|
تشييع جماعة الإخوان إلى مثواها الأخير !
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 22:37
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تشييع جماعة الإخوان إلى مثواها الأخير ! مدخل : الحياة وقفات من التعلم والعمل والتدريب والتأهيل والدروس التي يمكن الاستفادة منها لدفع الحياة نحو الأفضل ، ويكون الأفضل عندما تعف النفس عما في أيدي الناس وأعراضها ويكون العطاء والإنجاز والتطوير هو المحرك مهما كانت الظروف أو الأسباب التي تحاول أن تقف في سبيل ذلك العطاء. أبدأ مقالتي هته عما جرى ويجري في مصر ، بحالات التطور التي عاشها المصريون خلال الثلاث سنوات الماضية والتي بلغت دروتها في السنة الأخيرة منها ، والتي لاشك أن لها ، كباقي التطورات الحياتية ، انعكاسات سلبية وأخرى إيجابية ، لكن ، وعلى ما يبدو ، أن الإيجابي فيها فاق السلبي ، وذلك لأن المصريين استفادوا من قساوة ما عاشوه من الظروف والأحوال السيئة التي طوعوها لفائدتهم ، وجنوا منها - بفضل حنكتهم وصبرهم - الدروس التي تمكنهم الاستفادة منها لدفع الحياة نحو الأفضل ، ولعل أهم وأعظم مكسب على الإطلاق ، كان هو تعلمهم خصلة نبذ الخنوع ومقت الاستسلام وتطليق الخوف بالثلاث ، حيث أصبح المصري العادي غير مسيس ، يرفض أن تُحدد سياسات الاستبداد والتسلط والظلم ، ويستهجن تدخل أي قوى أجنبية في شؤون بلاده كيفما كانت تلك القوى . وكما في المقولة الشهيرة : "رب ضارة نافعة " والتي تعنيأنه ليس كل ما يضر الناس غير مفيد ، وليس كل ما يخدمهم هو الصالح لهم فقط ، لان الشدائد والمصائب حمالة للوجوه ، فهي كالقمر لها جوانب مظلمة وأخرى مضيئة " مهما اشتدت ، فإنها لا تخلو من فوائد والعكس صحيح ، الشيء الذي ينطبق ، بصدق وأمانة ، على حال المصريين الذين لم تستطع الكثير من تلك المصاعب والمصائب الشديدة التي عاشوها خلال السنوات الأخيرة ، وإحباط عزائمهم أو الحط من قيمتهم ، أو إهانة تاريخهم ، أو الوقوف في سبيل ثوراتهم ... بل كانت هي المحرك المحفز والدافع لإدراك الشعب المصري أن ما تتعرض له مصر من مشاكل اقتصادية و اجتماعية وسياسية مفتعلة ، تتطلب لمواجهتها لحمة مجتمعية كاملة وتوافقا وتكاتفا بين أيدي كافة شرائحه الأمينة وتوحيد إرادتها ، لحراسة مصر وثورتها الفتية. فلو لم تتسيد جماعة الاخوان المسلمين دفة حكم مصر خلال السنة العجفاء الماضية والتي لم تدم -لحسن حظ مصر وأهلها إلا سنة وثلاثة ايام - ولو لم تخدع تلك الجماعة على الشعب المصري ، وتتآمر عليهم ، وجعلهم يكرهون الدين قبل أن يبغضوا المتدينين ، وتدفع بالدعوة الإسلامية إلي أخطر المنعطفات ، بما اشاعه قادة الجماعة ورئيسهم مرسي في البلاد ، من تفرقة وكراهية وانشقاق وطني ومجتمعي ، حرق آمال العباد وأوصلهم لليأس ، وسحبهم إلى أخطر منزلقات العنف والصدام ، من أجل الحكم والسيطرة على مفاصل الدولة وسلطتها واقتصادها ، التي لهثوا وراءها منذ ثمانين عاما , سواء بأسلوب القتل والاغتيال , أو بأسلوب المؤامرة والإستقواء بالأعداء وبالعملاء ، المهم عندهم الوصول للسلطة فى أقرب وقت وفى أى وقت , لأن السلطة هي الغاية والوسيلة , التي في سبيلها هم على استعداد لحرق الوطن بجامعاته وشبابه ومؤسساته ، و تدمير اقتصاد مصر وتفكيك دولتها ، مقابل أن تمتلك الجماعة الحكم ولو عن طريق السلاح , الذي بإمكانهم شراء ما يريدون منه بما لديهم من أموال جمة ، جمعت من تبرعات حلفائهم أعداء مصر من الدول التي تكره ان تهب مصر قوية ، ومن مريديهم الذين يؤمنون بشعار (طز في مصر) وأن الجماعة هي الأولى لا الوطن ولا الأمة ولا حتى الدين . لو لم يحدث هذا وغيره كثير ، لما عرف المصريون ومعهم العالم أجمع ، مثل هذه الحقائق عن تلك الجماعة وغاياتها اللاوطنية ولا إسلامية ولا انسانية ، ولما وصلوا إلى قناعة لا بد أن تذكر رغم مرارتها ، وهي أن جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الأحزاب الإسلاموية ما هي إلا حركات حزبية سياسية متطرفة متذرعة بالدين كذبا ، وبسيرة الصحابة وأهل البيت زورا ، من أجل السلطة