيحة، بكلمة أخرى حتى يتفادوا وضع (إلههم يسوع) في موضع المتناقض وبصورة ساخرة وبوضوح باهر. إنه (الكذب) في أسوأ صوره شناعة وأكثر صوره سذاجة، لأنه (يتعمد) تزوير الوعي الجماعي لأمة بأكملها، ولأنه (يتعمد) أن يجعل (الإيمان) طريقاً للسقوط الأخلاقي وغياب الأمانة، ولأنه يجعل (الغاية تُبرر الوسيلة) تماماً كما كتب بولس عن نفسه في رسالته الأولى لأهل كورنثوس [9: 20-21]، ولأن المترجمون كانوا يفترضون أن كل مَنْ يقرأ الترجمة العربية لنصوص الإناجيل هو ببساطة (جاهل). فيسوع في موعظة الجبل قد قال (من قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم)، ثم نسيَ كل ذلك وقال لليهود مرتين على الأقل (أيها الحمقى)، وكل ذلك في إنجيل واحد، في إنجيل متى، والمترجمون المسيحيون العرب (تعمدوا) تغيير الترجمة حتى يموّهوا على هذا التناقض الصارخ أو أن يضعوا إلههم في النار التي اخترعها لهم. تلك هي (الحقيقة) لهذا النص المقدس، وتلك هي حقيقة هذا (الإله) وهي أنه (متناقض على المستوى الأخلاقي)، وتلك هي حقيقة أصحاب اللاهوت ومترجميهم أنهم (مزورون كاذبون). تلك هي الخلاصة.
ويبدو أنه حتى الباحثين المسيحيين العرب الجدد قد انتبهوا لهذا (التزوير المتعمد) من جانب المترجمين مِنْ أبناء دينهم. إلا أن نقدهم لهذا التزوير، وإنْ جاء صادماً للكنيسة ورجال الكهنوت بالتأكيد في بعض جوانبه لأنه أخرج للعلن ما كان خافياً بصورة متعمدة، فإنه كان دائماً يفترض أنه تم بحُسنَ نية وذلك بصورة مبالغ بها جداً إلى درجة أنَّ هؤلاء الباحثين كانوا (ينظرون إلى التزوير المتعمد عيناً بعين، وما نتج عن هذا التزوير من لاهوت مزيف خُدعَ به عشرات الملايين من المسيحيين العرب، ويعرفون مقدماً أسباب هذا التزوير المتعمد في الترجمات) ثم بعد ذلك يتحاشون أن يصفوا هذا (الكذب) بما يستحقه من صفات، بل ويبحثون له عن تبريرات تبدو بالفعل ساذجة ولا تليق بالصرامة العلمية ومعاييرها. وأحد أشهر الأمثلة هو كتاب (أضواء على ترجمة البستاني فاندايك - العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس، بيروت 2009) للمؤلف (المسيحي) غسان خلف. وإنْ كان هذا الكتاب هو فريد في مجاله، وخطوة مسيحية صحيحة في معاكسة التزوير، إلا أنه كان (يتحاشى) بصورة ملفتة للنظر أن يكون (شاملاً) في مجاله أو أنْ يتطرق لأمثلة أكثر شهرة ووضوحاً لتزوير الترجمة والكذب فيها، ويبدو أحياناً وكأنه يريد هو نفسه أن ينخرط في مجال تزوير حرفية الكلمات كما في معالجته حالات ورود الفعل (ينتهر) في ترجمة نصوص العهد الجديد [انظر ص 184 وكلامه عن "عدم معقولية!!" انتهار بطرس ليسوع (مرقس 8: 32) و (متى 16: 22)]، كما أنه كان يتحاشى أن يصف تلك الممارسات بما تستحق من صفات انعدام الأمانة العلمية فيما يتعلق بـ (كتاب مقدس) كان يُفتَرَض في المترجم أن يكون حريصاً إلى حدود الحذَر الشديد في ترجمته. وأحد (الأمثلة المعبرة جداً لتزوير الترجمة ومِنْ ثم العقيدة واللاهوت الذان بُنيا على تلك الترجمة المزورة) التي وردت في هذا الكتاب هو (سلسلة من ستة [6] تحويرات متعمدة في الترجمة العربية] كانت واضحة جداً أنها تَمّت بمعرفة المترجم المسيحي العربي وبقصد منه وذلك (لتفادي ترجمة صحيحة محرجة جداً للعقيدة المسيحية في يسوع) ولكنها واضحة جداً في النص اليوناني. هذا التزوير أصبح (مفضوحاً في الترجمات الغربية الحديثة) ولا يمكن بعد الآن تجاهلها بسبب النقد متعدد الأوجه والجهات الذي يواجهه هذا التزوير الذي يخرج إلى حدود السذاجة، وربما هذا هو الدافع الحقيقي لبروز تلك الكتب المسيحية العربية. ففي هذه الترجمة العربية للعهد الجديد، يتعمد المترجم العربي (إلغاء) نص (إله ربنا يسوع) الوارد في الأصل اليوناني للعهد الجديد واستبدالها بـ (الله أبا ربنا يسوع). هذه النصوص هي كالآتي:
1- الترجمة الموجودة في العهد الجديد: (لكي تمجدوا الله أبا ربنا يسوع المسيح) [رسالة بولس إلى أهل رومية 15: 6]. الترجمة الصحيحة: (لكي تمجدوا إله ربنا يسوع المسيح وأباه) [المصدر السابق، ص 48، وانظر الترجمات الغربية الحديثة للعهد الجديد أيضاً].
