أحلام السلام جزء من استراتيجية التقدم.

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 16:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

أحلام السلام جزء من استراتيجية التقدم.
السلام مفهوم من مفاهيم الإنسانية السليمة والتي توافق طبيعة الإنسان المدينة وميله للعيش تحت ظرف أفضل وهو أيضا واحد من دعائم القدرة على التعايش بين البشر على قاعدة حق البقاء لأبدي الذي يجب أن لا ينفصل عن قضية الإنسان ككل, وليس هناك حد للسلام لا من ناحية الزمان ولا من ناحية الطبيعة والبيئة والمكان ,فهو كقضية اعتقاد وتوجه حياتي يبدأ من الأنا الفردية ليغطي في أثره وتفاعله مع مكونات الحياة البشرية كل الوجود ,فهو سلسلة من المتواليات والتداعيات كلما كبرت وتعاظمت كبرت مساحة الحرية والمحبة وتعمقت هذه الحلقة يصبح وجود الحلقة التالية من الضرورات الحتمية , ولهذا فإن مجرد أن يحلم الإنسان بالسلام تبدأ عملية السعي له والمطالبة به كواجب أخلاقي وإنساني طبيعي فوق أنه ضرورة من ضروريات البقاء .
ليست الأحلام بالسلام مجرد أمنيات نمارسها بوعي متقن ومنهج معلوم أو أحيانا بدون وعي عندما يجد الإنسان نفسه في حال ملح لرغبته في السلام , بل أن مطلب السلام كحلم هو من أساسيات النفس البشرية المدنية المحبة للخير والمجبولة طبيعيا أن تتماشى مع لغة الكون ,لغة العيش المشترك والدفاع عن الوجود الإنساني تجاه كل عوامل الشر ولإفساد والتدمير, مضافا لها أنه يمنح النفس الإنسانية الأمل بغد أكثر حرية وأشد تطابقا مع قوانين البقاء للأصلح, هنا نؤشر لأن حاجة الإنسان بهذه الكيفيات ما هي إلا خطوة من سلسلة من الخطوات التي تمهد وتعين الكائن الفاعل في قيادة الكون نحو التقدم , نحو مسايرة الزمن ليس فقط تماشيا مع متطلباته بل مستجيبا لحاجته المتجددة والمستحدثة مع مرور الزمن.
التقدم كمفهوم اجتماعي وسياسي وفلسفي أيضا يعني أن يكون الإنسان فاعلا ومجددا للزمن بمعنى أنه يصنع الخطوة التالية قبل أن يمر الزمن عليها , وبمعنى أخر هو وحده الذي بإمكانه أن يرسم طريقه حتى يكون الزمن لاحقا لخطواته أي الإنسان وليس العكس أن يكون متتبعا كالأعمى الذي يسير ولا يدري أين تقوده الخطى, التقدم يعني أن تكون قادرا على صناعة الفرصة, وأن تكون قادرا في صناعة اللحظة بالشكل الذي تستجيب لوجودك كحدث , التقدم يعني أن تكون قادرا على القياس والتوقع للخطوة القادمة قبل حدوثها , التقدم بهذا الوصف لا يشبه التنبؤ لان الاخير حدس نتيجة خبرة مكتسبة يعتمد الظنون والقراءات الاستقرائية القابلة لكل الأحتمالات أمات التقدم فهو معادلة رياضية محكمة يصنعها شعور الإنسان أن السلام يمنحه القوة والإمكانية أن يركز كل الطاقة البشرية في هذا الأتجاه ونحو هذا الهدف.
استراتيجية التقدم تقوم أساسا على ركني الحرية في المعرفة وسلام المعرفة أي أن المعرفة كعنوان للتقدم يجب أن يكون مقترن بعنصري السلام والحرية وبما أن هذان العنصران هما القادران فعلا على فك قيد الإنسان من ربقة الزمن والمكان يكون التقدم كاستراتيجية محكوم هنا بتحرير المعرفة وفتح مصاريعها للإنسان كي يخطو الخطوات المتسارعة والمنتظمة والمحكومة بهدفية الكمال البشري على مستواه العلمي المعرفي الكلي أو على المستور الروحاني الشخصي الفردي , وهما الكفيلان بحفظ التوازن بين ما هو فردي وبين ما هو جمعي لتنتظم حياة الوجود بإطار شمولي تتحرك فيه جميع الأجزاء المكونة بتناغم فريد.

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات