أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الغني سلامه - على مشارف الخمسين














المزيد.....


على مشارف الخمسين


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 14:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أبدع صديقي "عماد الأصفر" في وصفه هموم جيلنا؛ نحن البالغون من العمر عتـيّا، وعماد يكبرني بعام واحد، لذا أشاركه رؤيته، وأثني عليها، وأحببت أن أقتبس من مداخلته الرائعة بعضاً مما قال: "نحن أبناء جيل لم ندخل الحضانات النموذجية، ولا رياض الأطفال العصرية، وكانت مدارسنا الإبتدائية تفصل الذكور عن الإناث، ولم نبدأ بتعلم الإنجليزية (التي تُدرس في الحضانة هذه الأيام) إلا مع دخولنا الصف الخامس". ويصف "الأصفر" بلغته الأنيقة قفزات جيلنا عن المراحل بسرعات كانت تفوق قدرتنا على الاستيعاب: "لم تتوقف أمهاتنا ولا آبائنا ولا أولي الأمر منّا عن مطالبتنا بأن نتجاوز طفولتنا لنصير فتيانا أشداء، وبعد فتوّتنا لنصير شبابا، ثم رجالا وسيدات، دون أن نحس بالزمن الذي ينساب من بين أصابعنا، وظل سؤالهم الاستنكاري يطاردنا: متى ستكبرون ؟ وماذا تريدون أن تصبحوا عندما تكبرون ؟ ومتى ستتوقفون عن ألعاب الصغار ؟ متى ستتولون المسؤولية ؟ متى ستتزوجون وتبنون بيوتاً وتنجبون أطفالا ؟ متى ستتقاعدون ؟ متى ستحجّون ؟". وأضيف: متى ستموتون ؟!

وفي وصفه تقلبات الزمان وتغيرات البيئة السياسية، يستنكر عماد ما أصابنا من حيرة وآلام نفسية كانت توجعنا كلما انتهت مرحلة وبدأت أخرى: "نحن أبناء جيل أُشغل ذكوره وإناثه بجلسات فكر سياسي، ودراسة كتب تنظيمية، وطُلب إلينا فهمها وممارستها والتبشير بها، وعندما آمنّا بها، ونقلناها للآخرين فوجئنا بانهيار ما فيها عملياً، وفوجئنا أكثر من ردة فعل أصحابها ومنظّريها". فبعد أن انتمينا للإخوان اكتشفنا أن فلسطين في آخر أولوياتها، ثم صدمنا بتفريخاتها من التكفيريين والإرهابيين، وبعد أن اقتنعنا باليسار والاشتراكية إنهارت المنظومة الاشتراكية كلها، وبعد أن نظّرنا للكفاح المسلح ولفتح الثورة فوجئنا بأوسلو. وهذا ما اعتبره صديقي عماد: هباء منثورا، وجهود سُفكت على مدى عشرات السنين من الالتزام، وبات من حقنا أن نستردها بالطريقة التي نراها مناسبة.

وعن تكويننا النفسي كَتب: "نحن أبناء جيل أَقحم الكبارُ في وجدان أبنائه وبناته أفكاراً مشوهة عند تصنيف ما هو عيب ومخجل ومخزي وغير مؤدب، وكان هذا التصنيف الأظلم في التاريخ والأشد جورا وتعسفاً، حتى أنه طال كل مناحي الحياة، وشمل المأكل والمشرب والملبس وطريقة الجلوس وإلقاء التحية والمشي والحديث مع الكبار حتى الرغبة في السؤال، لقد قضينا ردحا من الزمان ونحن نحاكم هذا التصنيف وندرس مرجعياته حتى نميز خبيثه عن طيبه، ونجاهد أنفسنا كي لا ننقله لأبنائنا بنفس الصورة، إن هذا الردح من الزمن الضائع، والجهد الإضافي المبذول في التخلص من الشوائب والزرع الضار، زمنٌ واجب التعويض، ونحن سنعمل على إضافته إلى سنيّ الاستهتار التي قررنا عيشها طولا وعرضاً". ويضيف: إننا أبناء جيل دفعنا أعمارنا وحياتنا على مذبح الجد والوقار قبل الأوان، واكتشفنا لاحقا أن الجد الذي ضحينا بطفولتنا وشبابنا من أجله لم يكن جدا ولا جادا ولا يستحق، وأن الوقار الذي أُجبرنا على إتباعه كان مجرد شكليات فارغة". وينهي مقالته بتساؤل مرير: هل سنواصل حيواتنا مرهونين لأرواح أسلافنا، أم سنواصلها بشكل جديد، لكي نسترد ما فات من أعمارنا، ونحظى بلحظات من المرح، ونمنحها لأحبتنا ولأولادنا ؟!



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل خيارات الشعوب دائما صائبة ؟!
- الوجه الآخر لنيلسون مانديلا ..
- البعد الدولي وأثره على إخفاق الثورة الفلسطينية ..
- خواطر ثلجية
- تقلبات الزمن .. وتدافع الأجيال
- وما زالت الأرض تكشف أسرارها
- مواهب عربية
- حصاد ستة أعوام من حكم حماس في غزة - دراسة من جزئين 2/2
- عن التسامح والكراهية - هل نحن مختلفون ؟
- حصاد ستة سنوات من حُكم حماس في غزة .. دراسة من جزئين 1-2
- عن الانتحار في السويد
- على أرض السويد .. تعبتُ من المقارنات
- في الذكرى العشرين لاتفاق أوسلو .. ما له وما عليه
- تمرد على الظلم في غزة .. وجهة نظر
- سورية .. نذر الحرب والدمار الشامل
- جوهر الصراع الدائر في مصر
- ونجهل فوق جهل الجاهلينا
- لماذا قامت الثورة المصرية ؟؟
- ملاحظات على هامش الثورة المصرية
- الجيش المصري، والموقف الأمريكي


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الغني سلامه - على مشارف الخمسين