|
أربيل في كتابات الرحالة الأجانب في العهد العثماني
عبدالباقي عبدالجبار الحيدري
الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 22:37
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تعد كتابات الرحالة الأجانب من المصادر المهمة لدراسة تاريخ العراق أبان العهد العثماني، لان أهميتها تكمن لا في عددها الضخم، وإنما في مادتها الغزيرة ومنهجيتها التي درست جوانب مختلفة وممتعة من تاريخ العراق الحديث. ولا نعرف بالضبط عدد تلك الرحلات ففي الوقت الذي ذكر فيه لونكريك ستا وتسعين رحلة اغلبها أوربية، قدرها بعض الباحثين العراقيين بما يقرب من الثلاثمائة رحلة. وعلى الرغم من أن هذا العدد الضخم ما زالت معرفتنا قليلة بتلك الرحلات، وان ظهرت بعض الدراسات التي اعتمدت عليها أو ترجمت قسمًا منها إلي العربية. مما لا شك فيه أن غايات وأهداف الرحالة الأوربيين كانت متباينة ومتعددة، لكنها بالتأكيد تعكس الاهتمام الأوربي بالعراق منذ مطلع القرن السادس عشر، عندما بدأ الصراع والتنافس الأوربي للسيطرة والتوسع في العالم الإسلامي، هذا التوسع الذي بدأه الهولنديون والبرتغاليون ومن ثم الإنكليز والفرنسيون بوصفها قوى بحرية استطاعت الوصول إلى مناطق مختلفة من الدولة العثمانية ومنها العراق، موفرين- أي الرحالة – معلومات تفصيلية ودقيقة ومهمة لحكوماتهم، أسهمت إلى حد بعيد في توجيه وبلورة سياسة تلك الدول نحو المنطقة. وهذه الدراسة معنية بتوضيح أوضاع اربيل الاجتماعية- الاقتصادية والعسكرية. طيلة العهد العثماني الذي استمر زهاء أربعة قرون، معتمدة في مادتها العلمية على المعلومات التي نقلها الرحالة الأجانب عن المدينة لتشكيل الصورة التاريخية لأوضاعها ألعامة.
كانت أربيل من أوائل المدن العراقية التي دخلت تحت السيطرة العثمانية، بعد معركة جالديران في 23 آب 1514 بين العثمانيين والصفويين التي انتهت بهزيمة الدولة الصفوية التي تكبد جيشها خسائر جسيمة، وفرار الشاه الصفوي إسماعيل (1514 -1501) من ميدان المعركة. وفي 5 أيلول دخل السلطان العثماني سليم الأول مدينة تبريز عاصمة الصفويين ثم انسحب منها بعد عدة أيام إلى مدينة أماسية في الأناضول حيث قضى شتاء- 1514)-1515).سعى السلطان العثماني إلى كسب الأمراء والزعماء الكورد إلى جانبه وتحريضهم ضد الصفويين، واسند هذه المهمة إلى مستشاره المقرب إدريس البدليسي،الذي نجح في مهمته بعد جولة في المناطق الكوردية كسب خلالها حكام مكري وبرادوست وبابان وسوران والعمادية وبوتان وغيرها من المدن إلى صف العثمانيين، وشجعهم على تطهير مناطقهم من الصفويين. على أن لا تتدخل الدوله العثمانية في شؤون الأمراء والزعماء الكورد وتكتفي منهم بالولاء والمساعدة العسكرية. مع نهاية عام 1534 فتح السلطان سليمان القانوني مدينة بغداد، وأنهى الحكم الصفوي فيها. وبعد أن أمضى بضعة اشهر فيها لتنظيم إدارتها وإدارة وسط العراق، غادرها عائدا إلى بلاده. وعندما وصل إلى محل يدعى كوك تبه سمع بان الشاه الصفوي( طهماسب) ، قد بعث برسالة إلى امير أربيل عزا لدين شير, مما أثار شكوك السلطان1576 _1524)) العثماني فأمر قتله،وعهد بحكم اربيل إلى الأمير اليزيدي حسين بك الداسيني، ثم أضاف السلطان العثماني إمارة سوران بكاملها إلى اربيل وسلم أدارتها إلى الأمير اليزيدي المذكور. جعل العثمانيون اربيل( سنجقا) أي) مركز لواء (تابع لولاية بغداد، واستمرت كذالك طيلة القرن السادس عشر، ثم التحقت في القرن السابع عشر بولاية شهرزور التي كان مركزها في مدينة كركوك،أدى بروز وتنامي قوة الأمارة البابانية منذ أواخر القرن السابع عشر وسيطرة حاكمها سليمان الباباني( (1699 -1669،على مدينة كركوك سنة 1660 ، واستمرارها تحت الحكم الباباني حتى سنة 1701إلى دفع العثمانيين إلى إلغاء ولاية شهرزور من التقسيمات الإدارية للعراق منذ بداية القرن الثامن عشر. ويبدو أن هذا الإلحاق شمل توابع كركوك أيضا ومنها اربيل التي استمرت تبعيتها لولاية بغداد في العقد السادس من