أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محيي المسعودي - الشيخ والطفلة .. وافدان من السعودية على العراق














المزيد.....


الشيخ والطفلة .. وافدان من السعودية على العراق


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 22:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



تُقى طفلة بريئة جميلة مُقبلة على الحياة, بهية نقية كقطرة ماء صافية تترقرق فوق زهرة بنفسج, غسلها الندى فجرا . طفلة لم تُكمل عامها الخامس بعدُ , قدِمت الى العراق - قبل ايام - مع ابيها وامها , معزيّة فاطمةَ الزهراء بذكرى فجيعة مقتل "بن فاطمة" الحسين بن علي بن ابي طالب , واهله واصحابه, ومواسية سبايا كربلاء . ربما جاءت تُقى معزية بمقتل " شريك طفولتها" الرضيع عبد الله بن الحسين الذي ذبحه سهم بطل الاعراب ( حرملة) من الوريد الى الوريد .. او ربما جائت معزية بطفلي مسلم بن عقيل اللذين ذبحهم الاشعث على ضفاف نهر الفرات .. طفلة جاءت بكل براءتها منتصرة للحق والعدل ضد الظلم . منتصرة للحياة والسلام ضد الموت والقتل والدمار . جاءت فَرِحة بسفرها , محتفلة بالمكان الجديد الذي تراه لاول مرة , نافضة عنها تراب الصحراء , بنفطه القذر وبأفاعيه السامة , وبحقده ولؤمه اللذين ما انفكا يدمران الحياة من حول الجزيرة , مغتسلة متطهرة بماء دجلة والفرات . لم يكن في بالها ولا علمها ان الاعراب يظلوا اعرابا ولو استعبدتهم امريكا قرنا من الزمن . لم يكن في بالها ولا بال امّها وابيها ان الف اشعث والف حرملة والف شمر لمّا يزالوا يجبون الصحراء بحثا عن مدن جملة يحرقوها ونفوس بريئة يزهقوها ودماء طاهرة يريقوها ...
طفلة قدمت الى كربلاء ببراءتها وحسب . حتى ترديدها كلمات العزاء لفاطمة الزهراء كان غناء من اجل الحياة واستمرارها بسلام وأمان وسعادة , هذه هي الوافدة الاولى على العراق التي قتلت بوابل رصاص اطلقه ضِباع الجزيرة العربية عليها عند مدينة سامراء - بوابة صحراء الاعراب الاجلاف على العراق -
اما الوافد الثاني على العراق , فهو رجل جاوز الثلاثين من عمره , جلفٌ خشن الخُلق والجسد والملبس , دشداشته قصيرة ولحيته طويلة . روحه معتمة, وعقله مغلق , يقدس الموت ويكره الحياة , يرتدي حزاما ناسفا . انّى ذهب , ورشاشه محشو بالرصاص, ويده على الزناد, يطارد البراءة والسلام , وانّى وجدهما قتلهما , فان لم يستطع بالرشاش قَتْلهما , فجر حزامه الناسف , فقتل نفسه من اجل ان يقتل البراءة ويمزق السلام . هذا الوافد الجلف لا اسم صريح له , اسمه كنية مستعارة من اسماء اجلاف الصحراء وضباعها " كنيته , ربما هي (ابو قتادة او الجراح, او السيّاف , او الحجاج ... )
على الطريق , مابين سامراء وكربلاء , كانت امُّ تُقى تُنشد ابنتها الطفلة ترنيمة امّ الرضيع القتيل ( عبد الله بن الحسين) وتردد معها الطفلة : (مهدك يسألني عنك بُنيْ .. وحليب الصدر يناديك ... وعيوني نارا ودما تبكيك) لم تكمل الام ترنيمتها والطفلة تردد معها , حتى انطلقت زغاريد الموت من رشاش ابي قتادة السعودي الصحراوي .! رصاصا يمطر منشدة ومرددة معا . رصاص ينطلق من روح سوداء معتمة حاقدة , وعقل مغلق على الكراهية والموت . اخترقت رصاصات ابي قتادة جسد الام فقاومت الامُّ , واخترقت رصاصات ابي قتادة جسد الطفلة تُقى , فمزقت احشائها الطرية , ودفعت بروحها عاليا لتلتقي روح الرضيع عبد الله بن الحسين في مكان ما !؟ يقول ابو قتادة عن هذا المكان انه مكان احباب الله , انه مكان فيه رسول الله ينتظر ابا قتادة ورهطَه على وجبة طعام ساخن كجزاء لفعلته الاخيرة هذه وما يُماثلها .
على ارض الرافدين سعوديان يقتل احدهما الآخر !؟ سعوديان, الاول جاء يؤدي طقوس الحياة الحرة الكريمة ويستذكر رجالا ونساء واطفالا صنعوا الحياة وكتبوا التاريخ من اجل الجميع , صنعوا الحياة بدمائهم , فخلّدوا العدل والحق والكرامة الانسانية وفتحوا باب الثورة على الظلم والظلام , فخلدهم فعلهم هذا على صفحات التأريخ . الوافد السعودي الاول كان صانع حياة بامتياز ببراءته بطقوسه بوعيه بحلمه بآماله باحلامه . اما السعودي الثاني , فكان قاتلا مدمرا للحياة , حاقدا بحقارة , ظلامي بامتياز .
فأي من السعوديين اقرب الى الحقيقة وأجدر بالحياة واي منهما اقرب الى الضلال والجريمة والعدوان واجدر بالانقراض !؟
اجيبوني بلا لبْسٍ وتضْليل *********** فانّي لستُ ذا دينٍ, وتأويل !؟



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس محافظة بابل في ثلاث دورات منتخبة الى اين !؟
- رافع الناصري يرحل بهدوء . تشيّعه لوحاته الانيقة الفاخرة ويخل ...
- جميلة بوحيرد حررت الجزائرَ من فرنسا , ولكنَّ فرنسا اخذت جميل ...
- مُدن الوجع ... شعر
- الفتنة والتعصب في العراق من المنابر الدينية الى وزارة الثقاف ...
- زيارة أُوغلو الى بغداد - وليمة الثعلب ل اللقلق -
- صحوة متأخرة ام رفسة حمار يحتضر!؟
- الاعراب يستهدفون حتى الرياضة في العراق
- المغترب
- البطاقة التموينية بعهدة الحكومات المحلية العراقية !!
- اسرائيل وحكومات دول الخليج العربي .. مصيرٌ واحد , وعدو واحد
- ايفادات خارج الحاجات
- الحرب على سوريا .. الفاتكان والازهر يصليان لمنع وقوعها ودول ...
- المحاصصة في بابل .. ضغوط وقيود, وفساد بلا حدود
- سباب تراجع الرئيس الامريكي باراك اوباما عن ضرب سوريا !؟
- لماذ الآن .. تكشف امريكا عن دعم السعودية للارهاب في العراق ! ...
- لماذا السعودية تحارب -الاخوان- في مصر وتدعمهم في سوريا !؟
- مصرُ, المصيرُ والمخاض .. ولادة ام اجهاض !؟
- لماذا العراقيون الشيعة يدفعون الثمن باهضا في حروب المنطقة, و ...
- دور سعودي بدل الدور القطري في مصر وسوريا, ام فشل امريكي !؟


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محيي المسعودي - الشيخ والطفلة .. وافدان من السعودية على العراق