حسين مهنا
الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 15:13
المحور:
الادب والفن
حسين مهنّا
كُلُّهُمْ هولاكو ...!!
... وَحينَ تَمُرُّ على حَقْلِ قَمْحٍ
فَلا تَجِدُ القَمْحَ مُنْتَصِبَاً
يَشْرَئِبُّ بِأَعْناقِهِ لِلْجِياعِ
فَقُلْ : إنَّهُمْ عَبَرُوا مِنْ هُنا !
*
وَحينَ تَمُرُّ على حَقْلِ زَهْرٍ
وَلا تَجِدُ الزَّهْرَ يَضْحَكُ لِلْعابِرينَ
وَلَمْ يَبْقَ في الحَقْلِ
غَيْرُ رَوائِحِ رَوثِ الخُيولِ
وَريشِ يَمامٍ
وأَشْلاءِ زَيْتونَةٍ عُمْرُها أَلْفُ عامٍ ..
فَقُلْ : إنَّهُمْ عَبَرُوا مِنْ هُنا !
*
وَحينَ تَمُرُّ على نَبْعِ ماءٍ يَخِرُّ حَزينَاً
فَلا عاشِقٌ في انتِظارِ الحَبيبَةِ يَكْتُبُ شِعْرَاً
وَلا بُلْبُلٌ يَسْتَحِمُّ
وَلا صَوتُ راعٍيُلاغي القَطيعَ
وَلا نَأْمَةٌ مِنْ هَزارٍ على غُصْنِ غارٍ..
فَقُلْ :إنَّهُمْ عَبَرُوا منْ هُنا !
*
وَحينَتَمُرُّ على قَرْيَةٍ أَهْلُها تَحْتَها
وَلَمْ يَبْقَ غَيرُ رَمادِ جَماجِمَ كانَتْ وَقوداً
لِتُنْضِجَما في القُدورِ طَعامَاً
وَزادَ الطَّريقِ
الى قَرْيَةٍ لَمْ يَزَلْ أَهْلُها فَوقَها .
فَقُلْ : إنَّهُمْ عَبَرُوا مِنْ هُنا !
*
وَحينَ تَرى في البَعيدِ البَعيدِ
( عَصائِبَ طَيْرٍ...) تُغَطّي السَّماءَ
فَقُلْ : هُمْ هُناكَ
قُرىً يَهْدِمونَ
دَمَاً يَشْرَبونَ ....
.... هُناكَ الأُلى عَبَرُوا مِنْ هُنا !!
هُناكَ الأُلى عَبَروا من هُنا .......
(البُقَيعَة/الجَليل/8/5/2013)
#حسين_مهنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