أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم عرفات - صرخة امرأة















المزيد.....



صرخة امرأة


إبراهيم عرفات

الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 20:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


للمرأة صرخة رغم الابتسامة والضحكات العالية ولكنها في الخفاء قد تبكي بكاءًا متواصلاً وتبحث عمن تشكوا له همها ويحس بها وربما وجدته وربما طالت بها الوحدة أبد الدهر. . . ولنترك المرأة تفضي بما في داخلها و"تفضفض". . .

رجل فاضل من يجده؟ يرى قوة المرأة فلا يهتز عرشه بل يفرح، ويرى ضعفها فيزداد احترامه لها ويعانق إنسانيته فيها.

تعلّقت به:

تتعلق المرأة بإنسان بسبب الوحدة أو عدم وجود إنسان يشعرها بالإمان والاحتواء وعلى حين غفلة يأتي من قد يظهر لها اهتمام صادق لم يحدث معها من قبل فتتعلق به ثم قد تشعر بالذنب لأنه مجرد تعلق من جانبها وهل في هذا هي تُخلص لـ الله وهل تخلص لزوجها وهل تخلص لشريك المستقبل الذي لم يأتِ بعد، وهل هذه هي أوهام لأنها تعلم أن هذا ليس أكثر من احتياج من جانبها وهي تحتاج لمجرد إنسان يهتم بها؟ والأمر قد يتفاقم فتُعجب بأكثر من شخص وفي فترات متقاربة فتخجل من نفسها. ننكر على نفسنا مشاعر ونخشى أن يتهمنا الناس بالتصابي فنقول إن التعلق هذا للصغار في السن ولكن نحن الكبار أكبر أكبر من أن نتعلق بأحد. وهل مشاعرنا مرتبطة بسن معين يقف عنده التعلق؟ التعلق بإنسان ما لا يحابي الوجوه ولا الأعمار ولكنه يلبي نداء الاحتياجات، والحب ذاته لا يتوقف على الأعمار ولا على النضج. نلجأ لتحجيم أنفسنا بما يسمى بـ "الصداقة المحترمة" والتي هي في واقع الأمر قوانين المجتمع الصارمة المفروضة حتى نبقى كلنا "ناس حلوين طعمين محترمين" أي في الإطار المرسوم لنا قِبلاً من المجتمع في حين أن الاحتياج العاطفي لا ينتظر تقييم الناس بل يقول: عطشان للحب.. عطشان للحنان.. يحدث التعلق بشخص بشكل طبيعي وكثيرًا ما تحدثت عنه مع صديقاتي الطالبات أيام كنت طالب في سميناري اللاهوت؛ وهو أمر طبيعي والمهم فيه أن يتم بشيء من التعقل والدراية وربما ضبط النفس بأن أنقل الموضوع ليتقدس بالمحبة الإلهية والتي أساسها الحرية وأن أكون على استعداد لأن أطلق هذا الشخص متى أراد الله مني ذلك لا أن أستحوز به لنفسي ولكني أراه كما هو، إنسان مثلي مثله، وأنا سعيدة بالصداقة وأقدم نفسي وصداقتي له لربنا قربان حب.

صرخة الذل:

أحيانا يقول القسيس للمرأة المظلومة من زوجها عبارة "احملي صليبك"؛ وهذا ينطوي على جهل مدقع لأن الصليب أحمله في الآلام باختياري وبفرح. المسيح لم يرغمه أحد على حمل الصليب بل بفرح ذهب هو وحمل الصليب. التشجيع على الذي والاستعباد بإسم حمل الصليب يسيء للمسيحية إساءة بالغة وكأنها ديانة تضم حفنة من العبيد مع أن الزوجة ليست عبدة وإنما هي بنت ملك وتستحق معاملة ملوكية تليق بالملك الذي تنتمي له. لا أحمل الصليب عن اضطرار ولكن طواعية وبفرح. إذلال الزوج لزوجته ليس صليبا يحمل وإنما هو قهر يجب التصدي له بكافة الأشكال. من الغباء روحنة القهر والاستكانة له وهذا يسيء لخلاص المسيح وفداءه ويسيء إساءة بالغة للملك السماوي الذي تنتمي له الزوجة.

قبول الزوجة للظلم وروحنة هذا الظلم فيه خطورة يا ماريان.. هي تظلم زوجها ولا تساعده أن ينمو بل هي دون أن تدري تشجعه على التمادي في ظلمه وإساءاته المتكررة. سألوا فرعون إيه اللي فرعنك؟ قال: ما لقيتش حد يلمني والقسيس مش مفروض يكون هو الشخص اللي يدعم الظلم ولكن يقف في صفها ويؤكد لها أنها مش لوحدها وأن احتياجاتها طبيعية ولازم تكون هناك شجاعة، جرأة في تسمية الأشياء بأسمائها. لو المرأة شعرت أنها محاطة بشبكة دعم أي network of support فلن تهتز أبدًا ثقتها بنفسها بل ستشعر أكثر بالأمان وهذا مهم جدًا. يا حبذا بالتأكيد لو لها دخل مستقل وعمل كل ما هو مستطاع لتقوية ثقتها بنفسها. المرأة الواثقة من نفسها هي سند أفضل لزوجها وسوف تبث الثقة في أولادها بشكل أفضل.

تأملت هذه الشابة العربية والتي تصدّت لأهلها وكل أعراف المجتمع لكي تظفر بحريتها. في بلدها ينظرون إليها ويسخرون: ما هذا؟ بطنجان؟ نريد القشطة لا "البطنجان"، وكانوا يعدونها من القبيحات بينما في أي مكان كانت تذهب إليه في أميركا كانت تسحر الجميع وتأخذ بألباب الشباب ويكفي أن تذهب لمقابلة العمل وعلى الفور تنال الوظيفة. الجميع، شبابًا وشيبًا، أطروا على جمالها. الآن هي حرة، تلبس ما تشاء وسيدة نفسها وجيبها. تضحك ولا أحد يوبخها ويحدد لها كيف تضحك وكيف تتكلم. راحت أيام رجال العائلة ونظراتهم المهددة: عيب يا بِت. وراحت أيام الحي والرجال يتفحصونها في ذهابها ومجيئها. وماذا تفعل بالشمس في بلادها؟ هل تكنس الشمس عن السطوح؟

صرخة شخصيتين:

أنت امرأة وتفعلين أشياء وفي داخلك رغبة أن يلتفت لك الناس ويعجبون بك. في ذهنك صورة المثالية التي يضعها أمامك المجتمع ويتحدثون عنها باستمرار وكأن النضج مفاده إلغاء شخصيتك وهنا تظهر شخصيتين: شخصية البنت العشرينية المرحلة الدلوعة التي يهمها أن يعجب بها الناس وشخصية البنت التي تحاكم نفسها وتحاسب نفسها على عدم النضج وعلى أنوثتها. عيشي المرحلة التي أنت فيها. أنت بنت عشرينية ومن طبع البنات في تلك المرحلة ومراحل لاحقة هو طلب اهتمام الآخرين وجذبن الانتباه والرغبة في استحسان الآخرين وقبولهم وتشجيعهم ودعمهم. أعط نفسك فرصة كي ما تعيشي المرحلة التي توافق سنك ودون مناقضتك لنفسك والبحث عن مثالية زائفة واهمة. توقفي عن محاسبة نفسك على ما تظنينه أنه عدم نضج واقبلي نفسك في المرحلة التي تعيشين بها وأهم شيء هو أن ترضي عن أنوثتك؛ أنك امرأة.

صرخة الرومانسية:

بسبب الأفلام وعبد الحليم وغيره صارت لنا نظرة مشوهة عن الحب، نظرة حالمة خيالية منفصلة عن الواقع. الحب ليس مشاعر وأحلام وتوهان ولكن الحب اختيار. سأختار هذه الإنسانة وسأختار أن أحبها بصرف النظر عن شكلها، بصرف النظر عن وزنها، لأني لا أتزوج شكل وإنما أتزوج إنسانة على بعضها، أتزوج كيان إنساني مثلي مثلها ومعًا نسير، لا ننظر في عيون بعض ونبتسم في بلاهة الحالمين ولكن لكي ما ننظر في ذات الاتجاه كما يقول أنطوان دى سان إكزوبري في كتابه "الأمير الصغير". لو اخترت إنسانة على أساس الشكل فأنت غبي لأن الشكل لا يدوم وربما هي بملامح نجمات السينما هذا العام ولكن بعد بضع أعوام وبعد إنجاب الأطفال فهي إنسانة طبيعية.. ماذا تفعل عندها؟ يجري لعابك ويسيل كالكلب وراء إنسانة أخرى؟! لا يا عزيزي؛ اطلب ما هو جوهري، ما هو أساسي، لا ما هو عارض ومتقلب. اطلب الله نفسه في هذه الإنسانة وبمحبة الله تحبها كما هي، ولا عليك بالمرة من شكلها أو وزنها.. إن كنت كذلك فسوف تنجح في حياتك نجاح منقطع النظير وتبلغ عنان المجد.

الجماعة الحبيبة، من يعيشون مرحلة الـ puppy love، صغار السن، لازم ينغرس فيهم من الأساس أن الجوهر هو الأساس وأنهم ما يحبوش بنت على أساس شكلها ولكن على أساس هي مين والشكل متغير متقلب ونعطيهم أمثلة عملية..مثلا نريهم صور البعض في زهور العمر ثم العشرينات ثم الثلاثينات ثم الستينات.. وكم أن كل واحد من هذه لا نصدق أنه كان هذا الشخص وبالتالي الاختيار يجب أن يكون قائم على أساس أني أحب فلانة زي ما هي وبصرف النظر عما يكون عليه شكلها النهاردة أو بكرة وكل شيء ممكن نشوف فيه الجمال.. لو احنا عرفنا نبص كويس.. المهم احنا بنبص من فين؟ من أي زاوية؟

صرخة العشق:

هي: هل زعلت لما انا عرفت ولد ؟ هل كرهتنى لما مسك ايدى ؟ هل رحلت روحك عنى لانى جريت وراء مشاعر غير ناضجة ؟

الله: وليه أزعل؟ ألست خالق مشاعرك وعواطفك وأحاسيسك وكل هذه الهرمونات؟ ولماذا أكره أنه يمسك يدك؟ ألست أشاء للجميع أن يكونوا في وصال وأن يتواصلوا؟ وأما روحي فلا يبرحك أبدًا بل أنت مني وأنا فيك وبك ولا تنفصلين عني مدى الدهر، مهما فعلتي. لا ألومك على احتياجات صادقة داخلك وأنا خالق الاحتياجات لسبب، لعلة عندي.

لقاء العاشقين ليس صدفة؛ والتقارب والتمازج العجيب بينهما من صنع الخالق لأنه هو الذي يدبر لقاءهما، وطيلة هذا الوقت وقبل أن يلتقيان فهما في بعضهما البعض. طول الوقت ده هما جوا بعض.. وأخيرًا يلتقيان.. وكل حلة ولها غطاها، ومافيش غطا تاني ينفع الحلة دي غير الغطا ده بالذات. مش جوازة والسلام. كل واحد ليه واحدة معينة وهي بالذات اللي توافقه؛ والتوافق ده عمل إلهنا بما أنه إله انسجام وفيه تتآلف الأشياء وتتقارب وتنجذب لبعضها البعض. الله لا تنافر فيه البتة. أم كلثوم بتقول: روحي فيك مهما جرى.. أنا روحي فيك! والشخص المناسب ليك سيأتيك بتدبير من الله مدبّر كل الأشياء وفي تصميمه الإلهي الأزلي.. هو بيحرك ولكنه ما بيتحركش زي ما قال أرسطو. الشطارة بقة يا حدق أنك تتجه ليه بكل قلبك وتضع حياتك بالكامل بين يديه وتحت تصرفه ولأنك تطلبه لذاته فلا يمنع عنك أي خير بل يحقق لك أشواقك وهايدبر الظروف المناسبة للقاءك بـ توأم الروح وتستعجب من مدى التقارب.. ولربما يعترض أحدنا هنا ويقول إنه مش مقتنع بتخطيط الله لحياة الاشخاص كدة. اعتقد انه سايب الكيميا والطبيعة تقوم بالدور ده . علي الاقل عشان يبقي كل شخص مسئول عن اختياراته. وعندها ردي يكون: بس ما قولك في موضوع توأم الروح؟ لما تقابل شخص ويكون هو على نفس الموجة معاك ويقول اللي في بالك قبل ما تقوله والتشابه مذهل جدًا!! نحن نختار بالتأكيد.. ولكن هناك "تخطيط" ويمكن أن نبحث عنه ونسير وفقه..

صرخة النظر إليها:

عندما أجلس مع إمرأة، كيف أنظر إليها؟ هل أنظر إليها على أنها "إمرأة" وأنا "رجل"؟ هل تركيزي على الفروق الجندرية أم أني إنسان وكـ "إنسان" أحرص على أن أكون إيجابي وتركيزي يكون على المشترك بيننا وهو "الكيان الإنساني"؟ من مصلحة الشيطان وضع سيف بين الرجل والمرأة فيبقى الرجل في وادي والمرأة في وادي آخر. من مصلحة الشيطان فرض العزلة على المرأة والرجل فيعيش كل منهما عالمه الخاص به والخوف من اقترابهما لا أن يتقاسما إنسانيتهما ويعملا معًا يدًا بيد. الأفضل هو أن ينظر الرجل إلى المرأة على أنها كيان إنساني مثله تماما ولا تختلف عنه في شيء وهذا سوف يعزّز بداخله الشعور بتساويها معه تماما في الكيان وعلى جميع الأصعدة.
قد يستهلك الرجل المرأة عندما يراها أداة لإشباع لذته الوقتية العابرة وقد تستهلك المرأة الرجل عندما تراه أداة لتحقيق كيانها الأنثوي كـ أم، لا رفيق العمر وصديق الحياة. عندما يصبح الرجل مجرد وسيلة في حياة المرأة لتحقيق أمومتها وعلاقتها العاطفية به هدفها الحبل والتلقيح والإنجاب فهو هنا ليس عاشق تهيم به ولكن وسيلة إنجاب وليس أكثر، وهذا يحدث عند بعض الناس عندما يفقدن الأمل وكل همهن هو الإنجاب وأن يصبحن أمهات فقط. المرأة ليست كيان يفتنني ولكنها صديقة وأخت وأم ورفيقة الدرب وطاقة الإبداع والخلق والابتكار. كائن هذا لا يحق لي أن أقول عليه إنه مقترن بـ حبائل الشيطان أو وساوس الغواية بل أسعى لأن أبحث عن كافة الطرق لأن أنمو وأنضج وأن أكتمل في مسيرتي الإنسانية من خلال صداقة المرأة.

