رشا نور
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 09:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
علمنا ألهنا ومخلصنا الرب يسوع المسيح ” الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر ” (1بط 2 : 22)، أن الكذابين هم أولاد إبليس فيقول لهم : ” أنتم من أب هو إبليس و شهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتالاً للناس من البدء و لم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فأنما يتكلم مما له لأنه كذاب و أبو الكذاب ” ( يو 8 : 44 ) …
وهناك عشرات الأيات فى الكتاب المقدس التى تحذرنا من الكذب … وعلى سبيل المثال لا الحصر : ” أبتعد عن كلام الكذب و لا تقتل البريء و البار لأني لا أبرر المذنب ” ( خر 23 : 7 ) …
” و لكن الله لا يسمع كذباً و القدير لا ينظر إليه ” ( اي 35 : 13) …
” حتى متى تحبون الباطل و تبتغون الكذب ” (مز 4 : 2) …
” زاغ الأشرار من الرحم ضلوا من البطن متكلمين كذباً ” (مز 58 : 3) …
” شفة الصدق تثبت إلى الأبد و لسان الكذب أنما هو إلى طرفة العين ” (ام 12 : 19) …
لأن ” مبرئ المذنب و مذنب البريء كلاهما مكرهة الرب ” (ام 17 : 15) …
ويحذرنا الرب يسوع له كل المجد قائلاً : ” أحترزوا من الإنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان و لكنهم من داخل ذئاب خاطفة ” (مت 7 : 15) …
لأن ” جميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار و كبريت الذي هو الموت الثاني ” (رؤ 21 : 8) …
لذلك صلي داود قائلاً : “ يا رب نج نفسي من شفاه الكذب من لسان غش ” ( مز 120 : 2 ) .
لكن الأمر مختلف عند أخونا المُسلم الذي عودنا أن نراه كذاب يكذب فى كل حين … يكذب على نفسه ويكذب على من حوله … ولا أنسى ما ذكره الشهيد التنويري الدكتور / فرج فوده فى كتابه ” ماقبل السقوط ” ص 93 – رقم الايداع بدار الكتب 3244 / 85 تحت عنوان ” كونفوشيوس مسلماً ” … فى إحد مجلاتنا القومية المحترمة ، وهى مجلة ( أكتوبر ) وفى الصفحة الدينية بها ، نشر الأستاذ إبراهيم مصبح بتاريخ 6 يناير 1985 مقالا عنوانه ” الإسلام قانون واقعى للمجتمع ” ( ص 50 ) ، قال فيه ( وبينما أنا أقلب صفحات احدى الكتب إذا بي أجد كلمة لحكيم الصين كونفوشيوس ، وترجمتها ” عندما رغب الحكام الأقدمون أن يعمر العالم بالإسلام سعوا أولاً إلى إصلاح بلادهم وقبل أن يصلحوا بلادهم أصلحوا من أسرهم ، وقبل أن يصلحوا من أسرهم أصلحوا من أنفسهم ، وقبل أن يصلحوا من أنفسهم حاولوا أن يكونوا مخلصين صادقين فى أفكارهم ، وحاولوا أن يروا الأشياء على حقيقتها تماماً ) .
ويبدوا أن الأستاذ مصبح يستهين كثيراً بذاكرتنا التاريخية وأستبعد بالطبع أن يكون سيادته جاهلا بأن كونفوشيوس قد مات قبل أن يظهر الإسلام بأكثر من ألف عام … (ولد 12 سبتمبر سنة 551 قبل الميلاد فى زو , ومات 11 مايو 479 قبل الميلاد ) … وليس هذا فقط … بل أنه على يد الأستاذ مصبح يتحدث عن الإسلام باعتباره ديانة للحكام الأقدمين ، أى القدماء بالنسبة لكونقوشيوس نفسه ! وسبحان من له الدوام .
وفى ظل الزمن الرديء الذى حكم فى المناخ السياسي ولازالت ازياله فى مصر للأن وسيطرة أولاد الكذاب إبليس من السلفين والمحظوريين من الأخوان المُسلمين وحالات الكذب التى كانت تملئ كل وسائل الأعلام الاخوانيه بل ولازالت نملئ مواقع التواصل الاجتماعي اقف حائره و بجول بخاطري العديد من الاسئله و منها…
لماذا يكذب المسلم ؟
1 – لأن القرآن يحض على الكذب :
أ – فقد طلب من مريم أن تكذب فقال : ” فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ” (سورة مريم 19 : 26) … وقد يقول المفسرين هو صوم عن الكلام وليس عن الطعام ! … فكيف وهو يقول لها قولى … أى تكلمي ! .
