أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مازن كم الماز - محاولة للنظر في المرآة














المزيد.....


محاولة للنظر في المرآة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 01:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ليس فقط آلهتنا و مقدساتنا , بل كل ما نعتقد أو نؤمن به , كل إيديولوجياتنا و أفكارنا المسبقة , "تفسيرنا" لكل شيء و كل تحليلاتنا , جميعها تساعدنا في أن نبدو رائعين , كلها أقنعة جميلة لحقيقتنا .. هذه السطور مجرد محاولة للنظر في المرآة .. أولا همسة لكل من قتل أو برر القتل , سأبتعد تماما هنا عن أية كلمة لا تعني شيئا في العالم الفعلي الذي نعيشه , كالحق , أو الأخلاق , الإنسان , الوطن أو الضمير الخ الخ , هذه تبريرات غبية لا تكفي و لا معنى لها أمام فعل على هذه الدرجة من الخطورة .. ليس فقط أن نفس السكين التي صفقت لها , أو طعنت بها , يمكنها أن تقتلك أيضا , أنا لا أتحدث هنا عن الانتقام أو عن الحق أو عن حرمة روح الإنسان و مثل هذه الأشياء , أنا أتحدث عن صفة فيزيائية بدائية لدرجة البداهة و الغباء للسكين أو البندقية و غيرها من أدوات الموت و أيضا عن خصائص تتعلق برقابنا و أجسادنا بما في ذلك رقبة القاتل أو من يصفق له , ليس فقط أن من قتل أو صفق للقاتل لا "يحق" له أن يصرخ عندما يطعن هو أيضا بنفس السكين التي قتل بها أو صفق لها , و لا أنه قد فقد "حصانته" الأخلاقية و الإنسانية التي لا وجود لها أساسا ... في اللحظة التي اختار فيها الشبيحة أن يقتلوا باسم النظام و لبقاء هذا النظام , و في نفس اللحظة التي يجز فيها الداعشي أو غيره رقبة ما , في لحظة موت الضحية , فإن شيئا ما من إنسانيتنا جميعا يموت و يولد شيء ما , جميعنا : القاتل و القتيل , و المصفقين , و حتى المتفرجين , و إن بدرجات متفاوتة .. بكلمة , هناك شيء منطقي جدا في أن يموت بالسيف من عاش بالسيف , شيء طبيعي , و قد يكون مثل هذا الموت أو المصير إنسانيا أيضا بشكل من الأشكال ... كلا !! هي ليست العين بالعين , و لا السن بالسن , فهناك ملايين , و ربما مليارات العيون , ليس لها مقابل , و لا ثمن , و لا حتى عزاء لا على هذه الأرض و لا في السماء , لكن مع ذلك , إذا كان هناك من حدث مقدس بالفعل , و أسطوري , و إنساني في نفس الوقت في هذا العالم المتوحش , فهو أن يقتل بالسيف من عاش بالسيف .. لكن علينا ألا نبالغ في التهليل لقدرتنا على القتل , فنحن كاذبون , و منافقون حتى في هذا , بل خاصة في هذا , نحن نقتل و نستبيح الضعفاء أساسا أو الضعفاء فقط , فقط من لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ناهيك عن أن يكون قادرا على الدفاع عن ما يملك أو عمن يعيل , نحن اقوياء فقط أمام الضعفاء , نقتل و نعربد فقط عندما نعتقد أننا في مأمن من الانتقام أو العقاب , حتى أننا لا نهاجم أو ندافع عندما تكون قوتنا متعادلة مع خصومنا .. أبرز الضحايا اليوم في سوريا , والشرق كله , هم الضعفاء و الفقراء , هذه حدود بطولتنا ... نعتقد أننا على حق لأننا أكثر , دائما نحاول أن نكون أكثر أو أقوى , هكذا نصبح على حق كما يتراءى لنا , هذه هي حدود الحق كما نعيشها و نعرفها .. لكن لا شك أن قتل جماعة لفرد , أو قيام جماعة من المدججين بالسلاح بقتل رجل أعزل هو عمل جبان في أفضل الأحوال , هذا أيا كان القاتل و المقتول .. نقتل فقط لأننا قادرين على القتل , لا نقتل لأننا لم نعد نشعر بالخوف , لأننا أصبحنا فجأة شجعانا أو لأننا مستعدين لدفع الثمن , فنحن ما زلنا نخشى الجحيم و نخشى السجون و الحراس , كما يخشى الأطفال من غرفة الفئران أو من عصا الأستاذ , تعتمد شجاعتنا في قتل الآخرين على حقيقة أننا نقبل ( و نصدق ) بغباء ما يقوله لنا آباؤنا في أننا لن نذهب إلى الجحيم مهما فعلنا , نحن نؤمن بأن إله أجدادنا و أبائنا سيعاقب فقط كل أعدائنا و بعد ذلك سيعذبهم في جحيمه , أنه سيرسلهم إلى جحيمه طالما كنا نتمنى أن يذهبوا إلى الجحيم .. ما زلنا كما كنا , عندما نموت أو عندما نقتل نخاف من النظر مباشرة في عين الموت , من مواجهة قدرنا و حقيقتنا دون رتوش , دون أن نرتعد أو يرمش لنا جفن .. هناك فرق بين أن تقتل و تموت شجاعا , و بين أن تقتل و تموت غبيا , بين أن تموت و تقتل لأنك شجاع أو أن تموت أو تقتل لأنك غبي .. لكننا في الواقع لا نخدع إلا أنفسنا , لا يمكننا خداع القدر , أو مغالطة مصيرنا , فنحن سنصبح أحرارا بقدر ما نكون شجعانا عن حق , و لا عزاء للجبناء