للمرأة القدرة على أن تلمح أشياء معينة في الرجل بحاستها السادسة، حدسها، الذي يخترق باطن الرجل ويرى ما داخله. هذا الرجل يبتسم لها وفي الواقع كل ما فيه يعوي بالشهوة ولا يراها إلا كقطعة لحم. وذاك رجل بسبب عقائد معينة يعتقد بها ينظر لها نظرة سوداء تجعلها تشعر أنه يكرهها لمجرد أنها امرأة وأنه في داخله يستصغر المراة ويراها على أنها "شيء" ومن ثم يقوم بتشييئها. وذاك رجل آخر قد يصطنع التقوى والوداعة و"النعومية" وهو في الحقيقة ينظر لها على أنها ليست أكثر من امرأة ولا تساوي الكثير عنده. وهذا رجل آخر يداعب المرأة ويمازحها ويغلب عليه طبع المشاكسة وفي كل مرة يسمع من المرأة أنه قلبه نقي وعيناه طاهرتان. كله هذا تلحظه المرأة في حين الرجل في سذاجته وربما غباوته يظن أنه يفهم أكثر من المرأة. علمت من امرأة أن زوجها إذا أراد تعيين بروفسور في السميناري عندهم طلب منها أن تقابله وتتزاور معه ومن خلال هذه الزيارة سوف ترى فيه ما يعجز رئيس السميناري نفسه بكل أستاذيته عن رؤيته. نعم؛ إنها المرأة وعجائب عمل الله فيها وكم حباها بحسّ وحدس على أن ترى ما هو غير منظور.

كيف أنظر للمرأة على أنها كيان مساوي لي في القيمة والكيان وأنا ابن مجتمع يغرس في أفكار سامة تقول لي إني "مالك" للمرأة وقانيها وسيدها. وهل تعني كلمة "بعل" إلا هذا؟! "بعل" ב-;-ע-;-ל-;-, كلمة سامية قديمة، جذورها سامية شمالية، وكان الساميون القدامى يستخدمونها للإشارة إلى الآلهة التي تحمي المدينة، ومن ثم مدينة "بعلبك". فتأمل معي عندما يصبح الرجل إلهًا للمرأة وسيدًا لها عوضًا عن أن يصبح رفيق العمر، شريك الحياة، صديقها، توأم الروح.. يا للفارق بين "بعل" وما تحمل من بشاعة وبين "توأم الروح". ويحي أنا الإنسان الشقي!! من ينقذني من كل هذا التشوه النفسي! أنا بحاجة لما أسماه ذكي نجيب محمود بـ "شروق من الغرب" حتى أصبح "إنسان".

كيف أنظر للمرأة؟ وكيف أنظر إلى نفسي؟ إن أحسنت النظر لنفسي فسوف أنظر جيدًا للآخرين. لو نظرنا إلى أنفسنا مثلما ينظر الله نفسه إلينا لعرفنا أننا محبوبون بكل عيوبنا ولا يحق لنا أن ننظر إلى أنفسنا إلا في ضوء حبه اللا متناهي.

ربنا عايز يصنع أمر جديد في حياتك ولكن أنتي اللي مانعاه! أنت اللي واقفة في السكة! ما توسعي! هو قال لك لا تذكروا الأوليات. علاقة ومريتي بيها مع شخص واتضح لك إنه الشخص الغير مناسب بطريقة أو بآخرى.. مجروحة إن الموضوع ما سلكش. هو هايسلك بالعافية؟ دي أمور قلوب ومش بالعترسة وإما أن تسير في انسيابية كدفقان الماء أو لا تسير بالمرة. ماسكة في المرارة، وعندك غضب، ونفسك بتصعب عليك وكل هذه هي عراقيل لابد من إزاحتها تماما من الطريق. يا رب أنا باشكرك أن العلاقة مع فلان ما نفعتش وانتة ليك حكمة في الأمور وشايف اللي أنا مش شايفاه وكويس أن الموضوع ما سلكش من دلوقتي وأنا سعيدة وما أبعد أحكامك عن الفحص وطرقك عن الاستقصاء. وفلان ده مش شايلة عليه أي حاجة وسايباه تماما ليك وتباركه وتباركني في الأيام اللي جاي. أنا جاهزة بالكامل لعملك يا إلهي واشكرك مسبقة على تدابيرك الجميلة اللي جاية في السكة وأنا فرحانة ومبسوطة بيها ع الآخر.

آدم يفلّح الأرض ومشغول بحاضره ومستقبله. يا ترى هايفضل لوحده كدة فترة طويلة؟ ربنا قال: نام يا آدم، وأوقع الله عليه سُباتًا ونام، وهنا هجعت وسكنت نفسه ومعها جميع حواسه، وعند السكون يبدأ الله في العمل لأجل آدم ويحرك كل شيء لأجل خيره فيأتيه بحواء. لا تنشغل بنفسك ولا تقلق أو تنزعج من وحدتك. اخدم كنيستك بكل قواك. اخدم كل الناس واعطف ع الكل وابذل ذاتك بذل الحب من غير حساب، وحواء ستأتيك إلى حد عندك لأن من ينشغل بأمور الرب ينشغل الرب خصيصًا بأموره ويهتم بها ويرعاها في أدق تفاصيلها. بطل حركة وربكة وبطل قلق وشكوى. اهمد شوية. شوية سكون. سكون من جواك فتهتف له بفرح قائلاً: ساكن قلبي يا إلهي، ولك أغني وأنت وحدك أنشودتي ومافيش حد في حياتي غيرك وأنا مكتفي بيك وشبعان بيك وحياتي سعيدة بجميع لأحوال لأنك ماليها ومش ناقصها أي حاجة. تحصل ظروف.. تترتب مواقف من إله العناية وفجأة.. تلاقيها ابتسمت لك وعينيها تيجي في عينيك وتضحك لها وتقول لك: باضحك لك يا أسمراني :)

صرخة الإصغاء:

في صداقتي للمرأة وجدت أن أكثر ما يهمها في الرجل هو أن يكون رجلاً يجيد الاستماع، فن الإصغاء، يسمع بكل قلبه لكل شيء في قلبها وحتى ما بدا وكأنه "شؤون صغيرة" قد يمر بها هو دون التفات لأن هذه التفاصيل الصغيرة تساوي أحيانا لدى المرأة كل حياتها، جميع حياتها، وبها قد يسرح خيالها وتعيش معها أطيب الذكريات وتحيا عليها بالشهور. أما الرجل فمسكين ويظن أنه مهم ولا يلتفت للتفاصيل ولربما في غروره الذكوري يعتبرها ثرثرة فلا يعير التفاصيل اهتمامه فتبقى المرأة وحدها تبحث عن الصديق في صقيع انفرادها.. ولو تزوجت أثرى أثرياء العالم. بعض الرجال يظنون أنهم ماداموا يقومون بواجباتهم كأزواج وأباء فدورهم وقف إلى هنا، ويغيب عن بالهم أن هناك بالنسبة للمرأة ما هو أهم.. أن تشعر هي بوجودها في حياته هو! هل تغدق عليها المديح؟ ستقول لي: أنا قلت لها إني أحبها وهي تعرف إني أحبها فماذا تريدني أن أقول أكثر من ذلك.. قلت لها مائة مرة إني أحبها وكل هذا الكلام.. أقول لك: مائة مرة بتاعتك دي لا تكفي! لابد أن تهتم بأصغر الصغائر في حياتك وتبدي إعجابك وتقديرك لها ولا تترك موقف يمر دون أن تبدي الإعجاب.. وإذا لم تحصل على الإعجاب منك فلها طرقها الخاصة لتحصل عليه من الآخرين فكن أنت وباختيارك وبكامل إرادتك محل تفكيرها ومن يزرع الإعجاب يحصد التقدير والاهتمام... لا تظن أنها ثرثارة.. هذا سوء فهم منك فالمرأة تحب التفاصيل وترى الله في أدق تفاصيل الكون..

هل هي زوجة، صديقة، حبيبة أم تعاملها على أنها طفل؟ إن كنت تسمع وجهة نظرها بإصغاء حقيقي من القلب فأنت حقًا رجل يسعى للاعتراف برؤيتها للأمور ويعرف أنها لم تصل لهذا الرأي أو تلك النتيجة من فراغ وتضع ذلك محل تقدير. أما إذا كنت ترى نفسك تفهم أحسن لأنك الرجل وترى أنك واجبك أن تصحح لها هذا وذاك، تعلمها بما أنهم علموك في الكنيسة أن الرجل رأس المرأة، فأنت عندها تعاملها على أنها طفل، وهذا يؤلمها ويترك جراح كبيرة في نفسها ولا يشجعها إلى النمو لتكون "نظير" لك بل ستبقى أنت في وادي وهي الأخرى في وادي آخر.

من خلال صداقتي مع المرأة وجدت أنها عندها موهبة يندر وجودها عند الرجال، فهي وحدها يمكن أن تقف أمام إنسان وتستخرج ما فيه من صفات جميلة وذلك لأنها تقف عند التفاصيل وتهتم، وإنْ لم تهتم لما ذكرت التفاصيل، وتلك موهبة وأثرها كبير لأن التشجيع الصادق، المديح الصادق يرفعنا من الإحباط الشديد إلى الإحساس بأنفسنا وبقيمتنا وأن وجودنا يهم ومهم وليس هباء ولنا أهمية. فيا ليتًّ الرجال يتعلمون هذه الصفة! وهذه صفة إلهية من دون شك حيث قد أكون في إحباط ثم أسمع كلام مفصَّل عني وعندها أحس فجأة بقوة تسري في كياني. نعم هو كلام ولكنه ليس كأي كلام إذ هو كلام ينتشلني من وهدة اليأس إلى قمم المجد.

المرأة تحب الرجل الذي "يقود" وقيادته هنا تعني أنه يمسك بالدفة ويديرها للخير، معها يدًا بيد، وبهذا فهي لا تنشغل بشيء ولا يعتريها هم، وتقاعسه عن القيادة يعني أنه رجل "خرع" وهي تريد رجل ينهض ويتقدم ويشعرها بأنه رجل المبادرات "مش قاعد متلقح ع الكنبة وكسلان"، يندب حظه العاثر ويكثر من الشكوى. قيادة الرجل لا تعني أنه زعيم الأمة العربية ويُملي القرارات ولكن تعني أنه شريك حياة يجيد أخذ المبادرات ويشركها معه في كل شيء خطوة بخطوة؛ وإشراكه يعني أنه رجل الإصغاء ويصغي بكل حواسه وليس بمجرد الأذن وفي الآخر يقلد لها مفيد فوزي ويجاريها وكل شوية يقول: نعم، وكأنها طفل، وبهذا يجني احتقارها لأنه لا يقيم اعتبار لوجودها. ربما لأن تعليمها المدرسي أقل منه فيراها أدنى منه في الذكاء مع أن العكس قد يكون هو الصحيح إلى حد كبير جدًا.

قبل دخولي المسيحية كان من بين أكثر الأشياء اللي جذبني وحببني في المسيحية هو إني لقيت ناس بتسمع لي بالكامل.. أنا أتكلم وقاعد أتكلم وماشي في الكلام ودول سامعين لي بكامل حواسهم وجوارحهم وبتقدير كامل.. ظننت وقتها أن كل المسيحيين هكذا ففرحت وانشديت خالص للمسيحيين.. اكتشفت فيما بعد أن ربنا أكرمني خالص وحط في طريقي ناس من الطراز الأول ومش موجودين لا في مصر ولا في أميركا ولكن على اختلافهم كانوا شخصيات فريدة بسبب إصغائهم بقلبهم قبل عقلهم للي بيكلمهم.. وتعلمت السر ده منهم وصار فيما بعد أهم ركيزة في خدمتي مع الناس.. وبافرح كتير لما واحد أو واحدة يقولوا لي إن أحسن حاجة تعجبهم في إني "أسمع" والاستماع هنا احتواء كامل للشخص اللي بيكلمنا ومش عشان احنا فالحين وعندنا كام من نصيحة!

قال الشاب للمرأة التي تحبه: لابد أن أسمع صوت الرب بوضوح يا مها. سألته مها: وكيف ستعرف يا رشاد؟ أجاب: الرب لا يتكلم إلا من الكتاب يا أختي المباركة. أمام تردده انخرطت مها في بكاء حار فلا هو يقرر ولا هو يتركها لشأنها كي تمضي وتبحث عن مستقبلها. هذا التأرجح وذاك التذبذب في "سلوفان" غلاف روحي هو تملص وزيف ويتخفى تحت ستار الرب والتدين الزائف. ماذا تقصد بقولك "سأترك الرب يقرر لي"؟ بتضحك على مين؟ أليس الله داخلك بروحه وتنقاد بروحه؟ الله لن يفعل لك شيء ولكن أنت الذي ستفعل وهو لذلك أعطاك حرية الإرادة لتقول لـ مها "نعم" أو "لا" بدل الشعلقة والربطة ع الفاضي، وعليك أن تختار طريق من اتنين، وتقلد المسئولية كرجل وخذ قرار. كونك رفضت أن تختار وتتحجج بالله فمعناه أنك تترك نفسك للظروف تتلاقف بك وترميك يمين وشمال وعندها يقوم الآخرين بالتفكير عنك مادمت لا تحمل الشخصية الناضجة لاتخاذ قرار وتتحجج بذرائع المسميات الروحية.. آاااااخ منهم آه جماعة "أنا مش هاختار يا أخ تيموثي؛ هاخلي الرب يختار لي".. ماليش صبر أبدًا ع النوع ده يا مها! فين الشاي!! لربما هم يعلقون ثمار أخطائهم في الإختيار على الله ويقولون إن هذه هي مشيئة الله وذلك كي يعفوا أنفسهم من مسؤولية الإختيار. ولربما مها هنا ربنا بيحبها علشان كده مش بيرد على رشاد!! ربنا بيقولها يا بنتى فكرى كويس وراجعى نفسك لأن اللى مش قادر يأخد قرار دلوقت أكيد بكرة وبعده هايبقى مستنى حد يأخدله القرار.

