صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 14:01
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
المُسْتَهْلَكوُنْ: المناضَلون النظاميون/المُسْتَوْطَنُونْ المُجنّدُونْ...
كل اللغة وما تعنيه من أفعال وأسماء وضمائر... في اتجاه واحد، في استعباد واحد وفساد واحد.
هذه هي التركيبة التقنية والاجتماعية لأبناء الاغتراب والاستلاب المغدور بهم استخباراتيا أو مخابراتيا وماليا أو رأسماليا واعلاميا أو استعلاماتيا. والبقية بقية.
هؤلاء الهؤلاء تطوعوا جهرا للاجهاز على أنفسهم وعلى آخر أنفاس الحركة الثورية.
هؤلاء الهؤلاء يستحيل تحريرهم ولا يمكن اطلاقا لا التحرر بهم ولا التحرر معهم.
هؤلاء الهؤلاء في مرحلة ما قبل الوعي العبودي. والأمل الوحيد اذن هو تملكهم لوعيهم الذاتي بأنفسهم ولأنفسهم كعبيد.
إنه طرح قديم "لا يمكن تحرير أولئك الذين لا يريدون التحرر". والجِدّة فيه، وهي ليست جديدة تماما، أنه ليس علينا أن نغترب مع الذين يريدون جرّنا معهم إلى هذه العبودية المضاعفة والمغلقة الفارغة العمياء الجوفاء التي لا أمل في الخلاص منها وعيا وممارسة ثورية.
من يريد على ذلك المحافظة على بقاءه الأخلاقي والسياسي والبشري والحيواني عليه أن يؤمن بمبدأ مقاومة كل من يريد اسقاطنا في الاغتراب الذي هو فيه.
المستهلَكون هؤلاء مستهلَكون بفتح الاّم مفعول بهم ومفعول فيهم وهم في كل الاحوال ظرف افتعال مفتعل بهم ومفتعل فيهم وحتى مفتعل لهم، مستهلَكون تماما مثلما كل كلمة على هذا الوزن كيفما سوف نوردها في هذه التعليقة البيانية.
هم المستهلكون استخباراتيا أي المحصّنون المسجونون المحروسون المؤمّنون المحميون المراقبون المشبوكون المسلحون المنظمون النظاميون المقادون الممثلون المصوتون المتزعّمون المتزعمنون...إلخ.
كل هذا ينطبق على ما سوف يلحق
هم المستهلكون اعلاميا أو المستعلمون المستنبؤون المستشهرون المنشطون
المتابعون المتفرجون المستمعون المستقرؤون المخبرون...إلخ.
هم المستهلكون ماليا المستدانون المدينون المشترون المباعون المرهونون المفلسون المفلّسون المأجورون المدفوعون ... إلخ.
كل هذا ينطبق على ما سبق.
هنالك خلاصة بمثابة القاعدة:
اذا انطبق ما سبق على ما لحق وانطبق ما لحق على ما سبق حذفت اللغة أو حذف الفكر وحذف الفعل.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