القرن الثامن عشر؛ ففي سنة 1766 زار الرحالة الدنماركي( كارستن نيبور) مدينة اربيل وأشار إلى أنها تابعة لولاية بغداد، وكرر الملاحظة نفسها الرحالة الفرنسي( اولفييه) الذي زار اربيل في العقد الأخير من القرن الثامن عشر. وتشير المصادر التاريخية إلى مثل هذه التبعية أيضًا، ففي سنة 1804 كان حاكم اربيل هو سليمان بك، ابن أخت والي بغداد المملوكي علي باشا( (1807 -1802 وفي سنة 1821 عين الوالي المملوكي داوود باشا (1831 -1817) أخاه احمد باشا حاكما على اربيل. وعلى أية حال يجب إن لا يفهم مما سبق، إن سيطرة بغداد على اربيل كانت متواصلة، إذ كانت تخضع لسلطة الأمراء البابان أحيانا ويؤكد هذا الأمر الرحالة( جيمس ريموند وليستد) الذي زار بغداد سنة 1830 حيث كتب قائلاُ رغم اتساع سلطة ولاية بغداد رسميا من البصرة جنوبا إلى ماردين شمالا ومن حدود فارس وكوردستان شرقا إلى حدود سوريا وفلسطين غربا، غير أن الكثير من هذه الأراضي يحتله البدو والكورد الذين كان اعترافهم بسلطان الباشا اسميا وليس حقيقيا. كانت اربيل وإطرافها مقصدا لرحلات العديد من الرحالة الأجانب إبان العهد العثماني لوقوعها على طرق المواصلات، فاحتلت المدينة موقعا جغرافيا مهما في القسم الشمالي من العراق مما جعلها محطة رئيسة على طرق الموصلات، ففيها تمر اقصر الطرق التي تربط المدن مع بعضها البعض. وارتبطت اربيل مع مدن العراق بعدد من الطرق البرية الرئيسة المهمة، والتي كانت تتفرع منها طرق فرعية اقل أهمية. واهم هذه الطرق هو طريق بغداد الموصل والذي يعرف بطريق شرق دجلة، ويبدأ هذا الطريق من الموصل ويمر بمواقع عدة هي،( برطلة –قرقوش- قرية شيخ أمير – قرية اميدان – بازكرتان – باس سخر – (والقريتان الأخيرتان تقعان عند سفح جبل عين صفرة، الخازر (الكلك)) عبور نهر الزاب- عين كاوه – اربيل – قوش تبة – التون كوبري – كركوك.( ثم يستمر وصولا إلى بغداد. وهذا الطريق من المسالك العمودية المهمة التي أثرت في تأريخ العراق الحديث، حيث كان يربطه بأوربا عبر كركوك واربيل والموصل وسمي بطريق شهرزور القديم. وكان الرحالة الأجانب يفضلون سلوك هذا الطريق؛ لأنه أكثر أمانا من بقية الطرق، لكثرة القصبات والمدن الواقعة عليه. فضلاً على انه كان محميا بعدد من الحاميات العسكرية العثمانية، ولكن رغم ذلك فأن هذا الطريق كان يتعرض أحيانا لغارات من القبائل العربية والكوردية، لاسيما عشائر ده زي والهماوند والجاف. كما انه كان يتقطع في بعض المناطق في فصل الربيع بسبب ذوبان الثلوج مما يعرقل حركة القوافل ويوقف حركة النقل. وفضلا عن طريق شرق دجلة كانت هناك طرق فرعية اقل أهمية ربطت اربيل بما جاورها من المدن، ومنها طريق يربط اربيل بالمدن الإيرانية، وتبدأ أولى محطاته من اربيل وتمر بالعديد من المدن والقصبات ومنها( كويسنجق- رانية – سنجه سر – قلعة دز – سره دشد - ساقز (الإيرانية) بيجار - زنجان – قزوين – طهران.) وهناك طريق أخر يربط اربيل بالمدن الإيرانية وتبدأ أولى محطاته من اربيل ( قرية شوان – وادي بره بروش – بابجسجك - تخم باياك (عبور سهل حرير) – خليفان – منطقة زك زاك – راوندوز – ديركالا - رايات – مفصل كآلي شيف الجبلي – عبور نهر ليفأن – سأوج ولاق –مها باد- مراغة – تبريز – أردبيل – ومنها إلى بحر قزوين.) ويعد هذا الطريق من المسالك المهمة ويتميز بطوله وتعرجاته ومنحنياته الجبلية – وكثرة القصبات وخصوصًا المراكز داخل كوردستان العراق، ثم عبوره للعديد من الروافد والينابيع والقنوات. اولاً- المظاهر العمرانية استأثرت المظاهر العمرانية في مدينة اربيل اهتمام الرحالة الأجانب، وكان في مقدمة تلك المظاهر قلعة المدينة وسورها. فالمدينة العراقية في العهد العثماني اتسمت بسمة مهمة هي كثرة تحصيناتها وأسوارها، ومنها اربيل التي اشتهرت بقلعتها وعدت من مدن القلاع، التي تميزت بأهمية سوقية بحكم خصائصها العسكرية، والتي تعزى إلى كونها قلعة حصينة شيدت بالدرجة الأولى لأغراض دفاعية، فضلاً عن كونها محطة رئيسة مهمة