|
صاحبة الصوت هنا
فرهاد عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 22:58
المحور:
الادب والفن
صاحبة الصوت هنا 7
جاءتني صاحبة الصوت الجميل ، وكنت اسمع جلبة ، ميزت بينها الطبيب ومجموعة من الطلبة ا لذين يحاولون التعلم ، قالتها بصوت جميل : ـ معنا هذا اليوم مجموعة من طلبة الطب ، يحاولون الاستقادة من وجودهم ، ولأن حالتك فريدة في هذا المستشفى يريدون اغتنام فرصة وجودك لدراسة حالتك ، ماذا تقول عن ذلك ؟ ـ اعتقد بانك اعرف الناس بحالتي هذه وبامكانك تزويدهم بخبرة هائلة تمتلكينها ، ولا اكتمك سرا ، اعتقد بأني قد سمعت صوتك في مكان ما ، واعتقد باني اعرفك ، ولا اعرف لماذا انا متيقن بانك تعرفين الحالة جيدا . ـ نعم لكنهم يريدون دراستها فهم لم يلتقوا بمثل هذه الحالات ، لذا ان سمحت سا شرح لهم عن حالتك وانت موجود ، كي تتابع معي الشرح ان اخطأت ، ارجو تصحيح ذلك. ـ نعم وبكل سرور طالما انا في رعايتك ، لاني وفي داخلي متيقن بانني في امان طالما انا في رعايتك . ـ جميل ذلك ، ويسعدني بأنك تشعر بالامان في رعايتي . ولم اشأ ان اقول لها كل ما في داخلي ، بانها الملاك الحارس ، لكنني كنت اسمع وهي تشرح للطلبة كيف ان الحالات التي تشبه حالتي هي نتاج الحروب ، وهي حالة نفسية يقرر فيها الفرد بدون وعي تنصله عن العالم والهروب الى عالمه الداخلي الاكثر امان ، عندما يصل الانسان الى قناعة ، بانه لايستطيع ان ينسجم مع المحيط أو عندما يقرر الللاوعي وفي تلك اللحظات الحاسمة ، بان لجوء الانسان الى عالمه الداخلي ، واعلانه الانسحاب عن المجتمع بالتوجه الى باطن نفسه وهو غائب عن الوعي مستسلما الى اللاوعي ، هي حالة تمرد على الوعي نتيجة قساوة الظروف ، و قد يبدأ الغياب هذا ولا ينتهي وقد ينتهي بغياب ازلي ، اذ يلجأ الانسان الى حماية نفسه بعزل نفسه دون وعي منه ، حيث تستجيب الطبيعة الفيزيولوجية للانسان للحالة ، ويبادر الاعلان النهائي بالانسحاب حيث تختفي ا لحواس ، لكن الانسان يتنفس والقلب يعمل ، لكن العين والسمع والنطق وحتى الشم تقرر الغاء مشاركتها الوعي ، وبالتالي كونها اجهزة الاعلام الانساني تقرر الاضراب عن العمل بالتناسق مع الوعي وتنسحب الى الباطن ، تصاحبها تشنجات ومن ثم اعلان توقف الحركة في كل الجسم ، اي ان يتحول الانسان الى نموذج متخشب دون حراك ، ويرجع الانسان في هذه الحالات الى عوالمه الداخلية ، متنصلا عن المشاركة في الحياة العادية كباقي البشر ، وهي طريقة لاعلان التمرد على الوعي الزائف للانسان ، اي هي حالة تمرد على الحالة الانسانية البائسة التي يحسها الانسان ، اذا لاحظتم ، لم استخدم كلمة مريض ، لأن هذه الحالة وان كانت مرضية لكن ممارسها واعي لحالته باتخاذه القرار في الابتعاد عن الوعي ، واللجوء الى الباطن ، وقد تستمر هذه الحالة شهور وربما سنوات ، يقررها الانسان نفسه ، وما نستطيع نحن ان نقدمه كعاملين في هذا المجال ان نقدم الرعاية ليس الا ، لأن الممارس لهذه الحالة يحس بالنتيجة لمسنا له وبالتالي رعايتنا له ، ومن خلال هذه الرعاية ، تبدأ الاجهزة بالتتابع استرجاع دورها ، وتبدأ اولا بالسمع ، اذ ان الممارس يتفاعل وبعقله الباطن بواسطة السمع مع مقدم الرعاية ومن ثم الشم وبالتالي حركة الجسم والنطق واخيرا البصر ، وهي تحتاج الى عملية معقدة تعتمد بالدرجة الاولى على مقدم الرعاية والممارس المستجيب ، اي الكادر