عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 22:04
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
العرب والأعراب في التأريخ
من الأخطاء التأريخية والتي يصر عليها العلم التأريخي بمبادرة ممن يكتبونه ويدرسونه أن العبرانيون هم أولاد النبي إبراهيم كما جاء بالموروث التأريخي(وكان بني إسرائيل يعرفون بالعبرانيين نسبة لأبيهم إبراهيم الذي عرف بالعبري نسبة لعبوره النهر من أرض أشور ) هذا الخطأ المتعمد والمقصود يعتبرونه قانونا تأريخيا لأنهم بذلك يحوزون سبق الفضيلة لبني إسرائيل من دون الناس بأعتبار أن أباهم هو النبي إبراهيم, والحقيقة أننا لو سلمنا بهذا القول لا بد أن يكون العرب هم أيضا من العبرانيين بأعتبار أن أباهم أبراهيم أيضا وأن أسحق هو أخو أسماعيل من صلب أب واحد.
لا يمكن أن يتجرأ أحد أو يدع أن العرب عبرانيون لأن ذلك القول سيواجه بأن العبرانيون الحقيقيون هم أتباع موسى من سلالة أسحق ويعقوب ولكن ما الدليل لذلك, اليهود هم من اتبع موسى وآمن باليهودية والتي هي أصل ديني وليس أصل عرقي ولكن موسى بعث فقط إلى بني إسرائيل , وهذه مغالطة أخرى فكيف يبعث الله نبيا يخاطب العالم أجمع ويسعى لإشاعة عبادة الله الواحد مقابل عبادة الفرد المتعدد ويخصها بقوم وكأن الله تعالى قد حرم هذه العبادة على بني إسرائيل وأباحها أو تغاضى عنها عند بقية الناس.
لو أن فعلا أن إرادة الله تتجه نحو هذا الموقف لما منح كما يزعم الأفاكون أن الله قد أمرهم بالعودة إلى موطن إبراهيم التي هي كما يزعمون فلسطين في حين أن الوقائع التأريخية ومن كتبهم أيضا أن موطن إبراهيم هو وادي الفرات الأوسط من العراق, فلننظر كيف يفسرون التأريخ بهوى وضلالة ,كانوا حين ذاك أثنى عشر سبطاً، أحفاد يوسف وإخوته الذين، بحسب مفسري التوراة، سكنوا بمصر بعد أن صار يوسف من وجهاء القوم فيها. حتى بعث الله فيهم موسى نبيا فجمع شملهم وحثهم على الخروج من مصر والعودة لموطن يعقوب وإسحاق والتي كانت بها قبائل كنعان التي كانت تعبد الأوثان وتعصي أمر الرب فكان حكم الله فيهم، بحسب التوراة، أن أعطى أرضهم لبني إسرائيل وسماها بأرض إسرائيل.
كيف يسكت الله عن قوم عصوا أمره ويعاقبهم والنبي المرسل غير مكلف أصلا بتبليغ أمره فقط تبليغ بني إسرائيل أن الله قد منحهم أرض كنعان هدية مقابل إيمانهم , هذا الرب الذي يؤمنون به غير عادل وغير حكيم وبالتالي فنا يأتي منه بالضرورة أن يكون غير عادل وغير منصف وما بني على الغير عادل والغير منصف فهو ليس بحق ويتصف بصفة الباطل, وكل إيمان بالباطل هو إيمان غير حقيقي ولا مستوجب للالتزام به , فما يلزمهم لا يلزمنا ولا نؤمن به لأنه من باطل.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