في طرق المواصلات. وقلعة اربيل مشيدة على تل مرتفع، هكذا يصفها( نيبور) سنة ( 1766 ) ويستطرد قائلاً "أما اليوم فلم يبقى منها شيئ ماخلا القلعة، ولكن حتى هذه ليست مسورة وانما أقيمت عليها البيوت ولاسيما حول حافة التل بصورة متماسكة، فلا يستطيع احد ان ينفذ خلالها – أي القلعة – إلا من خلال باب المدينة ". ويكرر الملاحظة نفسها الرحالة( اوليفييه) سنة 1797 ) (إن القلعة مبنية على تل مسطح ويحيط بها سور قديم،والحقيقة إن الملاحظة المهمة التي يمكن الإشارة إليها هي مسألة سور القلعة، اذ إن الرحالة الذين زاروا المدينة منذ مطلع السادس عشر لم يشاهدوا سور المدينة الكامل بل ما تبقى منه، فالرحالة الهولندي( راواولف) يشير إلى هذا الأمر خلال زيارة للمدينة سنة( 1573) فيذكر إنها مدينة كبيرة فيها أبنية متواضعة وأسوارها هزيلة. ويبدو إن السبب في ذلك يعود إلى سببين مهمين هما الاضطراب السياسي الذي شهدته المدينة منذ الغزو المغولي للعراق سنة (1558) والصراع العثماني – الصفوي –فيما بعد – للسيطرة على العراق، حيث كانت اربيل منطقة تجاذب بين الدولتين للسيطرة عليها، الأمر الذي أدى إلى تدهور قلعة المدينة وفقدانها مكانتها وخصائصها العمرانية. وليس في القلعة أثار شاخصة ماعدا بقايا جامع كبير يقع خارجها وسط الحقول. ومنارة الجامع مبنية من الجص والأجر، وتتميز بعمارتها الإسلامية حيث إن لها مدخلين متقابلين يمكن من خلاهما الصعود إلى قمتها،وخمن الرحالة إن حجم مدينة اربيل هو الأكبر بعد الموصل وهي تضاهي بمساحتها مدينة بغداد، وتوازي قلعتها قلعة حلب في سورية، والجزء الأعظم من المدينة ينتشر حول القلعة،التي يبلغ ارتفاعها نحو 150 قدم وقطرها نحو 400 ياردة، وجدرانها الخارجية تحتوي على نوافذ مبنية بطريقة غير منظمة تشبه المزاغيل، وما عداها هناك شرفات المنازل التي شيدها أغنياء المدينة. وللقلعة بابان كبيران، أحدهما واسع ويقع على الجهة الجنوبية ويمر من تحت السراي، والأخر صغير يقع في الجهة الشرقية. وشوارع المدينة وعرة ضيقة" حتى إن العربات لا يمكن أن تسير فيها". وعد العثمانيون اربيل وقلعتها من المراكز العسكرية المهمة في المنطقة، لذا كان فيها حامية عسكرية عثمانية. والحقيقة إن الباحث لا يستطيع تكوين صورة واضحة عن القوة العسكرية لأربيل، لان الرحالة لم يتطرقوا إلى هذا الجانب ألا ما ندر؛ ويبدو أن السبب في ذلك يعود إلى تنقل اربيل في تبعيتها بين الحكام المحلين وحكام ولاية بغداد. ويذكر( نيبور )إن فيها – أي اربيل – حاميه قوية من القوات الأنكشارية، والملاحظة نفسها كررها( اوليفييه) بقوله ": .... إن فيها حاميه قوية من الأنكشارية تبعث القسطنطينية بهم". ولكننا نستطيع أن نستشف عدد تلك القوات من الملاحظات التي أوردها رحالة آخرون منهم الفرنسي (دوبرية) Dupre الذي قدم قائمة عن الجيش العثماني ، في عهد الوالي المملوكي سليمان باشا الصغير (1813-1808) كان نصيب اربيل منها)300) فارس. وفي عهد خلفه سعيد باشا (1816 -1813)يذكر) بكنغهام( إن قوة الباشا تتألف من حوالي ألفي فارس متباينين في خيولهم وتجهيزاتهم، من وحدة مدفعية ميدان صغيرة مؤلفة من عشر قطع وكتيبة من المشاة تصحبه عادة بمثابة حرسه الخاص ولا يتجاوز تعدادها ألالف رجل ويمكن أن يزيد عدد قواته بالاستعانة بقوات باشوات.كوردستان ،إما الرحالة )بورترPorter ) فأنة يقدر عدد جيش باشوية بغداد سنة1818 بحوالي عشرة ألاف مقاتل ، وان في استطاعة داود باشا مضاعفة هذا العدد بالاستعانة بقوات من اربيل وغيرها من المناطق الكوردية . ويعزز المنشئ البغدادي ما ذكر سابقا حيث يورد قائمة عن جيش داود باشا سنة 1821 بلغ عدد المقاتلين الكورد من اربيل حوالي أكثر من ألف مقاتل. ثانياً- المظاهر الاجتماعية المتبع لمظاهر الحياة الاجتماعية في مدن العراق عامة واربيل خاصة، يجد أن أكثرها كان امتداد لما عرفه العراقيون وألفوه في فترات سبقت العهد العثماني وهي مجموعة العادات والتقاليد والأزياء والملابس التي ألفها الناس