يحض "خادم الرب" الهُمام الشاب الأعزب على أن لا يختار إلا "المُعيّنة من الرب" وكأننا مساخيط والله سلبنا حرية الإرادة. إن كان الله يعين إنسانة معينة بذاتها لي ويقول لي: ليس لك إلا فلانة وإلا أذقناك الويل يا برهوم! أي إله هذا؟ يعطيني حرية الإرادة ثم يسلبها مني؟ أنت الذي تختار وعليك أن تختار بوعي وفي روح النعمة والاختيار في ضوء النعمة هو أنك لا تنتظر منها الكمال ولا تنتظره من نفسك بل التمس العذر للآخرين وقل ما أنا إلا بشر وكلي نقائص ونعمة الله تسترني من كل جانب ومحبته تستر كثرة من الخطايا ولن أنتظر الكمال من امرأة. إذن، أين دور الله؟ الله يرشدك بروحه لتنظر ببصيرة فتعرف نفسك لا أن تتعامى عن حقيقة نفسك وأيضا تسعى للبحث عن من تقاربك في الصفات ولا أقول من تطابقك لأن وجود إنسانة تطابقك يجعل الكون كابوس لا يُطاق ويكفينا منك نسخة واحدة بس ولكن نريد واحدة تكون أكثر قربًا منك وبحيث تتلاقيان في أقرب مسافة ممكنة. لكن إياك أن تختار واحدة على صورتك "شبهك يعني" وإلا اصطدمتما ببعض وحدث ارتطام رهيب يفوق انفجار البيج بانج نفسه ودي تبقى وقعة سودا!

صرخة النرجسية:

بلغت من العمر 25 سنة (ونص) وقررت البحث عن شريكة الحياة. أنا خادم الرب وأريد واحدة مؤمنة ونبني أسرة مؤمنة مكرّسة للرب. سألتني: ما اسمك يا غلام؟ أجبتها بالعامية: نرجس يا ست هانم. نظرت لي باشمئناط وقالت: رجل واسمه نرجس؟ أجبت: أيوة يا ست هانم، نحن عائلة نرجسية، ولنا طباعنا الخاصة في الزواج، وفي "سلو بلدنا" يحب الرجل الفتاة لأجل أنه يرى صورته فيها، يرى ذاته فيها، ولأجل الأشياء التي تقدمها هي له. لا يهم ماذا تريد ولكن ما يهم هو ما يريد الرجل لأن الرجل رأس المرأة والمرأة تخضع لزوجها. جدنا الأكبر نرجس أفندي وقد سبق أن رأى صورته في سطح المياة. سألتني: هل دار بخلدك أنك بهذا تلغي شخصيتها باسم الحب والتدين المزعوم المزيف تبعك؟ أجبتها: أيوة نرجس يا ست هانم، ولتكن مشيئة الرب يا ست هانم، وكله من الكتاب.

س: ماذا يحب الرجل ان يتكلم فيه يعنى مواضيع التى يحب التناقش فيها ومالايحب ان يقوله وكيف تسطيع حواء ان تتفاهم مع الرجل الغامض الذى لا يتكلم؟ جوابي: الرجل يحب أن يتكلم في الموضوعات التي تشبع نرجسيته وأهميته وإنجازه ويهمه أن يشعر أنه عظيم في عين المرأة وأنها تنظر له على أنه "حاجة كبيرة قوي". يحب أن يتناقش مع امرأة تفهمه وتفهم اهتماماته وتقدره وتحسسه أنه مهم بالنسبة لها وأنها تعتمد عليه. بالنسبة لي كرجل، أحب المناقشة في الموضوعات التي تتصل بالصدق مع النفس والكلام عن الاتحاد بالله والكتب والكتابة والطبيخ. يمكنني أن أتحدث في السمك مثلا بالساعات دون أن أملّ. الدقهلية، حيث ولدت، كانت كلها سمك وزفارة. وحواء تستطيع أن تتفاهم مع الرجل الغامض الذي لا يتكلم بأن تتكلم معه في أمور تكون واثقة أنه يحب الكلام فيها وتنكشه والكلام يجيب بعضه وتمتدحه قدر المستطاع وبهذا تقدر أن تلفه حوالين صباعها. نعمل إيه؟ الرجل أحيانا هش ومهزور وحالته بالبلا وقدر المرأة أنها تحاول تطبطب عليه عشان يحس يا خويا أنه برضو راجل وملو هدومه.

صرخة اللوم:

فصل الشباب عن الشابات هو أكبر غلطة ترتكبها الكنيسة إذ لا يجب أن نعاملهم وكأنهم أطفال بل نشجع الاختلاط بين الجنسين ويضحكوا ويمرحوا ويخرجوا دون أي قيود. ما يحدث هو أن الأطفال يكونون مع بعض في الابتدائي، ثم يفصلونهم في إعدادي و ثانوي وعندها يكون كل واحد اجتماعه لوحده/ لوحدها، ثم يرجعون من جديد في جامعة؛ وبالتالي فمن اللازم أن تحدث فجوة هنا في نظرة كل جنس للآخر! للأسف معظم الكنائس تفعل ذلك. لكن وسواس الأهل والمربين له أثار سلبية مدمرة فيتسائلون: عن ماذا يتحدثون؟ وماذا يفعلون؟ وهل يقعون في المحظور؟ كلما بعدت المسافة بين الرجل والمرأة كلما ألحقنا بالرجل أشد الضرر لأننا هنا نلزمه بالكبت والكبت يؤدي للتحرش الجنسي، وإحصائيات الانترنت تؤكد صدق ذلك بأن العرب هم أكثر مستهلكي صناعة البورنو ومن يلوم شعوب مكبوتة تبحث عن تلبية احتياجات طبيعية نابعة من تكوينها الجسماني العادي؟ كنت أقوم بتدريس أخت واحد صاحبي اللغة الانكليزية وكانت ضحكتها ترن وصراحة أعجبتني ضحكتها ولكن أمها كانت تتلوى من الغيظ: البنت عيارها فلت يا إبراهيم.. شايف بتضحك إزاي! كلما كبتنا البنت كلما لجأت إلى طرق أخرى للتعبير عن ذاتها وعندها طرق التعبير ستكون أكثر شراسة منها في الحال العادي الطبيعي. عندما خرجت من مصر كان أول شيء فعلته في مطار باريس أني بحثت عن مجلات جنسية لأتصفحها ولكن متى هدأت نفسي واستقرت ورأيت كل شيء لم تعد هذه الأمور تستهويني ولكن إذا مررت بمجلة مررت بها مرور الكرام ودون أن تشدني في أي شيء لأن نظرتي لجسد المرأة نفسها تغيرت وصارت المرأة كيان في نظري لا قطعة لحمة للاستهلاك الشخصي.

دايما تعاتبي نفسك وتلوميها؟ الأهل دايما كلموك بلغة "المفروض" يتعمل والمفروض ما يتعملش؟ سمعتي كلمة عيب بدل المرة ألفين مرة؟ وكل شوية تأنبي في نفسك.. طب أنا ليه أعمل كدة؟ ما كانش مفروض؟ الغي كلمة "مفروض" من قاموسك واستبدليها بـ "ممكن أعمل كدة". ولما تشوفي عيوب في نفسك ابتسمي وقولي لنفسك إنك إنسانة برضو والإنسان لا يخلو من العيوب ولازم تحبي نفسك زي ما انتي بما فيها من عيوب وحاجات مش عاجباك. لما بنحب أنفسنا التغيير يبدأ ولكن لما نبدأ بالعتاب والتوبيخ يزداد الشعور بالذنب ونلف وندور في حلقة مفرغة من الإحساس القاتل بالندم. الحب هو اللي هايغيرك مش إحساسك الندم.

تأتينا أحيانا أفكار أننا يجب أن نتقبل كل الناس ونتحمل كل الناس وكل هذا جيد ولكن يحدث في المقابل أننا تكون لدينا "عقدة المخلص" أي نظن أننا سيكون خلاص العالم من الشقاء على أيدينا، وهذا وهم. يحدث مع شابة من النوع المعطاء أنها تقبل بأي شاب، مع أنها بأشد الاحتياج للحنان والشعور بالأمان وإذ بها تكوّن علاقة مع شاب يصبح هو عالة عليها فتعطيه ما هي في أشد الحاجة إليه. الله هو المخلص الوحيد للعالم، وليس نحن لأننا إن تجاهلنا احتياجاتنا فبالنهاية نحترق ويتم استهلاكنا بالبطيء وبالتالي تتبدد قدرتنا على العطاء والتي يجب صقلها وتعزيزها لا بريها وتدميرها.

ترتبط المرأة في شرقنا أيضا بالمكيدة ذلك أن النساء لهن حبائل ومكائد و"كيد النسا". ما جذور الكيد والتحايل بالحبائل؟ وماذا تنتظر من إنسانة مقهورة تُعامل معاملة العبيد ويُنتظر منها السمع والطاعة؟ أن تنصاع دومًا للأمر الواقع أم لعلها تبحث عن حلول تثبت بها أنها لا يزال بها رمق الحياة؟ القهر يضطرنا جميعا للتحايل على الظروف وإن اقتضى ذلك استعمال الكذب. وحدهم الأحرار يملكون الحق في أن يقولون "لا" في كامل الثقة. وأما المرأة فلا تسعفها العلوم فتلجأ للسحر و"عمل العمولات" وتجد نفسها ضمن "حريم" من النساء وكأنها شيء من الأشياء للاستهلاك والمتعة لا شريك حياة. هل المرأة شريك حياة بحق عندما تكون الزوجة الثانية؟ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.

صرخة الحنان:

أشحت الحضن:
قلبي يؤلمني؛ في الوقت الذي أظن فيه أني عندي الحل لكل سؤال أقف أمام سؤال عاجز مكتوف اليدين ولا أملك الجواب.. شابة تبحث عن الحنان.. والمرأة بطبيعتها لا تبحث بالمرة عن الجنس كما يفهمه الرجل! هي لا تريد أكثر من الطبطبة.. تريد حضن.. تبحث عن حضن.. تريد حضن بأي طريقة.. ماذا أقول لها؟ أقول لها: الله يحضنك؟ أفقعها عظة روحانية من إياهم؟ لا أقدر! هناك احتياج سمعته كثيرًا مراراً وتكرارًا والأباء لا يقربون من بناتهن ولا يقدمون لا كلمة حانية أو لمسة أبوية لطيفة بل ضرب وإهانة وابتزاز من كل شكل ولون.. كيف يكون تسديد احتياج الشابة إلى الحضن وهي تشحته بكل طريقة ممكنة وتقول "عايزة حد يطبطب علي"..

تستاهل الدبح؟

يعني إيه أب أو أم يعرفوا أن بنتهم حبيبها مسك يدها؟ جريمة؟ هل هي تستاهل الدبح؟ وتستاهل الدبح ليه؟ لأن قلوبنا وسخة معفنة وننظر لتعبيرات الحنو على أنها قذرة.. هذا رصيد تربيتنا الشرقية العفنة.. كم كرهت أني ولدت في مجتمع شرقي ولأني أحب أن أكون إيجابي أتحاشى كلمة "كرهت". ولكن بصحيح.. ما المشكلة؟ يمكن أن أبوس صاحبي على خده وأن أعطي نفس البوسة لفلانة على خدها وهي هي نفس البوسة.. أحضن صاحبي وأحييه بحرارة وأن أعطي نفس الحضن لأخت أو صديقة أو إنسانة بمثابة أم وقلبي في كل هذا طاهر.. العقد الشرقية في التربية هي سبب تنجيس نظرتنا للحنان والنجاسة لم ولم يكن أبدًا سببها أن تعبيرات الحنان هذه نجسة.. في أول يوم وصلت فيه لأميركا تعلمت كيف أن أحضن امرأة بشكل لائق وحضني لها لا يختلف عن حضني لأي رجل. وعندما يهاجر شخص مصري لأميركا أحرص على تعليمه هذا الإتيكيت وأطلب من زوجتي أن تفهمه حتى لا يختلط عنده الحضن من العناق ويظن أن حضن سيدة هو عناق حار بما أن الأمر جديد! نحن بحاجة لإعادة تركيب من أول وجديد.. والمسيحيين حجتهم إيه؟ لا حجة لهم بالمرة في العقد!

المرأة قد تريد البوس والأحضان ليس بحثًا عن شهوة وإنما هي حاجتها الفطرية إلى الحنان، تستقبل الحنان وتهب الحنان، وهي في كل هذا لا تريد تسديد احتياج جنسي عابر وقتي كالرجل لأن الرجل تحركه الغريزة فيطلب البوسة ثم الحضن ثم ما بعد ذلك وهكذا دواليك ولكن المرأة تحضن من تحب مثلما تحضن القطة صغارها ومثلما تحضن الطفلة "دبتها القطنية" (التيدي بير)، ولذلك كثيرًا ما يسيء الرجل فهم المرأة في احتياجاتها الأساسية وينسبها بجهل للشهوة النزقة وما هي من الشهوة في شيء ذلك أن الجنسين تركيبتهما مختلفة هنا. وفي أميركا الرجال أيضا لا يفهمون المرأة وإنْ تفاوتت الدرجة؛ والسبب أن الأفلام يتم عرضها من وجهة نظر ذكور والذكور يصنعون كل شيء. من صنع الكعب العالي للمرأة؟ ذكر! أراد أن ينتشي برؤية المرأة بصورة معينة فعمل لها ما يضنيها ويشقيها، الكعب العالي.

حزت في نفسي كلماتها البريئة: هل لأني بوسته (قمت بتقبيله) يعتبرني عاهرة؟ قلت لها ليس الذنب ذنبك يا صديقتي وإنما الذنب يقع على تربيتنا الشرقية المريضة والتي رأت الحب على أنه نجاسة. تحب المرأة الرجل حبًا شديدًا فتعطيه كل كيانها وهي في ذلك لا تريد ارتكاب حماقة أو خطيئة وإنما تريد أن تعبر عن كل الحب بكل كيانها، وأما هو فماذا رأى؟ رأى امرأة يستخدمها الشيطان للإيقاع بحضرة جنابه! وما تركي الإسلام وأنا في سن العشرين إلا بحثًا عن عالم أفضل أكثر إنسانية، أكثر رقيًا، أكثر نضجًا، ولكن إن كان هذا العالم الآخر ليس صورة وانعكاس لما تركت، فماذا أقول؟ ما أنا موقن منه هو أن المرأة عندما تحب وتبوس ليست ضعيفة بل هي قوية. الضعف ضعف نفوس، ضعف قلوب، ضعف أشخاص.. الحب ليس ضعف. لكن الرجل الشرقى يتعامل مع مشاعره واحتياجاته بنوع من الكبت وبالتالي يتوقع أن أي تعبير عن هذه المشاعر هو خطيئة. الرجل أيضًا ضحية فكر لايعرف ماهو الحب ويختذله فى فكرة الجنس. للاسف ايضا فى المجتمع الذى ينتشر فيه والجهل....لانجد من يهتم بمعرفة طبيعة الطرف الاخر من خلال القراءة مثلا فلو قرأ كلا من الرجل والمرأة عن طبيعة اختلافاتهما وطرق التعبير عن مشاعرهم لن تتحول العلاقة الى مباراة لتبادل الاتهامات والشعور بالذنب !