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد متأخر , العزيزة ليندا
- عدونا هو العبد للأناركي الفرنسي نويل ديميور
- عن قصة المؤامرة
- حقيقة الجهاديين
- تقبل الآخر : كعلاقة هيمنة لإيريك إمبسون و آريانا بوف
- مانديلا : انتصر على الأبارتيد , و هزمته النيوليبرالية لجوناث ...
- ثورات في منتصف الطريق
- هل تكون الطائفية هي الثقب الأسود لربيع الثورات الشعبية
- ماذا يمكن للثوري الايطالي كاميليو بيرنييري أن يقول اليوم للث ...
- تأملات في جنيف 2
- مناضلون ضد النازية
- من هو الأناركي ؟
- مجموعة تشيرنوي زناميا ( الراية السوداء ) الأناركية ( 1903 – ...
- مزرعة الحيوانات السورية
- الله و دولة العراق و الشام الإسلامية
- بيان دادائي سوري
- نماذج من -المعارضة السورية الجديدة-
- تعليق على مقال أسلمة الأناركية للكاتب عبد الرحمن أبو ذكري
- تحولات النخبة
- ابتسم أيها الرجل الضئيل


المزيد.....




- نفذ جرائمه تحت تأثير المخدرات.. طالب دكتوراة يدان باغتصاب 50 ...
- ما الذي منحه الإسلام للمرأة وكيف حالها في ظلِّه؟
- الاحتلال يعتقل سبعة شبان وامرأة في طمون
- مدونة الأسرة بين آفاق التغيير وعوائق التقبُّل المجتمعي.
- الشيوعي العراقي: لمناسبة الثامن من آذار – عيد المرأة العالمي ...
- تقرير أممي: حقوق المرأة تراجعت عام 2024 في ربع دول العالم
- في يومهن العالمي: المرأة الفلسطينية تواجه تحديات مضاعفة بسبب ...
- بعد 3 عقود من التقدم.. حقوق المرأة في العالم تواجه انتكاسة خ ...
- دراسة تكشف تأثير أحد فيتامينات B أثناء الحمل على نمو دماغ ال ...
- السعودية.. عائشة المانع تكشف كواليس مسيرة المطالبة بقيادة ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مازن كم الماز - محاولة للنظر في المرآة