أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - صيدنايا في صور .. - القسم الرلبع















المزيد.....

صيدنايا في صور .. - القسم الرلبع


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1230 - 2005 / 6 / 16 - 13:00
المحور: الادب والفن
    


إن عملنا هذا يعتبر جزءا من الإتصال .. واحترام الموروث .
وإن إعادة الإتصال بالموروث أو بالأحرى توصيل الناشئة تحديدا , هي مسؤوليتنا جميعا .
إنها مسؤولية جيل عرف هذا الموروث وعرف قيمته وعاشه بحب , وأحسّ بوطأة إفتقاده , لأن الجيل الجديد بحاجة إلى تعزيز إنتمائه بالأرض , وبقيم الجماعة .. وبمخزونها التراثي .
ففي عملية إبراز وإحياء التراث , يساعد في تأسيس العلاقة لإنتماء الفرد بالمكان ويوّطدها .., أي الفرح بالمكان - جاذبية المكان -
وشبابنا اليوم بأمس الحاجة إلى هذه العملية .
يقول المؤرخ والعالم والباحث ( أرنولد تونبي ) بما معناه : "" عبقرية المنظر "" .
أي أن الإنسان يتأثر منذ الطفولة بالمنظر الذي يكون حوله , فعبقرية المنظر - تحدّد أحاسيس الإنسان الذي يعيش فيه " .
وهذا الكلام صحيح وواقعي جدا , حيث الصورة أو المنظر الطبيعي , يساهم بشكل غير مباشر في تربية وتكوين النفسية الإنسانية , ويعمل على تهذيب الذوق الفني للمرء , لأنه جزء من الجمال والخيال .
والذوق العربي عندنا ذوق نامي وجميل و" متراكم " - نلمسه من خلال أزيائنا وحركات العمل لدينا , أومن حيث تقاليدنا وعاداتنا , صناعاتنا , الترابط الإنساني - والسكاني - . فالطبيعة.. , والتفاعل معها بشكل يومي .. ومستمر , والإنسان هو إبن بيئته وأرضه , ومحيطه - لذلك هي جزء من جذورنا ( شلوشنا ) , فعلينا أن نقرأ حروف الأمس بتمعّن وجديّة ... وحبّ , لكي نستطيع أن نقرأ الحاضر بسهولة , وأكثر سرعة , من ثم نضع خطوات للمستقبل الجميل .
فمن هذه النقطة بالذات .. فأنا مسحورة بطبيعة - صيدنايا -
فهناك علاقة عشق قديم وتفاعل حي ودائم .. بيني وبين تضاريسها وجغرافية أرضها ومعالمها ... كيف لا ... ؟ وأنا إبنة هذه الروابي والبراري .. والحقول .
مشيتها على الأقدام .. شبرا شبرا , وزرت بيوتها .. بيتا بيتا .

فلقد تأثرت بالفلكلور الريفي الشعبي فيها ..., تفاعلت مع الناس والمجتمع منذ الطفولة , وبدأ يكبر معي حبها , وأنوثتها ... وجمالها .
فالمهنة الأساسية لسكان صيدنايا القدماء هم من الفلاحين , والمزارعين , النحّاتين والبنائين , الكراّمين والحطابين , وعمال ومنتجين ... ورعاة .
إذا هم أبناء الصخور والتراب والجبال .. والوعر , أبناء الفن بالحجر .. بالنسيج .. بالقماش .. بالنبات .. بالكتاب فيما بعد -
أبناء الشمس هم .. والثلج والريح والجرد والكروم .... والأعراس -
أهل الكيف والفرح .. أبناء الصلابة والعناد .. والنخوة .
ولذلك كان عشقي لبلدتي وأبناء بلدتي ..., وكل جدار وحجر وزاوية .. ورابية فيها , أو وجه من وجوهها , أود أن أصوّره , أن أحفظه لأنه جزء من ذاكرتي وعشقي وحبّي لترابها وجمالها الريفي النقي الطاهر .
اّملة من هذا العمل أن يساهم في إحياء التراث ككل , وتنمية الأذواق , ودقة الملاحظة , ورفع المستوى الثقافي والعلمي والفني والفكري لأبناء بلدتي .
وبالتالي سيترك مسافة بيني وبين الناس , بين العمل والناس . فنحن في الشرق نشتهر بأننا أهل الفنون - والفنون بشكل عام هي مشاركة ومساهمة في صنع العمل .
والصورة واحدة من هذه االفنون , ونظرا لأهميتها فقد أصبح للصورة اليوم شهداؤها كما في الحروب والمعارك والثورات والإنتفاضات .... والتظاهرات .

