أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سليم قندلفت - الولايات المتحدة وشرق أوسط-ها-الكبير















المزيد.....

الولايات المتحدة وشرق أوسط-ها-الكبير


سليم قندلفت

الحوار المتمدن-العدد: 1230 - 2005 / 6 / 16 - 07:26
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كان الطموح إلى العيش بمجتمع ديمقراطي شبيهاً بتطلع المؤمن إلى الجنة بعد انتقاله إلى جوار ربه. وأصبح شعار الديمقراطية في مركز طموح الأمم في زوايا الأرض كافة دون استثناء.

وفي النصف الثاني من القرن العشرين أصبحت شعاراتٍ ويافطاتٍ سياسية ترفع، وكذلك في موضع مناورات، فتسحب هذه الشعارات وتزول اليافطات مع زوال الأسباب التي أدت إلى رفعها. يضاف إلى ذلك ما أصبح يسمى الديموقراطية بقرار، حيث يلغى هذا الأخير عندما ما تزول الأسباب التي أدت إلى إصداره.

لقد بدأت هذه الأساليب في الشرق الأوسط مع انهيار الإمبراطورية العثمانية، واستقلال الولايات العثمانية السابقة من الأقطار العربية في الشرق الأوسط، وإلى حدٍ ما في شمال أفريقيا. حيث أتيح لكلٍ من إنكلترا وفرنسا العمل على تصدير مؤسستيهما الديمقراطيتين إلى البلدان العربية حديثة الاستقلال، وصولا إلى سايكس بيكو التي أدت إلى إقامة ما أصبح يطلق عليه(دولة إسرائيل)، التي سبق لها وأدت دور القاعدة ورأس الجسر لكل من إنكلترا وفرنسا قبل حرب (1967)، حيث انتقلت ملكية هذه القاعدة، أو المخفر الأمامي، إلى الولايات المتحدة كغطاءٍ جديد للكيان الصهيوني في الشرق الأوسط، الذي راح يحمل اسم " شرق أوسط جديد "، وهي التسمية التي أطلقها شمعون بيريز، وفقاً للموضوعة القائلة بان إسرائيل هي العنصر الجديد فيه؛ وهي المكلفة بإضفاء طابع ديمقراطي على هذه المنطقة ذات القيمة الاستراتيجية البالغة الأهمية عالمياً.

وهنا لابد من الإشارة إلى المسائل التالية:

- فقد جاء مفهوم " الشرق الأوسط الجديد " بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، الذي ساهم في تقرير مصير هذه المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

- كما أتاح انهيار النظام الإقليمي العربي في حرب الخليج الثانية للولايات المتحدة دعم سياستها الشرق أوسطية بعد أن أصبح لها ما يقرب من (500ألف جندي) تحت مظلة الأمم المتحدة..إنه الوضع الذي لا بد من اعتباره تكراراً للمرحلة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى واتفاقية سايكس بيكو.

كما أسفرت حرب الخليج الثانية عن أبعاد جديدة حول الدور الأميركي لفرض السلام بين العرب وإسرائيل. وكان قد سبق وتم التعبير عن هذا الوضع بما يعنيه من أبعاد سياسية واستراتيجية، عندما صاغ شمعون بيريز مقولته على الشكل التالي: " ينبغي دراسة التاريخ لنتعلم من دروسه النقدية، وعلينا أن نتعلم أيضاً متى علينا أن نتجاهل التاريخ، إننا لا نسمح للماضي بصياغة مفاهيم جامدة، تنفي قدرتنا على شق طريق جديدة ". وبذلك يبدو بوضوح أن ما جاء به شمعون بيريز هو توكيد على أن " الجديد" في الشرق الأوسط لا يشكل استمرارية لتاريخ المنطقة، بل هو قطيعة مع تاريخ يعود لآلاف السنين يقضي بتجاهل كل ما لم يشارك الإسرائيليون في صياغته.. أو المشاركة فيه.

