أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان المفتي - أهل الكف














المزيد.....

أهل الكف


برهان المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 18:15
المحور: الادب والفن
    


ترقى في مهنته سريعاً، فمنذ طفولته يملك كفاً عريضة، ومهنته لا تتطلب – في شروط ممارستها – غير كف عريضة، وشيئاً من جرأة مواجهة حشود من الناس.
كان ضمن جوقة غنائية، وكان عليه التصفيق لإعلاء حماس الحشود. ومن مواهبه، أنه يستطيع التصفيق مع الألحان كلها مهما كانت صعبة، وبمختلف النغمات. ولم تمضِ غير فترة قصيرة إلا وكان هو صاحب جوقة من المصفقين، إلا أنه أضاف شروطاً جديدة لمَن يرغب الإنتماء إلى جوقته، ومن ضمنها، أن يكون الراغب صاحب كرش مكور، ولم يصرح سبب هذا الشرط إلا في فترة لاحقة.
ولأن هذه المهنة مربحة – بعد أن كثر الذين يطربون لصوت التصفيق – فقد تدافع الناس لتسجيل أسمائهم كراغبين في ممارستها. وكان عليهم أن ينفخوا بطونهم في يوم التقديم لكي تبدو ككروش مكورة، وكانت خدعة بارعة.
الناس يتدافعون، ولم يبقَ بيت لم يبعث بمَن يمثله في هذه الجوقة. وكنت تسمع حينما يلقي - الخطيب الأكبر – كلمة دوياً يهز الأركان جميعها من كثر المشاركين في التصفيق، حتى أن في فترة لاحقة، كان صاحب الكلمة لا يذكر من خطابه غير البدايات ليبدأ دوي التصفيق الذي لا ينقطع صداه حتى بعد انتهاء الكلمة.
حتى الأمهات، أصبحن ينجبن – بطريقة لم نعرف سرها – أطفالاً تغطي أكفهم أجسامهم الصغيرة، وذات كروش مكورة. وكان منظرهم كأنهم كرات متحركة على عتلات هي أكفهم.
وبعد أن كسب الناس كلهم لهذه المهنة، ألقى كبير الجوقة وصاحبها عليهم كلمة عن تأثير صوت الطبل في النفوس، ولكي يبرهن للمستمعين صدق أقواله، أمر الجوقة المختارة أن يصطفوا بقربه، وأن يضربوا بأكفهم على كروشهم بنغمات مختارة بدهاء، وكان صوتاً رقص الجميع على إيقاعه، ولم يتوقفوا إلا عندما تمزق كرش أحد أعضاء الجوقة من كثر الضرب بحماس.
صارت تلك القرية تُعرف من بُعد أميال بسبب دوي مصفقيها وطباليها. واستمرت الحال كتلك زمناً منسياً، حتى جاءهم شخص غريب من خارج قريتهم. كان شكله غريباً والأغرب كفَاه، إذ كان يغطيهما قفازان سميكان كعازلين أو كانا كذلك، وكان سبباً كي يجتمع الناس حوله. وفي استراحة الجوقة وكبيرها، أخبر الحشود المتجمهرة حوله ما فائدة القفازين، وأن القفاز يساعد من يلبسه على فهم حقيقة الكلام!! ونامت القرية في تلك الليلة لتستيقظ على نهار لم يلحقه نهار.
فكعادته اليومية.. اقترب كبير الجوقة ليقف خلف الخطيب الأكبر، وفي لحظة التصفيق لم يسمع شيئاً. كان أفراد الجوقة كلهم بقفازات عازلة، وفقدت الأكف مهمتها ولم تطلق أي صوت، وبان صوت الخطيب نشازاً.. فحاول كبير الجوقة وصاحبها إسعاف الموقف، فضرب بكفيه على بطنه بقوة.. أطلق صوتاً عالياً.. إلا أن الناس قد تدافعوا إليه لأنه أربك سكونهم.. وعندما وقفوا عند الخطيب الأكبر وصاحب الجوقة.. فتحوا بطونهم بأكفهم القوية.. وكان طوفاناً أغرق الجميع.



#برهان_المفتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا هنا...ثم هناك
- هذا أنا
- من أوراقي
- زوايا حادة
- طريق بيتي
- خلف الزجاج
- لقطات شديدة الكثافة
- الذاكرة
- خطة متكاملة - نحو كوكب ليس فيه تطرف ديني
- هل نسمع بوزارة إدارة الأزمات؟


المزيد.....




- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان المفتي - أهل الكف