يستغل الرجل البوس والحب والملاطفة للوصول إلى الجنس، ومتى حصل على الجنس لا يريد الملاطفة بحد ذاتها ولكن المرأة تحتاج إلى الحب والملاطفة والبوس أكثر من حاجتها للجنس ولذلك قد تفعل عكس الرجل بأن تستعل الجنس للوصول إلى ما هو أهم عندها وهو البوس والحضن والأمور التي تحتاج لها كإمرأة وترى فيها أدوات للتعبير عن كيانها فهي عندما تحب فإنها تحب بكامل الكيان وتعبر عن ذلك بلمسة حانية، همسة من القلب، شهقة من الأعماق، زفرة أنفاس، حضن، وكل ما يشعرها بأنها وجدت من يحتوي كيانها ويؤكد لها على القبول الصادق وأنها قد أضحت كل عالم الرجل ولا يرى في الوجود امرأة أخرى سواها.

هذه المحنة هي ثقافة الشرق أكثر مما هي الثقافة المسيحية أو الإسلامية؛ ثقافة الشرق التي تعطي الرجل صلاحيات والحق في أشياء تنكرها على المرأة رغم أن السلوك واحد ولكنه يحق للرجل ولا يحق للمرأة على الرغم أن هذا السلوك عند المرأة قد يكون أكثر براءة لأن المرأة عندما تُقَبِّل رجلاً فهي تتمنى أن ترتبط بهذا الرجل وأن تملّكه كل حياتها بينما الرجل قد يتمادى إلى ما بعد التقبيل ولا يرى في هذا إلتزام بأي شيء. تعبير المرأة عما تشعر به يراه على أنه "قلة أدب" بينما أي شيء يفعله لا يراه قلة أدب وإنما هي "مغامرات" عاطفية يرى فيها دليل على الرجولة.

صرخة الخيانة:

المرأة لا تبحث عن الخيانة الزوجية لأن عندها "فراغة عين" ولكن لأن هناك شيء كبير مفقود وهو الزوج الحاضر الغائب. الزوجة تريد ما هو أكثر من "أشياء" ترضيها وتريد حبيب يشعر بوجودها ويهتم بها وبمشاعرها لا أن يتجاهلها أو يفرض إرادته عليها أو يعاملها كأنها "طفلة". فإذا حدثت الخيانة فلو أن الزوج عاقل يراجع نفسه ويحاول إصلاح ما حدث ويضع كرامته عند الصليب لا أن يقلق على سمعته أو سمعة أطفاله بين الناس. لكن من المهم جدًا أن يستعيد ثقته بها ويعمل على شفاء ما بينهما من جراح فالمرأة لا تبحث عن الجنس كالرجل وإنما تبحث عن أمور جوهرية صميمية ومتى فقدت بحثت عنها أحيانا في مكان آخر إذ هي تبحث عن كيانها الضائع. المرأة ليست كالرجل إطلاقًا من حيث أن الرجل تباغته الشهوة فيتحرك بناء على حالة الهياج الجنسي ويسعى لاهثا وراء أي قطعة لحم تسد رمقه وأما المرأة ليست على هذا النحو بالمرة لاختلاف تكوينها العاطفي والجنسي.

أعرف صديق لي قسيس حكى لي عن مشاكل ستات سابوا رجالتهم واحدة ورا التاني.. بعض الستات دول في الستينات من العمر!! يعني دول لا عايزين سكس ولا بطيخ ولكن احتياجاتهن جوهرية. واحدة من الستات دول مثلا حرصت على أنها تبوسه في غرفة "جوقة الترتيل" وواحدة تانية صوروها راكنة العربية تحت الفندق.. طبعا دي حركات ملعوبة ومعمولة عن قصد وكأنها تصرخ بكل ما فيها وتقول: أنا مهمة يا جوزي يا جعّر! جتك خيبة! طول عمرك مش معبرني ولكن أخيرًا جه اللي يعبرني ويهتم بي ومستعد يضحي بكل شيء في حياته عشان خاطري ولكن أنت عمرك ما خدت بالك مني يا واطي!

الرجل الذي يتعالى على المرأة تعيس ويعيش عزلة مقيتة للأبد ويموت كما ولد.. شقي تعيس.. وأعرف هذا جيدًا من خلال أمثلة عملية. رومانسية المرأة هي ابتسامة الحياة.. عندما تضيف لمساتها الخاصة وتجعل كل شيء يبتسم وينطق الحياة ويكون مهندم ومرتبة ويتناغم تناغم موسيقي.

تربيتكم معقدة وأنا نلت ذات التربية المعقدة ذاتها. مسكت يدها وتشعر بالذنب؟ ليه؟ كلت منها حتة وأنا مش داري؟ ولو بوستها حتى ما المشكلة؟ ما كل هذه العقد المريضة في تربيتنا الشرقية المريضة! الحب مش نجاسة يا سادة اخلصوا من الكابوس ده يرحمكم الله ويرحمني معكم! تمسك إيدها وتحس بالذنب لأنك أصلا في عقلك الباطن حاجة بتقول لك إن اللي عملته ده وساخة والوساخة هو تفكيرك الوسخ مش لمستك لـ إيدها وهي لمسة حانية كلها حب. بوستها؟ وهي زعلانة؟ طب الطيور بتعملها بمنتهى العفوية ومش شايلة هذا الكم الرهيب من الإحساس بالذنب. عندما أرى تربيتنا وما تركته فينا من تشويه تمنيت أحيانا لو لم أولد عربيًا! لولاش بس إني أحب شعر أبو العلاء المعري شيخي ومعلمي الأول! عندما أنا أمسك إيد بنت أحبها فاللمسة دي اسمها connecting أي تواصل. هي لغة تعبير. عدم وجود اللمسة معناه امتناع.. معناه أن الحب أفكار وبس.. أفكار نظرية. ألمس إيدها معناه أنا معاكي وجنبك وحاسس بيكي. فيه شعور بالأمان لدى البنت في اللحظة دي. تعطيل المشاعر يؤدي لتقزمها وكأنك بـ تسد مجرى مياه ضروري جدًا لوجود الحياة. من الجيد أننا نضع حدود لأنفسنا في بعض الأحيان وهذه هي الحدود التي نلزم أنفسنا بها، وهي جيدة لنا، ولكنها لا نلزم غيرنا بها. ليفعل كل إنسان ما يحسن في ضميره وأمام مرآة نفسه. وحدودك لا يحددها واحد مثلي ولكن روح الله الساكن داخلك بما أنك رجل صلاة. أنت تحب هذه المرأة وترى الله فيها وتريد أن تكون سبب في اقترابها أكثر فأكثر من الله وعليه جميع سلوكك سيكون عامل بناء وتشجيع لها لا تأخير. نحن هنا لا نتحدث عن إشباع نزواني نزق ولكن نتحدث عن لمسات الحنو من شخص حساس حنون يحب حبيبته؛ وهذا يختلف عن الاستعمال الاستهلاكي للمرأة. أنت أدرى بنفسك، وليس أنا الشخص الذي يرسم لك الحدود. أنا أرسم حدودي لنفسي وغيري عليه أن يفعل نفس الشيء ولكني لا أملي شيء على أحد. لا مانع عندي شخصيا من لمس يد المرأة وتقبيلها قبلة حانية. هنا تقف حدودي. لكني لا أقدر أن أقول لإنسان أن يفعل مثلي أو لا يفعل. أحبب الرب وافعل ما تشاء. اسلك بنقاوة قلب تامة وافعل ما تشاء. الحب هو الذي سيملي عليك معيار النقاوة وليس أنا.

ذات مرة سألت صديقة كانت مخطوبة وهجرها خطيبها واتجه للرهبنة وأصبح راهبًا فرانسيسكانيًا وتركها للوعتها لحياة تذكر خطوبتها التي بددت على مدار خمس سنوات من الانتظار... سألتها: الآن أنت بلا حبيب وكيف تعيشين؟ هل تفتقدين تلك الأيام؟ أجابت: يا إبراهيم ما أنا إلا بشر وليس شيء في طبع البشر غريب على إنسانيتي. تذكرت بداياتي المسيحية الأولى بما فيها من سذاجة وسؤالي الشهير: كيف تكون فلان مسيحية وتفعل مثل هذه الأفعال؟! أين المسيح من كل هذا! ثم أغتم وأعظ الناس عن القداسة إلخ إلخ.. ولكني تعلمت أني أضحك على نفسي ولم أكن صادقًا بالمرة مع نفسي لأني لم أعط الآخرين الفرصة في أن يعيشوا وفق إنسانيتهم وهذا لا يمنع حدوث الأخطاء والتعلم منها ولكن النظرة الكمالية التي تحكم الكثيرين منا وخاصة أبناء المجتمعات الدينية الشرقية هي نظرة زائفة. يكتب لي صاحب.. هل رأيت فلانة.. إنها تخطف الشباب المسيحية في زهرة شبابه وتهوي بهم إلى السرداب وتحرفهم عن الفضيلة. ماذا يحدث؟ هو يحكم وفق الأعراض ولا يدخل إلى العمق ويعرف أن هذه المرأة لا تبحث بالمرة عن الجنس وإنما تبحث عن القبول الصادق لها وكل ما يهمها ليس العملية الجنسية إطلاقًا ولكن أن تعرف إلى أي درجة هي مقبولة ومحبوبة. البعض منا يتساءل: إن كانت البنت من "هذي النوعية" تبحث عن الحب وتريد أن تعرف هل هي محبوبة أم لا، لربما هي تختبر نفسها والرجال تصطادهم هنا كفئران في حقل التجارب وكل هذا بهدف أن "تثبت" شيئًا لنفسها وسرعان ما يتحول الأمر إلى إدمان. ولهذا نقول إن البنت لا تريد برهانًا وإنما لديها حاجة حقيقية للحب، والأمر هنا لا شأن له بعدم ثقتها بنفسها فأبعاده أعمق وأكبر من هذا بكثير، وكلنا نريد أن نتأكد أننا محبوبون ونفرح بالاهتمام.. كونك يا فلان يا صاحبي حضرت عندي هنا وأعطيتني اهتمام، هل أنا أواجه هذا بسلبية ولا مبالاة أم أفرح به؟ المرأة مفطورة على القبول والاستقبال وما لم تستقبل شيئا تبقى في ألم فظيع.

صرخة الشخصية القوية:

عرفت بنات متفوقات وتصطنع السذاجة حتى لا يخاف الرجل ويهرب لأن هذا يهدد عرشه ويشعر أن هناك من يناطحه. والأمر يمكن أن يؤخذ ببساطة. نعم، أنت بنت عبقرية وهذا واضح ولا يليق بك أي رجل ولكن رجل مثقف مثلك ويراعي ربنا باعتدال ويشعر أنك ستكونين شريكة له بالحياة لا خادمة بالمنزل. فإن كان هو رجل يؤمن بالصداقة ويتلذذ بالحديث إلى المرأة فبالتأكيد ستكونين أنت غاية ما يتمنى. ولو هو أميركي يريد بنت يتعايق بها ويضعها في فاترينة أو عربي يريدها تقول له سمعنا وأطعنا فبالتأكيد هذا النوع لا يناسبك. وطبعًا شتان بين البنت "الجريئة" جرأة متواقحة والبنت الواثقة من نفسها. الجرأة جميلة ورائعة وقوة شخصيتك جميلة ولكن لما تتعرفي بشاب مثقف مثلك أقترح أن تضعي الجرأة جانبًا أو تخففي منها قليل؛اً وفي ذلك ذكاء منك مراعاة لتربيتنا المريضة وبالتدريج يكتشف الرجل واحدة واحدة أنه معه إنسانة كنز يحب أن يتناقش معها وأنه لن يشعر بالوحدة بل ستكون أعز الصديقات بالنسبة له وستكون أول من يذهب إليها ليتناقش. بالنسبة لي أحب البنت الذكية قوية الشخصية ولا أحب البنت الهبلة وهناك رجال كثيرون مثلي. إذن، ما يلزمك ليس أي شاب وإنما شخص مثقف ناضج يقدر مواهبك لا أن يراها تهدد عرش ذكورته الزائفة. وعليه فنحن نظهر أمامه بشيء من الحياء والمرح والابتسامة حتى مع الرجل الذكي وشوية شوية تجيبي رجله ولغاية ما يقع ولا حدش سمى عليه! أنت قدها وقدود!

ربنا خلقك قوية كدة نقوم نعترض ونقول لا خلينا نكتم على أنفاسنا ونلغي شخصيتنا؟ بل يجب نشجع الناس أنها تطلق ما داخلها من مواهب. المرأة القوية برضو جميلة لأنه كيف أريد لشعبي العربي أن يكون صلب والركن الركين فيه، المرأة، لا تعرف سوى الخنوع والذلة؟ وكيف تعلم ابني الرجولة وهي امرأة كسيرة النفس؟ فاقد الشيء لا يعطيه. إنه لخيرنا جميعا أن يكون لنا نساء واثقات من أنفسهن والنفس القوية كبيرة وتعامل الناس كلها على أنهم كبار.. والنفس الفاقدة للثقة بالنفس؟ دي بقة بتدي كل الناس بالشبشب ولأني اللي ما عندوش تقدير ولا احترام لنفسه مش هايحترم حد خالص مهما حاول.

وآخر النهار يريد جنس!

