أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - خطورة ما يتعرض له المشروع الوطني الفلسطيني















المزيد.....

خطورة ما يتعرض له المشروع الوطني الفلسطيني


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 10:49
المحور: القضية الفلسطينية
    



قبل أن نتحدث عن الأثر يجب التنويه بأن المشروع الوطني ليس مشروع حزب بعينه ولذا يجب إسقاط الوهم أو التصور الذي يهيمن على تفكير البعض ويؤثر على سلوكهم السياسي فالمشروع الوطني يعبر عن الكل الوطني باستحقاقاته النضالية .
وامام ذلك نرى خطورة ما يتعرض له المشروع الوطني الفلسطيني، ومكانة القضية الفلسطينية فيه، وخاصة في ظل طغيان التناقضات الداخلية على المشهد الفلسطيني، وتأثير التدخل الأمريكي على المشروع الوطني الفلسطيني بشقيه الدولي والداخلي، وما يجري من افرازات عن مسار ما يسمى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والدور الأمريكي فيها، وهنا أعتقد أن المأزق الفلسطيني هو جزء لا يتجزأ من المأزق العربي، وخاصة في ظل المشاريع التي تتعرض لها المنطقة ، وعليه يجب العمل على حماية المشروع الوطني وعدم وضع مزيد من العراقيل والعقبات امام انهاء الانقسام وتطبيق اليات اتفاق المصالحة وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وتحسين أدائها في خدمة الشّعب الفلسطيني، والحفاظ عليها كصرح وطني جامع.
لا بد من الاعتراف أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد، من بين شعوب العالم، الذي تعرضت حقوقه التاريخية والشرعية والعادلة للتآكل نتيجة المشروع الصهيوني ومواقف الولايات المتحدة القائمة على ازدواجية المعايير ، وخاصة ان حقوق الشعب الفلسطيني لا تختلف عن حقوق كل الشعوب التي تعرضت للاحتلال والاستعمار ومن حقه ان يكون له وطن ، ولكن ليس وطن على اجزاء مقطوعة الاوصال او دولة منقوصة السيادة .
وفي ظل ما يتعرض له المشروع الوطني الفلسطيني ، لا بد ان نحذر من دور المنظمات غير الحكومية والتي تخضع لسيطرة وإشراف مباشرين من قبل المؤسسات الدولية، أو عبر شبكات الجمعيات التي بدا وجودها مؤخرا جزءا أساساً من المشهد الفلسطيني، أو من خلال المؤسسات التقييمية التي تعطي شهادات الشفافية وحسن السيرة والسلوك، بل وحتى المؤسسات المحلية الضخمة التي تدعم مؤسسات محلية أخرى. جميعها تعتمد على التمويل الخارجي وتنذر بحقبة طويلة من إعادة إنتاج هذه المنظومة في أبشع صورها في حال ما استمر المال بالتدفق، حيث تناسق ثقافة المشاريع المعادية تحت الإشراف الدولي مع الخطاب والسلوك الرسميين للسلطة الفلسطينية ولآلية عملها ، وهذا ينتج عن محاولة شطب المشروع الوطني الفلسطيني .
ان انسلاخ هذه المؤسسات عن مجتمعاتها، وابتعادها عن الفصائل وتوظيف طاقات الشباب و إستغلالهم وجرهم الى خانات تتعارض وتتناقض مع هويتهم وإنتمائهم وثقافتهم،وبما يخرجهم من دائرة الفعل والعمل الوطني وخدمة قضاياهم.
أن ما يطرح اليوم من تسوية او مشروع انتقالي ، يستهدف الأهداف والحقوق الوطنية ويؤدي إلى تكريس الرؤية والمخطط الصهيوني الأمريكي صوب مزيد من الهيمنة والتحكم بمصير قضيتنا وشعبنا.
إن الصراع مع العدو الصهيوني، هو صراع عربي ـ إسرائيلي بالدرجة الأولى، وان استعادة الروح القومية والنضالية في الصراع مع هذا العدو، تتطلب استنهاض طاقات الاحزاب والقوى العربية والفلسطينية ، واستنهاض طاقت شعوبها ، لانه لن يتحقق النصر الا بنضال وتضحية بمواجهة العدو الصهيوني ، وهذا يتطلب وحدة وطنية فلسطينية ومشهد عربي قومي ديمقراطي جديد بعيداً عن كل مظاهر وأشكال الخضوع والتبعية، بما سيؤدي حتماً إلى بداية النهاية والانتصار على دولة العدو الصهيوني وجلاء الاحتلال وتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني المشروعه .
ان ما نراه اليوم من متغيرات على المستوى العربي ، وفي ظل هجمة الاسلام السياسي المتناغم مع الادارة الامريكية ومشاريعها ، وفي ظل تزايد عدوانية دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وتزايد المخططات والمحاولات الامريكية الصهيونية بحل انتقالي بهدف انهاء القضية الفلسطينية وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين والقدس بهدف وقف نضال الشعب الفلسطيني، ولكن ارادة هذا الشعب سيواصل خياره النضالي حتى تحقيق أهدافه في الحرية وتقرير المصير والعودة.. ففلسطين ليست يهودية، ولن تكن إلا وطناً للشعب الفلسطيني، وهذا يحتم النهوض بالمشروع الوطني من كبوته وهبوطه، وبدون ذلك النهوض سيبقى الخيار المحتوم هو الخيار بين النكبة والاستسلام.
