أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - الحيرة كانت من أقوى الاسباب (11)














المزيد.....

الحيرة كانت من أقوى الاسباب (11)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


الحيرة كانت من أقوى الاسباب (11)

عرضنا في الحلقات الأخيرة ثلاثة روايات عن كيفية إقصاء حميد عثمان من الحزب الشيوعي العراقي (حزيران 1955) وحيثياتها، من ثلاثة مصادر شيوعية، كانت لها تماس بالحدث بطريقة أو بأخرى:1- (ثمينة ناجي) حيث كانت تطلع على كل ما يجرى داخل قيادة الحزب أولاً بأول عن طريق زوجها حسين الرضي كما جاء في كتابها ولها إمكانية الوصول إلى أرشيف الحزب أثناء تأليفها الكتاب الذي نقلنا منه روايتها نصا، 2- (ناصر عبود) الذي كان له الدور التنفيذي في عملية الإقصاء و عضواً قياديا في الحزب وعلى علاقة وثيقة مع حسين الرضى كما يبدو من تفاصيل سرده للواقعة من خلال المقابلة التى نُشِرت في جريدة الصباح البغدادية، 3- ( شوكت خزندار ) الشيوعي المخضرم كان عضواً في تنظيم أمن الحزب الشيوعي العراقي بمعية حسين الرضي وكل الدلائل تشير بأن هذا التنظيم كان يعمل بدون معرفة قيادة الحزب حيث لم أسمع من حميد عثمان أى تلميح أو إشارة الى وجود مثل هذا التنظيم ضمن تشكيلات الحزب الشيوعي العراقي خلال تواجده في هذا الحزب، ويُسْتَشَفْ من كتابات شوكت خزندار بأن المخابرات السوفيتية تمكنت من تشكيل هذا التنظيم المغلق من عناصر شيوعية كأفراد، وتوجيههم بدون معرفة أو أدنى تنسيق مع الحزب الشيوعي العراقي دون احترام السوفيت لإستقلالية هذا الحزب كحزب سياسي عراقي .
رغم قرب الاشخاص الثلاثة من حسين أحمد الرضي الذي إستلم القيادة بالتزامن مع عملية إقصاء حميد عثمان ، يُلاحظ القارئ بوضوح تباينات جلية بين هذه الروايات الثلاث فيما يخص طريقة التنفيذ أو حيثيات القضية.
إن أول ما يمكن إستنتاجه، بعد إخضاع المعلومات المقتضبة الواردة في هذه الروايات الى حكم العقل والمنطق، بأن هذه العملية نُفذت بطريقة مخابراتية متقنة إعتمدت على سرعة الحركة وعلى وسائل إتصال لم يكن الشيوعيون الحقيقيون يلجأون الى إستعمالها، للتنسيق بين عناصر على بعد جغرافي كبير، والقدرات الفائقة على تتبع مسار حميد عثمان ومكان تواجده حتى بعد إلتجاءه للإختفاء في الموصل خارج أوكار الحزب أو بيوتات الشيوعيين. ويبدو أن أعين الحكومة العراقية كانت مغلقة واذانها صماءة، بقدرة قادر، ومحطات المخابرات البريطانية، التي كانت لها القدرة على استشعار أى حدث على الساحة العراقية قبل 24 ساعة من حدوثها، مغلقة وعناصرها في إجازة طوال الأيام، على الأقل، عندما كان ناصر عبود، هذا البطل البصراوي، يصول ويجول ببدلة عمله الزرقاء بين بغداد والموصل ويحمل في خاصرته مسدساً ويقود منفرداً هاربا من سجن البعقوبة، كخروف وديع، إسمه موجود في قائمة مكارثي و كانت الحكومة العراقية تعتبره، بدورها، من الاشخاص الخطرين وخصصت مكافئة مالية سخية لمن يدلي بمعلومات تساعدها على إلقاء القبض عليه.
سُوقت هذه العملية المخابراتية بطريقة ديماغوجية ممنهجة لخلق صورة وهمية، طويلة الأمد، في ذهن الشيوعيين وغيرهم، واقناعهم بأن الذي جرى كان تغييراً سياسيا عظيما ونقلة نوعية لم تنحصر تأثيراته في طريقة عمل الحزب الشيوعي العراقي وحدها وإنما شملت بقية الاحزاب التي كانت تعارض نظام الحكم وكان مفتاحا لثورة تموز 1958 على يد شخص له قدرات "خارقة“، نحتوا له، لضرورات التسويق، إسما مركبا من كلمتين تعبران عن أنبل حُلمين للبشرية، منذ الأزل، وهما: السلام والعدالة.
ولكنني أستطيع، كحرفي علمتني صنعتي قواعد النجاح الدائم، أن أزعم بأن حال الديماغوجي يشبه حال الحرفي الغشاش، مهما نجح في محاولاته أن يوهم الأخرين، للوهلة الأولى، بأن صنعته براقة و متقنة لكنه سيضع نفسه في مطبات، لا مخرج منها، عندما يدخل في التفاصيل الدقيقة للعمل ويهمل دورالزمن وإحتمال ظهور مفاجأت تُظهرالحقائق على مراراتها.
يترائى لي بأن ثمينة ناجي قد فعلت ذلك من خلال الجزء الاول من كتابها: سلام عادل سيرة مناضل.
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 10)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 9)
- كانت الحيرة من اقوى الاسباب (8)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 7 )
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (6)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (5)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 4 )
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب (3)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (2)
- الحيرة كانت أقوى الاسباب (1)
- هل يقع مسعود البارزانى فى الفخ؟
- بعد قراءة متأنية لأخر أقوال مسعود البارزانى
- حكاية تصفية أول برميل نفط فى كوردستان (1)
- أنا و زوجتى وأمى فى المشمش (3)
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (2)
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (1)
- أنا وزوجتي وأمي في المشمش(2)
- أنا و زوجتي وأمي في المشمش (1)
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (5)
- القضية الكوردية وحز بالبحث العربي الاسترالى في العراق( إقرأ ...


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - الحيرة كانت من أقوى الاسباب (11)