عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 08:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
• كما استبعد الإخوان حركات الشباب (6 أفريل) من المشاركة في قيادة الثورة فأسقطهم (الإقصاء والاستفراد )، فإن إقصاء السيسي والعسكر للشباب وحبسهم سيسقطه، حيث يدخل السيسي في مواجهة مع الجميع كما فعل (مرسي ) ، وهذا ما سيسقط نخبة العسكر الذي خانوا حيادية الجيش نحو خيارات شعبهم، كما أسقط نخبة الأخوان التقليدية (مرسي) التي ابتعدت عن روح الثورة الربيعية الشابة ... معتبرة أنها فرصة العمر من أجل (أخونة مصر) ...
• رغم أن الأخوان لم يحظوا بأغلبية أكثر من ( واحد ) بالمئة في الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد تأييد كل القوى المناهضة لديكتاتورية الفساد ( المباركية )، فإن الأخوان تصرفوا وكأنهم فازوا بالأغلبية المطلقة، فاستبعدوا الجميع، وأقصوا الروح الحقيقة لثورات الربيع العربي، والتي هي في جوهرها ليست ثورات أحزاب تقليدية عقائدية (إسلامية أم علمانية) (مفوّتة وبائدة وبائتة )، بل هي ثورة شباب تشرب وتمثل قيم (العولمة الثقافية لحقوق الإنسان ) بغض النظر عن حقيقة التمثيل الغربي لها صدقا أم كذبا ...؟؟!!
• إذ هي قيمة عالمية بذاتها، ربما كان لنا العرب والمسلمون شرف السبق في عالميتها ..إذ أن عمر بن الخطاب سبق جان جاك روسو بأكثر من ثلاثة عشر قرنا في إطلاقه هذه الصيغته الإنسانية الحقوقية الكونية ...وذلك في قوله الشهير المطابق لروح مباديء حقوق الإنسان اليوم: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) وتلك هي القاعدة النظرية التي تتأسس عليها منظومة (الإعلان البيان العالمي لحقوق الإنسان ) ..
• وفي ذلك درس كبير للأخوان (المسلمين والشيوعيين) السوريين ...الذين لم يلتحقوا بالثورة إلا متأخرين ، حيث كانوا دعاة حوار مع النظام، لإصلاحه وليس لإسقاطه ..ومع ذلك استولوا (الشيوعيون والأخوان ) متفردين بإعلان دمشق في البداية على قيادة الثورة وكأن ثورة الشباب، هي ثورة ثأر للماضي الأخواني أو الشيوعي (الشمولي ) من النظام البعثي الأسدي، الشمولي الطائفي .... وليست ثورة المستقبل الشاب لجيل (ثورة المعلومات والاتصالات ) الذي تخطى كل (الهلوسات العقائدية والايديولوجية ) التي تريد تفصيل الحياة على قدر هياكل وهم منظوماتهم العقائيدية (الفقهية المشيخية أو العلمانية الستالينية ) ...
• حيث سيصدرون –حينها - بيانا يعلنون فيه أنهم (يرفضون عزل النظام )، وذلك قبل غزو (الشيوعيين في حزب الشعب ) للإعلان ومحاولة التفرد به اليوم تحت شعار : كسر (احتكار السلطة ) حسب بيان حزب الشعب الأخير، ومن ثم ما يترتب على ذلك منطقيا كنتيجة من توزيع الحصص في مؤتمر (جنيف2 ) ...ولعل هذه الهيمنة (الفقهية الشمولية الأخوانية –الشيوعية ) المبعدة لروح الربيع السوري الديموقراطي، هي التي تفتح الأبواب مشرعة، لاستقطاب الثورة اليوم بين داعشين: لتدمير المجتمع والحياة في سوريا : (داعش الأسدية الطائفية العسكرية والأمنية، وداعش المصطنعة عالميا كعدو مناسب للأسدية، لاستبعاد حلم الشباب السوري بمستقبل الحرية والديموقراطية في سوريا ....
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