ديمقراطية أميركية في الشرق الأوسط الكبير

انطلاقاً من أحداث 11أيلول من عام 2001 تذرعت واشنطن بحرب على الإرهاب للبدء بسياسة عدوانية غايتها تثبيت أحاديتها القطبية على النطاق العالمي.فمنظمة " القاعدة " التي كانت ظاهريا في طليعة الأهداف، أعطيت كما لا تزال دوراً أكبر ونطاقاً أوسع من إمكانياتها وحجمها الحقيقي؛ فضرب " القاعدة " باعتبارها الهدف الرئيسي كما أعلنت الإدارة الأمريكية عند احتلال أفغانستان لا يعدو كونه مجرد غطاءٍ إعلامي يخفي الغاية الحقيقية، وهي إيجاد قاعدة أمريكية بين كل من الهند والصين السائرتين بسرعة في طريق التصنيع الكثيف.

وكذلك الحال بالنسبة إلى الحرب على العراق في 9/4/2003 ، ففي الفترة الأخيرة من الاحتلال بدا التركيز على موضوعة " الشرق الأوسط الكبير "، الذي يجب أن يتكون وفقاً للمفهوم الأميركي من أفغانستان وباكستان وإيران وتركيا وإسرائيل بالإضافة إلى الأقطار العربية في المشرق والمغرب بما فيها مشروع الدولة الفلسطينية، التي يحاول أرئيل شارون تكييف مواصفاتها مع ما يمكن أن يعنيه مشروع (الشرق الوسط الكبير).

وكانت قد عانت هذه المنطقة، منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية، من محاولات فرض المفاهيم الغربية والأمريكية وتصدير مؤسساتهم الديموقراطية إلى أقطار هذه المنطقة المستهدفة. وهذا ما يبدو بوضوح في الانتخابات العراقية، حيث الوضع السائد كان ولا يزال هو الوضع العشائري والقبلي الذي تسيطر عليه الطائفتان الإسلاميتان الشيعية والسنية. لا بل إن مقاومة الاحتلال كانت ولا تزال أيضاً تنطلق في أغلبيتها من مواقع إحدى هاتين الطائفتين. كما أن الفترة التي انقضت منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية وحتى أيامنا هذه دون استثناء لم يبذل أي جهد لبناء المجتمع المدني بل قضي على أي ملامح موجودة لهذا المجتمع، وهو الأساس الذي يقوم عليه كل نظام برلماني. وبالتالي فإن مجلساً للعشائر والقبائل القابل للتطوير هو المجلس الذي يتفق مع مستوى التطور ليس في العراق فقط بل وفي اغلب الولايات العثمانية السابقة.

وفي محاولة لتطوير علاقات حلف الأطلسي بأقطار الخليج العربي، فقد أعلنت قيادة هذا الحلف، في قمته الأخيرة في اسطنبول في حزيران الماضي التي أطلق عليها (قمة اسطنبول للتعاون) ، والتي تعتبر خطوة أساسية في تحديد أطر السياسة الجديدة لحلف الأطلسي تجاه الخليج العربي، على لسان الناطق الرسمي باسمها: أنه بعد انعقاد القمة جاء هذا العرض على دول الخليج العربية للتعاون في المجالات الآتية: " إصلاح سياسة الدفاع وأمن الحدود، ونقل الخبرات العسكرية والتدريب، ومحاربة الإرهاب " وذلك انطلاقاً من محاولة تعزيز العلاقات بدول مجلس التعاون الخليجي، التي أصبح عليها أن تحتل مرتبة أولية في حلف شمال الأطلسي في السنوات القليلة القادمة.

وتجدر الإشارة إلى أن حلف الأطلسي أصبح يتجه حالياً نحو إعادة صوغ عقيدته العسكرية، وطبيعة مهمته الدولية، بعد تغيرات عقد التسعينات، التي أدت إلى انتماء الأعضاء القدامى في حلف وارسو إلى حلف الأطلسي، مما يفرض عليه إعادة النظر بمهمته الأساسية، وتوسيع نطاق عمله خارج أوربا ليشمل أنحاء أخرى من العالم مثل أفغانستان، وقريباً العراق ...وربما السودان أو غيرها في المرحلة القادمة.

