أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن كمال - السلطة الدينية بدستور 2013














المزيد.....


السلطة الدينية بدستور 2013


حسن كمال

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 13:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاء فى المادة الثانية من دستور 2013 أن ( الإسلام دين الدولة ). ثم جاءت المادة السابعة تنص على أن ( الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة, يختص دون غيره بالقيام بكافة شئونه, وهو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية ).

والسؤال الآن :
ماذا يعنى أن الإسلام دين الدولة ؟

أنا هنا أستعين بمقال (قاموس لدستور ثورة مصر "6" .. دين الدولة) لـ د. مراد وهبه, حيث ذكر أن الدولة صناعة بشرية أبدعها البشر فى القرن السادس عشر تطوير للمدينة التى كان لفظ الدولة ملحقا بها, إذ كان يقال (المدينة – الدولة). ومع التطور تم حذف لفظ المدينة وتم الاكتفاء بلفظ الدولة. ومن هنا فالدولة هى من صنع البشر, وفى الدولة يوجد السلطات الثلاث من تشريعية وتنفيذية وقضائية, كما يوجد الحكومة التى هى السلطة التنفيذية وتتشكل فى العديد من الوزارات سواء تعليم, إعلام, ثقافة, وغيرها من الوزارات المختلفة.

وعلى ذلك فوفقا لعبارة أن (الإسلام دين الدولة) فيجب أن تلتزم كافة مؤسسات الدولة بدين الدولة وهو الإسلام, ويترتب على ذلك أن كل المعارف والعلوم من تعليم وإعلام وثقافة وأبحاث علمية وغيرها يجب أن تكون إسلامية, وفقا لدين الدولة.

ولكن السؤال هنا :
من الذى يحدد إسلام الدولة ؟

هذا ما تجاوب عليه المادة السابعه من دستور 2013, وهو أن الأزهر هو (المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية), وهذة العبارة هى جديدة ولم تكن موجودة فى دستور 2012, ليكون بذلك الأزهر سلطة دينية فى الإسلام.

وفى الحقيقة أن الأزهر يمارس هذا الدور من قبل ذلك, فوفقا للقانون رقم 103 لسنة 1961 الذى يحكم نشاط الأزهر, ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار من رئيس الجمهورية رقم 205 لسنة 1975, هذا القانون يخول لمجمع البحوث الإسلامية – إحدى هيئات الأزهر – " تتبع ما ينشر عن الإسلام والتراث الإسلامى من بحوث ودراسات فى الداخل والخارج للانتفاع بها وبما فيها من رأى صحيح أو مواجهتها بالتصحيح والرد ", فالأزهر يقوم بدور ( الوصاية الدينية أو السلطة الدينية ) على أى عمل أو إنتاج ثقافى, ولكن جاء دستور 2013 فى مادته السابعه ليؤكد على تلك الوصاية الدينية.

ومؤسسة الأزهر, لعبت دور كبير فى مصادرة العديد من الكتب التى ارتأت فيها أنها ضد الإسلام, وهى مازالت تقوم بذلك الدور حتى على الأعمال الفنية, لتكون بذلك مجموعة من (الأوصياء) على الشعب, والخطور هنا أن تلك الوصاية الدينية تنسحب على كافة مؤسسات الدولة من تعليم وثقافة وإعلام, ليكون لها حق " الفيتو " ضد أى عمل ضد الإسلام من وجهة نظرها الدينية, بإعتبار هى المرجع الأساسى للعلوم الدينية والشئون الإسلامية وفقا لدستور 2013.

والمفارقة ها هنا, أن مؤسسة الأزهر نفسها هى صناعة بشرية, فالأزهر لم يرد ذكرة فى القرآن, فلم ينص القرآن علىى ضرورة إنشاء هيئة كالأزهر لتقوم بدور الوصاية أو السلطة الدينية, ولكن الشعب نفسه هو من قام بتأسيس الأزهر – عام 972 م – ليقوم بذلك بدور الوصاية الدينية. ويتفق ذلك مع ما ذكره الفيلسوف الألمانى إيمانوئيل كانط (1724 – 1804) فى مقال قصير شهير بعنوان " جواب عن سؤال " ما التنوير ؟ نشر فى مجلة شهرية فى برلين عام 1784.

فيعرف كانط التنوير بأنه : " خروج الإنسان من حالة اللانضج الاختيارى " , واللانضج هو عجز الإنسان عن إعمال فهمه من غير معونة الآخرين, و هذا اللانضج هو من صنع الإنسان عندما لا تكون علته مردودة إلى نقص الفهم وإنما إلى نقص فى العزيمة والجسارة فى إعمال الفهم من غير معونة من الآخرين. فوفقا للتعريف فالشعب يشعر بحالة لانضج وهى من صنع الإنسان نفسه, لذلك فهى إختيارية, أى أن الإنسان هو الذى يحدد إنه غير ناضج, ليبحث بعد ذلك عن سلطة خارجية لتقوم بدور (الوصاية) وذلك لشعور الإنسان بالجبن والكسل فى إعمال العقل, لذلك كان شعار التنوير عند كانط هو " كن جريئا فى إعمال عقلك ".

والرأى عندى, أن الأزهر الشريف, هو السلطة الخارجية التى يقصدها كانط, والتى تتمثل فيمن يسميهم ب " الأوصياء" الذين يفرضون سطوتهم عنوة على المجتمع وعلى الجماهير, وينتشرون فى مختلف مجالات الحياة, بيد أن الفرد يتحمل مسئولية سطوة هؤلاء الأوصياء على العقول لأن الفرد والجماعة يتنازلون طواعية عن حقهم فى التنوير, أى فى الخروج من حالة اللانضج ويؤثرون الكسل والجبن الوضعة, وهم بذلك أى بضعفهم يخلقون الأوصياء ويمنحونهم القوة وسلطة التحكم فى مصائرهم .
والسؤال هنا :

ما هو خطر السلطة الدينية ؟

فساد العقل والتخلف عن الحضارة الإنسانية.
فإذا فسد العقل فسد كل شىء, وقد حدث ذلك الفساد فى العصر الوسيط الأوروبى, مما أدى إلى تخلفها, حيث كانت السلطة الدينية هى المعيار الحاكم للحقيقة فى كل مجالات المعرفة, وكان الخارج عليها مهددا معنويا وجسديا, وكان ذلك بسبب تحكم السلطة الدينية فى إعمال العقل.

وهذا ما ينطبق الأن على حالة مصر, والتى تعيش نفس حالة العصور الوسطى, فالسلطة الدينية قامت بإفساد العقل بسبب تحكمها فى إعمال العقل, ومن ثم لم يعد قادرا على ممارسة النقد, إذ تقوم السلطة الدينية بممارسة هذا النقد نيابه عن العقل, ومن ثم نشأ " ديوان التفتيش " بأوروبا, وكانت وظيفته المحافظة على فساد العقل ورعاية هذا الفساد.

ويمكن عمل مقارنه بين كلا من ( ديوان التفتيش/ مجمع البحوث الإسلامية - إحدى هيئات الأزهر), لنجدهم يقوموا بنفس الدور فى تخلف الدولة, حيث تنحصر مهمته – أى مجمع البحوث الإسلامية - فى تتبع كل ما ينشر عن الإسلام والتراث الإسلامى فى مصر والعالم, وذلك من أجل المحافظة على فساد العقل, ويتأكد من عدم ممارسة النقد.

والسؤال الأن :
متى سوف نخرج من العصر الوسيط ؟



#حسن_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس مسلم لدستور 2013
- مضابط لجنة ال 50
- دستور سيد قطب 2013
- من يحكم ؟ الإنسان أم الله ؟
- الرسول محمد لم يكن يحكم
- الديمقراطية ليست صناديق !
- هل يلغى الإسلام العقل ؟
- كيف نزل الوحى ؟
- هل يمكن أن تكون ليبراليا من غير أن تكون علمانيا ؟
- العلمانية و ثقافة التسامح


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن كمال - السلطة الدينية بدستور 2013