اعلنوا الحداد....فقد مات الوطن

وليد الميموني

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سيادة الرئيس الموقربعد أن وصل بنا الغبن ، واليأس أعلي درجاته قررنا أن نتوجه إلي سيادتكم بمقالنا هذا الذي يدون صرخة جيل بأكمله ، صرخة تلبس ثياب الحداد حزنا علي مغربنا الحبيب الدي كان حتي وقت قريب مفخرة لكل من ينتسب إليه، وضرب للمثل في الوطنية والتضحية.
للأسف الشديد لقد كان قدر هدا الجيل أن يكون شاهدا علي سياستكم وهو تعانى أزمة حادة ، دخلت علي إثرها غرفة العناية المركزة وهي في حالة غيبوبة ، بل وقد تنتقل في أي لحظة بصمت إلي الرفيق الأعلى ، هده الأزمة حتى ولو إنتهت سيدكرها تاريخ لا يرحم بعنوان مر " سياسة بنكيران اغتالت المغاربة". ودلك نتيجة إفتقاد السيد الرئيس إلي مجموعة من الضروريات التي لا يكاد أي سياسي محنك يحترم نفسه وشعبه يخلو منها والأخطر من دلك هو تواجد أسلحة دمار شامل بجواركم سنعود للحديث عنها بعد قليل.

سيادة الرئيس لم تكن هده سوى مقدمة حزينة لواقع مرير قدر لنا أن نعايشه ، واقع يحكى قصة رئيس كسب ثقة الملايين من المغاربة , وغرر بهم، معطلون حاملوا الشهادات العليا منهم من إستغنت أمه عن الدواء من أجل تعليم أبناءها، ومنهم من جاعت عائلته وباعت ممتلكاتها من أجل تحصيل أبنائها على هاته الشواهد ، ومنهم من كان يعمل ليلا من أجل توفير ثمن تنقله لاتمام تعليمه ، هدا الرئيس للأسف لا يتوفر حتى علي مخطط اجتماعي يليق بالقرن الواحد والعشرون ، فعيب وعار ان نرى ابنائنا واخواننا ينكل بهم وتنزل عليهم العصي ويسبون باقدح النعوت في زمنكم سيدي .

لا ننكر سيدى الرئيس أنك وفيت بوعدك في ما يخص الزيادة , نعم زدت على الفقراء في الوقود زدت في الحليب والقادمات اسوأ , أهده هي الإصلاحات ، ان كانت هي هاته اللهم احينا في الفساد . وما يزيد المعانات هو أبواب الحوار معكم الموصدة.

سياسة صم الاذان هاته أو الديكتاتورية الحقة لا تشمل فقط سيدى الرئيس المعطلين بل تشمل أيضا العاملين والمتقاعدين المغلوب على امرهم ، دلك أن العديد منهم ليست لديه القدرة على مسايرة سياستكم الفاشلة , وليس هذا فقط قلتم انكم تحاربون الريع بكل انواعه وانتم اصبحتم عرابوه وزعتم المأدونيات على اتباعكم ومنحتم النقل المزدوج لمن تريدون اعدتم فتح المقالع وهبتم الاراضي لانشاء مشاريع ولو انها تابعة لدولة , اليس هذا هو الريع بام عينه , لكن عفا الله عما سلف ، هده القرارات التي لولا تسمينها وتعديلها والباسها مسميات اخرى لكانت الفضيحة الكبرى التي ستهز من دون شك عرش رئاستكم الذي لن يطول ولن يدوم ، فلو نشرت الوقائع علي حقيقتها لأغلق المغاربة الباب في وجوهكم ،

حضرة الرئيس لنعد مرة أخري لأجواء معاناة المعطلين فحينما يكون الجو حارا فإن المعطل عليه أن يتسلح بالكارتون أو شواهده من أجل الإحتماء من أشعة الشمس الملتهبة وهم يجولون المدن بحتا عن لقمة العيش.

إدن بالله عليكم سيدى البار كيف سيشعر هدا المواطن بالراحة وهو لا يتوفر لديه أدنى الخدمات الأساسية من وعمل ودخل قار يسد به رمق عياله ، حالهم أصبحت قصة من لا قلم له فبكل اللغات دون من الكلام ما يخجل المرء من دكره .

الاستاذ الفاضل بنكيران إن أخطر المشاكل التي تعتبر وصمة عار في جبينكم هو ما يتداوله المغاربة بقوة من أخبار تشير إلي إنتشار أسلحة الدمار الشامل إنها أسلحة البزنسة والمحسوبية والوساطة والريع فكما يقول المهنيون المتضررون : ":كلما علت درجة المسؤول الدي تعرفه أو إرتفعت كلفة التدويرة إلا ونقصت عنك المسؤولية فقد تمنح لك إمتيازات عدة كأن يتم حصولك على مأدونية او مقلع اليس انت سيدي واتباعك من كنتم تدعون محاربة الريع ام زالت الاستار وانقشع الغبار وظهر المستور .

لو حدث سيدي الرئيس هذا الامر في بلد ديموقراطي لاقامت القيامة ، ولا أعفي أكثر من مسؤول من مهامه لكننا لن نستغرب في وقت أصبح فيه كل شئ مباح, عفا الله عما سلف.

إنكم يا سيدي الفاضل بسياستكم هاته وتصرفات بعض الوزراء المحسوبين عليكم تكونون قد شككتم في نزاهة حزبكم وضربتم مبدأ المساواة والدمقرطة والتنافس الشريف عرض الحائط ، وهو ما شكل لدي المغاربة لوائح معتقدات تقوم علي أساس الإتكالية والفساد فمن يملك الجاه والعلاقات والمركز يستطيع أن يحصل علي إمتيازات لا يستطيع الفقراء التمتع بها.

إنكم يا سيدي الكريم بسياستكم هاته تزرعون اليأس والضعف وتهدرون الطاقات وتقتلون الطموح وتغتالون الفكر وتدمرون نفسيات شباب في عمر الزهور ، شباب أمن دات يوم أن التغيير والجد هو سبيله للنهوض بالمغرب لهدا ليس غريبا إد لم تعد حكومتكم تفرخ حكماء يعملون علي الرقي بمجتمعنا نحو الأفضل
جنابكم الموقر سأتوقف هنا لأني أعلم أن مشاكل سياستكم أكبر من أن تسرد في مقال صغير كهذا فهي تحتاج لمجلدات ، ولأيام وليالي ولأني أعلم كدلك أن التباكى لن يجدى نفعا ، أوقفوا جزاكم الله خيرا هده المهازل التي سيحاسبكم عليها الله قبل تاريخ لا يرحم وإن لم تفعلوا فلا نملك إلا نشيع جنازة الثقة في وطننا الحبيب ونعلن الحداد علي دولة طالما أنجبت أدمغة عدة لازال العالم يفتخر بها .

#وليد_الميموني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات