أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مرزوق الحلبي - ليعذرنا زياد الرحباني هذه المرة!














المزيد.....

ليعذرنا زياد الرحباني هذه المرة!


مرزوق الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 19:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الانفجار الذي دوى في بيروت صباح اليوم السبت سُمع صداه في حيفا التي نطلّ منها كل صباح ناحية الشمال على أمل أن نكون هناك بعد ساعتين أو أقلّ! لكننا نتنازل في ضوء التفجير الأخير عن أملنا فيما تظلّ عيوننا ترنو إلى الشمال. لم يفاجئنا التفجير إلا في هوله وضحاياها. فبيروت التي علّمت العالم الحرية وعلّمت جيلي الثورة علّمته، أيضا، فنون التفجيرات والقتل على الهوية.
كثيرا ما نواجه مثل هذا الحدث بوعي كاذب أو أن نتحدث عنه مواربة لظرف أو ضرورة. فالذي يده في نار بيروت ليس كالذي يده آمنة وقلمه آمن في حيفا. وهو ما أيقنته يوم بدأت مغامرة حزب الله في تموز 2006. وهو ما أوقنه اليوم على مرمى صدى التفجير الذي هزّ بيروت ومعمار العربي الذي أضيف إلى عوامل تداعيه وهزيمته عامل جديد في غاية الوحشية. فالتفجير الذي أودى بحياة ضحاياه لا سيما الوزير السابق محمد شطح أودى أيضا بما تبقى لدى الإنسان العربي من تصورات إيجابية عن نفسه وأمته وشعبه ورموزه. ومن هنا أهمية الحديث الصريح من المواقع التي يُمكننا فيها أن نتحدث بصراحة. وأدرك حساسية الموقف عندما أكون أنا قادرا وحرا في حيفا أكثر من زملائي العرب في أوطانهم ومنافيهم ومواقعهم.
إن "المقاومة" المزعومة هي التي قتلت شطح ورفاقه والمدنيين الذين كانوا في موقع التفجير مثلما قتلت سمير قصير وجبران تويني ورفيق الحريري وقافلة طويلة من الوطنيين من قبل. "المقاومة" الأجيرة التي تحصل على مرتباتها المدفوعة بالدولار من إيران ومن الخاوة في الوطن هي التي عكّرت حياة بيروت صباح اليوم وفي الكثير من الصباحات الأخرى. هذه "المقاومة" التي تخطط صباح مساء كيف تقبض على المزيد من مقدرات البلد وروحه ومساحته أكثر مما تُخطط لشيء آخر هي التي تعرف كيف يركبون العبوات ويركنون السيارات ويفجرونها لدى مرور الموكب المناسب. هذه "المقاومة" التي تذود عن المشروع الإيراني وتحميه من شاطئ المتوسط هي المسؤولة عن دمار لبنان بعد أن بدا ساعيا إلى الخروج من دوامة الحرب الأهلية. بل إنها "مقاومة" غادرة استغلّت ضعف المجتمع اللبناني وإنهاك مركباته للانقضاض على الدولة والمجتمع والحيز العام بمداورة من الخلف.
لقد نشأ وعي كاذب بوجود "المقاومة" في لبنان وقد منحها هذا الوعي كل التسهيلات وغض الطرف عن تجاوزاتها وخروقاتها ولا وطنيتها. فمَن كان يستطيع التشكيك في مآلاتها وهي تقدّم القرابين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي؟ ومن كان يستطيع نقد استحواذها على مطار بيروت أو خطوط الاتصال وشبكاته أو سعيها إلى الفصل بين المناطق اللبنانية بشراء الأرض بأموال إيرانية؟ ومَن كان يستطيع أن يذكرها بكلمة لوم واحدة على ولائها لولاية الفقيه وعملها بالتنسيق مع المخابرات السورية لعقدين وأكثر؟ إنه الوعي الزائف بـ"المقاومة" الذي لا يزال قائما ويُدافع عن اغتيال الحريري وقائمة القيادات اللبنانية الشهمة والنبيلة! إنه الوعي الزائف بـ"المقاومة" الذي لا يزال يغطي على جرائمها التي مضت وتلك التي ستهزّ صباحات بيروت أو أماسيها!
"سقط القناع عن القناع" ـ صاح محمود درويش بعد سقوط بيروت، أول عاصمة عربية، في قبضة المحتل الإسرائيلي. يومها كانت المقاومة تستحقّ اسمها. أما اليوم وما دامت "المقاومة" على طريقة حزب الله تقبض على روح بيروت ورمزية بيروت فأي حاجة بإسرائيل لاحتلالها! إنها "المقاومة" التي ضلّلت اللبنانيين والعرب جميعا حينما شاغلت إسرائيل لتحتلّ لبنان، وصوبت نحو العدوّ لتغتال الوطن والوطنيين وتحوّل البلد إلى ثكنة إيرانية متقدمّة ومجهّزة كما يليق بدولة عُظمى!
المسألة ليست مسألة الحق الذي يُخاطب القوة. ولا مسألة ثقافة الحياة اللبنانية وحيوتها وإبداعاتها مقابل ثقافة الموت الإلهي البغيض، بل هي مسألة إزالة اللثام عن الوعي الزائف المتبقي بوجود "مقاومة" نسيت إسرائيل تماما ومشغولة بتدمير البلد على رؤوس أهله!
وهنا يصير رفع الغطاء عنها واجبا سياسيا وأخلاقيا ووطنيا في لبنان وخارجه. يكون ذلك بفعل مدني واسع يجتاح بيروت ويتمدد شمالا وجنوبا صوب حيفا. يكون بتأييد عربي دبلوماسي وعملي ومالي وتنظيمي. نعرف إن "العالم العربي" ضعيفا وأنه مفكّك لكن لا يزال فيه مواقع قادرة على الدعم فلتقدّمه بسخاء حفاظا على لبنان الناس والدولة والوطن. لا يُمكن أن يظلّ اللبنانيون اللبنانيون صيدا سهلا لمتفجرات "المقاومة" وذراع سورية الطويلة في بيروت. شيء ما ينبغي أن يتغيّر في المعادلة وليعذرنا زياد الرحباني وتنظيراته التي تدافع عن الجريمة والمجرمين والأفضل في هذه المرة ألا يُقحم السيدة فيروز في مشهد الجثث والدمار.



#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الإسلام السياسي والتجربة المصرية
- التدابير في الردّ على التكفير!
- النذالة حين تقتل السوريات والسوريين!
- إمرأة واحدة وخمسة رجال!
- رسالة إلى صديق في القدس!
- مهما تكن نتائج الانتخابات الإسرائيلية!
- في الردّ على الفيلم السيئ المُسيء:
- الشاعر مرزوق الحلبي*:تبدأ القصيدة عندي ضبابا أو إيقاعا أو رت ...
- تدريب يومي على الحقيقة
- إقصاء المرأة خلف الحجاب والجلباب...
- مساهمة في النقاش حول آفاق الحركة النسوية العربية!
- ثلاثيات من ممالك النمل!
- حين يبدو الاحتلال الإسرائيلي مجرّد نزهة!
- تسميات أخرى للحاصل في سورية!
- إجابة مطوّلة على جملة من الأسئلة الراهنة!
- للأقليات احتياجات ..وكرامات، أيضا!
- الثورات العربية والنصّ الجديد!
- الشبّيحة
- أبو مازن في الأمم المتحدة: نحوُ جديد للمسألة الفلسطينية!
- عن سورية: الدوغما بعض شيوعيي بلادنا نموذجا!


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مرزوق الحلبي - ليعذرنا زياد الرحباني هذه المرة!