أنظر لهذا الرجل لا يلتفت لاحتياجات زوجها ولا اهتماماتها ويظن أنه آخر النهار سيضغط على الزر ويداعب هنا ويداعب هناك وفجأة تنقلب الأمور لصالحه وتقول له "شبيك لبيك أنا بين إيديك.. كنت فين يا خويا دا أنا كنت مستنياك". وهنا الجنس شيء تقوم به هي لأجله، خدمة تؤديها، وليس شيء يشتركان فيه معًا عن اشتياق. إن هو أغفلها وهي تحدثه عن ضرورة شراء مكتب للأطفال ورغبتها في أن تستخدم مواهبها على نحو ما وواجه هواياتها بسخريته لأنها تفعل شيء لا يقدر هو أن يفعله وشخصيته "مطفية" و"فاقد الثقة بنفسه" مثلا فهي تشعر أنه يحتقر وجودها مع أن كل هذا تم في إطار من السخرية والدعابة المصطنعة. فيستولي الغباء على الرجل ويظن أنه يقدر أن يثيرها بجعلها تشاهد أكبر قدر من الأفلام البورنو الإباحية والتي تقززها وتثير قرفها وربما ازدراءها له فمن حيث هي امرأة لا تُثار بمشاهد رجل وامرأة يمارسان الجنس بطريقة آلية ميكانيكية لا حسّ فيها وكل حركاتهم بلاستيتك مصطنعة مزيفة وإنما ما يثيرها هو ما يلمس أحاسيسها ويحرك قلبها وعندئذ يستجيب الجسم وقفًا للعواطف وليس العكس فهي لن تشاهد صورة إباحية على الانترنت فيحدث لها انتصاب كما يحدث للرجل ثم تبحث بعد ذلك عن منفذ للتفريغ الجنسي كما يحدث مع المراهقين صغارًا ومن لا يزالون يعيشون مراهقة متأخرة رغم تقدم السن بهم!

المرأة والإدمان الجنسي:

الإدمان الجنسي عند المرأة ليس بحثُا بالمرة عن الجنس كما يظن الرجال وإنما هو بحث عن الحب الذي لا تجده من أهلها أو من زوجها، تماما كما تتجه المرأة للطعام حتى ما تشبع همها وتتغلب على الاكتئاب.. وعند ممارسة الجنس يتم إفراز 3 هرمونات وهما السيراتونن والدوبامين والـ أوكسيتوسن. لو أنا كتبت بوست وعجب الناس وأعطوني مية لايك مثلا وكلما زادت اللايكات فرحت أكتر وأكتر فأنا هنا مدمن لهرمون الـ دوبامين. إذا ما يحدث في الإدمان هو إدمان الإفراز الهرموني للهرمونات دي والمطلوب هو كسر الدايرة والاستعاضة عن الاهتمامات دي باهتمامات أخرى.. هل مخي يجد نشوة عند إفراز هرموني لواحد من الهرمونات دي؟ يبقى أنا فاقد السيطرة. سواء كانت إدمان جنسي او إدمان على الطعام، الفكرة واحدة من حيث تقييد المخ. لا توجد امرأة أدمنت الجنس وقصت لي حكايتها وقالت إنها سعيدة بل دائما هناك كلام عن شعورها بالفراغ واحتقار الذات وبحثها الحقيقي عن علاقة صادقة تشبع احتياجها العاطفي وأيضا الجسماني وليس مجرد إفراز لواحد من الهرمونات التلاتة دول للحظة مؤقتة.

وقبل أن تذهب لأي رجل تشكو له همك، إذهب إليها وكن "إنسان" أمامها تعترف لها باحتياجك الصادق لها، لرأيها، لبصيرتها، لوجودها معك، لصلاتها معك، لأن تعتمد عليها وتشعر بالأمان مثلما هي تجده معك وفيك. عندها ستتحدث لك وبالبصيرة ستحدس وترى بقلبها ما لا تراه العقول وسوف تسمع ما لا تسمعه الآذان، تلك هي الحاسة السادسة، والتي فيها يتحدث الله بصوت خفيف يأتي كالنسيم الرقيق العليل. هذا يعني التجرد من الذكورة الزائفة ومفهوم أنك "سي السيد" بل هنا خضوع المحبة المتبادل لأن الله المحبة هو رأسكما وهي رأسك كما أنك رأسها وتعملان معًا في تعاشق التروس لا في تسيد الأسياد على المسودين. وهل كان الجنس إلا تعاشق واتحاد؟ يفسد معناه إذا نظروا إليه على أنه لذة حسية جسدانية مادية عابرة ولكنه اتحاد فيه تتحد الأرواح والعقول قبل أن تتعاشق الأبدان وتصبح كيانًا واحدًا كما يبينه جنس التانترا. وكيف يتم التعاشق وأنت تخاطبها بلسان "دي حاجة للرجالة بس"؟ لابد أن تصغي لها بقلبك قبل أذنك وتصغي لها بكل كيانك إلى أن تصل لدرجة أن تقرأ في عينيها ما تقول قبل أن تقوله وتسعى على الفور لتلبيته. فكما أن التفوق في الحياة الروحية والإبداع في الكتابة يتوقفان على الإصغاء فأمر علاقتك بها حتمًا يرتكن على الإصغاء بجسمك كله لها فتحس بما تحس به قبل أن تنطقه هي، وعندها تهبك كل كيانها في خضوع عشقي مفعم بالحب.

نتحدث إلى الناس ونظن أننا نتحدث إليهم وفي واقع الأمر إنما نحن نتحدث إلى أنفسنا وليس إلى الناس لأننا نحدثهم فيما يشغل بالنا نحن وفيما نراه نحن إذ لا نفكر فيهم ولكن نبحث عن أنفسنا عند هؤلاء الناس. . . ولكن هؤلاء الناس من يبحث عنهم؟ العزلة قاتلة.. الفراغ مؤلم.. الوحدة مؤلمة! فمن يسمعني حقًا كإنسان ومن يسمعهم في همومهم؟ هل أصغي إليهم وهم غايتي أم أني أتحدث وكأني مركز الكون؟ هل أتحدث إليهم وكأني أتكلم وهم يسمعون بينما في الحقيقة هم لا يسمعونني في شيء؟ يجب أن نتحدث إلى الناس بلغة قلوبهم، بمفرداتهم، بما يدور حقًا في عالمهم.. فيا ترى لا زلت تدور حول نفسك وسط الناس ممن تكلمهم؟ هل تتكلم إليهم أم إلى نفسك؟

أنت جميلة أيتها المرأة:

إذا أنت أب أو أم فلا تتردد بالمرة فأن تقول لبنتك "أنت جميلة". جملة من كلمتين ولكن لهم مفعول السحر مدى الحياة. لأنك تقول لها إنها جميلة فلن ترتمي في أحضان شاب آخر.. لأنك تقول لها أنت جميلة فأنت تعطيها ثقة حقيقية مدى الحياة.. لأنك تقول لها إنك جميلة وتتحدث بصدق عن مواطن الجمال فهذا سيجعل منها إنسانة مختلفة منتجة مبدعة خالقة تعطي بحماس.. أنا شخصيا أفرح عندما يقول لي أحد إنك وسيم.. وصلتني مجاملات كتير "أنت وسيم يا إبراهيم".. لا أتصنع التواضع وأقول: لا ده جمال المسيح!! لالا .. عايز حقي!! أحب أسمع أني فعلا وسيم!! وأنت لك أخت أو صديقة لا تتردد أن تقول لها: أنت جميلة يا فلانة!

هل تعرفون من هي ملكة جمال العالم؟ كل إمرأة تعرف قميتها وتتحدث عن نفسها بافتخار هي ملكة جمال العالم.. امرأة تنظر لنفسها في المرأة وفي مذكراتها تكتب بفرح وثقة كاملة: أنا جميلة و ملامحي حلوة و جسمي عاجبني وعندي مشاعر جميلة و حنينة و عندي ميول وغرائز وعواطف واشتياقات حلوة وممتعة و عندي طاقة حب للاطفال و المسنين وعندي عقل و حكمة و بحب الهي من صغرى و عندى عشرة معاه و أعرف أتكلم بلسان حلو و انتقي الفاظى وشخصيتي حلوة و بتعجب ناس ورقيقة . . وليس لدي شئ أخجل منه . . ربنا خلقني كدة . . ومش هانكر كل الصفات دي من باب التواضع. أيوه أنا فخورة أني بعرف أفكر و أحب وأتعلم و اشتغل . . و أهمهم أني أعرف أحب و أحاول دايما أنّضف اللي من جوايا.

فكم امرأة مستعدة اليوم أن تقول هذا عن نفسها ورأسها مرفوعة؟ دون إخفاء أي شيء! لا للاختباء وراء النظارة الشمسية أو تسريحة الشعر من الآن فصاعدًا.. اتفقنا؟ أكبر عدو للمرأة هو "الخجل" في مجتمع يغرس الخجل فيها غرسًا، فهي مولودة في مجتمع ثقافته هي ثقافة "العورة" ومع العورة تاء العورة وتصحبها تاء الخجل وكل هذا تنتج عنه كراهية للنفس تترك أثار وجروح يجب الشفاء منها لا روحنتها أو الامتثال لها.

رجولة الرجل تأتيه من حيث هو رجل، ولا نطالبه بأن يفعل شيء كي يزداد رجولة، وأنوثة المرأة مستمدة من كونها أنثى، ولا يوجد شيء في الكون كله يمكن أن تفعله لكي تزيد من أنوثتها. المجتمع يضغط عليها فتسمعهم يقولون: الأنثى هكذا وليست كذلك وأما هي فتتقدم بالشكر إلى الخالق قائلة مع مطلع كل صباح جديد: أشكرك يا رب لأنك جعلتني امرأة جميلة كاملة الأنوثة وكياني أستقبله لا من أفعالي ولكن أنت مصدر كياني ووجودي. لنسأل: هل عمرك سمعت رجل نتهمه بفقدان الرجولة؟ فلماذا نكيل بمكيالين؟ هذه اتهامات شوفينية ظالمة لأن أنوثة المرأة تأتيها من ذاتها لا من أداب البروتوكول والإتيكيت. الرجل يضع نفسه قيّما على "كيان" المرأة فيحدد لها معيار الأنوثة مع أنه لم يحدث أبدًا أن قامت امرأة بتحديد معيار الرجولة لرجل بل هي دائما تقول: يكفي أنه رجل؛ يكفي أنه كل حياتي.

بنات كتير بتلاقي هويتها في شكلها والرجالة عايزة واحدة بشكل معين فالبنت كل ما يشغلها هو الاهتمام بشكلها وفي أمور الحياة لا تعرف أن تواجه الصعاب لأنه انغرس فيها أن الرجالة بيعملوا الحاجات دي وأن الحاجات دي للرجالة وبس وممكن جوزها يطلع دُهول ويقول لها حاجة زي كدة وهو لا يدري أنه يهين جنس النساء بعبارات مازحة كهذه. مافيش حاجات للرجالة وحاجات للستات. لكننا نغرس العجز والنقص في نفوس البنات منذ الصغر فنقول لهن: هذه ليست لك ولكن للأولاد ودائما نغرس رسالة كاذبة في نفوس البنات بأنهن أقل ولا يحق لهن عمل ما يعمله الأولاد. تكبر البنات ويصبحن أمهات فينعكس هذا على تربيتهن لأطفالهن وفاقد الشيء لا يعطيه؛ وكيف تعطيهم الثقة بالنفس إن كانت هي تعدمها من الأساس ولا تثق أنها تقدر أن تعمل ما تريده لأطفالها؟ بنت صغيرة بلا ثقة في نفسها ستصبح أم في المستقبل بلا ثقة ولن تعطي الأمان وهي أصلاً لم تأخذه من أبويها.

لابد من تشجيع البنت على أنها تعمل كل شيء ولا نستثنيها من أي شيء. تدهن البيت وتغير كاوتش العربية وتعمل كل شيء يعمله الرجل.
وبهذا إذا حدث أي مكروه للرجل فيشعر انه اتجوز فعلا شريكة حياة مش حتة عروسة حلاوة يحطها في بترينة ويتفرج عليها. لابد من إكساب المرأة شتى أنواع المهارات متى كان لديها الاستعداد وأن نؤكد لها مرارًا وتكرارًا أنها جميلة جمال فائق كما هي، بماكياج وبدون ماكياج وأن ابتسامتها تفيض جمال ومش لازم تعمل حاجة عشان تبقى جميلة.. كدة نخش في الجد ونشوف مصالحنا بدل ما نقعد متلقحين طول النهار قدام المراية.

المصيبة بقة لما الست بتبقي جدعه و بتشيل؛ فيه رجاله مابتصدق...فيلقي بالحمل عليه كله.. و بترمي عليها الليله كلها! والزوج هنا بيحس أن كل اللي بتعمله بره و جوه البيت ده شئ واجب عليها، و يبتدي يشوف فيها أخوه الكبير اللي المفروض يحل له كل مشاكله!!! واخد بالك: أخوه الكبييير ..!!! مش الصغير...!!!!!! وماذا عنها؟ تتكيء على من مادامت هي قد أصبحت أم وأب وأخ أكبر له ولا تشعر أنها تقدر أن تتكيء عليه بالكامل؟

قالت لي: عزيزى ابراهيم، أتعلم من هى ملكة جمال العالم حسب كلامك هى ليست انا . . امبارح واحد ة صاحبتى كلمتنى لانها خسيت 18 كيلو وهى مقدرتش تخبى فرحتها لكن شوفت قد ايه انا عاجزة وثابتة مكانى ومش بتحرك يوم طالع و عشرة نازل هى دى ملكة جمال العالم اللى تدوق النجاح ومش تفضل واقعة تحت سيطرة الفشل

جوابي: بل أنتِ هي ملكة جمال العالم، والقرار بيدك أن تري نفسك هكذا أو لا. الأمر يتوقف تماما على رؤيتك لنفسك. إنْ كنتِ ستحكمي على نفسك من خلال الوزن، وهو أمر عارض وقتي فأنت تسيئين لنفسك ولله مباشرة معك لأن أنت لست الوزن بل أنت هي أنت والجسم ما هو إلا هيكل أعطاه لك الرب في الوقت الحالي وأنت أكثر من مجرد جسم. أنت كيان والكيان أكثر بكثير من جسم. الإنجيل قال إن الطعام للجسم والجسم للرب. الجسم لمين؟ ليك؟ لأي بني آدم أيا كان؟ جسمك للرب وبس. ما يهم هو تقييم الرب شخصيا لجسمك وليس تقييم أي إنسان لجسمك. فإذا زادت فلانة 18 كيلو أو نقصت 18 كيلو فهذا لا ينبغي أن يؤثر عليك بالمرة بل عليك أن تقبلي نفسك بالحالة التي أنت فيها تماما كما أنت. حالة القبول هذه هي مرادف آخر للشكر، وعندها قبولك يعني أن الشكر لله هو لسان حالك. وعندما تصلين لهذه الحالة فالنفس تهدأ والتوتر يزول والجسم يستريح وتركزين على أكل البقوليات والخضروات والأسماك والجسم سيصل للوزن الطبيعي وكل هذا وأنت لا تشعرين بالمرة. هذه هي تجربتي الشخصية مع الوزن. إذا كان عندك ميزان ارميه في الزبالة دون نقاش أو كلام. ليكن انشغالك لا بجسمك ولا بوزنك ولكن بالرب في حياتك، بخدمة النفوس، بالافتقاد، ولما تخرجي من دائرة التوتر هذه ستصلين للوزن الذي تريدين وأقل منه وستفاجئين.. لكن انسي نفسك إذن وفكري فيه وحده!

