أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامح عسكر - شَرَف الجيش وعُهر الإخوان














المزيد.....


شَرَف الجيش وعُهر الإخوان


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 21:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هل انتصر الجيش المصري في أكتوبر أم الإخوان، هل عبرنا محنة 67 بالجيش والشعب أم بالإخوان؟...هل يوجد في قاموس الإخوان نصر بعد هزيمة؟..إنهم فقدوا عقولهم بعد هزيمتهم في يونيو 2013 فأصبحوا كالوحوش الضارية لا همّ لهم سوى الانتقام، ماذا لو كان الإخوان مكان عبدالناصر هل يستطيعون طمأنة الشعب وإعادة بث روح الوطن وحُبّ الناس بعد النكسة؟

بصفتي عسكري مُجنّد سابق وقارئ شغوف في مكتبات الجيش أزعم بأن عقيدة الجيش المصري لا تَقُم فقط على الانتصار، بل أيضاً تحمل في مضامينها الهزيمة كيف تواجهها وكيف تُعالِج الأخطاء، إنها شرف العسكرية تفهم معنى الكفاح والجهاد، حتى في أوج انتصارها تبقى عفيفة لا ترضى بقتل الأسير ولا بهتك الأعراض ولا بقتل الشيوخ، بل لو وقع قائداً للأعداء في الأسر يبقى مطمئناً أنه سيُعامَل معامَلةً حسنة لا إهانة فيها ولا ذُلّ.

كنت مُجنداً في الكتيبة 509 مشاة في الفرقة الثانية في الجيش المصري، وهي نفس الكتيبة التي أسرت القائد الصهيوني .."عساف ياجوري"..إِثر معارك الدفرسوار، وقد قرأت كيف تعاملت وحدتي العسكرية مع هذا القائد بكل احترام وتوقير لصفته العسكرية حتى تم استبداله في صفقة تبادل مشهورة، وقد كتب ياجوري في مذكراته ما يُثبت ذلك تحت عنوان.. "شهامة المصري"..قائلاً:

"قادوني إلى مقر قيادة الفرقة التي كنت مكلفاً باختراقها ، جذبني هدوء و برود قائدها، قلت له إنني أملك في الحياة المدنية فندقا في تل أبيب ، و شرحت له كيف كانت خطته محكمة و كيف أن الجنود المصريين يقفزون على دبابتنا دون أن يبالوا بأي شئ حتى و لو كان الموت . تحدث هو إلى بصوت هادئ أكد لي أنهم يحترمون قرارات جنيف و إنني سأعُامل في الأسر معاملة طيبة ، و ألمح هو إلى بعض ما جرى للمصريين في حرب 1967 و قال " مع ذلك لن نعاملكم بالمثل و ستلقون معاملةً إنسانية ". انتهى

الآن لنضع مقارنة لطيفة بين سلوك الجيش المصري مع هذا الصهيوني المجرم..وبين ما فعله الإخوان ورعاعهم مع القذافي في ليبيا...هل من مقارنة؟..الكل يعلم ما حدث للقذافي، وقد شاهدت مليارات من البشر حول العالم كيف كانت وحشية هؤلاء الهَمَج، والآن نراهم في سوريا يقطعون الرؤوس ويذبحون الأسرى ثم يلعبون برؤوسهم كرة قدم في مشهد حيواني لم يَقُم بها أعتى مُجرمي التتار والهكسوس.

شرف الجيش المصري أنه لم ينقلب على سلطة الإخوان –رغم جرائمها-ولكنه أعطاهم النصيحة بصفته حامياً للديار، ثم توجيهاً وإرشاداً ..ثم مهلة ثم مهلة..والنتيجة أن أخذتهم العِزّة بالإثم وحرصوا على متاعِ الدنيا الزائل، ونسوا قول ربهم.."وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حَمل ظُلما"..فليس لهم أن يلهثوا وراء المناصب بهذه الصورة الحيوانية، وذاك العُهر الذي صوروا به لأنفسهم حقاً ضائعا، فوالله ما هو بحق إنه ظُلم قد حملوه في أوزارهم يوم أن يلقون الله.

الجيش لا تهمه السلطة، ولو أرادها الآن ما كان ليمنعه أحد، فالشارع المصري أصبح مهيئاً لحُكماً عسكرياً وأحكاماً عُرفية تقتلع الجماعات من جذورها إلى الأبد، من فرط استفزاز الإخوان له، ولشدة كراهيته لمن يقومون على هذه الأعمال، ولكنه يضع حسابات الوطن ودماء الأبرياء موضع الحُسبان، فهو يعلم طبيعة العدو الحيوانية والعاهرة التي تستعد لدفع أي ثمن في مقابل كرسي العرش، وهو يعلم طبيعة المعركة التي تخوضها الإخوان ضد الدولة بكل عُهر وكذب وفظاظة وعدم اعتبار لأي قيم دينية أو سياسية.

يتشدقون بالدين فأين هم من الله...قال تعالي.."ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"...لم يقل الله ليتقاتلوا على المناصب أو السُمعة، بل كانت هذه قيم مادية لا يُدركها إلا الطمع والجشع ..أما الدين فمنها براء، لقد حاربوا الناس ووصموهم بالكُفر في سلوك تفاضلي مُزيف لا يفعله إلا كل جاهل وخائن للدين وللشعب، لم يُرضيهم أي صفات خُلقية حسنة للمعارضين، ولا أي سلوك إيجابي للخصوم، بل وضعوا أعمالهم موضع الشُبهة وكأنهم يصفون الناس بما يُعانون من أمراض وأوهام.

سيبقى الجيش المصري عَلماً ونبراساً للأمة المصرية، فهو عنوان الشرف والرجولة، وهو عنوان الصدق والأمانة، وهو السَند والحامي للديار المصرية من هؤلاء الخونة ، ولا نبرر أي تقصير في المواجهة، فما من معركة إلا ويعتريها القصور والتقصير، وما دمنا نخوض غمار المعارك فلا فساد ولا علو في الأرض، إنما نبغي الحياة الآخرة والعاقبة للمتقين، ولينصر الله شعب مصر على الإرهاب والجريمة، وليخزي الله المنافقين وذوي المنافع والأحقاد..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكمية التفكير البدائي
- التطور الطبيعي للثورة المصرية(2-2)
- التطور الطبيعي للثورة المصرية(2-1)
- الثورة السورية الملعونة
- فصل الدين عن الدولة ضرورة دينية ودنيوية
- من ذكرياتي مع الفريق السيسي(3-3)
- من ذكرياتي مع الفريق السيسي(3-2)
- من ذكرياتي مع الفريق السيسي(3-1)
- تجفيف منابع الإرهاب أولى من الحرب عليه
- اليسار ولمحات من المشهد المصري
- العقلية الإرهابية صنيعة الاختزال
- أبو الهول والإرهاب
- فتنة المحدثين في دماج
- نماذج من وضع وتدليس البخاري على الحميدي
- صحيح البخاري كان رداً على الأحناف
- نقد منهج ابن عبدالبر في التمهيد على الموطأ
- داعش...الدولة الأموية القادمة!
- الرسول يتحدث عن عبدالناصر والسادات!
- الراعي والباشا
- برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-4)


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامح عسكر - شَرَف الجيش وعُهر الإخوان