وليس من أجل الدين الذي لا يقيمون له وزنا , ولا يتخذونه إلا ورقة توت يتسترون بها على مسالكهم وتصرفاتهم ، التي طالما جملوها بآي القرآن الكريم وأحاديث النبي الشريف ، في رياء خطير ، وبريق لغوي مسموم ، وكلام معسول هدام ، الذي ينطبق عليه قوله تعالى : "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُو َأَلَدّ ُالْخِصَام ,وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ , وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ " لو لم يحدث كل ذلك لما انكشف أمر هذه الجماعة ، ولما تبدت سوأتها ، ولما انفضحت سيرتها ، ولما ساءت سمعتها وأصبحت في الحضيض في كل الدنيا ، ولما أصبح رجالاتها والمنتسبين إليها يحلقون ذقونهم خوفا من أن ينعتوا بـ"المجرمين واللصوص " علنا وفي كل الأماكن العامة ، ولما بدأ المنتمون إليها ولأحزابها يخجلون من التصريح علنا بأنهم "اخوان" ، لتوقعهم ملاحقة الناس لهم بأسئلة الدهشة ، والتي يطرحها المصريون ، وغيرهم كثير ، عن سبب استحلال جماعتهم لدماء وأعراض الأبرياء من المسلمين ، واستهتارهم بقيم الوطن والوطنية والإنسانية التي يستحلون دماءها وأعراضها وحرماتها , وعن سبب اباحتهم تكفير جميع الناس حتى الذين منحوهم الفرصة الذهبية التي فشلوا في استغلالها فشلا مدويا عجل بموتهم من وجدان المصريين الذين تعاطفوا معهم سابقا ، والذي افقدهم حاضنتهم الشعبية , وأزعزع ثقة اغلبية افراد الشعب فيهم ، وتسبب في انكماش باقي منظماتهم وأحزابهم الإسلاموية في العالم ، وجعل الناس في كل بقاع العالم يترقبون ساعة تشييع جثمان جماعتهم الى مقبرة التاريخ ، في ريعان شبابها وقبل بلوغها مرحلة الكهولة ، حسب نظرية فلاسفة التاريخ (اشبنكلر وتوينبي وابن خلدون) الذين يصفون دورة الحضارة بعمر الإنسان (طفولة، رجولة، كهولة ثم موت) ربما يجب على المصريين أن يشكروا كل من أمريكا وقطر واردغان وحماس والقرضاوي والجزيرة ، ويقيموا تماثيل رخامية في ميدان التحرير لكل الذين قدموا العون للأحزاب الإسلامية عبر العالم الإسلامي وعلى رأسها الإخوان المسلمين في مصر ، وساعدوهم على الوصول للسلطة التي لهتوا وراءها مند اكثر من ثمانين سنة ، لانهم خدموا مصر والمصريين من حيث لم يحاسبوا على تأسيس دولتهم المدنية الديمقراطية ،-;- -;-التي طالما ناضلوا من أجلها-;-. واختم هته المقالة بالرسالة التي وجّهها الشيخ محمد سعيد رسلان ، القيادي السلفي ، لجماعة الإخوان المسلمين ، قائلًا فيها : "لقد أتاكم الله الملك ، وملككم زمام الأمر ، فلم تأخذوا ذلك بحقه فامتلأت قلوب الخلق حقدًا وبغضًا عليكم ، فأزاحكم الله عن الحكم ، وكان يجب أن تراجعوا أنفسكم" . وقال أيضا في خطبة الجمعة ، والتي عرضها موقعه ، إن "الإخوان خانت الشعب المصري الذي وثق فيها ، وغدرت بها " ، متهمًا الجماعة بتدبير حادث الأمن المركزي بالإسماعيلية ، الخميس ، والذي تسبب في قتل طفل. وأضاف "رسلان" في رسالته للجماعة : "لقد أسأتم للدين ، وجعلتم أعداءه يقولون إنه دين الدم والإرهاب ". [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بياض الثلج يزين حمرة لافتات المشاركة في استفتاء الدستور..
-
الرياضة والسياسة (5) .
-
حفل افتتاح الكارثي وفاشل بكل المقاييس
-
جولة في مطاعم الفول الشعبية 2
-
جولة في مطاعم الفول الشعبية
-
رحيل طود الشعر العامي المناضل ، أحمد فؤاد نجم..
-
الرياضة والسياسة (3)
-
الرياضة والسياسة (4)
-
الرياضة والسياسة (2) الشعارات السياسية في ملاعب كرة القدم .
-
الرياضة والسياسة ، شارة رابعة مثالا !
-
أكاذيب موضوعة لزعزعة الأمن القومي !!
-
محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .
-
مراسلة حية من دار أبرا القاهرة .
-
رؤساء وراء القضبان !!
-
ذكرياتي مع العيد الكبير !!(5)
-
ذكرياتي مع العيد الكبير !! (4)
-
ذكرياتي مع العيد الكبير !! (3)
-
بين المقاصة والمقايسة ، ضاعت المنافسة !!
-
ذكرياتي مع العيد الكبير !! (2)
-
ذكرياتي مع العيد الكبير !!
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|