ففي كل يوم نسمع عن إستشهاد لمصوّر هنا ومصوّر هناك ... , فالصورة على هذا المنوال أصبحت مقاتلة في سبيل الحقيقة والواقع . وكم من المصورين قدّموا حياتهم أثناء المعارك السياسية والعسكرية والثورات ااشعبية أو غيرها .., ليقدموا للبشرية صورا حيّة ووثائقية من قلب النار والدخان والخرائب والقصف والبارود والدبابات..., أو المؤتمرات والمهرجانات .. والمباريات أو فضح المؤامرات .
ومن هنا ... نستطيع أن نقول بأن الصورة لها رسالة في الحرب والسلام على السواء .
فالفن إذا هو رسالة .... مهما كان نوع هذا الفن , لأنه يحمل في طياته إبداع وإلهام وخيال بارع ... , وهو لا ينبت إلا من الفكر الخصب والأحاسيس المرهفة .
فإذا أخذنا الرقص مثلا .., وهو جانب من جوانب الفن - فهو إلى جانب بدايته الأولى في حركات طقسية دينية - فالرقص من جانب اّخر فيه عظمة فيه سمو ورشاقة وخفة وذوق ومقدرة , وقد أصبح عنوان حضارة .
والدبكة أيضا ... الدبكة تدلّ على الإنتماء للأرض , وفيها إثبات للمكان وفي حركاتها عز وفرح وعنفوان وبالتالي رياضة للجسم ومهارة في الحركة والمعنى والسرعة ... والمشاركة والطرب ووووالخ . كل هذا يؤدي إلى تحوّل في حالة الوعي - الوعي الفردي والوعي الجمعي -
وخاصة شرقنا ... , فالشرق بصورة عامة يعتبر ساحة ضاجّة في المشاركة . في الأفراح والماّتم مشاركة .. في النجاح إي نجاح وترقي مشاركة سواء علمي أو عملي , البناء مشاركة .. الأعياد مشاركة .... الزراعة مشاركة كل خطواتها ومراحلها تعاون ومشاركة ... وووو .

فالفن إذا .. له دور تهذيبي .... , والفن ينطلق دائما من الحيوية والفرح ... أو تجاوز المحن .., فلذلك هو يعطي السعادة والفرح والسلام للناس للمجتمع . لأن الفنان هو إبن بيئته إبن تاريخه .. إبن فنه - الفنان هو عقل مسؤول عن توصيل رسالة العقل والفكر إلى الناس داخل وطنه .. أو عبر العالم .
فالمرء عندما يستمع إلى قصيدة شعر أو نثر .. , أو يزور متحفا أو معرضا للصورلفنان أو نحات .. , أو يحضر أمسية موسيقية أومسرحية أو يزور معرضا لأشغال يدوية أو غير ذلك ... , فكل هذه الأعمال سوف تغذي فكره وعقله , وتنمي أحاسيسه, ويشعر بلذة ومتعة روحية ونفسية .. وبصرية , وتنقله إلى حالة من الفرح والمشاركة والنشاط , ومن ثم إلى حالة وعي جديدة .
وبما أنني أمينة لإختصاصي بالتاريخ والجغرافيا , فالتاريخ هو دراسة الزمان والمكان والإنسان معا ... , - والجغرافيا .. هي مكان - أي الأرض ما فيها وما عليها أى باطنها وظاهرها .
فانطلاقا من هذا المفهوم يبدو لي بأن الصورة عامل مهم وأساس في تثبيت وتركيز أهمية المكان في ذهن وعقل إنساننا العربي .
فالمكان ... وجودنا , حياتنا , تاريخنا , .. هو نواة , وبذور .. وطين .... حضارتنا .
فالصورة هي جزء من الجغرافيا , أي من المكان من الأرض من الجذور .... والإنتماء .

فقد كنت أثناء عملي في التعليم .. أركّز تركيزا أساسيا وأحرص على أهمية ورسم وتواجد الخارطة , والصورة والوثيقة وغيرها من وسائل الإيضاح في إعطاء الدرس عن كل شخصية تمر معنا .. أو موقع ومعركة أو مدينة وعاصمة أو قرية وجزيرة أو نهر وجبل مهما كان صغيرا أو كبيرا , لإدراكي ما للصورة من أثر لتوصيل المعلومات وتركيزها في ذهن الطالب . فمن هنا فالصورة تمثل المكان والزمان لتاريخ أسرة أو جماعة , أو مجتمع -
نعم ... الصورة أخذت تتغلغل أكثر فأكثر في مفردات حياتنا اليومية حتى أصبحت تدخل في كل برنامج .. وعلم .

يتبع -








#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دحض ما يسمى ب - دولة كل الشعب
- أكتب كي لا أنام ....
- خطان مختلفان .. ونتيجتان مختلفتان
- صيدنايا .. في صور - القسم الثالث
- الخلود لشهيد الصحافة .. والكلمة الحرّة .. سمير القصير
- نحن .. و ( القمع ) .. جيران ....؟ .. من سورية .. إلى ليبيا . ...
- تحيّة إلى نساء الكويت .. وألف مبروك - ربيع هذا العام .. أهدى ...
- دفاعا عن حرية الكلمة .. وحقوق الإنسان .. والمجتمع المدني . ل ...
- الكلمة تحترق في اصطياد الحقيقة .... - رأي حول الحدث .. - الع ...
- مقدمة - صيدنايا في صور .... القسم الثاني -
- مقتطفات ماركسية : 3 - الإشتراكية والشيوعية
- الحيّة - أو ( الأفعى ) تبدّل ثوبها كلّ عام , ولكن طبيعتها تب ...
- مؤلف : صيدنايا في صور ... - مقدّمة -
- مقتطفات ماركسية .. 2 - الطبقات والصراع الطبقي - تتمة
- بناء .. ( البيت السوري ) في هولندا , خطوة إلى الأمام .
- مقتطفات ماركسية ..
- مقدّمة ... ومقتطفات ماركسيّة
- سميّت نفسي صبرا .. -
- نساء من بلادي ... مهداة .. لذكرى يوم الجلاء 17 نيسان - قصّة
- يوم جديد .. وقرن جديد


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - صيدنايا في صور .. - القسم الرلبع