أؤمن بـ إله لا يلغي شخصيتي:

أنا حاسة بنفسي وفرحانة بنفسي؛ وهل هناك من مشكلة في أن يحب الإنسان نفسه وأن يحس بإيجابياته؟
أحيانا نحاول أن نقلل من قيمة أنفسنا ونتخّفى وراء ستار من التواضع، ربما هو تواضع صادق، ولكنه في أغلب الأحيان تواضع مزيف. نريد أن نختبيء بذواتنا من أنفسنا ومن الناس، ويعلونا سور صغير هش من الطين بنيناه في خوفنا واسمه "التواضع". قد يمتدحك الناس: إيه البلوزة الشيك دي! وبدل من أن نفرح بالمجاملة نقول: أنا اشتريتها من المحل الفلاني الكحيان. وفلان يمتدحك على الوعظة اللي أنت أبدعت في إلقائها أو قدرتك على التعليم وإذ بك تقول الجملة المعهودة: صدقني مش أنا؛ ده بس ربنا. وطالما تُكِّرر أنه "مش أنا" وتنكر قدراتك فكيف يكون عندك إيمان وثقة بنفسك؟ ما المانع أن نقبل المجاملة وبابتسامة وانشراح صدر ثم نشكر من لم يفوِّت الفرصة ولكنه حرص على تسجيل موقف إعجاب؟ نعم للتواضع، ونعم أيضًا للاعتراف بالأشياء الحلوة التي فينا. ولكن كيف يقدرنا الآخرين ونحن لا نعطي لأنفسنا قميتها الحقيقية؟ سيحبنا الآخرون عندما نبدأ نحن ونحب أنفسنا أولاً. نعم للتواضع ونعم أيضًا بشكل يساويها في إحساسنا بقيمة أنفسنا أو ما يسمونه بالانكليزية proper self-esteem. عندما أثق بنفسي وأحب نفسي فالآخرون بدورهم سيجذبون لي ويحبونني هم كذلك. لأن جدتي كانت تحب نفسها وتحرص على أن تظهر نفسها بشكل كله أنوثة وجاذبية كنا نتعجب وكلنا سرور وإعجاب شديد بها وقلنا: تستحق لأنها فعلاً الجاذبية بعينها.

ولا أؤمن بزوج يلغي شخصيتي.. برضو الموضوع ما يخلاش من حبكة أنثروبولوجية. بداخلنا نحن الذكور الإنسان القديم، الرجل القانص الذي يذهب للقنص والأنثى قابعة في الدار إلى أن يأتي بصيده، هو السيد وده معنى كلمة بعل (بالعين مش بالغين) وهنا الرجل يسود والرجل استمرت بداخله مفاهيم السيادة دي حتى لما دخل المسيحية فقد قالوا له مرارًا وتكرارًا أنه راس المرأة وهي الأخرى شجعت الذهنية دي وقالت ضل راجل ولا ضل حيطة. الرأس مركز إحساس لا تسلط، ومنه يأتي الشعور إما بالأمان أو الحرمان.. يتزوجها فيجدها تشاهد مواد معينة في التلفزيون فينهرها ويرتفع صوته غاضبًا: ما تشوفي حاجة أحسن من كدة بدل الحاجات المسخرة دي! ترد عليه: وحد جبرك؟ وتحتد المشاعر وهو يظن أن فرض الرأي يعني أنه الرأس ولكن هي تجاريه وتجاريه على قد عقله.. ليس دور الرجل أن يسيطر على المرأة ويتحكم في روحانياتها.. البعض منكم سألني: ليلة الدخلة.. ألا يجب أن تكون هي صامتة طيّعة وأنا الذكر؟ ماذا يريد أخينا؟ مسخوط؟ إنسان آلي؟ هل فعلا تزوجت؟ هل تتيح لها المجال لتعبر تمام التعبير، أعمقه، أقواه، أصدقه، أبلغه عن بركان المشاعر بداخلها؟ أم أنك عايش دور "الذكر" القانص في الغابة؟

صرخة الوعظ:

مع بداية زواجي وعند اكتشافي أن الكلام النظري شيء والعملي شيء آخر اتصلت بصديقي "خادم الرب" كي أستعين به في تطبيق المسيحية وأن أنكر ذاتي إلخ إلخ ولكنه لم يكن موجودًا بالبيت ولذا تحدثت إلى زوجته. خطر ببالي أن أفضل من يفيدني في أمور النساء ليس "خادم الرب" بل زوجة خادم الرب فاستشرتها وطلبت منها النصيحة وشكوت همي أني لا أطبق ما أعرفه في ذهني من أمور جميلة وما هي خبرتها وبماذا تنصحني؟ أجابتني أن زوجها يعظها ودائما يعود بها للكتاب المقدس ويقول لها: "الكتاب بيقول....". سألتها: وما انطباعك أنت عندما يقول لك "الكتاب بيقول"؟ قالت: أحس عندها بأن الكلام مثل الطوب. تألمت وقررت أني لا أعظ أي إنسانة أو إنسان وأقول "الكتاب بيقول" ولن أقوم أبدًا بدور الواعظ ولكني سأنقل "روح" الكتاب وأتمثلها وأتشبع بها وأجعل كل هذا ينعكس في سلوكياتي عوضًا عن الوعظ. كثير من خدام الرب ينقصهم التمييز فهم لديهم الدرر ولكنهم يقذفون بها في وجوه الناس ويحطمون الآخرين بالكتاب المقدس. يا خادم الرب، أنت شريك حياة، صديق، وعندما تقول لها أو لغيرها "الكتاب يقول" فأنت تجعل منها تلميذة في الفصل عندك وربيبة كتاتيبك، وليس من تكافوء في هذا بين الشريكين. يا خادم الرب، ربنا ما إدناش كلام نحفظة ونفذه وخلاص .. هو ادانا حياة نعيشها.. والمسيح نفسه قال لك وقال لي: الكلام الذى أكلمكم به " روح وحياة ".

من خلال صداقاتي مع المرأة على مرّ السنين تعلمت أن المرأة لا تأخذ بالشكل عند الرجل وكل ما يهمها بالأحرى هو إيمان الرجل وانعكاس هذا الإيمان على إيمانه على شخصه بشكل عام. لا يشترط أن يكون خادم فقد يكون واعظ وكل ما يجيده هو الوعظ وعندها تنفر منه شديد النفور. هي تبحث عن رجل ترتمي فيه وجدانيا فتشعر بالأمان بما أنه هو الآخر سبق وارتمى بالكامل في الرب فكان الرب حصنه الحصين وصخرته الثابتة، فإن افتقدت هي لهذا الأمان الروحي وكانت تتقدمه من الناحية الروحية شعرت أنه أقل منها وكأنها ستقوم بدور الأم التي تتزوج رجلاً تقوم على توعيته وتربيته من جديد، وما هكذا يكون الزوج! وبقدر ما يثبت نظر الرجل على الرب بقدر ما تنجذب هي إلى الرب فيه وتطلبه وتطلب حبيبها مع إلهها بكل القلب فتحب ما يحب وتسير خاضعة لحبيبها الأرضي وحبيبها السماوي خضوعًا إراديا مفعمًا بالحب والقبول. ومن تراه يغفل التكوين الروحي للمرأة إلا أجهل الجاهلين!

صرخة الاهتزاز في الشخصية:

قامت إحدى فصول مدارس الأحد بالكنيسة هنا بدعوتي لأتحدث عن خدمتي وحياتي مع الله. بعد الانتهاء تقدم الناس لمصافحتي وتقدمت مني سيدة لطيفة وقالت: كم أنت رائع! إذا دعوتكم على العشاء عندي هل تلبون الدعوة؟ أجبتها: بالتأكيد يزيدنا شرف. وبالفعل ذهبنا لمنزلها وقابلنا زوجها والأطفال وسألت زوجها: هل تحضر معها في نفس الفصل أم تحضر في فصل آخر؟ أجابني: أحضر معها ولكن أنت كنت مشغول بالحديث معها. عندها ابتسمت خجلاً ثم أدركني بقولها بابتسامة عريضة على وجهه وغمز بعينه وقال: لا تقلق، فأنت لست الوحيد الذي يفعل هذا لأن كلهم يتركونني ويذهبون يتحدثون إليها. اندهشت جدًا من كمية الثقة بالنفس عند هذا الرجل وأخذتني الغيرة وقلت: لماذا لم أولد في وسط مثل هذا الرجل والذي يتصرف بكامل الثقة ولا يغير على زوجته لأنه يعرف أنه لا يمتلكها بل هي حرة تمام الحرية؟ في تلك الأمسية أعطتني كم كبير من الروايات الرومانسية والغلاف كان عليه صور شبه عارية وكانت تحدثني عن مضمون بعض الروايات وزوجها في هذا لا يراقبها أو يوبخها أو يقلق من حديثها عن مضمون هذه الروايات الرومانسية من نوعية الأدب الرخيص بهدف التسلية. ربما في هذا همسة لكل رجل عربي أن يتعلم الدرس فنحن لم نلبس من المدنية الحديثة شيئا وإن استعضنا عن الجمل بركوب المرسيدس والرداء الطويل بلبس البنطال ولكن أفكارنا لا تزال بدوية كما هي، ونظرتنا للمرأة نظرة أبوية تملكية لا ترى استقلاليتها التي تليق بها كفرد وإنسان له كيان مستقل. وعليه فنحن لسنا بدوًا ولسنا من أهل أوروبا وثقافتهم في شيء إلا القشور ربما. نحتاج لأن نكون أنقياء من الداخل وأيضا صلبين من الداخل لا مهزوزين. وعليه فوجودنا في مناخ حرية لا يعني أننا سنعيش أحرارًا ولا سيما لو أن القهر متأصل في نفوسنا وتغلغل هناك في العقل الباطن. نحن بحاجة لإعادة بناء وتركيب من جديد. وبالفعل هذا هو "الخوف من الحرية" بتعبير إريك فروم.

الرجل العربي في كثير من الأحيان مسكين.. هش داخليا، مهزوز داخليًا لأنه نشأ في بيئة مهزوزة ولم يشعر بالأمان ليوم واحد. هذا ينعكس بالتأكيد في تعاملاته مع المرأة. لا يريد أن يقبل أن للمرأة كيان منفصل ومستقل عنه. أنت رجل. قل لنفسك: أنا لا أملك المرأة التي أحب. هي حرة. حرية مطلقة. لا أمتلكها. لست قانيها. لها كيانها المنفصل عني تمام الانفصال. أتحد بها وتتحد بي ولكن دون أن تذوب في. اتحاد لا تذويب. هي ليست بسكوتة تذوب في كوب شاي وتختفي وتتلاشي فيّ. لتتكلم إلى من تشاء من الرجال. لست حارسًا لها. أنا مش هاعمل غفير عليها. أريدها أن تضحك مع الكل. تكون مرحة. بشوشة. بحبوحة. منطلقة لا مكتوم على نفسها. لا أريد أن أفرض زعامتي عليها تحت ستار إني "رأسها" وأرفض أن أسيطر عليها. ترى: ما الذي يسعدها؟ كيف يمكن أن أتفانى في حبها؟ لن أقارنها بأحد. لن ألقي عليها المواعظ والنصائح لمجرد أني حفظت لي كم من آية. لن أقيس تقدمها الروحي بأحد ولن أنظر لها إلا على أنها جميلة كما هي، وبما هي عليه، ودون أن تفعل شيء ليرضيني. هكذا أكون إنسانًا وإلا فلا... وإلا فـ أنا حمار وحصاوي كمان!

لو أنا انشغلت بالبنات وأنا عايز أتجوز البنات هاتكش مني وتقول: يا ويلي منه يا ويلي دي حالته يا ولداه تصعب ع الكافر.. وهو أنا ناقصة يا أختي؟ البنت عايزاك تبقى واثق من نفسك لأنك كل ما هاتجري وراها ستفر منك مثلما تفر القطة من الطفل اللي بيجري وراها.. لكن لما تظهر ثقة حقيقية بالرب في حياتك وشبع بالرب وتسعى لا إلى الزواج ولكن إلى أن تكون أخ وصديق للمرأة.. المرأة هي اللي هاتجري وراك وتقول: مش هايفلت من إيدي ويا إما قاتل يا مقتول.. الواد ده لقطة.. شكله بتاع ربنا والناس بتوع ربنا قليلين قوي اليومين دول ومادام ياختي هو كدة طالب ربنا وطالب ملكوته أنا كمان طالبة قلبه هو وشكله كدة سيقود المنزل في طريق الرب بالاتضاع والانسحاق لا بالعجرفة والمريسة أو النفخة الكدابة.. اشتغل على الصداقة مع المرأة وكن أخ وصديق وهي اللي هاتجري وراك.. وأقول هذا عن خبرة.. لأني جربت الحالتين.. حالة البائس وحالة "برهوم" المتألق :)

هو افتكر إنه دايما يلفت نظرها للحاجات اللي ما اتعملتش وأكترية الكلام عن الحاجات اللي ناقصة.. ملاحظات.. نقد.. نصح وإرشاد.. قرر أن يعكس الآية. سيحدثها عن ابتسامتها الجميلة.. سيحدثها عن قلبها الكبير.. عن قدرتها على العطاء.. عن أثرها الشخصي في حياته.. عن كونها أكتر صديقة وأجمل صديقة عرفها في حياته.. البيئة تهمشها.. تجعلها "أم العيال".. ووالده عندما يتحدث عن أمه للجيران يقول "الجماعة طابخين زفر النهاردة" ... صارت جماعة مع أنها فرد.. مهمشة.. لكن لأنه حرص على امتداحها بأكبر قدر ممكن فكانت تبتسم ابتسامة طالعة من جوا قلبها ووشها كله ينور.. هو السبب أنها صارت شباب على طول وعمرها ما عجزت لأنها "محبوبة".. كم من المديح نغدق على من نحب؟ إلى مالا نهاية! سبعين مرة سبعة. ابحث عن أشياء فعلية وامتدحها، في وقت مقبول ووقت غير مقبول. ستحيا ويطول عمرك وتشع حياة في من حولك.