ولهذا لا بد من ان ينظر الجميع إلى ما يدور داخل الجسد الفلسطيني من مخاضات ومناخات مثيرة للقلق، بسبب العجز عن تحديد الأزمة كمفهوم وحصائل عملية وسبل الخروج منها، هذا إن كان من إقرار بوجود الازمة ، وبالمعنى المشار له،
ومن خلال تحديد مفهوم المشروع الوطني الفلسطيني، الذي يكون واحداً أو لا يكون، وأزمته واحدة أو لا تكون، وحلوله واحدة أو لا تكون، المشروع الوطني الفلسطيني، وبعيداً عن سجالات أو مزايدات، مستمد من إسمه، ربطاً بوطن إسمه فلسطين، ويوحد جميع الفلسطينيين.
ونحن اليوم امام حالة التشتت والتشرذم الجغرافي التي يعانيها الشعب الفلسطيني، والتي أسهمت في تعقيد القدرة على الاجتماع والتفاهم وصناعة القرار ، وعلى الرغم من تمسك الشعب الفلسطيني باستعادة ارضه وتحقيق حلمه في العودة والاستقلال، فإن المشروع الوطني الفلسطيني يواجه أزمة حقيقية. اذ لم يتم التوافق على برنامج سياسي متوافق مع الثوابت الفلسطينية ، لانه لا يمكن لأية قوة خارجية أن تمنع شعبا خاضعا للاحتلال من وضع إستراتيجية عمل وطني لمواجهة الاحتلال.
ان الخيارات الوطنية الفلسطينية المطلوبة خلال المرحلة المقبلة، والعوائق التي تترصدها وتنتصب في وجهها، والسيناريوهات المتوقعة لها، بقدر ما يرسم المحفزات والمنشطات اللازمة تتطلب اطلاق الطاقات الشعبية المعطلة التي تشكل صمام الأمان الفعلي للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على أسس صحيحة بعيدا عن المصالح الفئوية والأجندة الخارجية.
لذلك نقول بكل وضوح ان بناء رؤية وطنية تندرج في اطار توحيد كافة القوى الوطنية والديمقراطية الفلسطينية من اجل توجيه بوصلة النضال الوطني نحو الاهداف الوطنية هي وحدها الكفيلة بإزاحة كل عوامل الهزيمة واستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال والعودة.
ان الوعي والشعور بالمسؤولية والواجب، يفترض منا الاقتراب من ذلك الجمهور واحترام مشاعره الدينية، والتفاعل مع قضاياه وهمومه وجذبه إلي النضال من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وإنهاء كافة أشكال الاستغلال والقهر والاستبداد انطلاقاً من فهمنا للماركسية بأنها ليست نظرية مضادة للدين فهي تنظر إلى الدين بوصفه جزءاً من تطوّر الوعي البشري في محاولتهم فهم واقعه.
ختاما : لا بد من القول ، ان مسيرة تجديد المشروع الوطني الفلسطيني وتحديد الخيارات الوطنية الكفيلة بتحرير الأرض ودحر الاحتلال تبدأ بجهود متواضعة لا تلبث أن تزيد من بذلها وعزمها وإصرارها وتراكم على عملها وإنجازاتها حتى تتحول إلى قوة كبرى وجهد ضخم قادر على كتابة التاريخ وصناعة المستقبل وكنس الاحتلال وإطلاق فجر الحرية والاستقلال .
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولات كيري والمراهنة الخاطئه
- مخاوف من المفاوضات
- قضية الاسرى ستبقى العنوان
- تبقى صورة الشعب الفلسطيني راسخة في ثباته وتمسكه بأرضه
- على العالم أن يتذكر أن الشعب الفلسطيني ما زال تحت الاحتلال
- اتفاق جنيف اتفاق يحتاج إلى الكثير
- القضية الفلسطينية وانتظار الحلول
- قطار الخلاص يتطلب القضاء على الوباء الإرهابي التكفيري
- طلعت يعقوب كرّس جلّ حياته للنضال من أجل شعبه
- قراءة الواقع يحتم علينا النظر الى المتغيرات في المنطقة
- السيمينار اليساري العربي والدور المطلوب..
- عيد الاضحى يدق على فلسطين الأبواب ومشهد في الذاكرة
- عملية اكيلي لاورو والعمل الثوري المفقود
- مخيمات الشتات وفلسطيني سوريا
- انتفاضة الأقصى أثبتت أنها الطريق والخيار الوحيد لتحرير الارض ...
- المفاوضات ومسار الوضع في المنطقة
- مجزرة صبرا وشاتيلا جرح شعب ما زال يجمع أشلاءه
- الإعلام بين إدارة الأزمات وصناعتها ودور قناة الجزيرة
- العدوان على سوريا سيكون هزيمة للامريكي ومشاريعه
- ضاحية المقاومة والصمود استمعت جيدا الى سماحة السيد حسن نصر ا ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - خطورة ما يتعرض له المشروع الوطني الفلسطيني