في القرون الماضية، لم تتغير كثيرا، وربما ظل معظمها محتفظا بصورته الأصلية. على إن دراسة هذه المظاهر في العهد العثماني ليست أمرا سهلاً ، لان أكثر المؤرخين الذين تناولوا دراسة تاريخ العراق عامة واربيل خاصة لم يتناولوا النواحي الاجتماعية إلا عرضا؛ وذلك من خلال إشاراتهم للحوادث السياسية. ولهذا فقد شكلت كتابات الرحالة الأجانب مادة مهمة لتوضيح هذه المظاهر. ومع إن الرحالة لم يتغلغلوا بعمق في المجتمع العراقي لأنهم في العادة لا يمضون وقتا طويلا في كل مدينة يمرون فيها، إلا إن ما كتبوه يمثل في الواقع المفتاح لمثل هذه الدراسات. وكان سكان اربيل من المسلمين الكورد والتركمان ومن المسيحيون واليهود. وسمحت السلطات العثمانية للمسلمين فقط بالعيش في القلعة أما اليهود فقد سكنوا في المدينة أسفل القلعة في محلة التعجيل، في حين كان المسيحيين يعيشون في قرية عينكاوة والقربية من اربيل. وجلهم سريان من أتباع الكنيسة الكاثوليكية. وبسبب الظروف السياسية المضطربة التي مرت بها المدينة، وموجات القحط والغلاء وانتشار الأوبئة والأمراض من حين لأخر، ومن ذلك، على سبيل المثال موجات القحط والغلاء في المنطقة عموما في سنوات(1582و1677و1678و1695و1696)، وانتشار وباء الطاعون في اربيل وكركوك وبغداد . وغيرها من مدن العراق في سنة (1773 – 1772 ) ووفقا لما ذكره المؤرخ( ياسين بن خير الله ألعمري)، فأن تأثير هذا الوباء اشتد في اربيل وقراها في السنة التالية" حتى فني أكثرهم وسلم اقلهم". فقد تراجع وتناقص عدد سكانها بدرجه كبيرة. ففي حين قدر الرحالة الفرنسي( اوليفييه) عدد سكان المدينة في العقد الأخير من القرن الثامن عشر ب 2000 نسمة فقط، وهو رقم غير دقيق بلا شك، فان الرحالة( جيمس بكنغهام )الذي مر بالمدينة في سنة 1816 كتب يقول "ذكر لنا إن عدد نفوسها يتجاوز العشرة ألاف، وقد يكون نصف هذا العدد هو الصحيح". أي انه قدر عدد السكان بنحو 5000 نسمة في حين قدر رحالة آخرون عدد السكان بالاعتماد على عدد البيوت،( فالمنشئ البغدادي) سنة 1821 يذكر انه في القلعة نحو ألف بيت وفي أسفلها نحو 4 ألاف بيت. وعلى أية حال فان الدراسات المتأخرة أشارت إلى أن القلعة كانت تستوعب في سنة 1847 نحو(- 56)ألاف نسمة. ويوضح الجدول الآتي عدد سكان المدينة لسنوات متفرقة بحسب ما أورده الرحالة الأجانب:
السنة عدد السكان 2000 1796 نسمة 5000 1816 نسمة 5000 1821 نسمة 5000-4000 1837 نسمة 2000 1873 نسمة 1000 1916 نسمة 6000 1918 نسمة
ثالثاً- أزياء السكان أثار اختلاف أزياء السكان وملابسهم في العراق، اهتمام الرحالة الأجانب الذين أولوها عناية كبيرة في أدبياتهم، وتدل الأوصاف العديدة التي سجلوها لهذه الأزياء أنها كانت تتمتع بالتنوع الشديد في إشكالها وألوانها، وذلك انعكاس طبيعي لتنوع السكان وتعدد الطبقات الاجتماعية في العراق في العهد العثماني فضلاً عن اختلاف المناخ وتباينه بين شمال العراق وجنوبه، والتفاوت الشديد في درجات الحرارة بين صيف البلاد وشتائه أثره في تنوع ملابس السكان حيث مالوا لارتداء الأزياء التي تناسب كل فصل. فملابس الأغنياء هي غير ملابس الطبقات الوسطى والفقيرة، وأزياء أهل المدن لا تشبه تلك التي يرتديها أهل الريف والبادية، وفضلا عن ذلك كان لكل طائفة أزياءها التي تتميز بها عن غيرها من الطوائف. وفي اربيل يصف الدكتور) روس طيب( المقيمية البريطانية في بغداد أزياء السكان في أثناء تجواله في المدينة وما جاورها سنة 1834 ، بأنها تنقسم إلى قسمين هم أهل القرى الذين يصفهم "بأنهم على ما يبدو لا يعرفون أي شي عن العالم" وهم يلبسون ملابس بسيطة وصفها بـ (الخرقة). أما القسم الثاني فهم أهل المدينة من الفقراء والأغنياء الذين أسماهم( الموسورين) الذين كانت أزياءهم تشبه أزياء الأغنياء من أهل بغداد. والتي هي عبارة عن قميص فضفاض عليه صدريتان الواحدة فوق الأخرى، ثم سترة ثالثة واسعة مبطنة بالحرير. كما يرتدي الأغنياء سروالين من قماشين مختلفين فوقهما تنوره_ ويسميها