2- الترجمة الموجودة في العهد الجديد: (مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح) [رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس 1: 3]. الترجمة الصحيحة: (مبارك إله ربنا يسوع المسيح وأبوه) [المصدر السابق، ص 48، وانظر الترجمات الغربية الحديثة للعهد الجديد أيضاً].
3- الترجمة الموجودة في العهد الجديد: (الله أبو ربنا يسوع المسيح) [رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 31]. الترجمة الصحيحة: (إله ربنا يسوع المسيح وأبوه) [المصدر السابق، ص 48، وانظر الترجمات الغربية الحديثة للعهد الجديد أيضاً].
4- الترجمة الموجودة في العهد الجديد (مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح) [رسالة بولس إلى أهل أفسس 1: 3]. الترجمة الصحيحة: (مبارك إله ربنا يسوع المسيح وأبوه) [المصدر السابق، ص 48، وانظر الترجمات الغربية الحديثة للعهد الجديد أيضاً].
5- الترجمة الموجودة في العهد الجديد: (مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح) [رسالة بطرس الأولى 1: 3]. الترجمة الصحيحة: (مبارك إله ربنا يسوع المسيح وأبوه) [المصدر السابق، ص 48، وانظر الترجمات الغربية الحديثة للعهد الجديد أيضاً].
6- الترجمة الموجودة في العهد الجديد: (وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه) [رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 6]. الترجمة الصحيحة: (وجعلنا ملوكاً وكهنة لإلهه وأبيه) [المصدر السابق، ص 48، وانظر الترجمات الغربية الحديثة للعهد الجديد أيضاً].
هذا التزوير المتعمد لا يمكن إطلاقاً تجاوز أسبابه الواضحة البديهية، وهذا ما كان يعيه تماماً المؤلف المسيحي غسان خلف، فكان مضطراً للتطرق إليه بالتحليل. فكتب مبرراً لهذا (التعمد في انعدام الأمانة العلمية) في ترجمة كتاب كان يُفتَرَض أنه "مقدس" ما يلي: "يرجع التقصير في نقل النص اليوناني إلى العربية، كما هو مبين أعلاه، حسب اعتقادي، إلى سببين. الأول أكيد: عدم القطع لجهة المعنى البلاغي في اللغة اليونانية للعبارة (إله وأبو الرب يسوع). والثاني محتمل: الرغبة في اجتناب تعبير يُساء فهمه، فكيف يَفهم غير المطلع معنى عبارة (إله الرب يسوع)؟". ثم يسترسل المؤلف بعد ذلك في تفنيد السبب الثاني الذي وضعه على الاحتمال ليذكر بأن الله قد أعلن عن نفسه مراراً في العهد القديم على أنه إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وهو هنا أعلن عن نفسه بيسوع الذي ظهر للعالم من خلاله [لا يعنينا في هذه المقالة تفنيد هذا التهافت الواضح في المنطق التبريري واللاهوتي هنا]، كما أنه ذَكّرَ المترجم بأن مصطلح (إله الرب يسوع) يرد صراحة في [رسالة بولس إلى أهل أفسس 1: 17] (كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح)، ثم يختم سياقه التبريري هذا بتلك الكلمات فيما يخص مصطلح (إله الرب يسوع) والترجمة المزورة التي تعمدت إلغاء هذا المصطلح ودعوته إلى إرجاع النص إلى حرفيته الأصلية: "فلا نتردد في استعماله" [المصدر السابق، ص 48 - 49].
الخلاصة هي أن المترجمون المسيحيون العرب عندما واجهوا عبارات (تناقض عقيدتهم في يسوع) لم يجدوا أدنى حرج في أن (يتلاعبوا ويستبدلوا ألفاظ كتابهم المقدس نفسه) حتى يتفادوا معارضة تلك العقيدة أو تحسين صورة يسوع. هذه الممارسة ليست جديدة في الفضاء المسيحي وليست مخترعة حديثة، ولكنها ممارسة ابتدأت مع بولس ذاته في رسائله التي تولاها للدعوة إلى إلهه الجديد يسوع. إنها ممارسة تملك عمقاً تاريخياً أصيلاً في تكوين العقيدة المسيحية، ولا زالت مستمرة. إنها (التقوى غير الأخلاقية) التي تُبرهن على نفسها مرة بعد مرة في الممارسات المسيحية عبر التاريخ.
....يتبع
#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تزوير مسيحية يسوع - 14
-
تزوير مسيحية يسوع - 13
-
تزوير مسيحية يسوع - 12
-
تزوير مسيحية يسوع - 11
-
تزوير مسيحية يسوع - 10
-
تزوير مسيحية يسوع - 9
-
تزوير مسيحية يسوع - 8
-
تزوير مسيحية يسوع - 7
-
تزوير مسيحية يسوع - 6
-
تزوير مسيحية يسوع - 5
-
تزوير مسيحية يسوع - 4
-
تزوير مسيحية يسوع - 3
-
تزوير مسيحية يسوع - 2
-
تزوير مسيحية يسوع -1
-
العلم الطاهر
-
الرواية الإباضية للإسلام - 2
-
الرواية الإباضية للإسلام - 1
-
ابن خلدون يقول لكم - أنتم أمة وحشية
-
أهذه معارك تستحق اسم الله؟
-
التشخيص النفسي كأداة لنقد الإنجيل
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|