ب – طلب من المسلمين حل مشاكلهم بالتقية وهو نوع من الكذب والتلون للهروب من الخطر … التقية في اللغة هو الحيطة والحذر من الضرر والتوقي منه بالتلون وأظهار عكس المكنون … والتقية والتقاة بمعنى واحد … وقد جاء فى القرآن : ” إلاّ أن تتقوا منهم تقاة “( سورة آل عمران 3 : 28 ) أي : تقية ، بالاتفاق . * أنظر كتاب ” تاج العروس من جواهر القاموس ” للزبيدي جـ 10 ص 396.
وقال ابن منظور : وفي الحديث : ” قلت : وهل للسيف من تقية ؟ قال : نعم ، تقية على اقذاء ، وهدنة على دخن ” .. ومعناه : إنّهم يتقون بعضهم بعضاً ، ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك .
* أنظر كتاب ” لسان العرب ” للعلامة جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور – جـ 15 ص 401 .
* اُنظر كتاب ” المصباح المنير في غريب الشرح الكبير. أحمد بن محمد بن علي الفيومي جـ 2 ص 669 .
* أنظر كتاب ” أساس البلاغة ” أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري - 686 – مادة ” وَقِيَ ” .
وفي الاصطلاح : فقد عرفها جمع من علماء المسلمين بألفاظ متقاربة وذات معنى واحد .
فهي عند الأمام الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان ابن المعلم ابي عبد الله ، العكبري ، البغدادي ( المتوفي عام 413 هـ ) عبارة عن : ” كتمان الحق ، وستر الاعتقاد فيه ، ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين والدنيا .
* أنظر كتاب ” تصحيح الاعتقاد ” الشيخ المفيد – ص 66 .
وقد عرفها الشيخ الأنصاري ( المتوفي سنة 1282 هـ ) بـ ” الحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحق ” … ويتضح من تعريف الشيخ الاَنصاري للتقية أن إكراه الاِنسان على الاتيان بشيء مخالف للحق يكون سبباً مباشراً من أسباب حصول التقية ، ويؤيّده ما جاء في قصة عمار بن ياسر وجماعته الذين اتقوا من المشركين فأجروا كلمة الكفر على ألسنتهم كرهاً ، حتى أنزل الله تعالى فيهم قرآناً : ” إلاّ من أُكرِه وقلبه مطمئن بالاِيمان ” ( سورة النحل 16 : 106 ) .
* أنظر كتاب ” التقية ” الشيخ مرتضى بن محمَّد أمين بن مرتضى بن شمس الدين الاَنصاري ص 37 .
* اُنظر كتاب ” القواعد الفقهية ” للسيد محمد حسن البجنوردي جـ 5 ص 44 .
* أنظر كتاب ” القواعد الفقهية ” لناصر مكارم الشيرازي جـ 3 ص 13 .
وقال السرخسي الحنفي ( المتوفي سنة 490 هـ ) : ” والتقية : أن يقي نفسه من العقوبة ، وإن كان يضمر خلافه ” .
أنظر كتاب ” المبسوط ” لأبو بكر محمد بن احمد بن سهل السرخسي الحنفي جـ 24 ص 45 .
أذاً فالتقية نوع من الكذب يقوم على كتمان الحق وإظهار خلافه خوفاً على النفس من اللائمة والعقوبة بالاكراه .
2 – التصريح بالكذب فى الآحاديث :
فعَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ :” مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” لَا أَعُدُّهُ كَاذِبًا الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ الْقَوْلَ وَلَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الْإِصْلَاحَ وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا ” .
* أخرجه أبو داود فى سننه جـ 4 ص 281 - الحديث رقم 4921 .
والبيهقى جـ 10 ص 197 الحديث رقم 20622.
وصححه الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” جـ 2 ص 74 .