العامة بالصايه_ مفتوحة بحزام من الصوف الفاخر المطرز بالذهب والفضة، وينتعلون خفين "يخصص احدهما للخروج فقط". والحقيقة ان ملابس أهل بغداد تتألف عادة من الملابس الفضفاضة المتميزة بالبساطة، والملاحظ ان أزياء البغداديين كانت تختلف باختلاف فئات السكان، فلباس الأعيان والأغنياء الذين شبه الرحالة لباس أهل اربيل بهم، كان يصنع في الغالب من المنسوجات الهندية، كما يظهر ذلك في القفطان والسراويل والأردية الخارجية بينما يصنع لباس الصدر والرأس من الحرير. أما ملابس السكان الفقراء من أهل اربيل فتتألف من سترة قصيرة وسراويل صوفية فضفاضة شراويل) وصدرية من اللباد لا اردان لها (جاروكة، وينتعلون أحذية صوفية كلاش وجوارب صوفية. ويضعون فوق رؤسهم العمامة الكوردية. وكما هو الشأن بالنسبة للرجال فأن لباس النساء في اربيل كان مؤلفا من ثوب واسع مع سراويل فضاضة مشدودة من الأسفل حول رسغ القدم وعباءة مربعة تشد من زاويتين بحيث تصبح مدلاة من فوق الظهر. أما على الرأس فتلبس النسوة قطعة مدورة من الفضة تتدلى منها ملاءات كبيرة تعلق في كل منها قطع من العملة الليرة حول الرأس والرقبة مصنوعة كلها من الفضة. رابعاً-المظاهر الاقتصادية إن الحديث عن المظاهر الاقتصادية إنما يعني بشكل أو بأخر الحديث عن المدينة، ان الحركة الاقتصادية بأشكالها المختلفة بدءا من الزراعة مرورا بالصناعة والإنتاج الحرفي وحتى الإنتاج الآلي المعقد وصولا الى التجارة, أنماهي مظهر من مظاهر الحياة الاقتصادية. وكانت مدن العراق-بصورة عامة مراكز صغيرة الحجم، وأكثر أجزائها مناطق خربة, ولم تكن هذه الحالة سوى استمرارا للفترة التي سبقت العهد العثماني, ثم ما رافق هذه الفترة من عدم استقرار سياسي من جهة والكوارث الطبيعية من أوبئة وفيضانات ومجاعات من جهة أخرى أسهمت الى حد بعيد في تخلف المدن العراقية وتأخير نشاطها الاقتصادي. وأثارت الحياة الاقتصادية في مدينة اربيل قدرا كبيرا من اهتمام الرحالة الأجانب، لاسيما الزراعة والتجارة، فالزراعة في المدينة كانت مزدهرة لاسيما زراعة القمح التي يقول عنها) نيبور (""أنها تزيد بعشرة أمثال عما تغله أراضي منطقة أخرى ولأتزيد في سنوات الخير عن الخمسة عشر مثلا".ويذكر الرحالة نفسه ان القمح الذي تعتمد زراعته على الأمطار يكون ألذ طعما. ويبدو ان الأمر يعود الى الخصوبة العالية التي تمتاز بها أراضي المدينة التي وصفها احد الرحالة بأنها "رائعة". وارتبط بمسالة الزراعة مسالة تربية المواشي حيث يورد (نيومان) ان كثيرا ما كان يشاهد قطعان الماشية في المدينة. والحقيقة ان احد الرحالة أورد صورة طريفة لأهل اربيل بتربيتهم للماشية لاسيما الميسورين منهم، بأنهم كانوا يغادرون المدينة مع قطعان مواشيهم الى المناطق الجبلية لأجل رعيها في فصل الصيف ويصف ذلك قائلا" وقد قيل لي ان أكثرية أثرياء القلعة قد سافروا مع قطعان أغنامهم ومواشيهم الى المناطق الجبلية لأجل رعي الحيوانات وأنهم سوف يعودون في موسم الخريف إلى البلدة. اما تجارة اربيل فقد أسهمت عوامل عديدة في ازدهارها، ومن هذه العوامل موقعها الجغرافي المتميز مما جعلها منطقة تجارية هامة، وملتقى لطرق القوافل التجارية القادمة من إيران باتجاه العراق. ويشير( ادموندز) ان اربيل امتازت بتصدير الحبوب الحنطة والشعير للأغراض التجارية، فضلا عن صادراتها من الأصواف والتبوغ والعفص والأخشاب والصمغ والعسل والفواكه المجففة. وكانت المدينة تحصل بدورها على المواد الضرورية والاستهلاكية كالشاي والسكر والقهوة من الموصل وأحيانا من بغداد،كما كانت تحصل عبر المدن الإيرانية مثل صوجلاق على الطنافس والحرير والجلد والفراء والبغال. ويقومون بدورهم-أي تجار اربيل بإعادة تصديرها إلى الموصل أو إلى بغداد بواسطة الاكلاك. اتسمت مدن العراق بظاهرة حيوية وهي النشاط المتزايد للأسواق، والتي غالبا ما تكون قريبة من منطقة سراي الحكم. وتتفرع من السوق عادة مجموعة منة الأسواق المتخصصة بنمط معين من التجارة، والتي تؤلف بمجموعها حيا تجاريا كبيرا، فكل مدينة لها أسواق عديدة يختص كل منها بتجارة معينة من البضائع، والتي غالبا ما يسمى السوق باسم البضاعة التي تتاجر فيه مثل سوق العطارين، سوق الخياطين، سوق البزازين...