أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - سانتا كلوز .. مسيح الشيوعية !!















المزيد.....

سانتا كلوز .. مسيح الشيوعية !!


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 08:30
المحور: الادب والفن
    


في البداية أحب أن أؤكد أنه من الحماقة أن يجعل الإنسان من نفسه غرفة انتظار لهدية من أحد ، فحيوانات الحقل فقط هي التي تنفق أعمارها في الدوران في العتمة ، واختبارات السيد ، من أجل مائدة مؤجلة قد يجود بها وقد !!

كما أحب أن أؤكد أن الإنسان هو السيد وفيه ينطوي العالم الأكبر ، كما قال علمانيٌّ سابقٌ لأوانه ، لندرك هذه البديهية يلزمنا أن ندرك أولا ، وقبل كل شئ ، أن حيوانات الحقل لا تسبح بحمد أحد !!

وما دام الحال هكذا فمن العار أن يترك الإنسان ذاته خارج إطارها ، وخارج إطار الزمن ، كما يترك الأطفال أحذيتهم أمام المدخنة ، أو أمام باب البيت ، مع السكر والحليب والجزر لإطعام بغلة " سانتا كلوز "!!

أسطورة أخري ، ولكنها محببة إلي النفس ، وسخيفة بالقدر الذي اتسع لتجاوزها حتي بالنسبة للأطفال ، ترتبط بعيد ميلاد المسيح المختلف عليه في نصوص الأناجيل نفسها ، وكان لابد أن ينعكس هذا التضارب بين النصوص علي مواقيت الاحتفال بالميلاد بين الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية !!

وبالرغم من فحولة الكنيسة الشرقية في الزمن القديم ، والكنيسة المصرية علي وجه الدقة ، بحكم شهرتها في حراسة جذور تعاليم يسوع ، ولأسباب عدة ، لعل أهمها شرقية المسيح ، انتصر ميلاد الكنيسة الغربية ، كما انتصروا في كل أفق ، ولكن ، لحسن الحظ ، ثمة شئ رقيق للغاية ودقيقٌ للغاية يضيعُ علي الدوام ، وثمة دليلٌ علي مجد الكنيسة المصرية يمكن العثور عليه في الظل عند تفقد المفردة " Christmas " نفسها ، فجذر المفردة ينخفض إلي المفردة الرومانية "X mas " ، كما أن " X " الذي يشبه الحرف الونانيَّ " X " ، هو اختصار "Chi" ، مختصر لاسم المسيح في اليونانية " Χ-;-ρ-;-ι-;-σ-;-τ-;-ό-;-ς-;- " ، خريستوس ، و كما أن " Christ " تعني المخلص ، فإن " mas " تعني " ميلاد " في الهيروغليفية ، يتضح هذا من اسم " رمسيس " ، أو " رعمسيس" ، ميلاد " رع " ، أو أنجبه " رع " ، أو المولود بواسطة إله الشمس !!

ليس هذا فقط ، ففي شجرة الميلاد تقف " مصر " أيضاً في المنتصف ، فأول من استخدم الشجرة هم الفراعنة والصينيون والعبرانيون كرمز للحياة السرمدية ، ثم انتشرت من خلال لعبة التداول الشهيرة عبادتها بين الوثنيين الأوربيين ، وواظبوا علي حراسة احترامها وتقديسها حتى بعد أن توقفوا عن أن يكونوا وثنيين ، ثم تحولت في القرن السادس عشر ، في ألمانيا الغربية تحديداً ، ممّا يعرف بـ " شجرة الجنة " ، في الاحتفال الديني بذكرى آدم وحواء في "24" ديسمبر ، إلى شجرة الميلاد ، حيث أصبح الأوربيون يعلقون عليها الشموع التي ترمز إلى المسيح ، ولم تدخل فكرة الشجرة إلى إنجلترا إلاّ في القرن التاسع عشر ..

وهناك ، في الولايات المتحدة الأمريكية يطلقون علي " سانتا كلوز " أيضاً :
Father Christmas ، " أبو عيد الميلاد " ، Saint Nicholas " ،القديس نيقولا " ، Kris Kringle ، " كريس كرينجل" ..

