جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 21:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
دعني اقول لك صدقني انه لم يكن حلما اطلاقا بل حقيقة. كنت اعرف الغرفة لانني قضيت فيها بعض الليالي سابقا لذا عندما تلقيت دعوة لرئاسة دورة في المنطقة ترددت بالاول و لكني قلت: يشرفني ان انظم الدورة لكم و لكن بشرط ان لا اقيم في نفس الغرفة السابقة.
نعم وعدني المسؤول عن المؤسسة ان اقيم في غرفة اخرى و لكن عندما وصلت الى هناك قادتني سيدة الاستقبال الى نفس الغرفة السابقة. تعجبت من هذا السلوك و قلت لها: لقد خصص المسؤول غرفة اخرى لي هذه المرة. قالت السيدة بجدية لا متناهية: انا متأسفة هذه هي الغرفة الفارغة الوحيدة عندنا اليوم.
كانت الغرفة في خلف البيت بنيت على شيء يمكن تسميته بكراج او موقف للسيارات و عندما وصلنا الى الباب دارت السيدة بوجهها لي و قالت: انا متأسفة ابن صاحب الدار و زوجته لا يزالون يقيمون في الغرفة و هم الان في المدينة و سوف يغادرون هذا المساء و لكني سأطلب من الخادمة تنظيفها بعد ساعة لك.
كانت الغرفة كبيرة و فيها شبابيك كبيرة و كان هناك سرير في الوسط و على السرير فراش مع غطاء ازرق ترك في وضع و كانما استيقظ الزوجان توا. نسيت ان اخبرك باننا كنا في فصل الشتاء و كانت الليالي باردة جدا. حاولت ان اخفف الوضع على نفسي بالسلوى و اقول: لا يهم هذه فقط ليلة واحدة و سوف ارجع غدا الى البيت.
جاء الليل و جاء دوري للخلود الى النوم. لا ادري كم كانت الساعة عندما استيقظت و انا احك نفسي بجنون رهيب كالمصاب بالجرب و عندما فتحت عيناي وجت ان مئات بل الاف من الحشرات تملأ فضاء و ارضية الغرفة - تطير فوق رأسي - تمشي على الفراش - تختفي تحت السرير. قبضت على ملابسي بسرعة و خرجت الى الشارع البارد المظلم. كانت الساعة حسب ما اتذكر الثانية صباحا.
حاولت ان اصرخ باعلى صوتي و استغيث و لكن فجأة اجش صوتي الى ان وقعت على الارض و بدأ جسمي بالانهيار.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