أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - خطيئة التأريخ














المزيد.....

خطيئة التأريخ


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 15:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


خطيئة التأريخ
التأريخ يخطئ حين يدمج الأعراب بالعرب وكأنهم وصف واحد لأمة واحدة هناك أمة العرب المنسوب للمكان وفيهم أنبياء ورسل وهم جزء من أمة أكبر قبل إسماعيل وبعد أسماعيل وهو شعب بلاد النهرين فقط وهم حسب قول الخليفة الثاني جمجمة العرب والتي تحوي العقل والسمع والبصر وهي أصل البدن {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً }مريم58, أما الأعراب فهو نزيح اليمن ومن سكان المهجر في جزيرة وشواطئ نجد والحجاز, العرب أهل ديانة ودين وأنبياء ورسل ,أما الأعراب فهم الأجدر الا يعلموا حدود ما أنزل الله {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة97.
العرب في أحاديث المصطفى وما قيل عنهم نجد التفريق واضحا ما بين العرب والأعراب وكأنهم أمتان , لقوله صل الله تعالى عليه وعلى أله وسلم: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) وقال الدار قطني حديث غريب. ورواية حب العرب إيمان وبغضهم كفر وفي رواية عبد الله بن أحمد: (لا يبغض العرب إلا منافق) , وفي أخرى ما في سندها متكلم فيه: (لا يبغض العرب مؤمن)، وعن على عليه السلام قال: أسندت النبي صل الله تعالى عليه وعلى أله وسلم إلى صدري فقال: ( يا على أوصيك بالعرب خيرا) ,وأخرج الطبراني أنه صل الله تعالى عليه وأله وسلم قال: (إني دعوت للعرب، فقلت: (اللهم من لقيك منهم معترفا بك، فاغفر له أيام حياته، وهي دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وإن لواء الحمد يوم القيامة بيدي، وإن أقرب الخلق من لوائي يومئذ العرب) أخرجه البزار والطبراني في الكبير، وسنده جيد..
قد يظن القارئ لهذه الأحاديث أن النبي قد مدح العرب كلهم بما نفهمه نحن من مدلول المصطلح في حين أن النص القرآني الذي هو أعلى مرتبة من الحديث بالثبوتية والحفظ ذم الأعراب ذما مقرعا في تسع نصوص محكمة وفي نص عاشر خص البعض منهم وليس كلهم استثناء من قاعدة الذم بقوله {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة99, فكيف يناقض الرسول ص مدحه للعرب بأعتبار أن الأعراب هم العرب من خارج الحواضر مع الذم والتقريع النصي؟, هنا المخرج الحقيقي أن المدح النبوي خاص بأمة غير هذه الأمة المذمومة .
هناك أشكالية تواجه تقسيم المؤرخين لطبقات العرب من عاربة ومستعربة بادعائهم أنها هلكت ولم يبقى منهم غير سلالة إسماعيل فقط, السؤال وهو محور الإشكالية هل كانت هذه السلالة محفوظة من أمر الله أو بأمر الله وما الدليل على ذلك , والامم من الأعراب التي هلكت هي الأقوام التي ذكرها القرآن الكريم والتي حل بها الهلاك نتيجة عصيان الرسل ومخالفتهم أمر الله كعاد وصالح وثمود وغيرها, إنما أهلكهم الله بسبب ,لكن الثابت أن بعض الأعراب ومنهم من بعث الله فيهم النبي محمد لم يكونوا ممن بعث الله فيهم نبي {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2, وهو تص قاطع على أنهم كانوا ممن لم يبعث فيهم ولا منهم رسول.
يمضي المؤرخون في هراءهم فيقولون أن قريش ومن معها من العرب الذين بقوا هم من صنف العرب المستعربة ,والمستعربة: وهم الداخلون في العروبية من بعد العجمة أخذًا من استفعل بمعنى الصيرورة, فلا بد أن يكون إسماعيل ليس عربيا لأنه أعجميا ودخل العروبية كما يزعمون وهو من علم أولاده وأورثهم لغة قومه ,فيكون حديث رسول الله ص عن الأنبياء العرب الخمسة لا يصح وغير حقيقي لأن إسماعيل أعجمي, فأي الدليلين أقوى, نعم كان أسماعيل وبنيه على لسان غير لسان الأعراب النازحة أو المنزوحة وهو على اللسان العربي المبين وما عداهم لسان أعجمي مبين.
أعراب الجاهلية وليس عرب الجاهلية هو مورد حديث رسول الله فقد روي عنه صَلَّ اللهُ عَلَيهِ وَ ألِهِ وسلم: منَ كانَ في قَلبِهِ حَبَّةٌ مِن خَردَلٍ مِن عَصَبِيَّةٍ بَعَثَهُ الله يَومَ القِيامَةِ مَعَ أعرابِ الجاهِلِيَّةِ.) للتفريق بين دلالتين وإن كان عرب الجاهلية البعض منهم كفار لكن الأعراب كانوا أشد كفرا ونفاقا مع الأعذار والإنذار, فهم ليسوا أمة سواء لا في النسب ولا في الخلق ولا في موارد الإيمان , كان العرب الإسماعيليون أكثر حضارة وأوفق في التنظيم والانتظام ولا يأكلون الميته ولا ينكحون ما نكح الآباء ,أما أعراب الجاهلية فلا اعتبار عندهم إلا السيف والسلب والنهب وانتهاك كل ما هو مدني بالطبع فهم أقرب للوحشنة منه للمندنة.
من المعلوم أن الاشتقاقات اللغوية العربية لا تخضع لقانون مطلق قياسي وهو شأن الكثير من اللغات الحية وإنما في الغالب وقبل ابتكار المنطق اللغوي كانت للعوامل المتعلقة بالذائقة الحسية النغمية المعيار الأهم في توليد الأشتقاقات , مثلا قياس جمع الكثرة من جمع التكسير للأسماء يكون كالاتي ( كردي , أكراد , كورد) مثال أخر (نبطي ,أنباط ,نبط) فيكون القياس هنا وهو محل المثال ( أعرابي , أعراب , عُرُبْ )بضم العين وتسكين الباء لذا خاطب الإمام الحسين عليه السلام يوم الطف الجحافل المقابلة بكلمة(عُربا) كما تزعمون ليشير إلى أن الأعراب أشد كفرا وتفاقا ولم يخاطبهم بقول أنتم( عَرَبَا) بفتح العين للتفريق بين الدلالتين من اللفظين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والأعراب في التأريخ
- أول التأريخ حكاية
- أحلام السلام جزء من استراتيجية التقدم.
- مطر السياب
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح4
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح3
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح2
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ج1
- كتب إبراهيم في ليلة الوداع الاخير
- أتجاهات التغير ومسالك الطريق العربي
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج2
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج1
- الديمقراطية والسلطة والشعب
- تنمية الأسس الحداثية في التفكير
- العراق أولا ....
- العراق بين التخطيط والتخبط
- انا ورجائي _ كلمات تشبه الشعر
- مستقبل الانتخابات العراقية في ضوء التبدلات والتحولات المحلية ...
- التوقعات الانتخابية في العراق
- الودود والحبيب .... دراسة في المعاني اللغوية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - خطيئة التأريخ