"سانتا كلوز" ، ذلك الرجل العجوز ، ذو الوجه البشوش الطيب ، السمين جداً ، الذي يرتدي علي الدوام زيِّاً يطغى عليه اللون الأحمر وسط حواف بيضاء ، ويخبئ قدميه حذاءٌ أسود لامع ، وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض ، ويعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة " كلوز" ، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد ، وحيوانات الرنة التي تجر زلاجته السحرية ، ومن خلفها الهدايا ، ليوزعها على الأطفال أثناء هبوطه من مداخن المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وفجوات الأبواب الصغيرة ، هذا الكائن الخرافيُّ ، بهذه الصورة ، ولد في العام " 1823 " ، وهو ابتكار نقيٌّ يستحق الإعجاب تقف وراءه أصابع الشاعر الأمريكيِّ "كليمنت كلارك مور" (1799-1863 ) في قصيدته التي يحفظها كل طفل هناك تقريباً :
" Twas the Night Before Christmas " أو "الليلة التي قبل عيد الميلاد " ..

ولأن اللوحات قبل كل شئ كلمات مرسومة ، فلقد ولد السبب في إضفاء غابة من ظلال الحقيقة علي " سانتا كلوز " عام " 1881" ، علي يد الأمريكي " توماس نيست " الرسام في جريدة " هاربرس " الذي رسم تحت تأثير قصيدة " كلمنت مور" علي ما يبدو ، " سانتا كلوز " ، كما نعرفه اليوم ، ويقال أن ذلك كان ضمن حملة دعائية لشركة كبرى ربما تكون " كوكاكولا " ، وفي رأيي الخاص ، أن هذه الحملة الدعائية كانت مدبرة ومخطط لها وممولة لتكريس هذا الصورة عنه في الأذهان ، ليوم له ما بعده لا ارتجالاً ، كما أكاد أسمع إحدي مكائد الماسونية تنمو بصوت مسموع في هذه اللوحة !!

ولأنه لا شئ يولد من تلقائه ، كما لاشئ يولد في العزلة ، حتي الأساطير لابدَّ أن يكون لها جذور تنخفض إلي حقائق أثيرة ، أو أسطورة رائجة أقدم عمراً ، كما تنخفض أسطورة ميلاد المسيح من عذراء إلي أسطورة الإله " ميثرا " هندية الجذور فارسية الطابع ، كذلك فإن " سانتا كلوز " هو انعكاس أنيق وزائدٌ عن الحد لشخصية حقيقية لأحد آباء القرن الرابع الميلادي ، وهي شخصية القديس " نيكولاس " ، أسقف " ميرا " بآسيا الصغري ، وكان ذلك المولود لعائلة ثرية يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا علي الفقراء والمحتاجين دون أن يعلم الفقراء والمحتاجون من هو الفاعل ، وصادف وأن توفي " نيقولاس " هذا في ديسمبر ، كما تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في العاشر من " كيهك " ، ويري المسيحيون ، أن أكبر أعمال ذلك القديس مدعاة لقداسته ، هي اللطمة التي وجهها في مجمع " نيقيه " إلي وجه " أريوس المصري " ، أشهر المنشقين علي الكنيسة القويمة !!

عقب وفاة " نيكولاس " ذاعت ، علي عهدة المسيحيين ، سيرته العطرة في روسيا وأوربا ، ألمانيا وسويسرا وهولندا علي وجه الخصوص ، وكانوا يتبادلون الهدايا في عيد الميلاد على اسمه ، ثم تداخلت الحقيقة ، بمرور الأيام ، مع الأسطورة ..

من الجدير بالذكر ، للسخرية لا أكثر ، أن " المقريزي " الذي لا أثق أبداً في كل ما يقول ، وربما هو أيضاً ، شهد أحد أعياد الميلاد في مصر ، ويبدو أنه أصاب بعض الخمر تلك الليلة ، ويبدو أنه ظل تحت طائلة السكر حتي ترك لنا هذه الوشاية الجميلة وبعض الحنين ، يقول بلهجة السكاري :

"وأدركنا الميلاد بالقاهرة ، ومصر ، وسائر إقليم مصر!!

