يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 13:45
المحور:
القضية الفلسطينية
وداعاً لا يرغب الكثير من الناس بقولها، لأنها تحمل بين زواياها معاني الفراق والغياب الأبدي، لذا يتعمد الناس لأستبدالها دائما بـ "إلى اللقاء" على أمل اللقاء من جديد، إلا في يومنا هذا، اليوم الأخير من العام 2013، لا يسعنا إلا أن نقول وداعاً، وداعاً لأن اليوم الذي يمر لا يعود "هكذا هي قواعد الحياة"، وداعاً نقولها من أعماقنا، مدركين بعقولنا وقلوبنا أهميتها مع إنتهاء العام الحالي، العام الذي حمل بين طياته الكثير من الآلام والمآسي، العام الذي كان سنداً لما قبله بلعبة خلط الأوراق، فما زلنا تائهين بين هذا وذاك، وما زلنا رافضين لواقع فُرض علينا وعلى الكثير من أمتنا، نعم هو عام كرس ما جاءت به الأعوام التي سبقته، وهنا كانت المفارقة بينه وبينها، فهي كانت صادمة، أحداثٌ تتوالى ترفع هذا وتنزل ذاك، تحزن هذا وتفرح ذاك، تزيل هذا وتُنصب ذاك، وغيرها الكثير مما كان لا يتوقعه أحد "لكنها قدرة الله جل في علاه".
إلا أن العام الأخير كان أشد وطأة علينا، فرغم تقبُلنا وإدراكنا لما حدث قبله، إلا أنه ثبت وقائع وأحداث نحن رافضون لها، فأصبحت تثقل همومنا، وتزيد من آلامنا، وتنزف جراحنا، فتعددت وتشتت الأفكار، فأصبحنا غير قادرين على مواجهتها، لا نعرف على ماذا نركز وبماذا نهتم، أنركز على الغلاء الذي أصبح ينخر بجيوبنا حتى أفرغها، أم نركز على ما يصنعه بنا المحتل من سرقات وتهويد وإقتحامات، أم ننظر لأحوال أمتنا العربية ولأخواننا اللاجئين في مواقع النزاعات العربية العربية، كثيرة هي الأحداث التي جلبت الأنظار، ولكن وبسبب كثرتها باتت تحول أنظارنا وكسرعة البرق من حدث لأخر، ومن مصيبة لأخرى، ومن مأساة لأكبر.
وبالطبع هنا يجب أن لا نكون جاحدين، فهنالك الكثير من الأمور التي أفرحتنا وأثلجت قلوبنا، ولعل أقربها ما حدث ليلة أمس، بإطلاق سراح 26 أسيراً قضوا ما يقارب الربع قرن في غياهب سجون المحتل، نعم هناك الكثير من الأفراح التي عمت حياتنا هذا العام، إلا أن الوضع العام السيء كان صاحب الأثر الأكبر علينا. ومع كل هذا ما نزال شاكرين حامدين لله عز وجل في السراء وفي الضراء، هذا هو إيماننا، هذه هي عقيدتنا، هذا ما أوصانا به قدوتنا عليه الصلاة والسلام، الشكر والحمد لله في الضراء قبل السراء، اللهم لك الشكر والحمد، ونسألك من فضلك عامٌ جديد يخفف من آلامنا، ويريح قلوبنا، ويؤمن أخواننا وأهلنا من كل مكروه.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