إذا كنت ترفض غسل المواعين لأنك رجل وترى أن هذه الأعمال للمرأة وأن قيامك بمثل هذه الأمور ينزل بك ويقلل من كرامتك فهذا معناه أنك ودون أن تدري ولا شعوريا (وربما شعوريًا) تتعمد إهانة زوجتك أو المرأة في حياتك بجعلها تعمل ما تراه مهينًا لك كـ رجل. غسل المواعين، تنضيف الحمامات، الطبخ، إلخ كل هذه الواجبات ليس عمل المرأة وإنما هو عمل يقوم به الرجل والمرأة معًا بالتعاون يدًا بيد. كيف تنتظر من المرأة أن لا تنتقم لأنوثتها المهدورة وأنت لا تفوت فرصة لتشعرها بتفوقك وعلوك عليها؟ بالتأكيد سوف تبحث عن فرصة وفرص متعددة لتؤكد لك إنها ليست أقل منك ودون ترتيب مسبق من جانبها. والعار كل العار أن ندعي المسيحية ولا زلنا نصر أن الطبيخ والكنس والغسيل من عمل الحريم.. تألمت عندما شاهدت رجل قبطي يجلس وإمرأته تعمل له الشاي وهو يُملي الأوامر: حُطي نص معلقة شاي ومعلقة ونص سكر إلخ.. كنت أريد أن أقول له: يا بني آدم اختشي على دمك!! هي دي مثلا الخدامة اللي أمك جابتها لك!! ما المانع أنك تفز وتقوم تعمل لنفسك كوباية الشاي وتطفحها!! ما المانع أن تقوم أنت وتعمل لها كوباية الشاي وهذه المرة هي التي سوف تقوم بإملاء الطلبات وتعطي لنفسك فرصة ولو لمرة في حياتك لتظهر ان المحبة ليست بالكلام ولكنها "خدمة". تخدمها!! ولا بس المياصة والمياعة والله محبة في بقه زي اللبانة عمال على بطال!!

صرخة سي جورج:

لاحظت ظاهرة طريفة في المجتمع المصري وهو أني كلما تحدثت إلى سيدة وناقشتها في قضية ما تستشهد من حين لآخر بما يقوله زوجها وكيف يرى الموضوع. تستولي علي حالة استغراب وأنا أتحدث لفلانة وإذ بها تقول: "أصل جورج بيقول.." وبشكل متكرر تشعر معه أن سي جورج هو سيدها ومعلم التربية الدينية لها ومثلها الأعلى إلى الحد الذي فيه قد ألغى شخصيتها. إنها تعيش في ظله وتشعره بأن ما يراه هو ما تراه هي وكيف لا ونحن مجتمع "الشورة شورتك يا خويا...". تضايقت عندما قالت لي إحدى الصديقات إن زوجها يحرص على أن يبدأ اليوم بدروس الكتاب والصلاة بشكل روتيني جعلها تشعر... قالت لي غاضبة: "دي حصة دين يا بني!" هل تشجع المرأة في حياتك على أن تنمو وتزهر وأن تكون لها أفكارها وشخصيتها المستقلة أم أنك تقوم بدور "معلم التربية الدينية" في حياتها؟ كثيرًا ما تحدثت إلى سيدات ذكيات وذكائهن يفوق ذكاء أزواجهن ولكن لأنهن يعيشن في ظل الزوج صارت شخصيتهن ملغية وممحاة ومطموسة ولا تتحدث عن "الحقائق" إلا بلسان زوجها. كيف يحترم الرجل نفسه عندما يخلق كائن ممسوخ عنه لا يجيد سوى تكرار عباراته هو!! هي ليست امتدادًا له أو لغيره بل هي إنسان ولها كيان مستقل وشخصية مستقلة ليس من العدل تذويبها في شخصية إنسان آخر. نعم للتقارب، لا للتذويب. التذويب يعني أنك تظهر وهي تختفي وتلغي شخصيتها وأنت تتكلم من منطق "أنا الراجل" وهي "تابع" من التوابع، امتداد لك. تحدث إلى نفسك وقل: هي إنسانة مثلما أنا إنسان. لها كيانها المنفصل عني ولها شخصيتها المستقلة. لها أراءها الخاصة بها ولها نظرتها وطريقتها الخاصة في التفكير. أحترم وجودها المستقل كإنسانة قائمة بذاتها ولن أكرر ما يفعله غيري حينما يشعر بتفوقه على المرأة لمجرد أنه رجل ودينه قال له "الرجال قوّامون على النساء". نحن متكافئان نسير جنبًا إلى جنب ولا يعلو أحد منا الآخر بل هي رفيقة الدرب وصديقة العمر وشريكة الحياة وتوأم الروح.

صرخة العبودية:

يرى الطفل مذلة أمه بعينيه؛ والأب هنا يدمر نفسه ويدمر زوجته معه، وبالطبع يدمر ابنه الذي يسمع من أبيه القدوة كيف يهين شريكة الحياة. في هذا الفيديو استضافوا المرأة قبل أن تعرف هذا الرجل الخنزير فكانت قبل أن تلتقي بوجهه العكر إنسانة كلها حيوية وتفيض بالنشاط وفي تألق الزهور الناضرة. وبسبب هذا الإذلال المستمر تغيرت هيئتها وصارت إنسانة تختلف في الشكل تماما عما كانت من قبل. أيضا جارتنا كانت تتحدث لي ووجهها في الأرض كعادة كثير من المصريات، مع أنها ليست مصرية وإنما أميركية سمراء. لم تجروء أن ترد التحية لي لأنها كانت تعيش في عبودية الزواج. مات الزوج وانخلعت كذلك من عبودية البوي فريند والآن هي حرة طليقة وأحييها بصوت مرتفع كعادتي وهي ترد التحية ووجهها كله بشاشة وأتساءل: هل الزواج عبودية إلى هذا الحد؟ أيمكن أن يصبح الرجل خنزيرًا في حياة المرأة فيقبض روحها وهي لا تزال تمشي على قدمين؟ وماذا عن فلانة والمتزوجة من مصري وهي الآن بصدد تطليقه؟ رأيت صورها من قبل فكان وجهها منقبضًا وروحها كسيرة.. الآن هي حرة.. لا عبودية زواج وخاصة الزوج المصري الذي يتسلط ويأمر وينهى.. وجهها مشرق وأفرح برؤية صورتها وأقول: إلهي، لماذا خلقت الرجال؟ لماذا عبودية المرأة في الزواج؟ أخي: هل أنت سبب انقباض روح المرأة أم أنك تزيد لعمرها أعمارًا كلها تدفق بالحياة والفرح والانتعاش؟

نحن هنا لسنا بصدد البحث عن الـ ندل في القصة، من أكثر خيرية أو أكثر شرًا من الآخر ولكن الواقع جدّ مؤلم إذ هو واقع رجل يتسلط على المرأة ويغتال بسمتها، وقد سقت لذلك 3 أمثلة لسيدات. صورة وجهها تحت قهر الرجل في الزواج صورة امرأة منقبضة كسيرة النفس رأسها مطأطأ إلى الأرض ولا تجروء أن ترفع عينيها في عيني الرجل. هو يملي الأوامر ويقول أريد هذا ولا أريد ذلك، أحبذ هذا ولا أحبذ ذاك، وهي تعمل على قدم وساق تريد إرضاءه. كل ما يشغلها هو كيف ترضي الرجل. وأين الرجل في هذا؟ هل كل ما يشغله هو أيضًا هو أن يرضي المرأة فيرد الحب بالحب؟ لكننا فينا بقايا بدائية القنص لدى الإنسان الأولي إذ في حين يستمد الذكر العربي كرامته من بقاء المرأة بكرًا واحتفاظها بغشاء البكارة إلى أن تتزوجه، فالرجل الأميركي يريد إمرأة يحتويها بذراعيه ويا حبذا لو كانت أقل منه طولاً وأصغر منه بنية ونحيفة ويا حبذا لو كانت شقراء حتى لو بالكذب والقائمة لا تطول فيما يبحث عنه الرجل في كتالوج السلع التي سوف يمتلكها فيما بعد وتصبح "أشياء" في حياته وهو القائم على "تشييئها". بإسم الشرف والفضيلة يقوم العربي بتكفين امرأته لأن جسمها عورة وهذا إن كان مسلمًا وأما إذا كان قبطيًا فهو يحدد لها معايير الحشمة والخطوط التي يجب أن لا تتجاوزها وإلا فالويل لها. أحد الأصدقاء الذين كثيرًا ما غازل النساء اللواتي عرفهن عن طريق المنتديات الحوارية وبل مارس معهن السايبر سكس كان يضع شروطًا صارمة لزوجته القبطية. كنت أظنه يمارس الانفتاح في بيته ولكن صديقة مشتركة لنا قالت لي في ثورة غضب: "ده واد صندل كله تحكم والبسي وما تلبسيش". حزنت على ليبراليتنا المزعومة وأننا نكيل بمكيالين والسبب يرجع إلى نظرتنا التملكية للمرأة والمملوكة هنا، سواء شرقًا أو غربًا، تتفانى في إرضاء "سيدها" أي "بعلها" أي زوجها، وكلمة بعل القديمة تعني الرب أو السيد أو الزوج الذي لا يفوت الفرصة في الجمع بين كل هذه معًا. هي تابع للرجل، لاحقة به وتستمد كيانها من ذاتها. تشكو المرأة في ألم: علموني بأنني ناقصة وأنني لا أستطيع مايستطيعه الرجل لا فكريا ولا جسديًا، وحين نجحت وأثبتت قدرتي فصلوني عن بنات جنسي ولقبوني "اخت رجال"!

باسرح وباكلم نفسي:

تبقي قاعدة لوحدك في أوضتك وساعات تتكلمي مع نفسك وبابا وماما يقلقوا عليك ويقولوا: احنا خايفين عليها. البت شكلها اتجننت. ناس تانية تقول كسلانة.. شوفي يا ستي.. إذا سرحتي مافيش مشكلة واسرحي براحتك لأن مقاومة ما يخطر ببالك يخلق نوع من أنواع التأزم النفسي الداخلي ويحجز مشاعر مفروض ما نخبيهاش عن وعينا. السرحان مفيد لتنشيط الذهن عشان مع السرحان تنشط أشكال المعرفة التلقائية زي التأمل والحدس والتلقائية الجميلة الخلاقة بكل صورها ومعرفة للذات وتحديد أهدافك وخططك للحاضر والمستقبل وكل الحاجات دي بتخلي المخ نشيط وتزيده حدة في الذكاء بحسب أبحاث علماء النفس في هارفارد وغيره.
يرجى مراجعة مقالة How Daydreaming Can Actually Make You Smarter على موقع الـ huffingtonpost.

صرخة الوزن:

ذهبت إلى الفندق أثناء إقامتي بمصر لمقابلة صديقي صبحي وهناك قابله صديق العمر الذي كان يعرفه وكان اسمه ميلاد. أول ما خرج من فم ميلاد بعد السلام والتحايا كان "إنتة زِدت يا صبحي".. قالها برقة.. بعذوبة مصرية قبطية مألوفة.. فرد صبحي: أيوة زدت للأسف. ولما أتيت لأميركا تعلمت أن الكلام في الوزن من المحرمات وممنوع تماما. والأم والأب يرتكبوا جريمة، جناية بحق بنتهم لما يتكلموا لها عن وزنها، سواء بشكل مباشر أو بتلميح. والزوج يكون حمار عندما يتحدث لزوجته ويقول للأطفال أمام أمهم: استنوا يا ولاد.. خلينا نشوف أمكم هاتقوم إزاي! هذه طعنات قاتلة تفتك بالنفس وتأخذ عمر من الإنسان قبل أن يتعافى ويشفى منها. افهموها بقى: ممنوع الكلام في وزن الناس. هي تخينة رفيعة.. هي كدة. عاجبك عاجبك. مش عاجبك اشرب من البحر وسيبها وفي حالها.

يسألونها: انتي زدتي؟ فتجيب: دي الموضة كدة. فإن كانت في الوزن الطبيعي فقصتها: انا اتعقدت فى عيشتى بسبب الوزن انى رفيعة كل اللى يشوفى يقول انها رفيعة ومش بتاكل وضعيفة مع انى باكل وصحتى كويسة جدااا بس كلامهم متعب بجد وبيحسسنى انى تعبانة وانا مفيش حاجة

في سنة 1993 في أول سنة لي بالسميناري كنت نحيف خالص وكان كل العرب اللي يشوفوني يقولوا: مالك يا زلمة؟ ضعفان ليش؟ ومرة ست وقفت العربية وجوزها كان مسئول في السميناري وقالت لي: يا حرام.. نحيف.. لازم تتخن شوية.. روح اشتري لك آيس كريم.. ثم أعطتني تفاحة فاكرها كويس ههههههههه ومع التوتر والضغط النفسي ومع تقدم السن.. الوزن زاد.. وزاد.. وبعدين الناس يشوفوني: مالك زدت كدة؟ أنت وزنك زايد.. لا كدة عاجب ولا كدة عاجب. طبعا أنا اعتزلت الأشكال دي وبنعمة ربنا وصلت للوزن اللي نفسي فيه من غير ما أحس ولا أدرى.. بس فيه ناس بجحة تتكلم في اللي ما يخصهاش ومثلا هؤلاء مش مفروض نديهم أخد وعطا أو مجال للكلام.

