أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر المظفر - في الحرب ضد الإرهاب














المزيد.....

في الحرب ضد الإرهاب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 16:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



في الحرب ضد الإرهاب

سيدتي الكريمة سميرة حبيب..
المعركة ضد الإرهاب ليست معركة, إنها حرب مفتوحة على السياسة والعقيدة والدين والأخلاق وشكل المستقبل, لهذا فهي إن جرت في اللحظة الراهنة في صحراء الأنبار بمستواها الحالي فهي في حقيقتها لم تتوقف في اية لحظة وفي اي مكان في العراق.. تفجير كنيسة الدورة في هذا اليوم وأثناء كتابتنا لردينا مثال حي..
إدارة المعركة في صحراء الأنبار لا يمكن أن تنقطع عن إدارتها في الداخل لأنها كما قلت لك حربا وليست معركة, وأنا مثلك أدعو أن ينتصر الجيش بقيادة المالكي في معركة وادي حوران, ولكن عيني عليه ان لا يدير المعركة بجهل يفقدننا مدننا ووحدتنا وعراقنا, ويدخلنا في مخاضات توفر لنا التجربة السورية دروسا مجانية لتلافي أخطاءها..
كل ما يقال عن مكاسب إنتخابية يريد المالكي أن يحققها من وراء مطاردة الإرهاب هو صحيح, ولكنه ليس عيبا أو مثلبة, فيا ريت كل سياسيينا يسعون إلى تحقيق مكاسب إنتخابية من خلال وقوفهم ضد الظواهر الشاذة.. المسألة ليست هنا سيدتي وإنما في الإختلاف حول طريقة إدارة المعركة, وقبلها حول معنى وتعريف هذه المعركة.
تضخيم المعنى كتبسيطه. لا أريد أن أفلسف القضية, لكن مخاطر تبسيطها قد تكون مأساوية. إنظري إلى المعركة العالمية ضد الإرهاب. منذ عقدين وامريكا بكل عدتها وعديدها تقاتل الإرهاب في أفغانستان, وقبلها حاولت لعقد كامل أن تواجهه عسكريا في العراق, لكنها لم تفلح لحد الآن في القضاء عليه, وأراه وقد بدأ يستفحل في مناطق اخرى من العالم, خذي ليبيا وتونس كمثال, وهذا هو النظام السوري بكل عدته وعديده, بكل صواريخ الأرض أرض والطائرات والبراميل المتفجرة وكل تحالفاته الإقليمية والدولية وما زال عاجزا عن تسجيل نصر حقيقي وسريع ضد داعش على الأرض, ولست اخفي عليك إعتقادي ان الإرهاب بقدر ما تقوده عصاباته على الأرض بقدر ما توجهه معسكرات دولية وإقليمية في صراعاتها البينية..
إن خطر من يجعل النصر ضد الإرهاب مستحيلا ربما هو أقل من خطر ذلك الذي يجعله سهلا وبسيطا وفي متناول اليد, وهو ذات الخطر الذي يحاول أن يبين لنا أن المعركة الحقيقية ضد الإرهاب هي تلك التي تدور في صحراء الأنبار وليست أيضا تلك التي تدور في مدننا على مدار الساعة, والمنفذة بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة, والمدعومة بفساد النظام وطائفيته وجهله وتمزيقه للوحدة الوطنية.
دعينا سيدتي ننتصر في حرب الصحراء على شرط ان لا نخسر حرب الداخل.
دعينا ننتصر في كليهما: معركة حوران ومعركة العراق
دعينا ننتصر في كليهما: المعركة والحرب.
أن ندعم جيشنا: أن نَصْدقَ معه. ولست أرى ان المصارحة بالأخطاء ومنع الكوارث المحتملة سيأكل من قدرات جيشنا في معركته الحورانية تلك, بل انه سيزيده قدرة ورفعة ومنعة وحماس, ولهذا فإن على جميع القوى السياسية في الداخل أن تدعم المعركة التي يقودها جيشنا في صحراء الأنبار, بالأنفس والصدق والموقف الحق, فالإرهاب في بدايته ونهايته ليس موجها ضد سياسي لوحده, أو ضد طائفة بعينها, أو ضد دين بذاته.. إن الإرهاب لا دين له ولا قومية ولا مذهب..
من يقف ضد المالكي في معركة حوران بحجة أنه يستهدف من المعركة مكاسب إنتخابية هو مخطأ وضال أيضا. فليستهدف الجميع سيدتي هذه المكاسب الإنتخابية من خلال فعل الخير, حينها سوف يكون للديمقراطية طعم آخر هو غير هذا الطعم المر الذي نتذوقه من خلال تسويق الطائفية والقبلية والرشى.
لكن عليك أن تعي أن معركة الشعب العراقي مع الإرهاب هي معركة حياتية وتاريخية, بمعنى أن النصر فيها ليس نصرا في معركة, في صحراء, وإن كان ذلك يجب أن لا يبخس من قيمة النصر في تلك المعركة ولا يبطأ أو يقلل من ضرورة دعمها, لكنه أيضا يجب ان لا يكون مدعاة لنسيان أن النصر في معركة عسكرية معينة ليس بالضرورة نصرا في الحرب ضد الإرهاب, فلنكسب كليهما يا سيدتي: المعركة والحرب.
في مطلع الإحتلال وجهت في إحدى مقالاتي نداء إلى المناهضين له قلت فيها: لا تقاتلوا المحتل بطريقة تجعلكم تخسرون العراق, بل بالطريقة التي تعيد لكم عراقا حرا وموحدا, والدافع كان هو جنوح البعض من المناهضين للإحتلال بمجابهات عسكرية بحتة وجهوية وحتى طائفية وعنصرية كان لها وهي تفلح بتفجير دبابة أمريكية ان تهدم في طريقها صرحا عراقيا وحدويا.
سيدتي: أولئك كانوا قاتلوا الإحتلال ولكنهم قاتلوا العراق في ذات اللحظة.
ومن واجبنا, أنت وأنا, أن لا نحارب الإرهاب والعراق, سوية وفي ذات اللحظة.
وإنما أن نحارب الإرهاب من أجل العراق.
وفي الموقع الأخير اجزم أننا سنقف سوية.
تقبلي تحياتي وتقديري وإحترامي لنواياك الطيبة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش
- يوم بال القرد على جثة وحش ميت
- مانديلا العراقي
- ضبطتك بالجرم المشهود
- طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب
- المالكي.. حينما يكون طاقية إخفاء
- ومتى صار الوليد بن طلال ناطقا رسميا بإسم السنة
- بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب
- الناصر* وقضية التغيير في العراق
- العراق حينما يتحول إلى قدر هريسة
- أين هي عمامة البطاط من عمامة علي
- إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة
- وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز
- في زمن خيبات الأمل وادلهام العتمة .. عبدالحسين لعيبي وعمر ال ...
- في واشنطن.. أربعة أسئلة ليست بريئة في مواجهة المالكي
- يا لثارات الحسين .. معك يا عبدالحسين, نعم معك
- السيد أحمد الصافي ومفهوم التعايش السلمي بين العراقيين
- غزوة الخضراء .. نهاية سياسية وأخلاقية لنظام ينتظر نهايته الق ...
- وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر المظفر - في الحرب ضد الإرهاب