موسماً جليلاً ، يباع فيه من الشموع المزهرة بالأصباغ المليحة ، والتماثيل البديعة بأموال لا تنحصر، فلا يبقى أحد من الناس أعلاهم وأدناهم حتى يشترى من ذلك لأولاده وأهله ، وكانوا يسمونها الفوانيس !!

ويعلقون منها في الأسواق بالحوانيت شيئا يخرج عن الحد في الكثرة والملاحة !!

ويتنافس الناس في المغالاة في أثمانها ، حتى لقد أدركت شمعة عملت فبلغ مصروفها ألف درهم وخمس مائة درهم فضة !! ،علها يومئذ ما ينيف على سبعين مثقالا من الذهب !!

ويقول وهويترنح أيضاً :

"وأعرف السؤَّال في الطرقات أيام هذه المواسم ، وهم يسألون الله أن يتصُدق عليهم بفانوس ، فيُشتري لهم من صغار الفوانيس ما يبلغ ثمنه الدرهم وما حوله " !!

ولقد تأثر هذا العيد ، ككل أعياد المسيحية ، بطقوس الوثنية الرومانية ، فمما لا ترقي إليه ريبة أن لمعظم أعياد المسيحية جذور وثنية ، وأظن أنه كاف لتفتيت كل شك أن نعلم أن يوم " الأحد" المقدس في المسيحية هو يوم " الشمس " المقدس عند وثنيِّ روما القديمة ، " Sun Day " !!

كما أن طقوس التكريس والرهبنة تتحد بشكل مروع بطقوس تكريس العذاري الفستيات عند الرومان !!

لكن من أين " بابا نويل " ؟

يسكن اسم " بابا نويل " مفردة فرنسية تعنى " أبو الميلاد " ، واعتقد البعض أن موطن بابا نويل هو " السويد " ، وذهب البعض الآخر أن موطنه " فنلندا " ، خاصة أن هناك قرية تدعى قرية " بابا نويل " ، يروجون لها سياحيا كمسقط رأس " بابا نويل " ، ويزورها نحو " 75 " ألف طفل كل عام !!

وهذا ما أريد أن أصل إليه ..

إن الشيوعية ، بحكم شهرتها في التحطيم عن عمد ، هي راعية هذا الاعتقاد السخيف بأن " فنلندا " الجارة اللدود للاتحاد السوفيتي ، كما " السويد " ، هي موطن " بابا نويل " ، كما أن الترويج السياحيَّ لتفقد وهم ، وذلك الإصرار علي إضفاء ظل هائل من الحقيقة علي أسطورة العجوز " بابا نويل " ، كما كان من قبل مكيدة ماسونية ، كان مكيدة شيوعية لطعن ظاهرة الطفل يسوع في مركزها !!

ويبدو أن كنيسة أوائل القرن العشرين لم يكن عندها أثر لذكاء مبكر ، حيث تنبهت إلي تلك المكيدة ، لكن ، بعد فوات الأوان !!

هذا يدفع نهاية كلامي هذا إلي الانكماش في بدايته ، " سانتا كلوز " .. مسيح الشيوعية !!



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هتلر .. نبيُّ الأوغاد
- بهنس .. التقاطٌ خاطئ لوحي ٍ صحيح
- غيمةٌ من أبسط الفراشات
- ذلك أفضل جداً
- السقوط في حفرة الببر
- غيرةً علي قوس قزح
- الآلهة يجب أن تكون سوداء
- الناشطة بيبسي
- شيفرة الشيخة موزة
- قصيدة الفاجومي الأخيرة
- الفاجومي مات !
- الله ، المعسكر ، الفسيخ !!
- مريم الثيِّب .. وشِباك الآباء الأوائل*
- لا مرحباً بمواسم الزحف الحرام
- السيسي .. والرقص في درجة الغليان
- -إسهار بعد إسهار- كتاب جديد ل -محمد رفعت الدومى-
- اسهار بعد اسهار الدومي .. سيرة تتجاوز الذاتية
- ذَبحْتُكِ جومانا أخيراً بشرياني
- روعة


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - سانتا كلوز .. مسيح الشيوعية !!