الصحي ولنقل المريض ، رغم تيقني بان هناك آخريين يمارسون الطيران في بعض الحالات ، اي نعم الطيران ، وهي تتبع الحالات المختلفة ، اما اذا استخدم الممارس الغيبوبة والطيران فهي حالة نادرة تحصل عند الانسان ، وهي قمة التفاعل الباطني مع الكون ، اي باستخدام الممارس للطيران يكون قد اندمج بالكونية وصار فوق هموم البشر الصغيرة ، وهو بذلك يندمج بالافلاك والاكوان ولا يعيش في عالمنا ، وهي تختلف عن حالات امراض نفسية كالفصام او تلكم الحالات التي يتصور فيها المريض بانه يتحدث مع آخريين من كواكب اخرى ، او يزوره ضيوف من كواكب اخرى ، او ان هناك من يعيش حالة التفاعل مع العالم الخارجي والتحدث الى الجن ، ويرى عوالم اخرى لا نراها نحن ، وهي حالات مرضية واضحة ، لكن حالة ممارسنا وليس مريضنا هذا ، حالة نادرة فريدة قد تحصل واحد بالمليون ، واذا اردت تقريب الحالة اليكم في التشريح ، اقول ان الممارسة الجنسية بين كائنين وتنتهي وعند الذروة تحصل حالة القذف التي عند الذكر يكون الناتج هو افراغ كيس الصفن من كل الحيامن التي تجمعت عند الرجل ، وفي بعض الحالات يحصل القذف عند الاحتلام ، كأن يكون الحالم مع حبيبته او واحدة رغبها في وعيه ، لكنه لم يحصل عليها ، ويلعب العقل الباطن دوره باستحضار الصورة نتيجة الاثارة وضغط جوف كيس الصفن ، وتتم الممارسة وتنتهي بالقذف ، وهو عند رجال الدين حضور ا لشيطان ، لانهم يعتقدون بدونية الممارسة وعلى الذي يمارس الجنس الاغتسال والتطهر، لأن شيطانهم هذا خرج عن ارادة الله ، فهو منبوذ ويحاول توريط الانسان بالرذائل ، على اعتبار انه كان المحرض على اخراج البشر من جنته التي كان يسكنها ، وبالنتيجة ولأن الانثى هي كانت المطاوعة للشيطان وهي التي اغرت بعلها ، بالتجاوز على تعليمات الله ، اذن الشيطان ومن بعدها الانثى هم يتحملون المسئولية في كون الانسان موجود في هذا العالم الارضي وليس في الجنة ، لذا وعليه لابد لاجيال البشرية ان تدفع الثمن وتحاول ان تصلح من حالها كي تسمو لتصبح في مصاف الملائكة وبالتالي تستحق ان تعود الى الجنة . ولأجل ان تصلح البشرية حالها احتاجت الى متخصصين بعلم الاديان لتفسير مفاهيم السماء الى البشر ، وبالتالي اصبحوا واسطة بين السماء والجيل الارضي من البشر .
بغداد اواخر كانون الثاني عام 2013
#فرهاد_عزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امي والله
-
الصوت حاجة هنا وهناك
-
ايهما ال(هنا) .. ام ال (هناك) ارحم
-
أين الخلل ، فينا أم منا
-
الحياة لمن يستحقها
-
نكسة الاتحاد الوطني في الانتخابات وللمرة الثانية مسئولية من
...
-
ديمقراطية رحم المجتمع
-
هل يتمكمن العراق ، ان يتحول الى مشروع حضاري ، لدولة مواطنة ،
...
-
الدولة الطائفية المسيسة والدروع البشرية
-
الفيليون قضية دولة العراق بعد قرارالمحكمة
-
الفيليون ليسوا ملفا على الرف
-
الدولة والدين
-
اسئلة بين سطور الخبر
-
العائدون لكن دون اشلاء
-
تفعيل عمل الجالية العراقية المشترك في الدنمارك مهمةاحزاب ام
...
-
اربعينية فنان الشعب الكردي الراحل محمد جه زا
-
مجلس جالية مهمشة الحضور الا من كلمات المناسبات
-
حلم جالية عراقية في الدنمارك لم تتجسد على ارض الواقع
-
قداس في الكنيسة تابينا لارواح شهداء كنيسة سيدة النجاة
-
أنا مع الله لكن اي اله ؟
المزيد.....
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|