وانطلاقاً من أولويات الحلف التي تشمل مكافحة الإرهاب على النطاق العالمي ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك نشر القيم الغربية تحديداً، مثل مفاهيم الغرب حول الحرية والديمقراطية، تصبح موضوعة " منطقة الشرق الأوسط الكبير " هي المنطقة المرشحة في المستقبل القريب لتصبح الساحة الأساسية للأهداف التي يعمل حلف الأطلسي لتحقيقها. لذلك يعمل اليوم هذا الحلف جاهداً على تعزيز أطر التعاون والشراكة مع البلدان المشمولة بالشرق الأوسط الكبير، وكذلك انطلاقاً من الموقع الجغرافي- الاستراتيجي لمنطقة تفصل بين بلدان أوربا الغربية والقارة الآسيوية. حيث يؤدي شرق الأبيض المتوسط بما في ذلك البحر البيض المتوسط دور الحاجز الاستراتيجي بيم منطقتين جغرافيتين: أوربا الغربية باعتبارها المنطقة الصناعية المتقدمة على النطاق العالمي، والقارة الآسيوية التي يسير العديد من بلدانها في طريق التصنيع السريع. هذه القارة لابد لها من أن تثير اهتمام أو حتى مخاوف البلدان التي كانت ولا تزال تمتاز بتقدمها الصناعي.

وتحقيقاً لهذا الهدف عقد (منتدى دبي) ، حيث خلص المؤتمرون إلى أن المستقبل مرهون بتحديات عدة، أبرزها التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية كمدخل لأمن واستقرار المنطقة، وكذلك تنفيذ استحقاقات التنمية والتعاون الإقليمي والإصلاح والديمقراطية؛ وقد شدد المؤتمرون على رفض التغيير بالقوة أو فرض (استيراد) الديموقراطية من الخارج.

وفي (منتدى المستقبل) الذي عقد في الرباط، هيمنت صيغة "الإصلاح من الداخل"، في هذا المنتدى تذرع المندوبون بالخصوصيات، كما رهن عمرو موسى نجاح أي مشاركة بين دول الشرق الوسط الموسع ومجموعة الدول الثمانية (8.S) بإقامة سلام عادل ومتوازن في الشرق الأوسط تلبية لمتطلبات العدالة والأمن الإقليمي.. دون أن يذكر الأمين العام للجامعة كيف يمكن بلوغ هذا السلام العادل والمتوازن بالشراكة مع مجموعة الدول الثمانية.. في الوقت الذي تطمح الدولة الأولى في هذه المجموعة، الولايات المتحدة الأمريكية، لإحكام قبضتها ليس على الشرق الأوسط فقط، الذي جعلته كبيراً، إنما على العالم كله..

ولابد هنا من الإشارة إلى أن وزير الخارجية السعودي(سعود الفيصل) كان هو المتحدث الوحيد الذي أكد على دحض نظرية >> صراع الحضارات> كبيراً<< .

بذلك يكون كل من قمة حلف الأطلسي للتعاون في (اسطنبول)، ومنتديي المستقبل في دبي والرباط بمثابة البداية لتحقيق ما تسعى إليه الولايات المتحدة، فيما يتعلق بمشروعها(الشرق الأوسط الكبير)، واستكمالاً لملامحه لا بد من أن يؤخذ بعين الاعتبار الدور الأميركي في السودان... بما في ذلك اتفاق القاهرة..

إنها الخطوات التي راحت تشكل المرحلة الأولى من سعي الولايات المتحدة إلى إحكام قبضتها على منطقة ذات قيمة جغرافية استراتيجية تحت شعار مقاومة الإرهاب ووصولاً إلى تأكيد أحاديتها القطبية على النطاق العالمي.



#سليم_قندلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سليم قندلفت - الولايات المتحدة وشرق أوسط-ها-الكبير