صرخة الضجر:

يسالني صديق: حضرتك عارف المشاعر قابلة للنمو و للاضمحلال , لما حد فينا يزهق او يشعر بملل , ايه الحل المثالى للموضوع ده ؟
وجوابي له أن حبك لها يجب أن يكون أكثر من مشاعر.. حبك لها معناه أنها وحدها تملأ عقلك وفكرك والتزامك بالكامل لها وهناك صداقة تسبق الحب والمشاعر بحيث إذ حدث أي شيء ترجعان وترتكزان على الصداقة وتتحدثان في أمور تجمعكما معًا.. عدم وجود الصداقة سيجعلها في ملل وحيرة.. ويغلب حمارها وتتساءل: أعمل إيه عشان يبسطه؟ أكيد هو من النوع اللي همه ع بطنه! افقعيها حلة محشي عشان يتبسط! ولكن كلها أمور وقتية وترجعان لنفس النقطة حيث البرود والفتور والزهق والملل.

طيب.. هل الأزواج الاصدقاء ممكن يبقوا شريكين partners كويسين من غير passion بتاع الحب؟؟؟؟
لو فيه واحد مبسوط بصداقتها الصداقة دي ها تتعمق يا جوجو.. تتعمق وتكون مؤسسة على حميمية حقيقية مش حميمية تبدأ بغرفة النوم.. لو الحميمية بدأت من الجذور.. من الأعماق.. بالتأكيد هايكون فيه "باشن" كثمرة لذلك. ساعات نندمج مع ناس تجمعنا معهم صفات مشتركة.. ذكاء مشترك.. وهذا له جاذبيته الجنسية القوية .

صرخة المقارنة:

كانا يشاهدان عرضًا فنيًا أنيقًا، و(هي) أعجبت ببراعة الفنانة وقدرتها على أداء كل هذا بإتقان. وأما (هو) فلم يتمالك نفسه وصاح: "جسمها يجنن وفيها شبه كبير منك". البعض الآخر وصفها بالانكليزية على أنها "هوت" hot أي "ولعة". كان يظن (هو) أنه يقدم مجاملة لها ولكن هي اعتبرت كلامه صفعة على وجهها دون أن يدري إذ وضعها بغبائه موضع مقارنة مع إنسانة أخرى، وذلك جرم لا يُغتفر. أيضًا النساء لها شخصيات ونمتدح شخصياتهن، وليس أجسامهن، هذا ليس سوق اللحم والكيلو بالشيء الفلاني. هذه إنسانة والحديث عنها ومعها ينبغي أن يكون في كامل التقدير لها من حيث هي كيان مثلها مثلك وإلا كيف تشعر لو هي قالت: هذا الرجل يهوس! انظر لكتفه العريض! أنظر لكذا وكذا! لكن بعض الرجال بجهل يمتدح الأخريات في شكلهن دون مراعاة للمرأة التي معه. ماذا لو هي مثلاً تمر بيوم عصيب ولا تشعر بأي جمال فيها رغم أنها قد تكون جميلة الجميلات؟ ماذا ساهمت؟ هل ساعدتها حقًا أم قمت بتدمير إحساسها بذاتها؟ وعندها لا تغضب لو قالت لك: جتك البلا في شكلك!

مشكلة الشباب المسيحي وهو يبحث عن شريكة الحياة أنه يريد التفوق في الحياة الروحانية وهذا أحيانا يجعله شخص متزمت فيبتعد عن الغناء والفن والأفلام والمسلسلات بحجة أن هذه الأشياء تعطل عمل الروح. ثم يأخذ يقارن حبيبته/ زوجته بـ فلانة المتقدمة في الحياة الروحية أو أمنا العدرا.. ومش بعيد يعايرها ويقول لها إنتي ليه مش زي فلانة.. وهذا جرم فظيع بحق المرأة إذ لا يجب أن نقارن المرأة التي نحب بأي امرأة في العالم بل هي تكون محل تفكيرنا وبس ونأخذها كما هي بشقاوتها وطيشها ومرحها وكل مميزاتها وعيوبها. أنت لست أستاذ مشرف عليها في الحياة الروحية.. لا أصدق أني كنت حمار في يوم من الأيام وأقول لآنجلا: قضيتي وقت الخلوة مع الرب اليوم؟ نعم كنت أنا بهذا الغباء.. وبعض الرجال يطلبون من زوجاتهم أن تصلي بكيفية معينة فلا يرضى مثلا لو هي صلت جالسة بل يريدها واقفة مثله.. هذا يضر بعلاقة الحب ويسيئ لها إسائة بالغة. أنا لست المشرف الروحي أو الأستاذ في حياة المرأة التي أحب.. أنا الزوج/ الحبيب/ الصديق والذي يسمع لها متى أرادت الحديث ويأخذها كما هي وبما هي عليه، ودون أي مقارنة بالمرة. بلاش هبل.

لك أن تحبيه ومن الجميل أيضا أن يتحول هذا الحب إلى حرية فتطلقينه دون أن تحاولي السيطرة على كل شيء وإخضاع كل شيء لما تريدين وكي تكون النتائج على هواك موافقة لما قد يستولي عليك من مشاعر. فرق شديد بين الحب الصحي والحب الغير الصحي. فرق كبير بين أن نحتاج إلى شخص وأنه يصبح "احتياج" بدونه لا تسير الحياة. لابد أن نحب ولكن لا نخنق المحبوب ولكن نعطيه المسافة الكافية ونعطيه الفرصة ليقول "لا" إن هو أراد ذلك. نحتاج لـ "مسافة" في الحب، قبل الزواج، وأثناء الزواج وهذه المسافة هي مسافة تنفس صحية ضرورية لكل البشر في تعاملاتهم الإنسانية. نعم أنا محتاجة لفلان ولكني حياتي أيضًا كاملة بدونه لأني مكتملة مع ذاتي وبنفسي والله يملأ كل فراغ في حياتي. لو ذهبنا للزواج عن احتياج فسوف ندخل الزواج دون أن نعرف أن نحب بل سوف نخنق من نحب لأن حياتنا سوف تعتمد اعتماد كلي عليه وهذا غير صحي ويسمونه في علم النفس بالـ Codependency وهنا نعتمد على الشخص الآخر اعتماد يشلنا ويخنقه. الحب يبني لا يشل، قوي لا يعرف العوز بل هو فيض. والحب ليس حرام بل الحب عندي هو الله شخصيا فحبي واعشقي في كل حين ولكن دون أن يتحول هذا إلى شيء يشل حياتك بل كوني نفسك، كوني أنت، كوني حرة قوية صلبة وبهذا يزداد جمالك.

الرجل الحقيقي، المرأة الحقيقية، يملكان الشجاعة الكافية لمواجهة الرب. لا ينزويان. لا ينعزلان بل يهرولان إلى حضن الرب ويرتميا في حبه الدافي يقينا منهما بأن الله لا يعاقبهما أبدًا وإنما هذا مجرد تحدي فيه ينقلنا الله نقلة نوعية لمستوى أكبر في الحياة الروحية معه. هل تقبل التحدي؟ هل تشرب الكأس؟ هل تصطبغ بصبغته؟ وهل من صبغة أفضل من صبغة الله. صبغة تعني معمودية. جاء في القرآن الكريم: صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة.. وماذا عن الرجل الجقيقي؟ للحديث هنا شجون إذ أن الرجل العربي في كثير من الأحيان مسكين.. هش داخليا، مهزوز داخليًا لأنه نشأ في بيئة مهزوزة ولم يشعر بالأمان ليوم واحد. هذا ينعكس بالتأكيد في تعاملاته مع المرأة. لا يريد أن يقبل أن للمرأة كيان منفصل ومستقل عنه. أنت رجل. قل لنفسك: أنا لا أملك المرأة التي أحب. هي حرة. حرية مطلقة. لا أمتلكها. لست قانيها. لها كيانها المنفصل عني تمام الانفصال. أتحد بها وتتحد بي ولكن دون أن تذوب في. اتحاد لا تذويب. هي ليست بسكوتة تذوب في كوب شاي وتختفي وتتلاشي فيّ. لتتكلم إلى من تشاء من الرجال. لست حارسًا لها. أنا مش هاعمل غفير عليها. أريدها أن تضحك مع الكل. تكون مرحة. بشوشة. بحبوحة. منطلقة لا مكتوم على نفسها. لا أريد أن أفرض زعامتي عليها تحت ستار إني "رأسها" وأرفض أن أسيطر عليها. ترى: ما الذي يسعدها؟ كيف يمكن أن أتفانى في حبها؟ لن أقارنها بأحد. لن ألقي عليها المواعظ والنصائح لمجرد أني حفظت لي كم من آية. لن أقيس تقدمها الروحي بأحد ولن أنظر لها إلا على أنها جميلة كما هي، وبما هي عليه، ودون أن تفعل شيء ليرضيني. هكذا أكون إنسانًا وإلا فلا... وإلا فـ أنا حمار وحصاوي كمان!

أنتِ وجهي الأنثوي:

نذهب للمؤتمرات ونقابل بنات مرحات جميلات خفيفات الدم.. يمازحننا ونمازحهن، وما أجمل المرح ومعه ترتفع الضحكات! ولكن أين نظرنا؟ لأننا أولاد فمن الطبيعي أن يتجه نظرنا تلقائيًا للأعضاء البارزة الغير موجودة عندنا. قال لي صديق كثيرًا ما أحببت التزاور والصلاة معه إنه قد لاحظ إنه مؤخرًا ينصب تركيزه على ساقي المرأة. وعلى الفيسبوك هناك صور، هنا وهناك، تعرض المرأة على أنها "صورة" لمتعة نظر الرجل. والمرأة ليست أداة ألهو بها وليست لمتعة نظري ولكنها كائن إنساني مثلي مثلها. عندما أقف أمام المرأة سأقف أمامها، وجهًا لوجه، وكلي يقين أنها كائن مثلي تماما؛ هي "إبراهيم" آخر، وليس كائن فضائي أتفرّس فيه. وجسدها الجميل هذا هو عمل الله وسأقر ما فيه من جمال ولكني لن أتفكر في الجسد وأستغرق في التفكير ولكني سأنظر لها نظرة اعتزاز أنها امرأة ولديها عطاء كثير في شخصيتها، في وهبها الحياة، في روحانيتها، في إلهامها، في خلقها وإبداعها.. هذه المرأة ببساطة هي أنا وأنا هي، الوجه الأنثوي لي، ودائما سأراجع ذهني وأسأل: أين نظرك الآن يا إبراهيم؟ سأفحص قلبي أي عقلي لأن منه مخارج الحياة.

يقابل شاب شابة.. أسأله.. تحبها؟ يجيب نعم.. لماذا تحبها؟ يجيب: لأنها جميلة. وماذا تفعل بعد إنجاب الأطفال وكل شيء في الدنيا يتغير؟ يجيبني أريد أن أتمتع بهذا الجمال مادام هو أمامي. هل هذا حب فعلاً؟ إنه إشباع لنزوة شخصية وليس حب لأن الحب يطلب ما للآخر ويسعى لتقديم الحب، تقديم أنفسنا، تقديم كياننا وقلوبنا وذواتنا لشخص آخر بخلافنا وبصرف النظر عن الشكل والمظهر فلا شيء يدوم ومن كانت ملكة جمال هذا العام بعد خمس سنوات تصبح مثلها مثل أي امرأة بمن فيهن البت شلبية جارتنا. الحب يجب أن يكون مؤسس على تقديم الذات للآخر ولأجل أن الآخر فعلا يعني لنا كل شيء.. تحبها ولذاتها ولا لجمالها أو شكلها أو مظهرها.. إذن الحب الحقيقي لا يكون من أول نظرة بل ينمو مع الوقت ويتعمق وحركة الهرمونات ليست مقياس صادق على الحب وكثيرًا ما خدعتنا الأغاني الرومانسية التي عشنا نرتشف أكاذيبها لسنين.

يا معشر الذكور.. أوصيكم ثم أوصيكم أن لا تقوموا بالتصحيح للمرأة. إذا رأيت ما يريبك ولا يعجبك فاحترس تمام الاحتراس من أن تصحح لها.. وإن كان من داعي فكن حذر.. كن رقيق لأبعد الحدود.. لأن في هذا إيلام للمشاعر. عصب المشكلة يرتكز في نظرة الرجل للمرأة وخاصة في مجتمعنا الشرقية حيث يراها على أنها "طفل" يجب أن يطيعه ويسمع كلامه ويرتشف مواعظه ويتلقى نصائحه دائمًا على السمع والطاعة، وهذا عكس وضع المرأة الحقيقي في حياة الرجل بأنها "شريك" و"رفيق" و"صديق" والاثنان عندئذ يسيران معًا، ينظران في نفس الاتجاه كما يقول أنطوان دى سان إكزوبري في تعريفه للحب في كتابه الأنيق "الأمير الصغير".
والنقطة التانية: إياك ثم إياك أن تدخل في جدال مع امرأة.. ده بس عشاني خايف عليك لأنها لو زعلت خالص منك هاتضربك وساعتها الناس تقول: ست تضرب راجل؟ انضربت من ست؟ ولو حصل العكس برضو سمعتك زي الزفت.. الناس هاتقول: راجل ضرب ست؟ ده راجل عرة! مستقوي حاله على واحد ست؟ أما أنه راجل واطي بصحيح! لذلك، وبجميع الأحوال وجب الرفق والحذر والرقة.. والحنية.



#إبراهيم_عرفات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لستُ ملحدًا؟
- لماذا تنصًّرت؟ لماذا اعتنقت المسيحية؟
- خطوات عملية لتبشير المسلمين
- لو ده الدين الإسلامي أنا خارجة منه
- زى ما أنت كافر عندي أنا كافر عندك.. ومافيش حد أحسن من حد
- هل قتل الله ابنه في المسيحية؟
- الإنجيل من التحريف إلى الدعاء والصلاة به
- قلب الأم والمسيح
- تظاهرات المسلمين واهتزازات عرش الرحمن: فائدة النقد
- عطشت نفسي إلى الصفاء، إليك يا إلهي
- أطير من نفسيّ إليك يا ربيّ
- في محراب الحب ناجيتك ربيّ
- الإسلام.. المسيحية: أيهما أولى بالعقل من الآخر؟
- واقعنا العربي المنكوب وسبل التعافي
- الكتاب المقدس رفيق رحلتي من الإسلام للمسيحية
- ما معنى قول المسيحي للمسلم إن المسيح ابن الله؟
- مفهوم التنزيل الإلهي والعبور من الإسلام إلى المسيحية
- شهادة الحب من المسيحيين للمسلمين- الفقرة الأولى
- تاء العورة والانتكاسة الحضارية في مواجهة الرقي الإنساني
- ما الهدف وراء أن يصبح المسلم مسيحيًا؟


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم عرفات - صرخة امرأة