الخ وقد عرفت اربيل بعضا من تلك الأسواق التي أثارت انتباه الرحالة الذين مروا بها. ويجمع هؤلاء الرحالة على إن أسواق المدينة واسعة وجميلة ومكتظة بالتجار،وان معظمها مغطاة بالسقوف ومزينة بطريقة جميلة، وبحسب وصف نيومان الذي مر بالمدينة سنة 1873 إن أسواقها "مظللة بالأوراق والأغصان تدعمها الأعمدة، ومخازنها مبنية من الطابوق وهي ملأئ بالبضائع والتجار الذين يلبسون الملابس الجميلة". ومنذ العقد السادس من القرن التاسع عشر شهدت الحركة التجارية ازدهارًا لأسواق المدينة، بعد ارتباط الاقتصاد العراقي بالسوق العالمية عقب افتتاح قناة السويس سنة 1869 ، ونمو تجارته الخارجية. ومثل بقية المدن العراقية تأثرت اربيل بذلك من خلال التوسع الاقتصادي لأسواقها، وتشير السالنامات العثمانية إلى إن أسواق المدينة كان فيها 637 دكانا ومحلا تجاريا و 23 مخزنا و 3 حمامات و 11 مقهى. لا يمكن الحديث عن أسواق اربيل دون التطرق إلى خاناتها، باعتبار أن وظيفتها – أي الخانات– تكمل وظيفة الأسواق. فلقد صمم كل جزء من الخان لكي يؤدي وظيفة معينة لها علاقة بتسهيل مهمة التجارة ومن يقوم بها، إذ تمارس عملية الخزن وتبادل البضائع وإيواء التجار والمسافرين وحيواناتهم وكل ما هو من شأنه إن يخدم هذه الإغراض،ويمكن أن نميز من خلال ما كتبه الرحالة نمطين من الخانات في اربيل : -1 الخانات الواقعة في مركز المدينة ضمن منطقة السوق. -2 الخانات الواقعة في أطراف المدينة. فبالنسبة لخانات النوع الأول الكبيرة منها والصغيرة، فقد تركزت في سوق المدينة أو بالقرب منها، وان مقدار هذا التركيز يسمح لنا بتقدير الدور الذي تسهم به في تجارة المدينة،وتعددت اختصاصات هذا النوع من الخانات فكانت مكانا للتجارة الداخلية والخارجية، ومأوى للتجار الغرباء والمسافرين ومخازن لبضائعهم. ويحدثنا) نيومان ( 1873 انه نزل في واحد منها مكون من طابقين قائلا" وفي اربيل خانات عده مزدحمة بالتجار والقوافل التجارية، التي نزلت في احد منها، وفي تلكا الليله أقمنا في الطابق الأرضي من الخان، بالقرب من إسطبل حيواناتنا" ويبدو أن السبب الذي دفعهم للأقامة في الطابق الأول هو ازدحام الخان بالمسافرين، لاسيما إذ علمنا إن التصميم الهندسي للخان عادة يتكون من طابقين يخصص الطابق الأرضي منه مخازن للبضائع وإسطبلات ومعالف للحيوانات؛ أما الطابق الثاني ففيه توجد غرف المسافرين والتجار. ومما تجدر الإشارة إليه هنا انه من خلال ما أورده الرحاله من وصف لهذا النوع من الخانات، إننا يمكن أن نشخص سمتين رئيسيتين فيها هما طابعها الفندقي والسمة الاجتماعية، حيث كانت مسرحًا للقاء القادمين من أماكن مختلفة؛ مما يسهل عقد الصفقات التجارية فيما بينهم، فضلا عن التقارب الاجتماعي، لاسيما في جلسات السمر ليلاً مما يهيئ وسيلة للتقارب بينهم، حيث كان المسافرون يقدمون صورا من مغامراتهم إثناء السفر وكتب احد الرحالة واصف هذا الأمر بقوله "كان صاحب الخان –الذي نزل فيه – عربيا وهو رجل مسن وحكيم، وفي الليل قدم نزلاء الخان وصفا لقصص تتعلق بالسرقة وجرائم القتل بصورة تراجيدية، وهو اغلب الظن أسلوب تمثيلي واتخذوا من باحة الخان مسرحًا لتقديم عروضهم عليها". أما النوع الثاني من الخانات الموجودة في أطراف مدينة اربيل فهي لا تختلف عن النوع الأول، إلا من حيث الوظيفة والحجم وطراز عمارته وموقعه. واتى الرحالة( نيبور) 1765 على ذكر احدها والذي يقع على مساحة 10 كم جنوبي المدينة في قرية قوش تبه ويسمى الخان بخان عادلة نسبة إلى ابنة والي بغداد احمد باشا (1747- 1719) الذي أمر بحفر بئر وإقامة هذا الخان في ا لمنطقه لتسهيل سفر القوافل وسعاة البريد( التاتار)، وقامت ابنته عادلة خاتون بتوسيع هذا الخان لتامين راحة المسافرين، ولتطوير المكان سمحت السلطات