وقال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في ” عون المعبود شرح سنن أبي داود ” : ( وَالرَّجُل يَقُول فِي الْحَرْب ) : قِيلَ الْكَذِب فِي الْحَرْب كَأَنْ يَقُول فِي جَيْش الْمُسْلِمِينَ كَثْرَة وَجَاءَهُمْ مَدَد كَثِير , أَوْ يَقُول اُنْظُرْ إِلَى خَلْفك فَإِنَّ فُلَانًا قَدْ أَتَاك مِنْ وَرَائِك لِيَضْرِبك . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْكَذِب فِي الْحَرْب أَنْ يُظْهِر مِنْ نَفْسه قُوَّة وَيَتَحَدَّث بِمَا يُقَوِّي بِهِ أَصْحَابه وَيَكِيد بِهِ عَدُوّهُ . ( وَالرَّجُل يُحَدِّث إِلَخْ ) : أَيْ فِيمَا يَتَعَلَّق بِأَمْرِ الْمُعَاشَرَة وَحُصُول الْأُلْفَة بَيْنهمَا . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : كَذَبَ الرَّجُل زَوْجَته أَنْ يَعِدهَا وَيُمَنِّيهَا وَيُظْهِر لَهَا مِنْ الْمَحَبَّة أَكْثَر مِمَّا فِي نَفْسه يَسْتَدِيم بِذَلِكَ صُحْبَتهَا وَيُصْلِح بِهِ خُلُقهَا . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا. وهناك الكثير من الأكاذيب الضمنية التي تكتظ بها الآحاديث التى صدرت من خلال كلام وأفعال محمد ( ص ) نفسه .
3 – الكذب لزمة من اللوازم البلاغية فى حياة المسلم :
ويستخدم الكذب تحت أسم التورية وأسلوب المبالغة لغرض و في الأدبيات والأمثال الشعبية كقولهم في الأشعار ( قال حمار الحكيم ) ومنه مقامات الحريري و كتاب كليلة ودمنة . وقد ورد في مجلة البحوث الإسلامية لهيئة كبار العلماء قولهم : ” فهو يقول { يعني الحريري صاحب المقامات } : ” أنه لم يَعرف عن أحد من علماء الأمة إلى زمنه أنه حرم أمثال تلك القصص التي وضعت عن الحيوانات ككتاب “كليلة ودمنة ” وغيره ، لأن المراد بها الوعظ والفائدة ، وصورة الخبر في جزئياتها غير مرادة ، وما سمعنا بعده أيضاً أن أحداً من العلماء حرم قراءة مقاماته ” انتهى المراد منه .وجاء عن النعمان بن بشير الصحابي المعروف أنه خطب الناس فضرب مثلاً في حكاية على لسان ثلاثة من الحيوانات الضبع والضب والثعلب .* أنظر كتاب ” الأغاني ” للأصفهان – جـ 16 ص 38 .
4 – فى إجابة سائل أبله عن سؤال جوابه أوضح :
كقول إبراهيم فى القرآن : ” قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) “( سورة 14 : 62 – 63 ) .
5 – الخداع والمكر صفه إلهية يحتزون بها :
أ – فقد أعترف إله فى القرآن أن يخادع … فقال : ” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ …. ” ( سورة النساء 4 : 142 ) . ب – وأعترف بأنه خير الماكرين … فقال : ” وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ” ( سورة ال عمران 3 : 54 ) … ” وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ” ( سورة الأنفال 8 : 30 ) . جـ – وأعترف إله القرآن بأنه لم يأمن أحد مكره … فيقول : ” أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ” (سورة الأعراف 7 : 99) .
وأخيراً نقول لأخونا المسلم :
قف عن الكذب … فهناك من ينتظرك واقفاً على باب قلبك يدعوك لتفتح له قلبك ليملك عليه … أنه الشخص الوحيد فى كل الارض ” الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر ” (1بط 2 : 22) … أنه الصادق الوحيد فهو ” ليس الله انساناً فيكذب و لا ابن انسان فيندم هل يقول و لا يفعل أو يتكلم و لا يفي ” ( عد 23 : 19) … أنه الرب يسوع المسيح الفاتح أحضانه وهو يقول للجميع : ” تعالوا إلي يا جميع المتعبين و الثقيلي الأحمال و أنا أريحكم ” ( مت 11 : 28) … فتعال لأعظم إله لتمتلك أعظم أب … أنه ينتظرك فهو الطريق والحق والحياة .
#رشا_نور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.