بزراعة الأراضي المحيطة بالخان لكل من يرغب من سكان المنطقة. خامساً- وسائط النقل مما لاشك فيه إن وسائط النقل التي كانت قيد الاستخدام إبان العهد العثماني هي نفسها الوسائط التي اعتاد سكانه على استخدامها لقرون طويلة مضت، وإذا كان العراق قد شهد دخول وسائط النقل الحديثة منذ منتصف القرن التاسع عشر، فان ذلك اقتصر على النقل التجاري النهري والبحري في المقام الأول مع بعض المحاولات التي لم تكتمل حتى سنة 1914 للاستفادة من وسائط النقل الحديثة، لاسيما السكك الحديدية. وميز الرحالة في اربيل نوعين من وسائط النقل التي كانت قيد الاستخدام في المدينة، هما وسائط النقل البرية والنهرية، وبقدر تعلق الأمر بوسائط النقل البري وجود عدة طرق رئيسة برية ربطت اربيل مع بقية مدن العراق، فضلا عن طرق برية فرعية ربطت المدينة بالمدن والقصبات التابعة لها والتي تقع ضمن إقليمها. وكانت هذه الطرق تشكل جزءًا من شبكة أوسع من الطرق التي ربطت اربيل والعراق بالدول المجاورة. إن عملية النقل عبر هذه الشبكة من الطرق الرئيسة والفرعية كانت تتم بواسطة القوافل وهي إحدى أهم وسائط النقل في المنطقة، والتي استمرت كذلك حتى بدايات القرن العشرين. إن أي متتبع للقوافل في العراق إبان العهد العثماني سيلاحظ أن هناك ثمة اختلافات بين القوافل من حيث الأهمية والحجم والتنظيم والمواد التي تنقلها وأجور النقل والقترة الزمنية التي تستغرقها في المسير بين مراكز المدن ومواسم خروجها. وفي اربيل التي شكلت محطة رئيسة مهمة على طريق شرق دجلة، نجد أن كتب الرحالة لا تتضمن معلومات تفصيلية وافية عن هذه القوافل، من حيث الحجم والتنظيم وأجور النقل، فالرحالة الإيطالي( فنشنسو) ( 1656 ) يذكر انه سافر إلى اربيل بقافلة كان قوامها 300 فارس. أما( نيبور ( 1765 )( فيذكر انه لم يجد قافلة مسافرة من اربيل إلى الموصل لكنه علم إن جماعة من اليهود ينون السفر إليها وكان عددهم مابين -25)30(شخصاً،مستخدمين الحمير لنقل بضاعتهم حيث لم يكن لديهم غير هذا النوع من الدواب. فضلأ عن هذا النوع من القوافل، كانت هناك قوافل سعاة البريد( التتار) التي تنقل البريد بين ولايات العراق والعاصمة اسطنبول، ويذكر) اوليفية ( 1796 )( انه سافر من اربيل إلى الموصل مع قافلة سعاة البريد قوامها 14 حصانًا. وكذلك الحال مع الرحالة )بيكنغهام( (1816 ) الذي سافر من الموصل إلى اربيل مع سعاة البريد وفي المدينة استراح وأبدل خيوله المتعبة بأخرى جديدة. وفضلا عن هذه القوافل كانت هناك قوافل تصل مابين اربيل وتوابعها وما جاورها من مدن لاسيما مدينة كركوك، إذ يشير نيبور انه سافر بقافلة من كركوك إلى اربيل وان "معظم أفراد القافلة الذين سافروا معنا من كركوك لم يسيروا مسافة ابعد من اربيل، وإذ انتهى سفرهم عندها". وبنفس المعنى يذكر) نيو مان ( 1873 )، انه سافر مع قافلة حاكم الموصل عادي أفندي متوجها إلى اربيل، ويقول "وعند تحرك القافلة جاءنا عشرون جنديا مشيا على الأقدام، ثم جاءوا بعشرين بغلا محملين بالخيام وعدة السفر، ثم لاحقهم عشرون خيالا مسلحين بالسيوف والرماح البنادق". أما وسائط النقل النهرية التي أتى الرحالة على ذكرها هي الاكلاك التي كانت تستعمل للنقل في منطقة الزاب الأعلى ويعمل عليها اليزيدية، ويقول نيبور عن هذه ألأكلاك "انه ليس هناك واسطة لعبور النهر غير أكلاك اليزيدية من أهالي قرية عبد العزيز لكن هذه الاكلاك ليست من المتانة بحيث تقوى على مقاومة تيار الماء الجارف، فهي اردء واسطة للنقل رأيتها في حياتي"، ويصف نيبور الكلك أنه مكون من 32 قربة منفوخة من جلد الشاة، توضع أربع منها في الطول وثمان منها في العرض وتربط بحبل واحد. ويؤكد النص السابق الرحالة( اوليفيه ( 1766 ) عند وصوله إلى الزاب "انه اهتمت جماعة من اليزيدية التقاهم هناك بإنزال حمولة خيولهم، "وكان بعضهم – أي اليزيديه- مزودا بقربه منفوخة، يتناول حصانا من زمامه ويجعله يسبح، وهو يمسك الزمام بيد والقربة بالأخرى.. والتي وصلت جميعها –أي الخيول – دون أن يحدث أي حادث" ، أما الأمتعة فقد حملت على آكلاك مؤلفه من 32 قربه مربوطة ومثبتة تحت أخشاب الصفصاف سمكها عقدة ونصف، وكان العامل الذي يقود الكلك يجذف بواسطة مجداف ذي مسند على شكل مقبض، ويشير الرحالة أيضا إلى ملاحظة مهمة انه في أثناء عدم مقاومة الكلك للتيار كان يربط بحصان لإيصاله إلى الجهة الثانية. ويصف الرحالة الإنكليزي( هود ( 1817 )( اليزيدية العاملين على هذه الاكلاك بأنهم "أناس شبة عراة وتبدو عليهم إمارات الفاقة والبؤس، وهم يسكنون على ضفاف النهر، ولهم مهارة فائقة في نقل البضائع عبر النهر"، حيث كان هؤلاء اليزيديون وأطفالهم "يقود حصانين أو ثلاثة عبر الماء بسهوله مدهشة". الخاتمة شكلت كتابات ألرحاله الأجانب مصدرًا مهمًا لدراسة تاريخ العراق الحديث في العهد العثماني لأنها درست جوانب مختلفة أغفلت المصادر التاريخية عن ذكرها. وكانت اربيل مقصدا لرحلات العديد من هؤلاء الرحالة.لوقوعها على طرق المواصلات الرئيسة، ففيها تمر اقصر الطرق التي تربط مدن العراق مع بعضها بعضًا، وارتبطت اربيل مع مدن العراق بعدد من الطرق البرية والتي كانت تتفرع طرق فرعية اقل أهمية. واستأثرت المظاهر العمرانية والاقتصادية والاجتماعية في اربيل اهتمام الرحالة الأجانب، فقلعة المدينة وسورها أتى الرحالة على ذكرها باهتمام بالغ مع تبيان أهميتها العسكرية وما تعنية بالنسبة للعثمانيين الذين اتخذوها قاعدة عسكرية. في حين شكلت المظاهر الاجتماعية مساحة لا بأس بها في كتابات هؤلاء الرحالة فابدوا العناية بسكان اربيل وديانتهم وطوائفهم مع التطرق لأزيائهم وأوصافها وأشكالها. أما المظاهر الاقتصادية فقد ركزت على نمط الزراعة في اربيل وجزء صغير من تجارة المدينة، مع التوسع في وصف الأسواق وما يرتبط بها من مرافق مكملة للعملية التجارية ونقصد بها الخانات حيث كان للرحالة وقفة معها وشكلت كتابتهم مادة غنية عن هذا الموضوع. والمواصلات المستخدمة في المدينة كان لها نصيب في أدبيات الرحالة الذين ميزو نوعين منها هي البري والنهري فاتوا على ذكر القوافل وحجمها ونوعها لأنها كانت واسطة النقل البرية الرئيسة في المدينة. أما النهرية فقد كانت تستخدم في منطقة الزاب وكان اليزيدية الساكنين في تلك المنطقة هم الذين يعملون عليها واهم واسطة مستخدمة كانت الاكلاك.
المصدر:د.هشام سوادي هاشم،اربيل في كتابات الرحالة الأجانب في العهد العثماني ، مجلة التربية والعلم - المجلد ( 15 ) العدد ( 3) لسنة 2008 .
#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاحزاب و الحركات التركمانية في الميزان على طريقة جحوش الديم
...
-
هل يُزهِر ربيع الثورات في كردستان الأُباة؟ الذكرى السنوية ال
...
-
جمعية التراث العمراني-إقليم كوردستان
-
تحدّيات الحفاظ العمراني المستدام لشواخص العراق التأريخية
-
مطالبة بتحويل المجتمع الكردستاني من مستهلك إلى منتج
-
عجائب السبع في إقليم كردستان العراق
-
نهب وسرقة آثار وكنوز قلعة اربيل التأريخية تحت ظلام الليل
-
المطالبة بتشكيل هيئة للحفاظ على التراث المعماري في إقليم كرد
...
-
السيرة والمكانة العلمية للشيخ العلامة محمد آلتي برماق رحمه ا
...
-
من الأفضل حكومة التكنوقراط أم حكومة الحزبية لإقليم كردستان ف
...
-
قلعة أربيل التأريخية تحت المجهر
-
دورالعرض والطلب في سوق السكن بالمدينة العراقية (مدينة دهوك ح
...
-
آليات العرض والطلب في سوق السكن بالمدينة العراقية (مدينة دهو
...
-
الآثار الإجتماعيّة و الديموغرافيّة للنموّ الحضري في العراق م
...
-
التجديد الحضري لقلعة اربيل :دراسة إجتماعيّة-إقتصاديّة وعمران
...
-
نظريات النموّ الحضري والتحضّر في المجتمع
-
نظرة ابن خلدون لظاهرة النموّ الحضري
-
إشكالية الربط بين البحث العلمي والمجتمع في الدول النامية
-
عرض المخططات الأساسية لتطويرمدينة اربيل للفترة 1233م-2005م
-
واقع التعليم العالي في العراق بين التحديات و الضرورة
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|